60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد اليوم 22 ديسمبر 2025    التعمير والإسكان العقارية تتعاون مع شركة إي للكهرباء والطاقة لإدارة شبكات الكهرباء والمياه بمشروعاتها    وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات وحدات المبادرة الرئاسية" سكن لكل المصريين" بعددٍ من المدن الجديدة    ترامب يستبعد عددا كبيرا من السفراء    محمود الليثي يشعل رأس السنة بحفل عالمي في فرنسا ويعيش أقوى فتراته الفنية    طريقة عمل شوربة العدس بالكريمة في خطوات بسيطة للتدفئة من البرد    بحضور أبطاله.. انطلاق العرض الخاص لفيلم «خريطة رأس السنة» في أجواء احتفالية    ويتكوف: روسيا لا تزال ملتزمة تماما بتحقيق السلام فى أوكرانيا    «المهن التمثيلية» تكشف تطورات الحالة الصحية للفنان إدوارد    شهداء لقمة العيش.. أهالي معصرة صاوي بالفيوم يودعون 7 من أبنائهم في حادث أليم| فيديو    المتهم بقتل زميله وشطر جثمانه 4 أجزاء ودفنهم ووضعهم بالقمامة يمثل الجريمة في الإسكندرية    مفوضي القضاء الإدارى: استلام الزمالك للأرض منذ 2004 ينفى وجود عوائق    منتخب مصر يستهل مشواره اليوم بمواجهة زيمبابوي بكأس الأمم الأفريقية    مفوضى القضاء الإدارى: ادعاءات وجود عوائق أمام تنفيذ مشروع الزمالك قول مرسل    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 22 ديسمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    نقيب المحامين يترأس جلسة حلف اليمين القانونية للأعضاء الجدد اليوم    وزير الاتصالات: مصر تقفز 47 مركزًا عالميًا بمؤشر جاهزية التحول الرقمي    بحضور عضوي مجلس إدارة الأهلي، محمود بنتايك يحتفل بزفافه على سندس أحمد سليمان    السلفية والسياسة: التيه بين النص والواقع.. قراءة في التحولات الكبرى    شركة العاصمة الإدارية: لا ديون علينا.. وحققنا 80 مليار جنيه أرباحًا خلال 3 سنوات    نيجيريا: تحرير 130 تلميذًا وموظفًا خطفهم مسلحون من مدرسة الشهر الماضي    بوتين يصف اتفاقية الحدود بين دول آسيا الوسطى ب"التاريخية"    تصعيد أمريكي جديد ضد فنزويلا عبر ملاحقة ناقلات النفط    ضبط سورى بجنسية مزورة يعمل داخل وزارة الدفاع الكويتية.. اعرف التفاصيل    ريهام عبد الغفور: خريطة رأس السنة محطة استثنائية في مسيرتي الفنية    أحمد العوضي: مدمنون كثير تعافوا وذهبوا للعلاج من الإدمان بعد مسلسلي «حق عرب»    متحدث الكهرباء: 15.5 مليار جنيه خسائر سرقات واستهلاك غير قانوني    بيان عاجل من المتحدث العسكري ينفي صحة وثائق متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي| تفاصيل    عماد الدين أديب: ترامب ونتنياهو لا يطيقان بعضهما    رسميا.. إبراهيم دياز رجل مباراة المغرب وجزر القمر فى افتتاح الكان    اعترافات المتهم بقتل زميله وشطر جثمانه 4 أجزاء في الإسكندرية: فكرت في حرق جثته وخشيت رائحة الدخان    إخلاء عاجل لفندقين عائمين بعد تصادمهما في نهر النيل بإسنا    سائق يقتل زوج شقيقته إثر نزاع عائلي على شقة ميراث بالخانكة    مصرع فتاة إثر تناول قرص غلال سام بالمنيا    من حقول الطماطم إلى مشرحة زينهم.. جنازة مهيبة لسبعة من ضحايا لقمة العيش    دوميط كامل: الدول المتقدمة تُقدّم حماية البيئة على المكاسب الاقتصادية مهما بلغت    سفيرة مصر بتايلاند تؤكد التزام القاهرة بدعم الجهود الدولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية    أبناؤنا