«لا أصلح الله منا مَنْ يصالحهم.. حتى يصالح ذئب المعز راعيها.. وتولد البغلة الخضرا بلا ذكر.. وأنت تحيا من الغبرا تلبيها.. وتحلب الشاة من أسنانها لبنا.. وتسرع النوق لا ترعى مراعيها».. أبيات من الشعر قالها الزير سالم أبوليلى المهلهل فى قتلة أخيه، وأبى الصلح معهم بأن يقبل اللبن مقابل دم أخيه أى يقبل الفدية من الجمال والبعير مقابل دم أخيه، وكان ذلك فى الجاهلية قبل الإسلام.. وهكذا يجب أن يكون حالنا الآن الشعب المغلوب على أمره مع الحكومة الحالية، ومن سبقها من الحكومات، فكلها لا نقبل الصلح معها على ما فعلت فينا من مصائب لا يستطيع أن ينكرها الدهر أو ينساها التاريخ، حتى وصلنا إلى هذا النفق المظلم ولا ندرى متى ترى النور أعيننا، فالحكومة التى لا تزال تنظر أسفل قدميها الحافيتين وتفكر فى مشاريع البنية الأساسية من مياه شرب وكهرباء ومجارى وطرق منذ معاهدة السلام التى وُقّعت مع إسرائيل إلى يومنا هذا لا نصالحها.. ما كل هذا التأخير فبدون هذه الأساسيات لا تقوم الدولة. الحكومة التى أطعمتنا وسقتنا من مياه المجارى طوال السنين السابقة، حتى أصيب أبناؤنا بالتيفود فى القرن الحادى والعشرين.. لا نصالحها والحكومة التى استخدمت الأسمدة المسرطنة حتى أصيب أبناؤنا بالسرطان لا نصالحها.. الحكومة التى أفسدت أذواق الناس وجعلتهم يعتادون على فعل كل ما هو ردىء وقبيح وجعلت سلوكيات الناس على الطريق بهذه الوقاحة والعشوائية لا نصالحها.. الحكومة التى بإهمالها وتسيبها مع الفاسدين من رجال الأعمال أغرقت أكثر من ألف من أبنائنا فى بطن البحر وأطعمتهم لأسماكه، وأحرقت العشرات فى قطار الموت الهمجى لا نصالحها.. الحكومة التى باعت مؤسساتها وعقاراتها وأراضيها لهؤلاء المرتزقة من أبناء العرب وحرمتنا ملكها ليمتصوا دماءنا وخيراتنا لا نصالحها.. الحكومة التى ألجمت ألسنة المثقفين من هذا الشعب طوال السنين السابقة وألجأتهم السجون والمعتقلات وزورت الانتخابات ومنعت تكافؤ الفرص واخترعت الواسطة والمحسوبية والبلطجة لا نصالحها.. الحكومة التى حولت الشعب إلى طبقتين بعد أن كان ثلاثاً وقضت على الطبقة الوسطى ليصبح ما يقارب من ستين فى المائة من السكان يعيشون تحت خط الفقر بكثير.. لا نصالحها!! محمد سعيد النجار- منيا القمح- شرقية