انتهت معركة الرئاسة بفوز المرشح عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق، وإقرار منافسه حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، بخسارته فى الانتخابات التى جرت أيام 26 و27 و28 مايو الماضي، ليبدأ الاستعداد لمعركة جديدة هى معركة البرلمان. فى البداية نشير إلى أن مصادر مقربة من "صباحي"، كشفت ل " النهار " أن المرشح الرئاسى الخاسر، يسعى لتشكيل تحالف انتخابى وجبهة معارضة قوية تضم مجموعة الأحزاب التى كانت تدعمه فى الانتخابات الرئاسية وأبرزها حزبا "الدستور" و"الكرامة"، وذلك لخوض انتخابات البرلمان. وأوضحت المصادر ل"النهار" أن "صباحى" فى مؤتمره الأخير أعلن اعتزامه تشكيل تحالف ديمقراطى معارض قوى يخوض انتخابات البرلمان المقبلة، مشددة على أنه سيدخل فى هذا التحالف بشخصه وليس كممثل عن التيار الشعبى الذى سيكون مكونا من هذا التحالف، إلى جانب حزب الكرامة وحزب الدستور وحزب التحالف الشعبي، مشيرة إلى أن مؤسس التيار الشعبى لن يخوض انتخابات البرلمان المقبل. وأشارت إلى أنه نظرا لأن البرلمان المقبل سيكون له سلطات قوية وكبيرة فى مواجهة سلطات الرئيس، فإن هذا التحالف سيسعى للحصول على أغلبية البرلمان، ليشكل حكومة ثورية تتمكن من تحقيق أهداف الثورة. أنصار السيسى فى المقابل، يسعى عدد من القوى المؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، لتشكيل تحالف يمكن الرئيس الجديد من تحقيق برنامجه، وتفويت الفرصة على القوى التى يرى مؤيدو المشير، أنها ستعمل على تعطيله من خلال البرلمان. وبحسب مصادر مقربة من عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، أحد أبرز الداعمين للمرشح الرابح بالانتخابات الرئاسية عبد الفتاح السيسي، يسعى "موسى" لتشكيل تحالف انتخابى كبير، يضم عددا من الأحزاب الليبرالية والتى كانت تدعم وزير الدفاع السابق فى الانتخابات الرئاسية وعلى رأسها حزبا "الوفد" و"المؤتمر" و"الحركة الوطنية" و"المصريين الأحرار". الأغلبية وأوضحت المصادر أن التحالف الذى يسعى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية لتشكيله، يسعى لحصد أغلبية البرلمان لمساعدة الرئيس الجديد الذى أيدته هذه القوى فى الانتخابات الرئاسية، فى تحقيق برنامجه والنهوض بمصر، لكى لا تتمكن أى قوى أخرى من عرقلته بالسيطرة على البرلمان، مشيرة إلى أن مؤسس هذا التحالف يخشى قيام قوى خارجية بصرف أموال طائلة على مرشحين ينتمون إلى الصف الثالث لجماعة الإخوان المسلمين ينفقونها خلال العملية الانتخابية ويدخلون البرلمان ويتمكنون من عرقلة الرئيس. من ناحيته قال أحمد إمام، المتحدث باسم حزب "مصر القوية" إن الحزب لم يحدد موقفه من انتخابات البرلمان بعد، موضحا أنهم يقيمون الآن الأوضاع ونتيجة الانتخابات الرئاسية وما ترتبت عليه مقاطعتهم لانتخابات رئاسة الجمهورية، كما ينتظرون صدور قانون الانتخابات البرلمانية بشكله النهائي، مشيرا إلى أنهم يعترضون على مسودة القانون بشكلها الحالي. وأوضح المتحدث باسم حزب "مصر القوية" أنهم سيقررون موقفهم من الانتخابات خلال الفترة القادمة، مشيرا إلى أنهم فى حال مشاركتهم فى الانتخابات سيبحثون تشكيل تحالف مع الأحزاب التى تتفق معهم فى الرؤى والأفكار، لافتا إلى أنه لم يحدث أى اتصال بين المرشح الرئاسى الخاسر حمدين صباحي، وبين الحزب للتنسيق لإنشاء تحالف انتخابي. موقف غامض من جانبه، قال مجدى قرقر، القيادى بتحالف دعم الشرعية، التحالف الداعم لجماعة الإخوان المسلمين، إن الأحزاب المشكلة للتحالف لم تحدد بعد موقفها من انتخابات البرلمان، إلا أنه أشار إلى أنه فى موقف التحالف سيكون بنسبة كبير هو المقاطعة، كما حدث فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والاستمرار فى ما وصفه ب"الموجة الثورية" حتى عودة الشرعية. واستنكر القيادى بتحالف دعم الشرعية، الاتهامات التى توجه للإخوان والأحزاب المشكلة للتحالف بأنها مدعومة من أمريكا وتتلقى أموالا من الخارج للدفع بمرشحين يسيطرون على البرلمان لعرقلة مسيرة الرئيس الجديد، حيث قال إن "السيسي" هو المدعوم من أمريكا وليس هم، مشيرا إلى أن وزير الدفاع السابق صرح بعد ما وصفه ب"انقلاب 30 يونيو" بأنه على اتصال دائم بوزير الدفاع الأمريكي.