مشهدان يتكرران بعد 146 عامًا بقناة السويس..عودة «المحروسة» ومأدبة عشاء رؤساء العالم

بين حفل افتتاح قناة السويس في 16 نوفمبر 1869، والحفل المنتظر للقناة الجديدة في 6 أغسطس القادم، مشاهدة متشابهة عمرها 146 عامًا، تتكرر في الحفل المنتظر بعد 6 أيام.
وحرص القائمون على تنظيم الحفل الجديد، تكرار مشاهد من الحفل الأول للقناة في عهد حاكم مصر وقتها، الخديوي إسماعيل، من بينها
بدأ الحفل بدخول الرئيس عبدالفتاح السيسي للقناة الجديدة مستقلًا يخت «المحروسة»، وهو نفس اليخت الذي دخل به الخديوي إسماعيل قناة السويس عند افتتاحها في 16 نوفمبر 1869، ليكون أول قطعة بحرية تدخل القناة الجديدة.
ودعت مصر رؤساء وملوك دول العالم لحضور الحفل، وهو الأمر الذي فعله الخديوي إسماعيل، حيث قام بدعوة أكثر من 8 آلاف شخصية من مختلف دول العالم لحضور حفل افتتاح القناة.
وتستعرض «المصري اليوم»، تشابه تفاصيل حفل افتتاح القناة الجديدة والافتتاح الأول للقناة قبل نحو 146 عامًا، في التقرير التالي:
1- يخت المحروسة
يبدأ الحفل الأسطورى لافتتاح قناة السويس الجديدة حسب تأكيدات مصادر مسؤولة- بوصول الرئيس عبدالفتاح السيسى في الساعة الواحدة والنصف ظهرا، ثم صعود الرئيس إلى مركب المحروسة بعدها، ويبدأ تحرك الموكب البحرى لرئيس الجمهورية من خلال مظاهرة بحرية بقناة السويس الجديدة في الساعة الثانية ظهرا، ثم وصول موكب رئيس الجمهورية إلى المنصة الرئيسية للاحتفال في الساعة الثانية والنصف.
الأمر الذي تكرر في حفل افتتاح القناة عام 1969، كان يخت «المحروسة» أول قطعة بحرية في العالم تعبر قناة السويس، وعلى متنه عدد الملوك والأمراء، ومنهم الإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا وزوجة نابليون الثالث، وأمير وأميرة هولندا وإمبراطور النمسا فرنسوا جوزيف، وولي عهد ألمانيا الأمير فريدريك، وحينها أهدت الإمبراطورة أوجيني «بيانو» أثري للخديوي إسماعيل، كان قد صنع خصيصا للإمبراطورة في «شتوتغارت» بألمانيا عام 1867، وعزفت عليه بنفسها على ظهر اليخت، وما زال موجودا حتى الآن بنفس حالته الأصلية، وفقًا لما ذكره الكاتب محمد يوسف أحمد، في كتابه «الخديوي والإمبراطورة- افتتاح قناة السويس نوفمبر 1869».
اليخت الذي تغير اسمه بعد ثورة 23 يوليو 1952، إلى «الحرية»، كان أيضا أول قطعة بحرية تدخل قناة السويس، على متنه الرئيس محمد أنور السادات في الافتتاح الثاني للقناة، بعد الانتهاء من حرب أكتوبر في 5 يونيه 1975
2- حضور ملوك ورؤساء العالم
دعت مصر عددًا من ملوك ورؤساء دول العالم لحضور الحفل، وهو ما أكده سامح شكري وزير الخارجية، خلال لقائه بالصحفيين المعتمدين لدى وزارة الخارجية، أن مصر تدعو جميع دول العالم بما فيها قطر، لمشاركة الشعب المصري افتتاح مشروع قناة السويس.
وأعلن قصر الإليزيه الخميس أن الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند سيحضر حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، كضيف شرف، تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى.
كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، هونج لى، أن وزير الثقافة الصينى لوه شو جانج سيشارك كمبعوث خاص للرئيس الصينى.
وخلافا لعرف الفاتيكان، قالت السفيرة وفاء بسيم، سفيرة مصر لدى الفاتيكان، إن بابا الفاتيكان فرنسيس الأول رحب بدعوة الرئيس السيسى للمشاركة في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، ووجه بإرسال وفد رفيع المستوى، برئاسة الكاردينال دومينيك ماميرتى، رئيس المحكمة العليا للتوقيع البابوى، للمشاركة في هذا الحدث التاريخى.
في الافتتاح الأول للقناة عام 1969، دعى الخديوي إسماعيل نحو 8 آلاف شخص من مختلف دول العالم، من أبرزهم الإمبراطورة أوجينى إمبراطورة فرنسا وفرنسوا جوزيف إمبراطور النمسا وملك المجر وولى عهد بروسيا والأمير هنرى شقيق ملك هولندا وسفيرا إنجلترا وروسيا بالآستانة.