أمانة.. أوقاف بورسعيد تطلق خارطة طريق لحماية النشء من (مسجد لطفي)| صور    أمم إفريقيا - محمود صابر: نهدف الوصول لأبعد نقطة في البطولة    خالد الغندور: توروب رفض التعاقد مع محمد عبد المنعم    تعرف على جوائز الدورة ال7 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للفيلم القصير    "بنتي بتقولي هو أنت كل سنة بتموت"، تصريحات قوية من عمرو زكي عن حالته الصحية    أستاذ بالأزهر يوضح فضائل شهر رجب ومكانته في ميزان الشرع    لعبة في الجول – أمم إفريقيا.. شوت في الجول واكسب البطولة بمنتخبك المفضل    الصحة توضح آليات التعامل مع المراكز الطبية الخاصة المخالفة    عصام الحضرى: مصر فى مجموعة صعبة.. والشناوى سيكون أساسيا أمام زيمبابوى    تامر النحاس: سعر حامد حمدان لن يقل عن 50 مليونا وصعب ديانج يروح بيراميدز    هاني البحيري: يد الله امتدت لتنقذ أمي من أزمتها الصحية    نجاح عملية معقدة لتشوه شديد بالعمود الفقرى بمستشفى جامعة كفر الشيخ    بدون تدخل جراحى.. استخراج 34 مسمارا من معدة مريضة بمستشفى كفر الشيخ العام    سلوكيات خاطئة تسبب الإصابة بالفشل الكلوي    الصحة توضح أسباب اعتداء الطلاب على زميلهم في أكتوبر    دعاء أول يوم في شهر رجب.. يزيد البركة والرزق    تعليم الغربية: عقد لجنة القيادات لتدريب 1000 معلم لقيادة المدارس كمديرين    برلمانية المؤتمر: تعديلات قانون الكهرباء خطوة ضرورية لحماية المرفق    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 21ديسمبر 2025 فى المنيا    بعد رؤية هلال رجب.. ما هو موعد شهر شعبان ؟    الإفتاء: الدعاء في أول ليلة من رجب مستحب ومرجو القبول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحابيات.. امرأة بألف رجل وربما أكثر!

فاطمة بنت أسد.. قال عنها النبي «إنما ألبستها قميصي لتُكسَي من حلل الجنة واضطجعت في قبرها ليهون عليها عذاب القبر»
سمية بنت خباط..قتلها أبو جهل لتكون أول شهيدة في الإسلام
الخنساء.. وصلها خبر استشهاد أبنائها الأربعة في وقت واحد فقالت: «الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مُستقَرّ رحمته»
الشفاء بنت عبد الله.. كاتبة ومعلمة كانت ترقي المرضي وتشفيهم بأمر الله فلقبت بالشفاء
بريشة: حسن موسى
امرأة بألف رجل وربما أكثر!
لا نبالغ ولا نسعي لصناعة جدل لا محل له، فكل سيدة من الصحابيات تساوي عددا من الرجال لا نعرف عددهم، فالسيدة نسيبة بنت كعب التي دافعت عن الرسول عليه الصلاة والسلام ووقفت أمامه في الحرب لتتلقي السهام بصدرها ولا تلتفت.. هل تساوي ألف رجل فقط؟!.. والسيدة سمية بنت خباط أول شهيدة في الإسلام، كم تساوي ؟!.. والسيدة رفيدة أول طبيبة في الإسلام والتي كانت تذهب إلي المعارك لتعالج الجرحي من الصحابة.. والسيدة الشفاء بنت عبد الله التي علمت السيدة حفصة زوج الرسول صلي الله عليه وسلم.. والخنساء الشاعرة الكبيرة والصحابية الجليلة التي وصلها خبر استشهاد أبنائها الأربعة في وقت واحد فقالت: «الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مُستقَرّ رحمته».. وفاطمة بنت أسد التي قال عنها النبي «إنما ألبستها قميصي لتُكسَي من حلل الجنة واضطجعت في قبرها ليهون عليها عذاب القبر».
كل واحدة منهن صنعت بطولة خاصة متفردة لتبقي من النماذج الخالدة في تاريخ الإنسانية وليس في تاريخ الإسلام فقط، لنعلم أن للإسلام نساء مثلما كان له رجال رضي اللهم عنهم وعنهن ورحمنا.
