النائب أحمد عبد الجواد يتقدم باستقالته من مجلس الشيوخ    قطع المياه 6 ساعات عن بعض مناطق الهرم فى الجيزة مساء الغد    شهداء ومصابون في قصف إسرائيلى مكثف على غزة.. الصليب الأحمر الدولي ينتقل لجنوب القطاع.. البحرية الاسرائيلية تحتجز مئات النشطاء على متن أسطول الصمود العالمي وتنقلهم إلى ميناء أسدود.. وتل أبيب: سنرحلهم لأوروبا    رئيس وزراء بريطانيا يقطع زيارته للدنمارك ويعود لبريطانيا لمتابعة هجوم مانشستر    لقاء الأشقاء.. نهائي مثير بين برشلونة وفيزبريم في بطولة العالم لكرة اليد للأندية 2025    بعد خروجه من القائمة.. الخطيب يتجاهل حسام غالي ويوجه رسالة ل الرباعي المستبعد    الكشف على 103 حالة من كبار السن وصرف العلاج بالمجان ضمن مبادرة "لمسة وفاء"    تجديد اتفاق التعاون الفني والمالي بين مصر وفرنسا بقيمة 4 مليارات يورو    السفير التشيكي يزور دير المحرق بالقوصية ضمن جولته بمحافظة أسيوط    الحكومة تُحذر المتعدين على أراضى طرح النهر من غمرها بالمياه    التمويل غير المصرفي في مصر يسجل 773 مليار جنيه خلال 7 أشهر    قناة السويس 2025.. عبور 661 سفينة إضافية وتقدم 3 مراكز عالميًا وزيادة الطاقة الاستيعابية ب8 سفن    4 توصيات للجنة العامة ب"النواب" حول اعتراض الرئيس على قانون الإجراءات الجنائية    استقالة 14 عضوا من مجلس الشيوخ لعزمهم الترشح في البرلمان    الصحة بغزة: الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي أصبح خطيرا جدًا    زيلينسكي يحذر أوروبا: روسيا قادرة على انتهاك المجال الجوي «في أي مكان»    خبير اقتصادي: الإغلاق الحكومي في أمريكا نتيجة لارتفاع سقف الدين ويؤثر سلبًا على المواطنين    من هم شباب حركة جيل زد 212 المغربية.. وما الذي يميزهم؟    رئيس مجلس النواب: ذكرى أكتوبر ملحمة خالدة وروحها تتجدد في معركة البناء والتنمية    المستشار ناصر رضا عبدالقادر أمينًا عامًا جديدًا لمجلس الدولة    شوبير: تأجيل الإعلان عن مدرب الأهلي الجديد وارد.. وعماد النحاس يخفف الضغوط    حمادة عبد البارى يعود لمنصب رئاسة الجهاز الإدارى لفريق يد الزمالك    شوبير يكشف تطورات مفاوضات الأهلى مع المدرب الأجنبى    بعد رفض طفل الذهاب للمدرسة.. ضبط مدرس تحرش به العام الدراسي الماضي    "سحر باللبن".. مشادة سيدة و"سلفتها" تنتهى بضبطهما بعد تهديدات بأعمال الدجل    " تعليم الإسكندرية" تحقق فى مشاجرة بين أولياء أمور بمدرسة شوكت للغات    ضبط عناصر إجرامية غسلوا أكثر من 1.5 مليار جنيه من تجارة المخدرات والسلاح    هاكرز يخترقون صفحة مجمع اللغة العربية على فيس بوك وينشرون صورا إباحية    القومي للسينما يعلن عن مسابقة سيناريو ضمن مشروع "جيل واعي – وطن أقوى"    جاء من الهند إلى المدينة.. معلومات