نوال السعداوي: لا أدعو للإلحاد.. والخوف «مرض» يقتل الإبداع

قالت الدكتورة نوال السعداوي إنها لا تدعو للكفر أو الإلحاد، بل للتفكير والنظر للآخرين ومعرفة أسباب تقدمهم على العكس مما نعيشه من تأخر، لدرجة أن الجامعات أصبحت هنا تتذيل قوائم جامعات العالم، محذرة من الاستسلام للخوف الذي اعتبرته مرضا يقتل الإبداع.
وقارنت الطبيبة الكاتبة، في كلمة لها ب«الملتقى الخامس لنوال السعداوي»، الذي عقدته مساء الجمعة، واستضافه الحرم اليوناني بالجامعة الأمريكية، بين وضع دول أجنبية وبين مصر، بقولها إنها عند زيارتها للصين وجدت أشخاصا بعضهم لا يتبعون دينا، لكن على خٌلق، مضيفة: «وعلى الرغم من أن لدينا تضخما دينيا، نجد أنه لا أخلاق، فلا علاقة للأمر إذن بلحية أو حجاب».
وطالبت «السعداوي» بإعمال العقل في كافة الأمور الحياتية بقولها: «العقل النقدي مهم جدًا، لكن إحنا بيعلمونا الطاعة»، ووصفت الخوف ب«المرض الذي يقتل الإبداع»، والواجب التغلب عليه، قائلة: «حتى الموت أنا تخلصت من الخوف منه، كلنا هنموت، إيه المشكلة؟ لكن هما بيخوفونا من الموت علشان نفضل عبيد. ولما كنت في السجن، كان فيه ناس بتنهار وتمرض، وسألوني مابتيأسيش، قولتلهم إحنا هنخرج».
ووصفت «السعداوي» الإبداع بأنه «تحويل التجارب السلبية لأمور إيجابية»، معتبرة السجن ليس مجرد الزنزانة وحبس، قائلة: «إحنا بنعيش في سجن العقل، وفي عالم واحد ذى طبقية وعنصرية واحدة قاهرة للرجال والنساء، خصوصًا الفقيرات».
وأشارت الكاتبة إلى «صعوبة» حكم الشعب الواعي، وإلى الثورات التي تشهدها مختلف دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية التي تشهد ثورة من «السود» ضد العنصرية الممارسة بحقهم، لافتة إلى مفارقة كون تلك العنصرية تٌمارس بحق المواطنين على الرغم من أن الرئيس الأمريكي نفسه «أسود».
و«ملتقى نوال السعداوي» حلقات نقاشية تتناول عرض أعمال الكاتبة، الروائية والفكرية، وينظمه عدد من الشباب الذين تعرفوا على «السعداوي» في ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير 2011، وتوطدت علاقتهم بعدها بها، وهم من يتولون كافة الترتيبات الإدارية للملتقى.