واصلت مصر اتصالاتها الدبلوماسية بشأن الأوضاع المأساوية فى قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلى، واستقبل الرئيس حسنى مبارك أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، ووزير خارجية أسبانيا ميجيل موارتينوس، ووزير خارجية البرازيل سيلسو أموريم. فيما نفى أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، ما تردد من أنباء حول عقد قمة مصرية تركية فرنسية بمصر يوم الثلاثاء المقبل. وتحدث مصدر مصرى عن «أجواء إيجابية» تسود المحادثات مع وفد حركة «حماس» بشأن المبادرة المصرية. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن جولته للمنطقة التى بدأها بزيارة القاهرة أمس ولقائه الرئيس مبارك وعدداً من المسؤولين المصريين، تهدف الى تنفيذ قرار مجلس الأمن 1860 بوقف إطلاق النار الفورى فى قطاع غزة، دون أى إشارات إلى خطوات عملية لكيفية قيام الأممالمتحدة بالضغط على إسرائيل لتنفيذ هذا القرار، مكتفيا بالقول إنه سوف «يحث بأشد العبارات» الحكومة الإسرائيلية خلال زيارته تل أبيب الالتزام بتنفيذ القرار. وحول موقف الأممالمتحدة من استخدام إسرائيل القنابل الفسفورية فى ضرب المدنيين فى غزة، أكد الأمين العام، فى تصريحات عقب لقائه مبارك، أنه ليس لدية معلومات مؤكدة حول استخدام الجيش الإسرائيلى القنابل الفسفورية. وقال: أناشد جميع الأطراف بوقف هذه الأنواع من الأعمال إذا ما كانت تستخدم، بسبب الآثار غير التمييزية لها ضد المدنيين. وعقب أحمد أبوالغيط على ذلك بقوله: إن الاسرائيليين يستخدمون هذه الأسلحة، والفلسطينيون ليس لديهم ما يستطيعون به الرد عليها. وأضاف: إنها فضيحة حقا. وفى رده على سؤال حول امكانية محاكمة، اسرائيل على ما تقوم به من جرائم ضد الفلسطينيين فى غزة، قال كى مون: «من الواضح أن هناك الكثير من الفلسطينين قتلوا وشعروا بالرعب وهناك تدمير كبير للبنية التحتية، وهذه مسألة حزينة، لكن أيضا الإسرائيليين قد قتلوا وجرحوا وشعروا بالرعب بسبب التدشين المستمر للصواريخ تجاههم». من جانبه أعرب وزير خارجية أسبانيا، عقب المقابلة مع الرئيس مبارك، عن شعوره بالتفاؤل إزاء فرص التوصل لوقف إطلاق النار فى غزة قريباً، قائلا: «إننا فى انتظار تطورات إيجابية فى هذا الخصوص». فى سياق متصل أكد وزير الخارجية البرازيلى دعم بلاده مجدداً لضرورة التوصل الى حل سلمى للقضية الفلسطينية يقوم على إقامة دولتين قابلتين للحياة بسلام جنباً إلى جنب. إلى ذلك تواصلت أمس مشاورات وفد حركة «حماس» فى القاهرة بشأن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة. وقال مصدر مصرى مطلع إن هناك أجواء «ايجابية» تسود المباحثات، مشيرا إلى أن المسؤولين فى مصر «استمعوا» للطرح الذى أتت به حركة حماس من دمشق، و«سيعرضونه» على إسرائيل خلال الزيارة المرتقبة لرئيس الدائرة السياسية والأمنية لوزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جيلعاد. وقال أن الحركة تجاوبت مع التحرك المصرى لوقف النزيف فى غزه وأوضحت مصادر مقربة من «حماس» أنه «تم الاتفاق على بعض البنود المهمة فى المبادرة المصرية»، وقالت: إن مصر «تجاوبت مع بعض تحفظات الحركة على المبادرة،» وأنه «سيتم إدخال بعض التعديلات التى ترضى الجانبين». ونقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن وزير الخارجية الإسبانى أن «أحمد أبوالغيط. وزير الخارجية. أبلغه أن وقف إطلاق النار مسألة أيام قليلة»، مشيرًا إلى «استعداد سوريا مساعدة مصر فى مباحثاتها مع حماس».