لا تعرفها عن شيخ القراء بالمسجد النبوى    بعد انفصال 4 سنوات.. ليلى عبداللطيف تتوقع عودة ياسمين صبري ل أحمد أبوهشيمة    "نرعاك فى مصر" تفوز بالجائزة البلاتينية للرعاية المتمركزة حول المريض    رئيس مجلس النواب: مصر لا تهزم وجيشها هو درعها وسيفها    "مدبولي" يُوجه بتعزيز آليات رصد الاستغاثات الطبية مع تقديم أفضل استجابة ممكنة بشأنها    حقيقة انتشار فيروس HFMD في المدراس.. وزارة الصحة تكشف التفاصيل    إنقاذ حياة طفلين رضيعين ابتلعا لب وسودانى بمستشفى الأطفال التخصصى ببنها    تحذيرات مهمة من هيئة الدواء: 10 أدوية ومستلزمات مغشوشة (تعرف عليها)    رئيس الوزراء: الصحة والتعليم و"حياة كريمة" فى صدارة أولويات عمل الحكومة    مبابي يقود قائمة يويفا.. وصراع شرس مع هالاند وهويلوند على لاعب الأسبوع    مبابي ينصف جبهة حكيمي بعد تألقه اللافت أمام برشلونة    في أول عرضه.. ماجد الكدواني يتصدر إيرادات السينما بفيلم فيها إيه يعني    احتفالات قصور الثقافة بنصر أكتوبر.. 500 فعالية بالمحافظات تعكس دور الثقافة في ترسيخ الهوية المصرية    مفهوم "الانتماء والأمن القومي" في مناقشات ملتقى شباب المحافظات الحدودية بالفيوم    حقيقة فتح مفيض توشكى والواحات لتصريف مياه سد النهضة.. توضيح من خبير جيولوجي    أرتيتا: جيوكيريس يتحسن باستمرار حتى وإن لم يسجل    الداخلية تضبط 100 حالة تعاطٍ للمخدرات وقرابة 100 ألف مخالفة مرورية في 24 ساعة    الرقابة المالية تصدر ضوابط إنشاء المنصات الرقمية لوثائق صناديق الملكية الخاصة    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني    هل الممارسة الممنوعة شرعا مع الزوجة تبطل عقد الزواج.. دار الإفتاء تجيب    إصابة شقيقتين في انهيار سلم منزل بأخميم بسوهاج    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025 فى المنيا    مصرع وإصابة 11 شخصا إثر حريق هائل يلتهم عقارًا في فيصل    «الداخلية»: القبض على مدرس بتهمة التعدي بالضرب على أحد الطلبة خلال العام الماضي    بقرار جمهوري، مجلس الشيوخ يفتتح اليوم دور الانعقاد الأخير من الفصل التشريعي    ترامب يقرر اعتبار أي هجوم على قطر هجومًا على أمريكا    دعاء صلاة الفجر ركن روحي هام في حياة المسلم    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



30 يونية ‮ ‬2013 الأحد المُرتقب.. يوم الأحلام والكوابيس‮!!‬

