جيران الشهيد أحمد ذكي بأكتوبر: كان متواضعا وعطوفا ورفض الانتقال من المنطقة

فى منطقة شعبية، مساحات الشقق فيها لا تتجاوز 80 مترا، وأغلب سكانها من محافظات الصعيد، كان الشهيد العميد أحمد زكى يعيش بجوار الفقراء ومتوسطى الحال بالمجاورة السادسة ب6 أكتوبر، حيث استيقظ سكان المنطقة على صوت انفجار شديد، فلم يصدقوا أن جارهم الطيب الذى كان يعطف على الكبير والصغير اغتالته يد الإرهاب الغاشمة، حيث سيطرت حالة من الحزن على سكان العقار 115 بمساكن أخبار اليوم الذى يسكن فيه الشهيد.
قالت وفاء عبد السلام، جارة الشهيد، إن العميد أحمد كان يسكن بالدور الرابع بالعقار، وإنه وأسرته كانوا فى غاية الأدب والتواضع، ولم يؤذ أحدًا أو يحاول استخدام سلطته ضد الأهالى، بل كان يقدم المعونات المادية والاجتماعية، ويساعد فى حل المشكلات. وأضافت: «من شدة تواضعه كان يمنع سائقه من حمل حقيبته الخاصة، ولم يكن يسمح لقوات الأمن بالقبض على جيرانه، فإذا حدثت مشاجرة بالمنطقة يطلب من رجال الأمن الانصراف والسماح له بمحاولة حلها دون تدخل القسم».
وقال سمير محمد، أحد جيران الشهيد، إن الراحل كان دائمًا يصلى فى المسجد، ويحافظ على صلاة الفجر يوميا، ويساعد الفقراء والمحتاجين. وقالت آمال عبدالعزيز إنه كان يعطف على الصغير والكبير، حتى إنه كان يطعم القطط بالشارع، وإذا قابل أحد أبناء الجيران يقبل يده ويتحدث معه كأنه يتكلم مع صديقه، مؤكدة أن الأطفال كانوا الأكثر حزنا على وفاته. وأضافت: «الشهيد لديه ابن يدعى محمود، 28 سنة، ضابط بالأمن المركزى، ويحمل صفات والديه من حيث الطيبة وحسن معاملة الآخرين، وابنتان، مها، 25 سنة، ومنى، 20 سنة، ورزقه الله حديثا بحفيدين توأم فرح بهما كثيرا، وعمل عقيقة كبيرة فى المنطقة ذبح فيها خروفين».
وأضافت آمال: «العميد أحمد يعيش معنا منذ أكثر من 24 سنة، ورفض الانتقال للعيش فى منطقة راقية كما طلبت منه زوجته قبل الواقعة بمدة قصيرة ورد عليها قائلا (إحنا قاعدين مع ناسنا وأهلنا فى المنطقة ومش هنسيبهم ونفسى أموت هنا)، ولم يكن، رحمه الله، من هؤلاء الضباط الفاسدين الذين يتحصلون على رشاوى، فقد كان يتقى الله ويكره المال الحرام».
وقالت ندا عبدالله إن الشهيد لم يكن يملك سيارة، لأن راتبه الشهرى كان يكفيه وأولاده بالكاد، وكان دائم المشاركة فى المناسبات الخاصة بنا، سواء كانت أفراحا أو أحزانا، وأضافت: «كنا نعتبره أخا وليس مجرد جار، والشهيد قام بشراء غسالة وثلاجة لابنة أحد الجيران بعدما علم بضيق ظروفهم المادية كهدية زواجها».
وتابعت: «سيارة الإسعاف وصلت متأخرة ولم يكن بها أى إمكانيات، وأكثر ما أحزننا أنه تم نقله فى سيارة ربع نقل ملك أحد الجيران، وعندما وصلنا إلى مستشفى السادس من أكتوبر العام لم نجد أى إمكانيات طبية، حتى إننا لم نجد شاشا، وذهب رجال المنطقة لشرائه من الخارج، وتوفى أثناء نقله إلى مستشفى الشرطة عقب تأكدنا من عدم نجاته إذا استمر بمستشفى أكتوبر».