3- مأدبة العشاء
في افتتاح القناة الجديدة، سيقيم يقيم الرئيس السيسى، في السابعة مساءً، مأدبة عشاء رئاسية للملوك والأمراء ورؤساء الدول الضيوف المشاركين في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، في فندق «ميركيور» المطل على بحيرة التمساح.
في حفل افتتاح القناة عام 1869،يروي الكاتب محمد يوسف أحمد، في كتابه «الخديوي والإمبراطورة- افتتاح قناة السويس نوفمبر 1869»، «بدأ العشاء الأسطوري وفي تمام التاسعة في أكبر ولائم التاريخ ...حيث مدت الموائد لآلاف المدعوين.... والتي كان في صدرها المائدة الرئيسية وهذه المائدة جلس إلى جوار الخديوي إسماعيل أوجيني وعن يمينها فرانسوا جوزيف وعن يسارها فردريك ويلهلم ولى عهد بروسيا وإلى يمين الإمبراطور فرانسوا جوزيف عقيلة السير إليوت سفير انجلترا بالآستانة ثم الجنرال اجنابتف سفير بروسيا في الآستانة وإلى يسار ولى عهد بروسيا عقيلة سفير بروسيا ثم السير هنري اليوت وأمامهم جلس الخديوي إسماعيل وإلى يمينه أمير هولندا فالأمير مورا وإلى يسار الخديوي مدام بواز ثم فردينان دى ليسبس».
4- منصة الإحتفال
أسندت تجهيزات المنصة الرئيسية في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة إلى فريق عمل فرنسى، ويواصل الفريق تجهيز 3 منصات رئيسية و20 فرعية بنفس الأسلوب، على شكل هيكل مفتاح الحياة باللون الأبيض والأزرق، إضافة إلى الأضواء وسماعات الصوت.
تقع المنصة الرئيسية على الضفة الشرقية للقناة الجديدة أمام قناة الاتصال رقم 2 بمنطقة نمرة 6.
في حفل افتتاح القناة عام 1869، أقيمت 3 منصات، خضراء مكسوة بالحرير، خصصت الكبرى للملوك والأمراء، والثانية إلى اليمين لرجال الدين الإسلامى ومنهم الشيخ مصطفى العروسى والشيخ إبراهيم السقا، والثالثة إلى اليسار وخصصت لرجال الدين المسيحى، وجلس بالمنصة الكبرى الخديوى إسماعيل ومسيو دى لسبس والإمبراطورة أوجينى إمبراطورة فرنسا وفرنسوا جوزيف إمبراطور النمسا وملك المجر وولى عهد بروسيا والأمير هنرى شقيق ملك هولندا وسفيرا إنجلترا وروسيا بالآستانة والأمير محمد توفيق ولى العهد والأمير طوسون نجل محمد سعيد باشا وشريف باشا ونوبار باشا والأمير عبدالقادر الجزائري.
5- حفل الختام
يشهد ختام حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، عرض مسرحى يضم أوبرا عايدة، ومقطوعات موسيقية، تحت إشراف الموسيقار عمر خيرت في الساعة الثامنة والربع، لينتهى العرض المسرحى والأوبرا بعد نصف الساعة، لتبدأ فقرة فنية للألعاب النارية والليزر التي تضىء سماء الإسماعيلية، وعرض للفيديوهات المجسمة، على مدرجات الأوبرا، التي أقيمت على شاطئ بحيرة التمساح داخل فندق ميركيور الإسماعيلية.
ويتحقق حلم الموسيقار الإيطالي جوزيبي فيردي بعرض أوبرا (عايدة) في افتتاح قناة السويس قبل 146 عامًا، وكان فيردي ألف أوبرا «عايدة» بتكليف من الخديو إسماعيل لتعرض في افتتاح قناة السويس عام 1869 وتكون جزءًا من مباهج وإبهار حفل الافتتاح ولكن تأخر وصول الملابس والديكورات من إيطاليا حال دون عرضها.
وقالت دار الأوبرا المصرية في بيان إن «حلم فيردي سيتحقق في افتتاح قناة السويس الجديدة»
وأضاف البيان أن العرض سيقدم على مسرح مساحته 2500 متر مربع أمام منصة مشاهدين تتسع لأكثر من ألفي مشاهد، وأن الديكور صمم «بالطابع الفرعوني الممزوج بالحداثة.. تاج فرعوني مزين بمفتاح الحياة تنبعث منه أشعة تضم المجريين الملاحيين لقناة السويس القديمة والجديدة، بالإضافة إلى أبواب تفتح في استقبال قائد الجيش الفرعوني المنتصر لتظهر العرش الفرعوني وفي خلفيته مراكب فرعونية تحمل أعلام دول العالم وتتجه نحو منصة المشاهدين، في إسقاط فني يعبر عن مصر وهديتها إلى العالم.