فى مثل هذا التوقيت الحرج الذى نحياه من تاريخ مصر،‮ ‬ربما طغى ترقب ما سيحدث‮ ‬يوم الأحد ‮ ‬30‬يونية الجارى على كل ما عداه من أيام وأحداث،‮ ‬فأمام أهمية هذا اليوم بالنسبة لمصر وشعبها‮.. ‬بل والعالم أجمع،‮ ‬ربما تراجعت كل القضايا المصرية والمصيرية الأخرى للوراء بما فيها قضايا الأمن القومى والمائى و‮...‬و‮...‬،‮ ‬فى ظل سيناريوهات مختلفة ومتناقضة من الأحلام‮.. ‬بل والكوابيس أيضا‮ ‬التى تسيطر على حياة المصريين فى تلك الأيام الفاصلة،‮ ‬فأمام هذا اليوم‮ ‬ينقسم المجتمع المصرى بكل أطيافه إلى معسكرات،‮ ‬لكل منها رؤية خاصة حوله،‮ ‬ففيما‮ ‬يراه البعض استكمالا ‬لثورة‮ -‬حسب قولهم‮- ‬لم تحقق أهدافها واسترجاعا‮ ‬لها،‮ ‬يراه آخرون خروجا ‬على شرعية حاكم أتت به صناديق الانتخاب،‮ ‬وفيما‮ ‬يرى البعض أنه‮ ‬يوم مكمل لإطار ديمقراطى لم‮ ‬يكتمل بعد ومصحح للمسار،‮ ‬يراه آخرون مفجرا‮ ‬لصراع طويل لا ولن‮ ‬ينتهى بسهولة،‮ ‬وصانعا ‬لفوضى عارمة تفوق تلك التى أعقبت ‮ ‬25يناير ‮ ‬2011بمراحل وأشواط بعيدة‮. ‬
وهنا تختلط الأسئلة مع الأحلام والكوابيس،‮ ‬فهل‮ ‬يتكرر سيناريو أحداث‮ ‬يناير‮ ‬2011 أم أن التاريخ لن‮ ‬يعيد نفسه؟ وإذا تكرر‮: ‬هل سيكون بنفس الأساليب أم سيكون أكثر مكرا‮ ‬بعد أن استفاد من تجارب الماضى القريب؟ هل سيكون سلميا‮ ‬أم أكثر عنفا ‬ودموية؟ هل سيمر بشكل سريع وهادئ بكل تفاصيله أيا‮ ‬كانت‮.. ‬أم ستتوقف عنده عجلة التاريخ لفترة مجهولة؟ هل سيؤثر على الأمن القومى المصرى أم سيكون فى صالح هذا الأمن ومع تصحيح مساراته؟ هل سيكون داعما ‬لديمقراطية حقيقية أم داعما ‬لفوضى مستمرة لا‮ ‬يمكن إيقافها؟‮... ‬
هذا ما سنحاول قراءته من بين سطور المشهد الحالى،‮ ‬من خلال طرح سيناريوهات محتملة ليوم‮ ‬يصعب تخيله‮.‬
جمعة ‮ ‬28‬يونية
بالرغم من أن معارضى الرئيس‮ »‬محمد مرسى‮« ‬الداعين للنزول والاحتكام إلى الشارع مطالبة برحيله عن الحكم،‮ ‬قد أعلنوا تصعيد فعالياتهم على مدار الأيام القادمة وحتى‮ ‬30 ‮ ‬يونيو،‮ ‬فيما‮ ‬يشبه‮ »‬البروفات‮« ‬المصغرة للأحد المُرتقب،‮ ‬إلا أن أى متابع قد‮ ‬يتوقع أن تكون أكثر تلك‮ »‬البروفات‮« ‬ضجيجاً‮ ‬وصخباً‮ ‬تلك التى قد تأتى بها جمعة‮ ‬28 ‮ ‬يونيو،‮ ‬التى قد تستمر حتى‮ ‬يوم الأحلام والكوابيس أى‮ ‬30 ‮ ‬يونيو‮ ‬2013‮ ‬وهنا تطل عدة توقعات وتحليلات لما‮ ‬يمكن أن‮ ‬يحدث خلال هذه الفترة،‮ ‬وهى ما نعرضه فى النقاط التالية‮:‬
بنزول حشود من معارضى الرئيس ابتداء من‮ ‬يوم الجمعة‮ ‬28 ‮ ‬يونيو‮ -‬يتوقع حتى كتابة هذه السطور أن تكون حشودا كبيرة ما لم‮ ‬يحدث تغيير فى موقف الرئاسة‮- ‬سيكون المشهد مستفزاً‮ ‬للجبهة الأخرى من مؤيدى الرئيس،‮ ‬وعلى رأس هؤلاء تيار جماعات الاسلام السياسى،‮ ‬وهى تلك الجبهة التى أعلن بعض أعضائها النزول لتأييد الرئيس و»الشرعية‮« ‬يوم‮ ‬30 ‮ ‬يونيو،‮ ‬ومن ثم فإن من الوارد تقديم موعد نزولهم حسب مقتضيات الموقف،‮ ‬لتخفيف الضغط على القيادة السياسية قدر المستطاع،‮ ‬وبنزول هؤلاء سواء قبل‮ ‬30 ‮ ‬أو فى‮ ‬30 يونيو تتصاعد احتمالات اشتعال الموقف لدرجات كبيرة،‮ ‬خاصة كلما زادت