«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحابيات.. امرأة بألف رجل وربما أكثر!

فاطمة بنت أسد.. قال عنها النبي «إنما ألبستها قميصي لتُكسَي من حلل الجنة واضطجعت في قبرها ليهون عليها عذاب القبر»
سمية بنت خباط..قتلها أبو جهل لتكون أول شهيدة في الإسلام
الخنساء.. وصلها خبر استشهاد أبنائها الأربعة في وقت واحد فقالت: «الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مُستقَرّ رحمته»
الشفاء بنت عبد الله.. كاتبة ومعلمة كانت ترقي المرضي وتشفيهم بأمر الله فلقبت بالشفاء
بريشة: حسن موسى
امرأة بألف رجل وربما أكثر!
لا نبالغ ولا نسعي لصناعة جدل لا محل له، فكل سيدة من الصحابيات تساوي عددا من الرجال لا نعرف عددهم، فالسيدة نسيبة بنت كعب التي دافعت عن الرسول عليه الصلاة والسلام ووقفت أمامه في الحرب لتتلقي السهام بصدرها ولا تلتفت.. هل تساوي ألف رجل فقط؟!.. والسيدة سمية بنت خباط أول شهيدة في الإسلام، كم تساوي ؟!.. والسيدة رفيدة أول طبيبة في الإسلام والتي كانت تذهب إلي المعارك لتعالج الجرحي من الصحابة.. والسيدة الشفاء بنت عبد الله التي علمت السيدة حفصة زوج الرسول صلي الله عليه وسلم.. والخنساء الشاعرة الكبيرة والصحابية الجليلة التي وصلها خبر استشهاد أبنائها الأربعة في وقت واحد فقالت: «الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مُستقَرّ رحمته».. وفاطمة بنت أسد التي قال عنها النبي «إنما ألبستها قميصي لتُكسَي من حلل الجنة واضطجعت في قبرها ليهون عليها عذاب القبر».
كل واحدة منهن صنعت بطولة خاصة متفردة لتبقي من النماذج الخالدة في تاريخ الإنسانية وليس في تاريخ الإسلام فقط، لنعلم أن للإسلام نساء مثلما كان له رجال رضي اللهم عنهم وعنهن ورحمنا.
1- أول شهيدة في الإسلام
إنها سمية بنت خباط - مولاة «خادمة» أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، ووالدة الصحابي عمار بن ياسر، وسابع شخص يظهر إسلامه بمكة بعد ستة رجال علي رأسهم أبوبكر - ولذلك فقد تعرضت لألوان من العذاب من قِبَل أبي حذيفة لتترك الإيمان بالله ورسوله وتعود إلي عبادة الأوثان إلا أنها ظلت متمسكة بإسلامها ولذلك قال رسول الله _صلي الله عليه وسلم_لها ولزوجها ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس العنسي وابنها عمار حين مر عليهم وهم يعذبون في صحراء مكة مبشرا: «صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة».
استشهادها كان علي يد أبي جهل حيث طعنها بحربة قتلتها وكانت عجوزا ضعيفة إلا أنها تملك في قلبها إيمانا قويا ثابتا استطاعت به مواجهة عذاباً شديداً في حياتها ثم قتلاً غادراً أنهي هذه الحياة ونالت به الشهادة الأولي في تاريخ الإسلام وكانت بحق جديرة أن يثأر الله لها حين قتل أبي جهل في غزوة بدر فقال رسول الله _صلي الله عليه وسلم_ لابنها عمار بن ياسر:« قتل الله قاتل أمك».
2- وزيرة في عهد عمر بن الخطاب
امرأة قرشية فاضلة من بني «عدي »، عزيزة وسط قومها،كاتبة ومعلمة،ترقي المرضي وتشفيهم بأمر الله، لقبت بالشفاء فغلب عليها اللقب ولم تعد تعرف إلا به، إنها ليلي بنت عبد الله، المبايعة المهاجرة ذات المكانة والرأي عند رسول الله وعند خليفته عمربن الخطاب، وقيل إنه ولاها أمر ضبط الأسواق.
