حذر أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، من استمرار عواقب الانقسام الفلسطينى، وقال إنه إذا استمر هذا الانقسام سوف نرى دولتين فلسطينيتين، مطالباً بضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة، مشيراً إلى أنه أبلغ هذا الكلام لإسرائيل من خلال السفير المصرى فى إسرائيل، وأنه استدعى السفير الإسرائيلى فى مصر وأبلغه ذلك. وانتقد أبوالغيط مجلس الأمن الدولى لعدم اتخاذ قرار بشأن وقف الاعتداءات الإسرائيلية على غزة حتى الآن، كما انتقد المشادات فى الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، مما أدى إلى إصدار قرارهم بعد عشر ساعات كاملة. بينما يعقد البرلمان العربى الانتقالى جلسة طارئة له اليوم بالقاهرة، لبحث سبل وقف العدوان الإسرائيلى. وقال أبوالغيط فى برنامج «صباح الخير يا مصر» صباح أمس إن الاتصالات المصرية مستمرة بهدف التحرك الفورى لوقف إطلاق النار بقرار من مجلس الأمن، وقال إن البطء والمراوغة فى هذا الشأن لا ينفعان أحداً، بل على العكس سوف يؤديان إلى تعميق الغضب العربى وإلى رفض المجتمع الدولى هذا الوضع. وطالب أبوالغيط بوقف الأعمال العدائية ووقف إطلاق الصواريخ واستعادة التهدئة وفتح المعابر والعمل على تشكيل الموقف الفلسطينى الداخلى فى وحدة وطنية، وأن تعود السلطة الفلسطينية موحدة ويجد الشعب الفلسطينى نفسه فى وضع أحسن كثيراً من الوضع الحالى. وانتقد أبوالغيط ما حدث باجتماع وزراء الخارجية العرب، الخاص ببحث الأوضاع فى غزة، يوم الأربعاء الماضى، من مشادات وخلافات، وقال إن قرار وزراء الخارجية العرب استغرق عشر ساعات حتى يخرج بسبب المشادات، بالرغم من أنه كان من المفترض أن يصدر خلال عشر دقائق فقط. كما انتقد مجلس الأمن الدولى، معرباً عن استيائه من عدم إصدار قرار منذ يوم الأربعاء الماضى، رغم أعداد الضحايا الذين يسقطون فى غزة كل يوم. وشدد على ضرورة الحذر، وقال: «نحن نعمل على لم الشمل العربى والفلسطينى». وأكد وزير الخارجية أن حماس لن يقضى عليها، لأنها تمثل نسبة من الشعب الفلسطينى. وطالب أبوالغيط القيادة الحمساوية بأن تزن الأمور بميزان من ذهب، لأن الموجود فى الميزان مستقبل الشعب الفلسطينى ومستقبل القضية الفلسطينية، وقال: «يجب عليكم أن تعوا أن استمرار هذا الوضع وهذا الانقسام لن يقود إلا لمزيد من الخسائر للقضية الفلسطينية». وكانت مصر قد طالبت إسرائيل أمس الأول الجمعة، بالامتناع عن القيام بأى عمليات برية فى قطاع غزة. وجاء فى بيان أصدرته وزارة الخارجية، أن الوزير أبوالغيط كلف السفير المصرى فى تل أبيب بنقل رسالة إلى وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى، بضرورة امتناع إسرائيل عن القيام بعمليات برية فى القطاع، وضرورة وقفها العمليات العسكرية كلها بشكل فورى. وفى سياق متصل، قال ممثل لجامعة الدول العربية إن الحكومات العربية تخطط للاجتماع يوم الاثنين المقبل فى نيويورك، لبحث سبل إنهاء القتال فى غزة. وأضاف أن وزراء خارجية مصر والأردن وسوريا وقطر ولبنان والسعودية وليبيا والمغرب والعراق ورئيس السلطة الفلسطينية فى مقر الأممالمتحدة لمناقشة اقتراحهم لوقف إطلاق النار. وتبدأ اليوم أعمال الدورة الطارئة للبرلمان العربى بالقاهرة، والتى تتناول على مدى يومين، التطورات بشأن العدوان الإسرائيلى على أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة مع وجود توقعات بمقاطعة سوريا للاجتماع، حيث انتقدت قناة «الدنيا» الفضائية التى تبث إرسالها من سوريا عقد الاجتماع فى القاهرة. وقالت القناة إن رئيس البرلمان العربى الانتقالى جاسم الصقر، يدعو لاجتماع طارئ للبرلمان فى مصر بعيداً عن مقره الرئيسى فى دمشق، متوقعة حسب مصادر أن تقاطع سوريا هذا الاجتماع.