الحشود من الطرفين،‮ ‬ورغم أن مواقف وحشود سابقة لم تشهد صدامات بين الجانبين،‮ ‬إلا أنه فى ظل هذا المناخ المحتقن وما سبقه من صدامات بين هؤلاء‮ -‬خاصة بين جماعة الإخوان المسلمين وبين التيارات الليبرالية المعارضة‮- ‬تعلو احتمالات الصدامات الكبيرة بين الجبهتين،‮ ‬يضاف إلى ذلك إيمان كل من طرفى المعادلة بأن هذه الجولة هى الجولة الأخيرة أو الأهم فى معركة البقاء،‮ ‬فإما أن‮ ‬ينتصر أو‮ ‬يُهزم وينسحب بكل ما تعنيه كلمة الانسحاب من خسائر لا‮ ‬يمكن تعويضها حسبما‮ ‬يعتقد كل طرف،‮ ‬فالانسحاب هنا هو التراجع إلى خلفية المشهد لزمن قد‮ ‬يطول بشكل كبير‮..‬
أما الأحزاب وتيارات الإسلام السياسى التى أعلنت عدم مشاركتها وعدم النزول فى مثل هذا التوقيت،‮ ‬معتبرة أن ما‮ ‬يصاحبه من مناخ عام‮ ‬يشبه مناخ الترقب والحرب،‮ ‬فربما تغير موقفها مع تصاعد الأحداث أو مع حدوث أى انفلات عن المسار أو الخطوط الحمراء التى حددتها سلفاً،‮ ‬خاصة فى ظل إعلان تيار الإسلام السياسى عموماً‮ ‬بأن‮ '‬الخروج على شرعية الرئيس خط أحمر‮'‬،‮ ‬وهو ما‮ ‬يتفق عليه تقريباً‮ ‬كل أعضاء وجماعات هذا التيار،‮ ‬ومن ثم فإن نزول هؤلاء سيزيد من التهاب المشهد،‮ ‬وإمكانية اشتعال الموقف أو حدوث الصدام‮..‬
وإذا أضفنا إلى ذلك إعلان وزارة الداخلية عن تأمينها لفاعليات هذا اليوم عن بُعد،‮ ‬ما‮ ‬يعنى عدم تواجد قوات الأمن على الأرض فى بؤرة الأحداث أو بين طرفى التظاهرات،‮ ‬فإن هذا‮ ‬يعنى افتقاد القدرة على السيطرة‮ '‬السريعة‮'‬،‮ ‬ما‮ ‬يعنى أيضاً‮ ‬إمكانية اشتعال الموقف بمجرد حدوث أى صدام حتى ولو كان بسيطاً،‮ ‬فى ظل عدم وجود خريطة واضحة للتظاهرات المؤيدة أو المعارضة حتى الآن،‮ ‬وكذلك‮ ‬غياب أى تصور لإمكانية السيطرة على أى منها أو مساراتها،‮ ‬مع توقع دائم واحتمال شبه أكيد باندساس مخربين ومفجرى عنف وشغب بين الجانبين كما شهدنا فى أحداث وتظاهرات سابقة‮..‬
ومع احتمال انخفاض قدرة الفعل والسيطرة من قوات الشرطة لأسباب منها‮: ‬احتمال إمتناع أفراد قواتها عن التدخل فى أى عنف‮ ‬يحدث أو التفرغ‮ ‬لحماية المنشآت الحيوية للدولة،‮ ‬بالإضافة لاحتمال استجابة بعض الضباط لمبادرة التيارات الليبرالية التى دعت لأن‮ ‬يعلن الضباط وقوفهم مع المتظاهرين المعارضين للرئيس بوضع شعارات واضحة تعبر عن ذلك،‮ ‬ومن ثم سيكون على هؤلاء إن فعلوا ذلك الابتعاد عن ممارسة أو التدخل فى أى عنف إن حدث،‮ ‬وربما لذلك أعلنت القوات المسلحة المصرية قدرتها‮ -‬التى لا نشكك فيها إطلاقاً‮- ‬على التدخل السريع وفض أى صدامات خلال زمن قياسى،‮ ‬إلا أنه من المحتمل أن‮ ‬يكون هناك ثمن من الدماء قبل أو أثناء هذا الزمن المحدد لفض العنف،‮ ‬فى ظل توقع انشغال قواتنا عموماً‮ ‬بتأمين الجمهورية شرقاً‮ ‬وغرباً‮.. ‬طولاً‮ ‬وعرضاً،‮ ‬مع توقع توليها المسئولية كاملة فى مثل هذا التوقيت الحرج،‮ ‬حيث سيكون الجيش مضطراً‮ ‬ربما حتى دون أى إنذار أو سؤال أو طلب النزول للحفاظ على الدولة،‮ ‬ومنع انجرافها إلى مستنقع العنف‮..‬
