قال الروائي شريف حتاتة "خلافاتي مع زوجتي السابقة الدكتورة نوال السعداوي انتهت وعدنا أصدقاء من جديد". ورصد حتاتة خلال ندوة تحدث خلالها بدار الكتب والوثائق القومية أمس محطات من حياته معتبرا أن أغناها الفترة التي عقبت خروجه من المعتقل في بداية الستينيات مع عودته مرة أخرى إلى العمل كطبيب، وهي الفترة التي قابل فيها شريكة حياته الدكتورة نوال السعداوي. وقال حتاتة: "ساقني الحظ بعد خروجي من السجن، إلى الرجوع للعمل مرة أخرى بوزارة الصحة، وهناك قابلت الدكتورة نوال السعداوي، وتعرفنا، ثم أغرمت بها وتزوجنا، صحيح أننا الآن منفصلين، لكننا وبعد خلافات شديدة حدثت بيننا في الفترة الأخيرة عدنا أصدقاء كما كنا". وكان شريف حتاتة أعلن في بيان وزعه على وسائل الأعلام قبل نحو خمسة شهور أكد فيه انفصاله عن شريكة نضاله الدكتورة نوال السعداوي التي ردت ببيان آخر واتهمت الدكتور حتاتة "بالخيانة الزوجية" رغم كبر سنه. و خلال الندوة أكد حتاتة أن نوال السعداوي إنسانة من النوع الذي من الممكن جدًا أن تختلف معه إلا أنها جديرة بكل الاحترام، واعتبر أن تجربته معها غنية جدًا، وقال: "تعرفت من خلالها على المجتمع الذي لم أكن قد عرفته من قبل". وأكد صاحب رواية "الشبكة" أن نوال السعداوي لها الفضل في معرفته بقضية المرأة، وقال: " لا زلت أقتنع أنها من أهم القضايا التي يجب أن تشغل المجتمع المصري، لأن أي مجتمع يريد أن ينجح يجب أن يعمل بكل قوته والنساء تمثل نصف هذه القوة". كما أوضح حتانة أن السعداوي هي التي أدخلته عالم الأدب والفن معتبرا أنه العالم الذي مثل له طوق الإنقاذ. وخلال الندوة التي أدارها الدكتور عبد الناصر حسن وتحدث فيها الناقد الدكتور محمد بدوي كشف صاحب كتاب "النوافذ المفتوحة" أنه التحق طوال حياته بالعديد من التيارات والأحزاب السياسية الامر الذي أدى في النهاية لاعتقاله لمدة 14 عامًا. وأضاف حتاتة "لم أكن أشعر إلا بالغربة لأن هذه الاحزاب لم تكن تنادي بأشياء أكثر إنسانية مما أطمح إليه، والتحاقي بها في الأساس جاء كمحاولة لكسر عزلتي والخروج من دائرة القهر الذي عانيت منه في حياته، بدءً من الإحساس بالغربة في أسرتي الإقطاعية التي تربيت داخلها، مرورًا بحلمي الرومانسي في الالتحاق بكلية الطب والتخرج طبيبًا لخدمة الفلاحين الفقراء، ثم عزلتي بالجامعة بسبب لساني الإنجليزي ولكنتي العربية الغريبة". وأشار حتاتة إلى أنه طاف خلال فترة سجنه كل سجون مصر الى مضيفا أنه لم يكن نادمًا أبدًا على تلك السنين، لأنه تعلم خلالها الصبر والجلد والتأمل وعدم الخوف. وقال "ساعدني ما تعلمته في السجن على التأقلم مع نظام جمال عبد الناصر المتميز ببعض الحسنات والكثير من السيئات". وفي مداخلته تحدث الناقد محمد بدوي عن الذات عند "حتاتة" مشيرًا إلى أن حتاتة يُعد واحدًا من القلائل الذين يملكون خبرة حياة تتجاوز إمكانية كتابتها، ووصف رحلته الإبداعية بأنها رحلة البحث عن هوية، ثم في نهاية حديثه سأل بدوي حتاتة: هل مازالت الماركسية كرؤية للعالم صالحه لتفسيره؟ الأمر الذي أجاب عليه حتاتة قائلاً: أرى أن الفكر الماركسي بميزاته وأخطائه لعب دورًا مهما جدًا في تطور الفكر الإنساني بشكل عام، لكنه كأي فكر يحتوي على أشياء تصلح وأخرى لا تصلح، لذا وجب تطويره باستمرار، والماركسية بتطويرها وتخصيبها بأفكار جديدة في رأي ممكن أن تلعب دورًا مهمًا في المشاكل المختلفة التي نعيشها.