فى تطور اعتبره مراقبون اندلاعا للحرب السادسة فى اليمن مع إطلاق القذائف والصواريخ فى سماء صعدة، أعلن المجلس المحلى بالمحافظة الواقعة شمالى البلاد حالة الطوارئ فى جميع أنحاء المحافظة، وحمل ما وصفها «قيادة وعناصر التخريب والتمرد» كامل المسؤولية عن تبعات ما حدث على مدار اليومين الماضيين من قتل للعشرات، ونزوح للمئات، وتدمير للممتلكات العامة والخاصة، فضلا عن عمليات الاختطافات وقطع الطرقات وحصار المواطنين وجميع الخروقات التى ترتكبها عناصر التمرد. ونقل «راديو صنعاء» عن المجلس المحلى بمحافظة «صعدة» - فى اجتماع طارئ - إدانته لكل هذه «الأعمال الإرهابية.. التى قوضت عملية السلام.. وأعاقت إعادة الأعمار والتنمية فى عموم المحافظة»، وطالب الأجهزة المعنية باتخاذ جميع الإجراءات التى من شأنها الحفاظ على الأمن. من جانبها، قالت اللجنة الأمنية العليا إن صنعاء أعلنت 6 شروط للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين القوات الحكومية والمتمردين الشيعة، وشملت هذه الشروط، انسحاب المتمردين من كل مناطق صعدة، وإزالة كل نقاط التفتيش التى تعيق حركة المواطنين، وتوضيح مصير المخطوفين الأجانب، على أن يستأنف الحوار بين الجانبين بعد شهر رمضان. ويرى مراقبون أن التطورات الأخيرة فى صعدة وانتهت بإعلان الطوارئ لم تكن مجرد اضطرابات أمنية تنتهى بين ليلة أو ضحاها، ولكنها أحداثا قد تكون مفصلية فى مستقبل اليمن الذى يقف أمام مفترق طرق، ولم تصل المواجهات العسكرية بين الجانبين إلى حد (الحرب النظامية) وإنما هى محاولات، أولا من قبل السلطة اليمنية ممثلة فى القوات المسلحة والأمن لإجلاء من تصفهم بالعناصر المتمردة - فى إشارة للحوثيين - عن مناطق ومبان ومواقع ومدارس تقع تحت سيطرتهم، ومحاولات أخرى من قبل الحوثيين لإحكام سيطرتهم على بعض المناطق فى المحافظة، والسعى للسيطرة على مناطق أخرى للضغط على السلطة اليمنية لتنفيذ مطالبهم. وتصاعدت حدة التوتر بين السلطة اليمنية والحوثيين إلى ما يشبه «نذر حرب سادسة» قد تقع بينهما، الأمر الذى كثفت معه اللجنة الأمنية اليمنية العليا من اجتماعاتها فى الآونة الأخيرة على خلفية تطورات الأوضاع فى صعدة. وتتهم السلطة اليمنية عناصر التمرد فى صعدة بالعمل على تعكير أمن واستقرار البلاد فى إطار تنفيذ أجندة خارجية، يتحالف فيها الحوثيون مع تنظيم القاعدة وقوى خارجية ، حسب مصادر رسمية يمنية، كما تتهمهم بمحاولات العودة بالبلاد إلى نظام حكم الإمامة السابق باليمن، وتطالب فى الوقت نفسه الحوثيين بتحديد مطالبهم من السلطة اليمنية فى إطار الدعوة للحوار الوطنى التى وجهها الرئيس اليمنى على عبد الله صالح مؤخرا إلى كل القوى السياسية والفعاليات، وأن يكون الحوار تحت مظلة الدستور والثوابت الوطنية والوحدة اليمنية.