1- أول شهيدة في الإسلام
إنها سمية بنت خباط - مولاة «خادمة» أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، ووالدة الصحابي عمار بن ياسر، وسابع شخص يظهر إسلامه بمكة بعد ستة رجال علي رأسهم أبوبكر - ولذلك فقد تعرضت لألوان من العذاب من قِبَل أبي حذيفة لتترك الإيمان بالله ورسوله وتعود إلي عبادة الأوثان إلا أنها ظلت متمسكة بإسلامها ولذلك قال رسول الله _صلي الله عليه وسلم_لها ولزوجها ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس العنسي وابنها عمار حين مر عليهم وهم يعذبون في صحراء مكة مبشرا: «صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة».
استشهادها كان علي يد أبي جهل حيث طعنها بحربة قتلتها وكانت عجوزا ضعيفة إلا أنها تملك في قلبها إيمانا قويا ثابتا استطاعت به مواجهة عذاباً شديداً في حياتها ثم قتلاً غادراً أنهي هذه الحياة ونالت به الشهادة الأولي في تاريخ الإسلام وكانت بحق جديرة أن يثأر الله لها حين قتل أبي جهل في غزوة بدر فقال رسول الله _صلي الله عليه وسلم_ لابنها عمار بن ياسر:« قتل الله قاتل أمك».
2- وزيرة في عهد عمر بن الخطاب
امرأة قرشية فاضلة من بني «عدي »، عزيزة وسط قومها،كاتبة ومعلمة،ترقي المرضي وتشفيهم بأمر الله، لقبت بالشفاء فغلب عليها اللقب ولم تعد تعرف إلا به، إنها ليلي بنت عبد الله، المبايعة المهاجرة ذات المكانة والرأي عند رسول الله وعند خليفته عمربن الخطاب، وقيل إنه ولاها أمر ضبط الأسواق.
استجابت الشفاء لدعوة الإسلام في أيامها الأولي، وبايعت الرسول صلي الله عليه وسلم، وهاجرت إلي المدينة مع من هاجر من نساء المسلمين، وعندما سألته عن الرقي التي كانت ترقي بها في الجاهلية أقرها عليها وأعجبه منها رقية النملة - ما ترقي به من يصاب بلدغة النملة السامة- وقال لها :«علمي حفصة رقية النملة كما علمتها الكتابة »؛ فقد كانت الشفاء معلمة للكتابة في المدينة وعلي رأس من علمتهم الكتابة أم المؤمنين حفصة بن عمر.
وكما كانت الشفاء محل تقدير الرسول صلي الله عليه وسلم، كانت محل تقدير عمر بن الخطاب في خلافته،وكان يرعاها ويفضلها ويقدمها في الرأي، وولاها شيئاً من أمر السوق، فقد كانت المسئولة عن ضبط الأسواق في عهده أي بمثابة وزيرة الأسواق.
3- الشاعرة أم الشهداء
يصلها خبر استشهاد أبنائها الأربعة في وقت واحد في حرب القادسية فتقول: «الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مُستقَرّ رحمته».
إنها الخنساء..أم الشهداء.
اسمها تماضر بنت عمرو،كانت شاعرة في الجاهلية تفجرت موهبتها الشعرية بعد مقتل شقيقها معاوية بن عمرو وأخيها لأبيها صخر _وكان الأحب إليها_ وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أفضل شعرا منها.
فلم يكن غريبا أن تنال أعظم شهادة تقدير في الشعر علي يد الرسول_صلي الله عليه وسلم_ حيث كان يطلب منها أن تنشد شعرها وكان يقول مشجعا ومعجبا : « هيه يا خناس» ويومئ بيده.
حضرت حرب القادسية ومعها أبناؤها الأربعة وكانت تحرضهم علي القتال وترفع من عزيمتهم وجلست معهم ليلة استشهادهم فقالت: يا بنيّ،قد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين. واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله عَزَّ وجَلّ : « يا أيها الذي آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون». فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين فاغدوا إلي قتال عدوكم مستبصرين، وبالله علي أعدائه مستنصرين. وإذا رأيتم الحرب قد شمّرت عن ساقها، واضطرمت لظي علي سِياقها، وجُلِّلت ناراً علي أرواقها، فتيمّموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها، تظفروا بالغُنْم والكرامة، في دار الخلد والمقامة».
