«قمة بروكسل» تكتب نهاية «الهجرة غير الشرعية»

أعلن البيان الختامي للقمة الأوروبية التركية بشأن اللاجئين، الثلاثاء، «انتهاء التدفقات غير النظامية للاجئين عبر طريق غرب البلقان»، إلا أنه خلا من الإشارة تحديدا إلى «إغلاق البلقان» أمام حركة اللاجئين القادمين من تركيا عبر اليونان، وذلك خلافا للمسودة التي كانت مقترحة للبيان قبل انعقاد القمة.
وفى نفس السياق، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، أن تركيا ستستقبل المهاجرين، الذي يتم ضبطهم في مياهها الإقليمية، وقال :«ذلك يعني أن أيام الهجرة غير النظامية إلى أوروبا قد انتهت».
وأضاف، في مؤتمر صحفي مشترك، أمس مع رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، ورئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، أنه رغم تطبيق خطة العمل المشتركة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا إلا أن تدفق المهاجرين من الأخيرة إلى اليونان مرتفع جدًّا، واتفقوا على خفضه.
ومن جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح بالنسبة للجهود الأوروبية لحل أزمة المهاجرين فيها، مطالبة الاتحاد في مقابلة مع محطة الإذاعة الألمانية (إس.دبليو.آر) بتخصيص حصص للاجئين العراقيين إلى جانب اللاجئين القادمين من سوريا.
وجاء ذلك في الوقت الذي أعرب نحو 100 من الشخصيات البارزة في المجتمع الألماني عن شكرهم ل«ميركل» على جهودها في سياسة اللجوء، وأهدوها حزمة كبيرة من الزهور الحمراء.
وفى غضون ذلك، أكدت النمسا تمسكها بسياستها الحالية تجاه اللاجئين، وقالت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل لايتنر في فيينا :«لن نتراجع مليمترا واحدا عن موقفنا، وستظل مقدونيا مغلقة»، بينما تعهد لاجئون ومهاجرون عالقون على الحدود اليونانية مع مقدونيا بألا يبرحوا مكانهم.
وشددت على ضرورة تضافر الجهود الأوروبية والتعاون مع دول البلقان في مكافحة عصابات تهريب اللاجئين، مشيرة إلى أن هذه العصابات بدأت تسلك طرقا جديدة عبر بلغاريا ورومانيا وألبانيا لتهريب اللاجئين إلى دول وسط أوروبا، وحذرت الاتحاد الأوروبي من الاعتماد على تركيا في مواجهة الأزمة.
وبدورها، قالت رئيسة وزراء بولندا بياتا شيدلو إن الاتفاق الأوروبي التركى سيشكل خطوة كبيرة نحو حل أزمة الهجرة في القارة البيضاء حال تنفيذه بشكل كامل.
ومن جانبه، أعرب مفوض الأمم المتحدة الأعلى للاجئين فيليبو جراندي عن قلقه الشديد من مشروع الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة حول أزمة الهجرة، والذي ينص على إعادة مهاجرين إلى تركيا بما في ذلك طالبي اللجوء السوريين، فيما انتقد المدير الإقليمي للمفوضية في أوروبا فينسنت كوشيتيل خطط إعادة المهاجرين من اليونان مشيرا إلى أن مثل هذه الخطوة تمثل «خرقا للقوانين الأوروبية والدولية، والطرد الجمعي محظور».
وتزامن ذلك مع وصف منظمة العفو الدولية الخطة الأوروبية بأنها «غير إنسانية وغير قانونية»، وقالت إيفرنا مكجوان مديرة مكتب المنظمة في بروكسل في بيان إن «قادة الاتحاد الأوروبي وتركيا وصلوا إلى مستوى جديد من الانحدار، لأنهم فعليا يساومون على حقوق وكرامة أشخاص هم من بين الأكثر ضعفا في العالم».
وتابعت :«فكرة تبديل لاجئين بلاجئين لا يتنافى فقط بشكل خطير مع الحقوق الإنسانية، وإنما أيضا لا يقدم حلا مستداما وطويل المدى للأزمة الإنسانية المستمرة».