أعلنت السلطات اليمنية أنها رفعت حالة الطوارئ في محافظة صعدة شمال البلاد، وذلك إثر الحملة العسكرية التي يخوضها الجيش ضد المتمردين الحوثيين، في وقت شهدت فيه العاصمة صنعاء إجراءات أمنية مشددة ونقاط تفتيش عند الدخول والخروج. وقال المصدر إن اللجنة الأمنية العليا وضعت ستة شروط أمام الحوثيين لتحقيق السلام في المحافظة، أولها الانسحاب من جميع المديريات ورفع كافة النقاط المعيقة لحركة المواطنين من كافة الطرق. وأضاف المصدر ذاته أن الشروط الأخرى هي: النزول من الجبال وإنهاء التقطع وأعمال التخريب، وتسليم المعدات التي تم الاستيلاء عليها، والكشف عن مصير المختطفين الأجانب وتسليم الخاطفين وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية.
هذا وحملت السلطات اليمنية قيادة وعناصر التمرد كامل المسؤولية عن تبعات ما حدث ويحدث من إزهاق للأرواح وقتل الأبرياء والنساء والأطفال وانتهاك الأعراض وتدمير الممتلكات العامة والخاصة والاختطافات وقطع الطرقات وحصار المواطنين وكافة الخروقات التي ترتكبها عناصر التمرد.
ودان المجلس في اجتماعه الاستثنائي جميع الخروقات والانتهاكات والأعمال الإجرامية والإرهابية التي ترتكبها عناصر التخريب والتمرد والتي قوضت عملية السلام وزعزعت الأمن الاستقرار واعاقة تنفيذ عملية إعادة الأعمار والتنمية في عموم المحافظة.
وأشارت تقارير واردة من المنطقة الى ان القصف المكثف مستمر على مناطق صعدة ويرافق ذلك صدور بيانات عسكرية من الطرفين بإعلان الحرب السادسة، حيث أفيد عن سقوط أكثر من 20 قتيلاً و60 جريحاً.
وقد فتحت جبهات جديدة فتحت في الشمال الغربي لصعدة، حيث قام الحوثيون بقطع طرق دولية ومهاجمة المواقع العسكرية.
كما وأفاد مدير عام مكتب التربية في محافظة صعدة محمد الشميري ان عناصر التمرد استولوا على مقار 63 مدرسة، كما قاموا خلال الايام الماضية باختطاف عدد من المدرسين في اطار الممارسات العدوانية ضد رموز السلطة. وقال ان تلك العناصر اعتدت على كثير من المدارس في المناطق التي تسيطر عليها وحولتها الى حطام بعد نهب محتوياتها، وتخريب معاملها ونهب اثاثها ومكاتبها، وطرد الطلاب منها وتحويلها الى ثكنات للتخريب والاعتداء على افراد الجيش والامن والمواطنين منها، وتدمير افكار الشباب. واضاف انهم حاولوا ارغام بعض المدرسين على تدريس ملازمهم بالقوة، واجبار الطلاب على حضورها، ومن رفض منهم لجأوا إلى تهديد آبائهم او اقربائهم وطردهم من منازلهم واخراجهم من مناطقهم. واكد ان تلك العناصر تسيطر حاليا على نحو 63 مدرسة في منطقة «حيدان» ومدارس اخرى في مناطق «كتاف والبقع وساقين والصفراء» الى جانب اختطافهم لعدد من المدرسين. هذا، وقد واصل الجيش اليمني حملته العسكرية، واشار مراسل «العربية» امس الى ان القصف المكثف مستمر على مناطق صعدة مترافقا مع صدور بيانات عسكرية من الطرفين باعلان الحرب السادسة. كما فتحت جبهات جديدة في الشمال الغربي لصعدة، حيث قام الحوثيون بقطع طرق دولية ومهاجمة المواقع العسكرية. وأفيد بان الطائرات اليمنية استهدفت منطقة «العند» القريبة من مطار صعدة ومنطقة الخفجي التي شهدت معارك في وقت سابق. وذكرت وكالة الانباء الالمانية ان 15 شخصا على الاقل لقوا حتفهم، وتحدثت محطة «العربية» عن نزوح الوف من الاسر من منطقة الضحيان الى الخلاء، هرباً من المعارك، بينما توعدت اللجنة الامنية العليا بالضرب بيد من حديد. واعتبر المراسلون ان الحرب السادسة بدأت بشكل واضح في البلاد مع انطلاق القذائف والصواريخ في صعدة.
وأشارت مصادر إخبارية الى أن الطائرات اليمنية استهدفت منطقة العند القريبة من مطار صعدة ومنطقة الخفجي التي شهدت معارك في وقت سابق.
وكان الخبراء قد رجحوا أن تلجأ صنعاء للقوة من جديد بهدف حسم الصراع مع الحوثيين، وذلك بعد الاجتماع الذي عقدته اللجنة الأمنية العليا الثلاثاء، وتعهدت خلاله ب"القيام بمسؤولياتها و بضرب العناصر المتمردة بيد من حديد."
وقالت اللجنة، في ختام اجتماعها إن "عناصر التمرد والإرهاب في صعدة" رفضت الانصياع لنداء السلام الذي أعلنته الدولة، متهمة الحوثيين ب"قتل المواطنين وخطفهم ونهب الممتلكات العامة والخاصة والاستيلاء على المراكز الحكومية ومقار السلطات المحلية في المديريات.. وكذلك الاستيلاء على المراكز الصحية والمدارس والمساجد والتمترس فيها وقطع الطرق العامة.. وقصف المنازل وإحراق المزارع."