توعد المتمردون الشيعة «الحوثيون» حكومة اليمن بحرب استنزاف طويلة لرفضها المبادرة التى أطلقوها لوقف القتال فى معاقلهم بمحافظة صعدة. وقال عبدالملك بدر الدين الحوثى فى بيان صدر عن مكتبه إن صنعاء «من الآن ستتحمل كل تبعات ونتائج الحرب وما ستخلفه من آثار وخيمة، ونعدها بمفاجآت ثقيلة .. وبحرب استنزافية طويلة الأمد نتماشى معها بنفَس طويل، طويل أكثر مما تتوقع». كانت الحكومة اليمنية رفضت المبادرة، معتبرة أنها تعكس حجم الخسائر التى منى بها الحوثيون وهددت بمواصلة الحرب حتى النهاية. واعتبر الناطق الرسمى باسم الحكومة اليمنية، وزير الإعلام حسن أحمد اللوزى، أن المبادرة «ليست موجهة للداخل، لأن هناك تواصلا يتم عبر وجهاء محافظة صعدة وأبنائها لإقناع الحوثيين بتطبيق الشروط الست التى أعلنتها اللجنة الأمنية»، متعهدا بملاحقة المتمردين وتقديمهم للمحاكمة. وعلى الجانب الآخر، صرح مصدر عسكرى يمنى بأن وحدات عسكرية وأمنية فى مناطق عدة بمحافظة صعدة كبدت عناصر «التمرد» خسائر كبيرة خلال الساعات الماضية، وذلك من خلال ضربات موجعة ومؤثرة وجهت لتجمعاتهم، فيما تم القبض على عدد منهم وقتل واستسلام آخرين فى عدة مناطق. فيما تمكن أفراد من القوات المسلحة والأمن بمساندة المواطنين من طرد عناصر التمرد من المواقع التى كانوا يسيطرون عليها فى منطقة «دماج». وقال المصدر إن توجيهات صدرت إلى وحدات القوات المسلحة والأمن بفتح معابر ونقاط خاصة للمرور واستقبال من يرغب فى تسليم نفسه من عناصر التخريب والتمرد ومعاملتهم معاملة إنسانية لائقة. وفى سياق متصل، حذرت منظمات المساعدة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة فى جنيف من تفاقم الوضع الإنسانى فى شمال اليمن، ووصفته بالمأساوى. وذكرت المنظمات الدولية أن نحو 150 ألف شخص نزحوا جراء القتال الدائر منذ 3 أسابيع بين القوات الحكومية والمتمردين، مؤكدة أن هناك أكثر من 100 ألف منهم يبحثون حاليا عن مكان آمن فى محافظة صعدة. كما طالبت المنظمات بفتح الممرات الإنسانية لإيصال المساعدة للنازحين، مشيرة إلى أن المعارك تحول دون وصول المعونات إلى المتضررين. وقالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمى إميليا كاسلا، أن حوالى 100 ألف من المهجرين يحاولون البحث عن أماكن أكثر أمنا فى محافظة صعدة أو محافظات مجاورة. يذكر أن الموجة السادسة من الحرب بين القوات اليمنية والمتمردين الحوثيين والتى اندلعت صبيحة الثانى من شهر أغسطس الماضى هى الأعنف مقارنة بالمواجهات الخمس التى سبقتها والتى بدأت شرارتها الأولى فى 18 يونيو 2004 وأسفرت، حسب تقديرات دولية، عن مقتل نحو 6 آلاف شخص وإصابة ضعفهم واعتقال آلاف الأشخاص بين الجانبين ونزوح عشرات الآلاف. يذكر أن الحوثيون يطالبون بالعودة إلى حكم الإمامة الذى كان مطبقا فى اليمن قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962 ويطعنون فى شرعية النظام الحاكم فى البلاد.فى هذه الأثناء، بدأ الرئيس اليمنى على عبدالله صالح زيارة خاصة إلى المغرب، يلتقى خلالها الملك الأردنى عبدالله الثانى وولى العهد السعودى سلطان بن عبدالعزيز الذى يقضى فترة علاج فى المغرب. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن صالح اجتمع مع عبدالله وسلطان فى مقر إقامة الأخير بمدينة أغادير، وبحث معهما المستجدات العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى التعاون الثلاثى المشترك.