وبلا شك‮ ‬يظل عنصر التدخل الخارجى مطروحاً‮ ‬أكثر من أى وقت مضى،‮ ‬فى ظل الأحداث الأخيرة التى شهدتها مصر،‮ ‬وحجم التدخل الخارجى الذى شهدته البلاد منذ أحداث‮ ‬يناير‮ ‬2011حيث‮ ‬يتوقع أن تحاول قوى خارجية التدخل‮.. ‬إما لإشعال الفتن بين الجبهتين المتظاهرتين فى الشارع المصرى،‮ ‬أو لتعلية جبهة على أخرى،‮ ‬أو حتى لتحقيق مآرب سياسية باشعال الفوضى لتدخل مصر فى دائرة من عنف لا‮ ‬يتوقف،‮ ‬ومن ثم‮ ‬يتم إقصاء مصر من معادلة التوازن فى المنطقة والعالم،‮ ‬وبما‮ ‬يترتب على ذلك من سيناريوهات قد‮ ‬يفضى بعضها إلى اللارجوع للدولة المصرية بشكلها الذى نعرفه‮..‬
إذا ما تفاقم العنف‮ -‬لا قدر الله‮- ‬فى الشارع بين أطراف المتظاهرين،‮ ‬واضطر الجيش للنزول لحفظ الدولة ومؤسساتها وأمنها وأمن المصريين بالإضافة إلى مهامه الأخرى،‮ ‬سيكون بذلك قد سطر البند الأول فى وثيقة توليه مسئولية الدولة المصرية بشكل شامل وعملى،‮ ‬وهى المسئولية التى‮ ‬يتوقع أن تكون سريعة هذه المرة،‮ ‬حيث لا‮ ‬يود الجيش التورط فى الحكم مرة أخرى‮ -‬حسب الإشارات الواضحة التى‮ ‬يطلقها‮- ‬بعد تجربته السابقة وما خلفته من أثر سلبى،‮ ‬ولذلك ربما‮ ‬يضغط فى هذه الحالة فى اتجاه الاستجابة العاجلة لمطالب المعارضة،‮ ‬وبما لا‮ ‬يُقصى أى طرف من أطراف المسرح السياسى المصرى،‮ ‬وبما‮ ‬يعنى أيضاً‮ ‬الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة‮ ‬يشارك فيها الجميع برعاية المؤسسة العسكرية وفى أقرب وقت وفرصة ممكنة،‮ ‬مع توقع حل المجالس النيابية ووقف العمل بالقوانين المثيرة للجدل أو التى لا تحظى بالاجماع،‮ ‬مع إجراءات أخرى كثيرة وعاجلة لتهدئة الساحة السياسية فى أسرع وقت ممكن،‮ ‬وهى الإجراءات التى قد تُقابل بمعارضة شديدة ومعلنة من جانب مؤيدى الرئيس،‮ ‬فتطرح سيناريوهات أخرى من صراع نتمنى ألا‮ ‬يكون‮.. ‬
بين‮ ‬يناير ويونيو
إذن فالمقارنة بين ما‮ ‬يمكن أن‮ ‬يكون عليه‮ ‬يوم‮ ‬30 يونيو‮ ‬2013 وبين ما كانت عليه أحداث‮ ‬يناير‮ ‬2011 تبدو مقارنة فى‮ ‬غير محلها لأسباب كثيرة منها‮:‬
أولاً‮: ‬إن أحداث‮ ‬يناير‮ ‬2011 لم تكن متوقعة،‮ ‬وبالتالى لم‮ ‬يُعد أى طرف من الأطراف عدته لهذه الأحداث،‮ ‬اللهم إلا ما حدث من تخطيطات‮ »‬محدودة‮« ‬من جهات لها مصالحها فى مصر وخارجها لفتح بعض السجون وإشعال‮ »‬بعض‮« ‬الفوضى،‮ ‬التى لم تكن لتتم لولا سير الأمور على ما صارت عليه وما آلت إليه،‮ ‬أما‮ ‬30 يونيو‮ ‬2013 فهو تاريخ مُعلن قبل أكثر من شهرين إن لم‮ ‬يكن أكثر على