استجابت الشفاء لدعوة الإسلام في أيامها الأولي، وبايعت الرسول صلي الله عليه وسلم، وهاجرت إلي المدينة مع من هاجر من نساء المسلمين، وعندما سألته عن الرقي التي كانت ترقي بها في الجاهلية أقرها عليها وأعجبه منها رقية النملة - ما ترقي به من يصاب بلدغة النملة السامة- وقال لها :«علمي حفصة رقية النملة كما علمتها الكتابة »؛ فقد كانت الشفاء معلمة للكتابة في المدينة وعلي رأس من علمتهم الكتابة أم المؤمنين حفصة بن عمر.
وكما كانت الشفاء محل تقدير الرسول صلي الله عليه وسلم، كانت محل تقدير عمر بن الخطاب في خلافته،وكان يرعاها ويفضلها ويقدمها في الرأي، وولاها شيئاً من أمر السوق، فقد كانت المسئولة عن ضبط الأسواق في عهده أي بمثابة وزيرة الأسواق.
3- الشاعرة أم الشهداء
يصلها خبر استشهاد أبنائها الأربعة في وقت واحد في حرب القادسية فتقول: «الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مُستقَرّ رحمته».
إنها الخنساء..أم الشهداء.
اسمها تماضر بنت عمرو،كانت شاعرة في الجاهلية تفجرت موهبتها الشعرية بعد مقتل شقيقها معاوية بن عمرو وأخيها لأبيها صخر _وكان الأحب إليها_ وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أفضل شعرا منها.
فلم يكن غريبا أن تنال أعظم شهادة تقدير في الشعر علي يد الرسول_صلي الله عليه وسلم_ حيث كان يطلب منها أن تنشد شعرها وكان يقول مشجعا ومعجبا : « هيه يا خناس» ويومئ بيده.
حضرت حرب القادسية ومعها أبناؤها الأربعة وكانت تحرضهم علي القتال وترفع من عزيمتهم وجلست معهم ليلة استشهادهم فقالت: يا بنيّ،قد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين. واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله عَزَّ وجَلّ : « يا أيها الذي آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون». فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين فاغدوا إلي قتال عدوكم مستبصرين، وبالله علي أعدائه مستنصرين. وإذا رأيتم الحرب قد شمّرت عن ساقها، واضطرمت لظي علي سِياقها، وجُلِّلت ناراً علي أرواقها، فتيمّموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها، تظفروا بالغُنْم والكرامة، في دار الخلد والمقامة».
4-ذات القميص النبوي
هي فاطمة بنت أسد، ولدت في مكة وتزوجت من ابن عمها أبي طالب، وهي أول امرأة من بني هاشم تلد خليفة هاشمياً وهو علي بن أبي طالب _ كرم الله وجهه _ فهي حماة فاطمة الزهراء ابنة النبي، صلي الله عليه وسلم، ونلاحظ كيفية العلاقة بينهما من قول الإمام عليّ : قلت لأمي فاطمة بنت أسد اكفي فاطمة سقاية الماء والذهاب في الحاجة، وتكفيك الطحن والعجن» فكانت بارة بالرسول وابنته أيضاً.
تولت فاطمة بنت أسد تربية الرسول _ صلي الله عليه وسلم _ وهو طفل بعد وفاة جده عبد المطلب وكفالة عمه أبي طالب له فأحسنت رعايته وكانت تلاحظ خلقه العظيم وتتبارك به حين يشاركهم طعامهم ولما بُعث الرسول_صلي الله عليه وسلم_ كانت من أوائل من دخلوا في الإسلام فقد أسلمت بعد عشرة من المسلمين وهي الحادية عشرة والثانية من النساء بعد خديجة زوج الرسول رضي الله عنها، وهاجرت مع المهاجرين إلي المدينة بعد أن اشتد ظلم قريش للمسلمين في مكة.
