2013 عام الانكسار والانتصار

وها نحن فى مطلع عام جديد فى عمر مصرنا الحبيبة.. تتطاير منى الكلمات.. وسط زحام من المشاعر الحائرة.. الممتزجة بين الشقاء والسعادة.. الشقاء من استمرار نزيف الدماء المصرية الزكية.. وعدم رحيل خطر الإرهاب عن مصر بعد.. والسعادة من زوال الكابوس.. كابوس حكم الإخوان وأتباعهم.. والانتهاء من مسودة دستور الثورة.. التى تسطر عهدا جديدا لمصر الحرية والديمقراطية والتقدم.
فنحن أخيرا على مشارف انتهاء عام 2013 حاملا بين طيات شهوره وأيامه انكسارات وانتصارات للثورة.. حيث شهد هذا العام عملية إنقاذ الوطن من حكم الجهلاء والمتطرفين.
فالأحداث فى هذا العام كثيرة ومتتابعة.. بدءاً من مجزرة بورسعيد الثانية.. التى حاول فيها الإخوان إخضاع مدن القناة لجبروتهم.. ليُركع أبطال القناة مرسى وجماعته.. مرورا بأحداث الاتحادية.. التى قُتل فيها كريستى وسُحل حمادة صابر.. ليشهد شهر مارس ذروة الأحداث.. حيث موقعة المقطم، حيث واجه جرافيتى الثوار رصاص الإخوان.. ليأتى منتصف العام.. وقد أخذ الشعب العزم على إنجاح الثورة.. ليشهد يوم 30 يونيو انتصار ثورة يناير.. وإزاحة النظام الخائن من سدة حكم المحروسة.. لتخرج علينا اعتصامات رابعة والنهضة.. حيث مخططات الإخوان القذرة.. لتحويل مصر إلى السيناريو السورى.. فتنجح قوات الأمن فى فض هذه الاعتصامات.. لتبدأ سلسلة من العمليات الإرهابية.. التى يدفع فيها أبناء الوطن ثمنا باهظا.. لترى مصر النور.. من خلف ظلمات التطرف.. لينتهى العام بإدراج جماعة الإخوان ضمن المنظمات الإرهابية.. وفق المادة 86 من قانون العقوبات.
ففى 2013 لم تشهد الساحة المصرية أى تغير فى الأطراف الفاعلة فى مجريات الواقع السياسى.. والميدانى المصرى.. فهى نفس الأطراف منذ يناير 2011، وإن تغيرت مواقعهم.. الإخوان والجيش والثوار.
الإخوان.. سقطت عنهم الأقنعة فى 2013 ليظهروا بوجههم القبيح.. فصيل عدوانى.. غاشم.. يلهث نحو السلطة بكل قوة.. غير عابئ بأن يرتكب جرائم القتل.. والتزوير.. والتنكيل.
الجيش.. بعد أن تغيرت قيادته.. ورحل طنطاوى الذى وضع الجيش فى مواجهة الثورة.. ليمهد طريق الحكم أمام الإخوان.. سار الفريق السيسى ليصبح على رأس الجيش.. ويبدأ فى منتهى الدهاء.. عملية استعادة علاقة الثقة والمحبة بين الشعب وجيشه.. فى الوقت الذى خطط فيه للإطاحة بحكم الإخوان.. بعد أن ضاق منهم الشعب.. وباتوا خطرا على تماسك الدولة.. والحفاظ على وحدتها واستقلالها.. ليأتى 30 يونيو فينحاز الجيش إلى الشعب.. ويقوم بدوره كعامل الحسم فى إنهاء حكم الإخوان.. لتلعب المؤسسة العسكرية دورها فى ضمان التحول الديمقراطى.. وهو ما كنا نتطلع إليه فى بداية قيام ثورة يناير.
الثوار.. كما هم أعظم.. وأنبل.. وأجمل.. بل وأبهى ما أنجبت مصر.. شباب لا يعرف الخوف.. ولا اليأس.. ولا الخنوع له سبيلا.. صنعوا ما لا يصدقه عقل.. ولا يستوعبه البشر.. ولا تستطع الأقلام أن تسطر له وصفا.. أكثر الأطراف زهدا فى أطماع البشر.. شباب لا يعرف الحلول الوسط بين الحق والباطل.. بين الحرية والاستبداد.. بين النور والظلام.. شباب لا يجيدون استخدام السلاح.. أو القتل.. أو الاعتداء لتحقيق آمالهم.. وإنما يملكون ما هو أقوى وأعظم أثرا.. حناجر صرخاتها طلاقات.. فى مواجهة السارقين لأحلام الوطن.. والطامعين.. والخائنين من أراذل البشر.. ليصنع هؤلاء الأبطال فى 30 يونيو 2013 مجدا عظيما.. وانتصارا كبيرا.. ليعيد الأمل فى بناء الدولة القوية الحرة.. فى مشهد الوطن المجروح.