4-ذات القميص النبوي
هي فاطمة بنت أسد، ولدت في مكة وتزوجت من ابن عمها أبي طالب، وهي أول امرأة من بني هاشم تلد خليفة هاشمياً وهو علي بن أبي طالب _ كرم الله وجهه _ فهي حماة فاطمة الزهراء ابنة النبي، صلي الله عليه وسلم، ونلاحظ كيفية العلاقة بينهما من قول الإمام عليّ : قلت لأمي فاطمة بنت أسد اكفي فاطمة سقاية الماء والذهاب في الحاجة، وتكفيك الطحن والعجن» فكانت بارة بالرسول وابنته أيضاً.
تولت فاطمة بنت أسد تربية الرسول _ صلي الله عليه وسلم _ وهو طفل بعد وفاة جده عبد المطلب وكفالة عمه أبي طالب له فأحسنت رعايته وكانت تلاحظ خلقه العظيم وتتبارك به حين يشاركهم طعامهم ولما بُعث الرسول_صلي الله عليه وسلم_ كانت من أوائل من دخلوا في الإسلام فقد أسلمت بعد عشرة من المسلمين وهي الحادية عشرة والثانية من النساء بعد خديجة زوج الرسول رضي الله عنها، وهاجرت مع المهاجرين إلي المدينة بعد أن اشتد ظلم قريش للمسلمين في مكة.
عندما توفيت فاطمة بنت أسد في العام الرابع من الهجرة كافأها رسول الله _صلي الله عليه وسلم_ علي حسن تربيتها له بأن اضطجع في قبرها بالبقيع وكفنها بقميصه، وعندما سئل عن ذلك قال : « إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها، إنما ألبستها قميصي لتكسي من حلل الجنة واضطجعت في قبرها ليهون عليها عذاب القبر».
5- المدافعة عن النبي
كنيتها أم عمارة..واسمها نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول..
كانت أول مقاتلة في الإسلام وشهد لها رسول الله _صلي الله عليه وسلم_ ببطولتها في الحرب حيث قال: «ما التفتُّ يوم أحد يمينا ولا شمالا إلا وأراها تقاتل دوني» فلقبها العلماء ب«المدافعة عن النبي».
وتقول أم عمارة واصفة موقفها يوم أحد : قد رأيتني وانكشف الناس عن رسول الله فما بقي إلا في نفير_عدد قليل من الرجال_ لا يتمون عشرة وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه والناس يمرون به منهزمين ورآني لا ترس معي فرأي رجلا موليا معه ترس فقال له: «ألق ترسك إلي من يقاتل» فألقي ترسه فأخذته فجعلت أتترس به عن رسول الله.
كما أنها كانت تسقي الجرحي وقتلت فارساً من المشركين وجرحت بإثني عشر جرحا في هذه الغزوة، بينما جرحت بأحد عشر جرحاً في يوم اليمامة، بالإضافة إلي قطع يدها.
لذلك دعا لها ولابنها الرسول_صلي الله عليه وسلم_ بقوله:« اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة».
وكان الصحابة_رضي الله عنهم_ يعرفون فضل أم عمارة ويقدرون جهادها حتي إن الخليفة عمر بن الخطاب_رضي الله عنه_ بعث لها بهدية اقترح عليه البعض أن يبعث بها إلي صفية بنت أبي عبيد، لكنه قال: أبعث بها إلي من هي أحق منها، أم عمارة نسيبة بنت كعب.
6- زوجة الشهداء
أنعم الله عليها بأحمد الصفات، وأفضل الخصال، فأصبحت رمزًا للتضحية والفداء، ومثلاً في الإخلاص والوفاء. هي فاطمة بنت الحارث بن هشام المخزومي، أمها فاطمة بنت الوليد بن المغيرة أخت سيف الله خالد بن الوليد.
وقد جاءتها الفرصة عندما فر زوجها من مكة بعدما أمر الرسول بإهدار دمه، فذهبت إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم تطلب الأمان لزوجها إذا عاد مسلماً، وغمرت السعادة قلبها وهي تسمع رسولنا الكريم يصفح عنه ويأمنه علي نفسه.
واندفعت أم حكيم مسرعة في إثر زوجها الهارب حتي أدركته عند اليمن وأخبرته بأن النبي صلي الله عليه وسلم يأمنه، وعاد معها شخصًا جديدًا شهد الكثيرون بحسن إسلامه حتي استشهد في سبيل الله في إحدي المعارك.