الحدث،‮ ‬المتمثل فى تظاهرات تطالب الرئيس بالانسحاب من المشهد بالاستقالة أو التنحى وإعلان انتخابات رئاسية مبكرة حسب ما أعلن حتى الآن،‮ ‬ومن ثم فإن كل من له مصالح فى مصر من قوى داخلية وخارجية‮ ‬يبدو أنه استعد أو‮ ‬يستعد لهذا اليوم،‮ ‬وإذا نظرنا بنظرة واقعية أو تشاؤمية سنتوقع أعمالا قد تتم لصالح دول محددة لإعاقة مصر عن النهوض لسنوات،‮ ‬فى مقدمة تلك الأعمال‮: ‬إشعال الفتن والفوضى وسفك مزيد من الدماء ومحاولة تخريب المؤسسات القائمة لفرض نموذج جديد لمصر كما لم‮ ‬يعرفها التاريخ‮..‬
ثانياً‮: ‬إن أحداث‮ ‬يناير‮ ‬2011 كان‮ ‬يقف على طرفيها نظام حكم من جهة فى مواجهة معارضة متوحدة أو شبه متوحدة وغير محددة القيادة فى جهة أخرى،‮ ‬وآخرين التزموا الصمت الذى فُسر آنذاك لصالح المعارضة،‮ ‬أما‮ ‬30 يونيو‮ ‬2013 فتبدو فيه الصورة مختلفة تماماً،‮ ‬فهناك نظام حكم من جهة‮ ‬يواجه معارضة ليبرالية‮ ‬غير متوحدة إلا فى هدف إسقاطه،‮ ‬كما أنها معلومة القيادة من حيث شخوص ممثليها،‮ ‬حيث تضم المعارضة كل أعداء وخصوم الرئيس‮ »‬مرسى‮« ‬السابقين والحاليين،‮ ‬حيث‮ ‬يجتمع هنا مع المعارضة الليبرالية‮: ‬عاصرو الليمون وحزب الكنبة من الذين خرجوا عن صمتهم ومؤيدو‮ »‬مبارك‮« ‬ومعارضوه وأعضاء حزبه السابق ومؤيدو‮ '‬شفيق‮' ‬ومعارضوه ومن‮ ‬يطلق عليهم‮ »‬الفلول‮« ‬و‮....‬و‮....‬و‮..... ‬وكل من‮ ‬يود إسقاط النظام القائم والرئيس‮ »‬مرسى‮«‬،‮ ‬بينما‮ ‬يدعم الأخير تيار منقسم على نفسه ولا‮ ‬يتفق سوى على‮ »‬الخط الأحمر‮« ‬الرافض لاسقاط الرئيس،‮ ‬وبعض هذا التيار كما ذكرنا‮ ‬يؤيد النزول للشارع فى وجه المعارضة بينما‮ ‬يرفض آخرون النزول،‮ ‬فيما تقف مؤسسات الدولة وسلطاتها المختلفة المنقسمة هى الأخرى فى المنتصف،‮ ‬ولكنها ترسل برسائل معارضة للرئاسة،‮ ‬بعكس وضع هذه السلطات والمؤسسات فى‮ ‬يناير‮ ‬2011‮ ‬ومن ثم فإن الوضع أكثر تعقيداً‮ ‬مما كان عليه آنذاك‮.. ‬
ثالثاً‮: ‬إن مقومات الدولة المصرية الحالية لا‮ ‬يمكن مقارنتها بمقومات الدولة المصرية فى‮ ‬يناير‮ ‬2011‮ ‬حيث‮ ‬يؤكد الواقع أن الدولة المصرية الحالية منهكة على كل المستويات،‮ ‬ومن ثم لا تتحمل أى فترة من الفوضى إن حدثت،‮ ‬فعلى الجانب الأمنى كانت أجهزة الدولة الأمنية فى وقبل‮ ‬يناير‮ ‬2011 إلى حد ما كاملة العتاد والعدة،‮ ‬ولكنها بالتأكيد لم تستعد حتى الآن عافيتها،‮ ‬ومن ثم ستكون كل المسئولية هنا ملقاة على عاتق الجيش وحده،‮ ‬الذى سيكون مضطراً‮ -‬ربما حتى دون أى إنذار أو سؤال أو طلب‮- ‬للنزول للحفاظ على استمرار الدولة فى حد ذاتها وعدم تفككها أو انهيارها،‮ ‬وعلى المستوى الاقتصادى ربما انقذ الاحتياطى النقدى آنذاك‮ -‬أى فى‮ ‬يناير‮ ‬2011‮ ‬الموقف أو على الأقل قلل من مخاطر إفلاس الدولة،‮ ‬ولكن الاحتياطى المتاح حالياً‮ ‬لا‮ ‬يملك مثل هذه القدرة الآن،‮ ‬أما باقى جوانب المقارنة فكلها لا تمنح تفضيلاً‮ ‬للأحد المُرتقب‮ ‬30 ‮ ‬يونيو‮ ‬2013 ‮ ‬اللهم إلا فى عدد الأشخاص المتوقع نزولهم للشوارع،‮ ‬ولو حتى من قبيل‮ »‬الفُرجة‮«..‬
