شرط وضوح الهدف

يدور الحديث الآن حول الجامعة الأهلية!! والجامعات الخاصة!! والبرامج المتميزة!! وتطوير التعليم!! وإعادة الهيكلة!! و... و...!! وكما هى العادة يوجد من يؤيد ويوجد من يعارض. لكننى أقول إنه فى غياب الهدف من وراء أى مشروع فإنه سوف يحكم عليه بالفشل فى المستقبل، فهناك فرق كبير بين المشروع الناجح على أرض الواقع، والمشروع الناجح فى الاستمارات الورقية فقط!!
وأود هنا فى هذا المقام أن أطرح على القارئ الهدف الذى ظهر عند تأسيس الجامعة الأمريكية فى بيروت، بصفتى عضواً مشاركاًمن الخارج بمركز العلوم الرياضية المتقدمة بالجامعة الأمريكية ببيروت لبنان (منذ عام 1999) فقد تأسست الجامعة الأمريكية عام 1863م باسم الكلية السورية الإنجيلية، وكان من بين الدفعة الأولى التى تخرجت من أسس جريدة «المقطم» ومَنْ أسّس مجلة «المقتطف».
وفى عام 1921 تغير الاسم إلى الجامعة الأمريكية ببيروت وكان شعارها والذى مازال مدوناً بأحرف بارزة باللغتين العربية والإنجليزية عند مدخل الجامعة: (من أجل أن تكون لهم حياة، وتكون حياة أفضل) ومن خلال هذا الشعار العملى والواقعى تعمل الجامعة الأمريكية ببيروت بكفاءة عالية جداً حتى إن 19 خريجاً من الجامعة كانوا من بين ممثلى دول العالم الذين وقّعوا على ميثاق تأسيس هيئة الأمم المتحدة.
وحتى بعد أن حدث الحادث المؤسف فى 8 أكتوبر 1991 حرص طلاب الجامعة الذين يتمتعون بحياة أفضل وفرتها لهم الجامعة أن يرفعوا الأنقاض حجراً حجراً بحثاً عن ورقة مفقودة أو كتاب ممزق من كتب الجامعة التى يعتزون بها.
فإلى من يتحدثون عن الجودة فى الجامعات المصرية عليهم أن يراجعوا كيف تكون الجودة فى الجامعة الأمريكية ببيروت. فإن كان هدف الجامعة الأهلية أو الجامعات الخاصة هو توفير حياة بل حياة أفضل، فمبارك، بالحقيقة، هذه المشروعات، ونطمئن إلى مستقبل وطننا أما إن كان كل ما نفعله لا يتعدى الاستمارات الورقية البراقة فبئس المصير.. وعلى التعليم السلام!
د. مينا بديع عبدالملك
 رئيس قسم الرياضيات بهندسة الإسكندرية