بعدها تزوجت أم حكيم من بطل آخر من أبطال الإسلام هو خالد بن سعيد بن العاص ولم تكد أم حكيم تفرح بزيجتها حتي استشهد زوجها الثاني صبيحة عرسه أمام عينيها في ساحة القتال فنزعت الزوجة الملكومة عمود خيمتها، وانطلقت تقاتل به حتي قتلت سبعة من جنود الروم وأعجب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بشجاعتها وإخلاصها فتزوجها.
7- أول طبيبة في الإسلام
إنها رفيدة بنت كعب الأسلمية، وقد ارتبط اسمها بخيمتها «خيمة الخير»، وتجلي دورها الإنساني بشدة منذ يوم «أحد»، حيث كانت تضمد جراحاتهم، وتسعفهم، وتسهر علي راحتهم.. وبداخل خيمة ملاك الرحمة - التي أقامتها بجانب المسجد النبوي- كان جميع المسلمين يجدون الراحة من آلامهم، وفي وقت المعارك تشمر رفيدة عن ساعد الجد، وتخرج مع المسلمين، تنصب خيمتها في ميدان المعركة ويعاونها في عملها نساء الصحابة رضي الله عنهن جميعاً لتكون خيمتها بذلك أول مستشفي ميداني في الإسلام.
ذكرها رسولنا الكريم في غزوة «الخندق» عندما جرح الصحابي الجليل سعد بن معاذ في المعركة فأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بنقله إلي خيمة رفيدة حتي تقوم بعلاجه، وكان الرسول يزور سعد في خيمتها ويطمئن علي صحته ويأخذ تقريراً شفوياً بذلك منها، وليس هذا فحسب فعندما خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي معركة «خيبر» كانت رفيدة معه ومعها نسوة يساعدنها في عملها، وقد قامت به رفيدة علي أكمل وجه، لذا استحقت أن يثني عليها الرسول صلي الله عليه وسلم ويهبها «سهم محاربٍ » تقديراً لدورها في ميدان التمريض الذي لا يقل أهمية عن دور الرجال في ميدان القتال.
8- أبو جهل يشرف علي تعذيبها
احفظوا هذا الاسم جيداً وتعلموا من صاحبته درساً لا يُنسي في ثبات القلب وثبات الدين وقت الشدائد، لأن زنيرة الرومية - بكسر الزاي والنون المشددة - لم تكن امرأة عادية بأي حال من الأحوال، فيكفي أنها فقدت بصرها علي إثر التعذيب الذي تعرضت له من الكفار، وتحدتهم قائلة : «ربي قادر علي رد بصري » فأصبحت بأمرٍ من الله مبصرة.
وتعد زنيرة من السابقات الأولات إلي الإسلام، تحملت في سبيله العذاب والتنكيل صابرة محتسبة تدعو ربها، وكلما ازداد الكفار في تعذيبها ازدادت قوة إيمانها، واستمر الكفار في إيذاء زنيرة، وكان أبو جهل يشرف بنفسه علي تعذيبها ومعه عمر بن الخطاب - قبل دخوله في الإسلام - حتي ترتد عن الإسلام وتترك عبادة رب السموات وتعود إلي عبادة أوثانهم حتي فقدت بصرها.
وردد الكفار آنذاك من ذوي القلوب الضعيفة :«أعمتها اللات والعزي» لكفرها بهما، وفي وقت كربها لم يتزحزح إيمانها وقالت لهم بكل ثقة :(وما تدري اللات والعزي من يعبدهما، ولكن هذا من السماء، وربي قادرعلي أن يرد بصري )، فغدت وقد رد الله بصرها وقال الكفار :«هذا من سحر محمد» وما هو بسحر وإنما هي إرادة الله التي لا ترد، وعندما علم أبو بكر رضي الله عنه بما أصاب زنيرة، ذهب إلي مولاها واشتراها منه ثم أعتقها.
