أعلن مصدر عسكرى أن «عشرات الضحايا» سقطوا فى معارك عنيفة بين الجيش اليمنى والمتمردين الحوثيين الشيعة فى شمال البلاد ليل أمس الأول، رغم إعلان الحكومة تعليق هجومها على المتمردين. وقال المصدر أمس إنه «دارت معارك طاحنة بين الجيش والحوثيين طيلة ليلة أمس واستمرت حتى فجر السبت فى الملاحيظ» فى محافظة صعدة معقل المتمردين فى شمال البلاد. وأضاف المصدر أن «معارك أمس أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى فى الجانبين» دون إضافة أى تفاصيل أخرى. واتهمت الحكومة اليمنية المتمردين الشيعة بانتهاك وقف إطلاق النار الهش، الذى تم التوصل إليه للسماح بتقديم مساعدات إنسانية فى شمال غرب اليمن. وقال مصدر مسؤول باللجنة الأمنية العليا فى بيان إن المتمردين هاجموا القوات الحكومية بمنطقة الملاحيظ فى محافظة صعدة وحرف سفيان بمحافظة عمران المجاورة. ووقعت تلك الانتهاكات بعد حوالى 3 ساعات من بدء سريان الهدنة، التى كانت تهدف إلى تقديم مساعدات إنسانية لحوالى 150 ألف شخص أجبروا على النزوح من ديارهم بسبب القتال العنيف. وذكرت اللجنة الأمنية العليا فى بيان أنه «رغم إعلانها الالتزام بذلك القرار، قامت العناصر الإرهابية التخريبية، وكعادتها، بانتهاكه ومواصلة ارتكاب اعتداءاتها وأعمالها التخريبية فى قطاع الملاحيظ وبعض المناطق فى حرف سفيان». وفى غضون ذلك، اعتبر نائب وزير الداخلية اليمنية، اللواء صالح حسين الزوعرى أن عصابة «التمرد والإرهاب» فى محافظة صعدة عناصر خارجة عن النظام والقانون لا ينفع معها إلا الحسم العسكرى لإخضاعها لسلطة النظام والقانون. وقال الزوعرى أمس إن المتمردين والخارجين عن القانون فى بعض مديريات المحافظات الجنوبية يلتقون عند نقطة واحدة، وأهداف مشبوهة واحدة، وهى العودة باليمن إلى ما قبل الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر.. مستندين إلى قيادات مرفوضة شعبيا ووطنيا تعيش خارج الوطن تسعى لزعزعة أمن واستقرار اليمن». وأضاف أن «العميل على سالم البيض يطل بوجهه القبيح وأسلوبه المكشوف عبر وسائل الإعلام لممارسة التحريض الذى لن ينطلى على أبناء الشعب اليمنى، الذين قالوا له بكل وضوح، وبكل قوة إن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء». وأكد نائب وزير الداخلية أن الشعب اليمنى وقواه الخيرة لا يمكن أن يقبلا بالحوار مع من أرادوا فرض خيارات عفا عليها الزمن فى محافظة صعدة، وبالمقابل لن يقبل حوارا مع من يريدون عودة البراميل والعودة إلى حالة التجزئة. ومن جانبه، اتهم محافظ صعدة، الشيخ حسن مناع، حكام اليمن السابقين من آل حميد الدين قبل ثورة 1962 فى شمال البلاد بالتورط فى دعم التمرد الحوثى. ووصف مناع فى تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» أمس ادعاءات الحوثيين بوجود دعم سعودى لليمن فى حربها ضدهم بأنها «هراء». وأضاف «نحن نتمنى أن يكون هناك دعم سعودى لكنه غير موجود»، معربا عن أسفه لعرض قناة «الجزيرة» القطرية بعض الصور التى تظهر بعض الأسلحة التى يوجد عليها العلم السعودى. وأوضح أن «هذه الأسلحة قديمة من أيام الملكيين الذين تنتمى إليهم عصابات التمرد، يعنى قبل 43 سنة».