عندما توفيت فاطمة بنت أسد في العام الرابع من الهجرة كافأها رسول الله _صلي الله عليه وسلم_ علي حسن تربيتها له بأن اضطجع في قبرها بالبقيع وكفنها بقميصه، وعندما سئل عن ذلك قال : « إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها، إنما ألبستها قميصي لتكسي من حلل الجنة واضطجعت في قبرها ليهون عليها عذاب القبر».
5- المدافعة عن النبي
كنيتها أم عمارة..واسمها نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول..
كانت أول مقاتلة في الإسلام وشهد لها رسول الله _صلي الله عليه وسلم_ ببطولتها في الحرب حيث قال: «ما التفتُّ يوم أحد يمينا ولا شمالا إلا وأراها تقاتل دوني» فلقبها العلماء ب«المدافعة عن النبي».
وتقول أم عمارة واصفة موقفها يوم أحد : قد رأيتني وانكشف الناس عن رسول الله فما بقي إلا في نفير_عدد قليل من الرجال_ لا يتمون عشرة وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه والناس يمرون به منهزمين ورآني لا ترس معي فرأي رجلا موليا معه ترس فقال له: «ألق ترسك إلي من يقاتل» فألقي ترسه فأخذته فجعلت أتترس به عن رسول الله.
كما أنها كانت تسقي الجرحي وقتلت فارساً من المشركين وجرحت بإثني عشر جرحا في هذه الغزوة، بينما جرحت بأحد عشر جرحاً في يوم اليمامة، بالإضافة إلي قطع يدها.
لذلك دعا لها ولابنها الرسول_صلي الله عليه وسلم_ بقوله:« اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة».
وكان الصحابة_رضي الله عنهم_ يعرفون فضل أم عمارة ويقدرون جهادها حتي إن الخليفة عمر بن الخطاب_رضي الله عنه_ بعث لها بهدية اقترح عليه البعض أن يبعث بها إلي صفية بنت أبي عبيد، لكنه قال: أبعث بها إلي من هي أحق منها، أم عمارة نسيبة بنت كعب.
6- زوجة الشهداء
أنعم الله عليها بأحمد الصفات، وأفضل الخصال، فأصبحت رمزًا للتضحية والفداء، ومثلاً في الإخلاص والوفاء. هي فاطمة بنت الحارث بن هشام المخزومي، أمها فاطمة بنت الوليد بن المغيرة أخت سيف الله خالد بن الوليد.
وقد جاءتها الفرصة عندما فر زوجها من مكة بعدما أمر الرسول بإهدار دمه، فذهبت إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم تطلب الأمان لزوجها إذا عاد مسلماً، وغمرت السعادة قلبها وهي تسمع رسولنا الكريم يصفح عنه ويأمنه علي نفسه.
واندفعت أم حكيم مسرعة في إثر زوجها الهارب حتي أدركته عند اليمن وأخبرته بأن النبي صلي الله عليه وسلم يأمنه، وعاد معها شخصًا جديدًا شهد الكثيرون بحسن إسلامه حتي استشهد في سبيل الله في إحدي المعارك.
بعدها تزوجت أم حكيم من بطل آخر من أبطال الإسلام هو خالد بن سعيد بن العاص ولم تكد أم حكيم تفرح بزيجتها حتي استشهد زوجها الثاني صبيحة عرسه أمام عينيها في ساحة القتال فنزعت الزوجة الملكومة عمود خيمتها، وانطلقت تقاتل به حتي قتلت سبعة من جنود الروم وأعجب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بشجاعتها وإخلاصها فتزوجها.
7- أول طبيبة في الإسلام
إنها رفيدة بنت كعب الأسلمية، وقد ارتبط اسمها بخيمتها «خيمة الخير»، وتجلي دورها الإنساني بشدة منذ يوم «أحد»، حيث كانت تضمد جراحاتهم، وتسعفهم، وتسهر علي راحتهم.. وبداخل خيمة ملاك الرحمة - التي أقامتها بجانب المسجد النبوي- كان جميع المسلمين يجدون الراحة من آلامهم، وفي وقت المعارك تشمر رفيدة عن ساعد الجد، وتخرج مع المسلمين، تنصب خيمتها في ميدان المعركة ويعاونها في عملها نساء الصحابة رضي الله عنهن جميعاً لتكون خيمتها بذلك أول مستشفي ميداني في الإسلام.
ذكرها رسولنا الكريم في غزوة «الخندق» عندما جرح الصحابي الجليل سعد بن معاذ في المعركة فأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بنقله إلي خيمة رفيدة حتي تقوم بعلاجه، وكان الرسول يزور سعد في خيمتها ويطمئن علي صحته ويأخذ تقريراً شفوياً بذلك منها، وليس هذا فحسب فعندما خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي معركة «خيبر» كانت رفيدة معه ومعها نسوة يساعدنها في عملها، وقد قامت به رفيدة علي أكمل وجه، لذا استحقت أن يثني عليها الرسول صلي الله عليه وسلم ويهبها «سهم محاربٍ » تقديراً لدورها في ميدان التمريض الذي لا يقل أهمية عن دور الرجال في ميدان القتال.
8- أبو جهل يشرف علي تعذيبها
احفظوا هذا الاسم جيداً وتعلموا من صاحبته درساً لا يُنسي في ثبات القلب وثبات الدين وقت الشدائد، لأن زنيرة الرومية - بكسر الزاي والنون المشددة - لم تكن امرأة عادية بأي حال من الأحوال، فيكفي أنها فقدت بصرها علي إثر التعذيب الذي تعرضت له من الكفار، وتحدتهم قائلة : «ربي قادر علي رد بصري » فأصبحت بأمرٍ من الله مبصرة.
وتعد زنيرة من السابقات الأولات إلي الإسلام، تحملت في سبيله العذاب والتنكيل صابرة محتسبة تدعو ربها، وكلما ازداد الكفار في تعذيبها ازدادت قوة إيمانها، واستمر الكفار في إيذاء زنيرة، وكان أبو جهل يشرف بنفسه علي تعذيبها ومعه عمر بن الخطاب - قبل دخوله في الإسلام - حتي ترتد عن الإسلام وتترك عبادة رب السموات وتعود إلي عبادة أوثانهم حتي فقدت بصرها.
وردد الكفار آنذاك من ذوي القلوب الضعيفة :«أعمتها اللات والعزي» لكفرها بهما، وفي وقت كربها لم يتزحزح إيمانها وقالت لهم بكل ثقة :(وما تدري اللات والعزي من يعبدهما، ولكن هذا من السماء، وربي قادرعلي أن يرد بصري )، فغدت وقد رد الله بصرها وقال الكفار :«هذا من سحر محمد» وما هو بسحر وإنما هي إرادة الله التي لا ترد، وعندما علم أبو بكر رضي الله عنه بما أصاب زنيرة، ذهب إلي مولاها واشتراها منه ثم أعتقها.
9- أول مهاجرة بعد «صلح الحديبية»
خافت علي نفسها من فتنة الكفر فقررت أن تخرج وحدها للهجرة إلي المدينة.. إنها الصحابية الشجاعة أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن عبد شمس بن مناف أخت الصحابي الجليل عثمان بن عفان من الأم وكان أبوها من أشد الناس عداوة للنبي-صلي الله عليه وسلم- وكان من ضمن من بُعث لأحبار اليهود ليسألهم عن محمد وهل له ذكر في كتبهم.. أسلمت أم كلثوم قبل الهجرة ولكنها لم تكن قد تزوجت بعد فظلت في مكة وتحملت إيذاء أهلها ولكنها خافت أن يفتنها أحد في دينها فقررت الهجرة، في ذلك الوقت كان الرسول قد صالح قريش في الحديبية في السنة السادسة للهجرة وكان من شروط الصلح « أن يرد عليهم من جاء إليه بغير إذن وليه»، ومع ذلك رفضت أم كلثوم العودة وقالت: يا رسول الله أنا امرأة وحال النساء إلي الضعفاء ما قد علمت فتردني إلي الكفار يفتنوني في ديني ولا صبر لي»، فنزل فيها الوحي في سورة الممتحنة » «فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَي الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ»... فقال رسول الله «ص» لأخويها الوليد وعمارة : قد نقض الله العهد في النساء بما قد علمتماه فانصرفا، فأصبحت أول مهاجرة بعد الصلح وتزوجت من زيد بن حارثة ولم تتجاوز المدة التي عاشتها معه سنتين حيث استشهد عندما كان قائداً لجيش المسلمين في مؤتة ثم تزوجت من الزبير بن العوام ولكنها طلقت منه وتزوجت بعبد الرحمن بن عوف وعندما توفي تزوجت من عمرو بن العاص.
10- أم هانئ بنت أبي طالب
هي فاخته بنت أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب ابنة عم النبي _صلي الله عليه وسلم_ ولكنها اشتهرت بكنيتها « أم هانئ »،وهي أخت علي بن أبي طالب تربت مع النبي في بيت أبيها أبي طالب، فكانت تُكِنّ له المودة التامة والحب الكثير، وكانت قبل إسلامها تدفع عنه أذي المشركين، وتنصره في كل تحركاته.. كان الرسول يرغب في الزواج منها ولكن أبو طالب زوجها لهبيرة المخزومي، فعاتبه الرسول قائلاً « يا عم زوجت هبيرة وتركتني » فقال أبو طالب : يابن أخي إنا قد صاهرنا إليهم والكريم يكافئ الكريم. وقد أسلمت مع من أسلم من آل البيت وروي أنه لمّا عاد «رسول الله صلي الله عليه وسلم» من ثقيف (الطائف)، وكان حزينًا لإعراض أهلها عن دين اللَّه، توجه لزيارتها، ثم بات عندها، فكانت حادة الإسراء والمعراج من بيتها ما ذكر الإسراء والمعراج إلا وذكر معه اسم أم هانئ. بعد وفاة زوجها خطبها الرسول «ص» ولكنها فضلت أن تربي أبنائها خوفا منها من إهدار حقوق الزوج أو حق أبنائها في التربية والاهتمام، سُميت «المجيرة» لموقفها يوم فتح مكة حيث استجار بها رجلان من بني مخزوم فتوعدهما علي بن أبي طالب بالقتل فذهبت للنبي وأخبرته بأمر الرجلين فقال : « لقد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت فلا يقتلهما » وكانت أم هانئ من رواة الأحاديث حيث روت ستة وأربعين حديثاً.
المراجع
- الإصابة في تمييز الصحابة : الحافظ بن حجر العسقلاني
-أسد الغابة في معرفة الصحابة : ابن الأثير.
- صحابيات حول الرسول: د.عبد الصبور شاهين.
- مشاهير النساء المسلمات : علي بن نايف الشحود.
أقوال
عمر بن الخطاب : ليس خيركم من عمل للآخرة وترك الدنيا، أوعمل للدنيا وترك الآخرة، ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه، وإنما الحرج في الرغبة فيما تجاوز قدر الحاجة وزاد علي حد الكفاية.
عمر بن عبد العزيز: لا ينفع القلب إلا ما خرج من القلب.
عليّ بن أبي طالب : لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.
الشافعي : من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه.... ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه.مالك بن أنس بن مالك : لا ينبغي للعالم أن يتكلم بالعلم عند من لا يطيقه، فإنه ذل وإهانة للعلم.

في رمضان
سنة 8 للهجرة 630 م بعث النبي خالد بن الوليد لهدم صنم العُزّي ببطن مكة.
سنة 8 للهجرة 630 م بعث النبي عمرو بن العاص لهدم سواع، وسعد بن زيد لهدم مناة.
سنة 9 للهجرة 631م قدم وفد ثقيف إلي النبي لإعلان إسلامهم.
سنة 10 للهجرة 632م بعث النبي علي بن أبي طالب إلي اليمن إلي قبيلة همدان التي أسلمت في يوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.