9- أول مهاجرة بعد «صلح الحديبية»
خافت علي نفسها من فتنة الكفر فقررت أن تخرج وحدها للهجرة إلي المدينة.. إنها الصحابية الشجاعة أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن عبد شمس بن مناف أخت الصحابي الجليل عثمان بن عفان من الأم وكان أبوها من أشد الناس عداوة للنبي-صلي الله عليه وسلم- وكان من ضمن من بُعث لأحبار اليهود ليسألهم عن محمد وهل له ذكر في كتبهم.. أسلمت أم كلثوم قبل الهجرة ولكنها لم تكن قد تزوجت بعد فظلت في مكة وتحملت إيذاء أهلها ولكنها خافت أن يفتنها أحد في دينها فقررت الهجرة، في ذلك الوقت كان الرسول قد صالح قريش في الحديبية في السنة السادسة للهجرة وكان من شروط الصلح « أن يرد عليهم من جاء إليه بغير إذن وليه»، ومع ذلك رفضت أم كلثوم العودة وقالت: يا رسول الله أنا امرأة وحال النساء إلي الضعفاء ما قد علمت فتردني إلي الكفار يفتنوني في ديني ولا صبر لي»، فنزل فيها الوحي في سورة الممتحنة » «فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَي الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ»... فقال رسول الله «ص» لأخويها الوليد وعمارة : قد نقض الله العهد في النساء بما قد علمتماه فانصرفا، فأصبحت أول مهاجرة بعد الصلح وتزوجت من زيد بن حارثة ولم تتجاوز المدة التي عاشتها معه سنتين حيث استشهد عندما كان قائداً لجيش المسلمين في مؤتة ثم تزوجت من الزبير بن العوام ولكنها طلقت منه وتزوجت بعبد الرحمن بن عوف وعندما توفي تزوجت من عمرو بن العاص.
10- أم هانئ بنت أبي طالب
هي فاخته بنت أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب ابنة عم النبي _صلي الله عليه وسلم_ ولكنها اشتهرت بكنيتها « أم هانئ »،وهي أخت علي بن أبي طالب تربت مع النبي في بيت أبيها أبي طالب، فكانت تُكِنّ له المودة التامة والحب الكثير، وكانت قبل إسلامها تدفع عنه أذي المشركين، وتنصره في كل تحركاته.. كان الرسول يرغب في الزواج منها ولكن أبو طالب زوجها لهبيرة المخزومي، فعاتبه الرسول قائلاً « يا عم زوجت هبيرة وتركتني » فقال أبو طالب : يابن أخي إنا قد صاهرنا إليهم والكريم يكافئ الكريم. وقد أسلمت مع من أسلم من آل البيت وروي أنه لمّا عاد «رسول الله صلي الله عليه وسلم» من ثقيف (الطائف)، وكان حزينًا لإعراض أهلها عن دين اللَّه، توجه لزيارتها، ثم بات عندها، فكانت حادة الإسراء والمعراج من بيتها ما ذكر الإسراء والمعراج إلا وذكر معه اسم أم هانئ. بعد وفاة زوجها خطبها الرسول «ص» ولكنها فضلت أن تربي أبنائها خوفا منها من إهدار حقوق الزوج أو حق أبنائها في التربية والاهتمام، سُميت «المجيرة» لموقفها يوم فتح مكة حيث استجار بها رجلان من بني مخزوم فتوعدهما علي بن أبي طالب بالقتل فذهبت للنبي وأخبرته بأمر الرجلين فقال : « لقد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت فلا يقتلهما » وكانت أم هانئ من رواة الأحاديث حيث روت ستة وأربعين حديثاً.
المراجع
- الإصابة في تمييز الصحابة : الحافظ بن حجر العسقلاني
-أسد الغابة في معرفة الصحابة : ابن الأثير.
- صحابيات حول الرسول: د.عبد الصبور شاهين.
- مشاهير النساء المسلمات : علي بن نايف الشحود.
أقوال
عمر بن الخطاب : ليس خيركم من عمل للآخرة وترك الدنيا، أوعمل للدنيا وترك الآخرة، ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه، وإنما الحرج في الرغبة فيما تجاوز قدر الحاجة وزاد علي حد الكفاية.
عمر بن عبد العزيز: لا ينفع القلب إلا ما خرج من القلب.
عليّ بن أبي طالب : لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.
الشافعي : من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه.... ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه.مالك بن أنس بن مالك : لا ينبغي للعالم أن يتكلم بالعلم عند من لا يطيقه، فإنه ذل وإهانة للعلم.

في رمضان
سنة 8 للهجرة 630 م بعث النبي خالد بن الوليد لهدم صنم العُزّي ببطن مكة.
سنة 8 للهجرة 630 م بعث النبي عمرو بن العاص لهدم سواع، وسعد بن زيد لهدم مناة.
سنة 9 للهجرة 631م قدم وفد ثقيف إلي النبي لإعلان إسلامهم.
سنة 10 للهجرة 632م بعث النبي علي بن أبي طالب إلي اليمن إلي قبيلة همدان التي أسلمت في يوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.