الحلول المستحيلة‮!!‬
يظل السؤال إذن هل من حلول لتجنب مثل هذه الكوابيس اللعينة وتحقيق أحلام المصريين فى حياة كريمة والحفاظ على مصرنا وأمنها وسلامتها؟ وهل فات الأوان على طرح أو إجراء مثل تلك الحلول فأصبحت مستحيلة؟
الإجابة على مثل هذا السؤال‮ ‬يجب أن تبدأ بالقول إن السياسة والتاريخ‮ ‬يؤكدان أنه لا مجال لوضع كلمة‮ »‬مستحيل‮« ‬فى جملة‮ ‬يستطيع البشر صنعها،‮ ‬فلكل قضية مهما صعبت حلول،‮ ‬ولكن فن السياسة‮ ‬يظل بالتأكيد فن التفاوض والوصول إلى حلول،‮ ‬حتى ولو كان الوصول إلى هذه الحلول والتفاهمات قبل المعارك الحربية أو تحريك القوات بدقائق،‮ ‬ولهذا فإن الأمل دائماً‮ ‬موجود إذا توافرت النية الصادقة من كل أطراف اللعبة السياسية،‮ ‬حتى ولو كانوا‮ ‬يضمون فصائل متنوعة وغير متفقة فيما بينها،‮ ‬وحتى لو كان الوصول إلى اتفاق واضح وشامل بين مختلف أطيافها‮ ‬يبدو صعباً‮ ‬وشبه مستحيل،‮ ‬ولكن الجميع سيتفق بالتأكيد على عدم جر‮ '‬الوطن‮' ‬بكل ما‮ ‬يعنيه إلى مستنقع الصراعات التى لا تنتهى‮..‬
إذن فالحلول دائماً‮ ‬موجودة،‮ ‬وقد نستيقظ‮ ‬غداً‮ ‬وقد انتهى الصراع بحلول ترضى الجميع،‮ ‬ومن ثم نتجنب الخوف من‮ ‬يوم صار جزءًا لا‮ ‬يستهان به من شعبنا‮ ‬يخشاه بقدر ما‮ ‬يتمنى تحقيق الديمقراطية الكاملة،‮ ‬دون أن تخسر مصرنا قطرة واحدة من دماء أبنائها الزكية،‮ ‬وإذا انتهى هذا الخوف سواء بمرور هذا اليوم بشكل سلمى ديمقراطى،‮ ‬محققاً‮ ‬أهدافه السامية،‮ ‬ومصوراً‮ ‬مصرنا بالصورة التى تليق بها وبتاريخها المشرق،‮ ‬أو أُلغى لتحقيق أهدافه حتى قبل بدء فعالياته،‮ ‬فإن كل ما وضعناه من احتمالات وتوقعات سيكون قد سقط أيضاً‮ -‬كما نتمنى‮- ‬لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ مصر،‮ ‬وإذا كان البعض‮ ‬يطرح حلولا‮ ‬يراها مستحيلة‮: ‬بإجراء تغيير جذرى وحاسم للسياسات أو النزول على مطالب المعارضة بشكل كامل أو حتى إعلان انتخابات رئاسية مبكرة،‮ ‬فإننا لا نستبعد شيئا من ذلك حتى ولو قبل بدء فاعليات‮ ‬30 يونيو بساعات قليلة،‮ ‬حتى ولو من منطلقات حفظ الدماء المصرية،‮ ‬ولكن هل سيقدم معسكر السلطة بكل أطيافه وتوجهاته على ذلك؟ وإذا أقدم‮.. ‬فهل سيرضى المعارضون بمختلف أطيافهم وتواجهاتهم ومصالحهم المتعارضة بطبيعتها بتلك الحلول إذا ما أُعلن عن قبول أى منها والنزول عليها؟ إم ستترجم بأنها كإعلان فرعون وهو‮ ‬يغرق إيمانه برب موسى؟‮!
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.