أسرار استعدادات «الإخوان» لغزو البرلمان بالجيل الرابع

كشف عمرو عمارة، منسق تحالف الإخوان المنشقين، عن استعدادت تجريها جماعة الإخوان المسلمين، لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، بترشيح الصف الرابع ومقربين لها ليس لهم أدوار تنظيمية، وفق قوله، مشيرًا إلى أنه تلقى عرضًا من الجماعة لترشيح 550 مرشحًا على جميع المقاعد الفردية، من خلال تحالف تحت عنوان «شباب التيار الإسلامي».
وقال عمارة ل«المصرى اليوم»، إنه التقى الأسبوع الماضى مرتين، بحاتم توفيق القيادى بالجماعة وزوج شقيقة باسم عودة، وزير التموين الأسبق، وإبراهيم أبو شادى، مسؤول ملف الجماعة بمنطقة المنيب، مشيرًا إلى أنهم طلبا منه التحالف معهما فى كيان جديد، يضم جميع شباب التيار الإسلامى بهدف الحفاظ على الإسلام السياسى بعد موجة التهميش فى الفترة الأخيرة جراء تجاهل الدولة لهم، بحسب قوله، مشيرًا إلى أنهما (توفيق وأبوشادى) أعدا قائمة تضم 550 مرشحًا، جميعهم من الشباب الذين تربطهم علاقة بالجماعة غير تنظيمة، ويمكن وصفهم بالصف الرابع، وفق قوله، للدفع بهم فى الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وأضاف عمارة، أن الجماعة رصدت مبدئيًا لكل مرشح من الشباب مبلغ 100 ألف جنيه بشكل مبدئى، وأن هناك تمويلًا قويًّا سيضخ خلال المراحل المقبلة حال التوصل لاتفاق نهائى على التحالف الجديد، مشيرًا إلى أن الجماعة تريد دخول البرلمان بشكل غير مباشر عبر شبابها ومقربيها، بحسب تعبيره.
وتابع عمارة، أن القياديين الإخوانيين يتواصلان معه فى اتصالات هاتفية بشكل يومى للتعرف على موقفه النهائى، مشيرًا إلى أنه سيحدد مدى إمكانية التحالف معه من عدمه فى 10 أكتوبر لدراسة الأمر بشكل جيد، مؤكدًا أنه لا يمانع من التحالف مع الشباب الإخوانى المعتدل، مستدركًا: «القائمة التى أعدها إبراهيم وأبو شادى تضم أسماء محترمة لا علاقة لها بأعمال العنف والتخريب، وتلقى قبولًا شعبيًا كبيرًا فى مناطقهم، والمنافسة ستكون بينهم وبين فلول الحزب الوطنى»، لافتا إلى أنه يميل لخوض الانتخابات عبر هذ التحالف معهم.
ورجح عمارة، ألا تكون تحركات توفيق وأبو شادى فردية، ولكنها بناء على تعليمات من قادة التنظيم المتواجدين خارج مصر، مبررًا ذلك بأنهما لا يستطيعان تمويل الدعاية الانتخابية لهذا العدد الكبير من أموالهم الخاصة، فضلًا عن عدم مقدرتهم التنظيمية على تشكيل هذا التحالف الكبير فى مختلف أنحاء الجمهورية، مستطردًا أن توفيق وأبو شادى على اتصال دائم بقيادات مكتب الإرشاد المطاردين خارج مصر، ومقربين بشدة من صناع القرار بالتنظيم.
وكانت «المصرى اليوم»، قد أجرت اتصالًا هاتفيًا بعمارة خلال جلسته الأخيرة بأبو شادى فى منطقة الجيزة ليلة الجمعة، واتفق الطرفان خلال الجلسة على إعلان الموقف الرسمى بعد إجازة العيد.
فى المقابل، قال الدكتور كمال حبيب، الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، إنه من الوارد أن تخوض الجماعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، لكن بعدد قليل لافتقادها القدرات التنظيمية الكبيرة التى كانت تتمتع بها قبل مواجهتها مع الدولة عقب 30 يونيو، مضيفًا أن «الأحزاب المستقرة لا تستطيع الترشح على جميع المقاعد، فكيف تتمكن الإخوان من ذلك برغم ما تمر به من أزمات كارثية لا تمكنها من التواصل مع المواطن الذى من المفترض أن ينتخبها ويأتى بها فى البرلمان».
وتابع حبيب ل«المصرى اليوم»، أن الجماعة يمكنها أن تدفع بعدد من المرشحين عبر الأحزاب المؤيدة لها وحلفائها داخل ما يسمى بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية، مشيرا إلى أن الجماعة لن تنجح فى دخول البرلمان سوى بأعداد قليلة جدا بسبب خصومتها الكبيرة مع الدولة من جهة، وأطراف المجتمع ككل من جهة أخرى.
ورأى ناجح إبراهيم، الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، أن انتخابات النواب المقبلة، إحدى الفرص المتاحة للجماعة للاندماج فى المجتمع مجددًا، لكن شريطة أن تعيد النظر فيما قدمته طيلة الفترة الماضية، لافتًا إلى أن الجماعة لديها أكثر من طريق لدخول البرلمان، سواء من بوابة المنشقين عنها، أو الأحزاب المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى، أو الترشح بشكل مباشر.
وتابع، أن الإخوان لن تتمكن من حصد عدد كبير من المقاعد إذا قررت الدخول فى السباق البرلمانى لكنها تستطيع العودة للحياة السياسية، مشيرا إلى أن الجماعة لابد أن تبحث عن حلول جديدة غير تلك التى تصر عليها بالتصعيد فى مواجهة الدولة سواء بالتظاهرات وأعمال العنف والتخريب أو بحراكها الدولى المحرض ضد مصر الذى يزيد من كراهية المواطن العادى لها، مستطردًا: لا حل للأزمة سوى بجلوس الطرفين على مائدة واحدة ولن تحل الأزمة سوى بالسياسة لا بالأمن أو المواجهات بحسب قوله.
من جهته، أكد حسين عبد الرحمن، مؤسس حركة إخوان بلاعنف أن التنظيم الدولى للجماعة رصد أموالًا كبيرة لغزو البرلمان وإعاقة الدولة عن إصدار التشريعات التى تخدم الصالح العام للمصريين، لافتا إلى أنها ستدخل البرلمان عبر الأحزاب التى أيدت مرسى منذ 30 يونيو.
فى المقابل، امتنع الدكتور محمد على بشر القيادى بالجماعة، عن الرد على اتصالات «المصرى اليوم» للتأكد من صحة استعدادات الجماعة للانتخابات من عدمه، وكان محمد طوسون المحامى القيادى بالإخوان قد صرح فى وقت سابق بأنه لم يحدد بشكل شخصى ما إذا كان سيخوض الانتخابات المقبلة من عدمه، ونوه إلى أن بشر هو الذى يستطيع التحدث عن الأمور السياسية المتعلقة بالجماعة.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة