أعلن الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» اختتام المؤتمر السادس لحركة التحرير الفلسطينى «فتح»، الذى عقد فى بيت لحم بالضفة الغربية «بنجاح فائق»، وقال، فى مؤتمر صحفى عقب الاجتماع الأول للجنة المركزية، إن الحركة ستواصل التمسك ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية، سعياً لإنهاء «الاحتلال» وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة باعتماد خيار المفاوضات دون إسقاط حق «المقاومة»، فضلاً عن رفضها مشاريع الدولة المؤقتة أو الوطن البديل والتوطين، نافياً حدوث انشقاقات فى الحركة. وفور إعلان النتائج النهائية والرسمية لانتخابات اللجنة المركزية لحركة «فتح»، توالت اتهامات الخسارين، ومن يرون أنه تم تهميشهم فى تلك الانتخابات بالتزوير والتلاعب فى أصوات الناخبين، وبينما التزم أحمد قريع، الصمت، وهو القيادى البارز فى «فتح»، ورئيس الوزراء السابق، ورئيس الوفد التفاوضى، أعلن أمس عزمه الطعن رسمياً فى نتائج الانتخابات، وقال إن هناك حالة من الغضب فى أوساط الكثيرين من أعضاء «فتح»، بسبب «عمليات التلاعب» التى جرت فى الانتخابات. وأضاف قريع، فى حديث صحفى، أن «هناك علامة استفهام كبيرة حول الانتخابات وطريقة إجرائها وفرز نتائجها»، مشيراً إلى أن ترتيبات حدثت خلف الستار وأدت إلى استبعاد بعض الأسماء وفرض أسماء أخرى، وأكد أن الأسلوب الذى تقرر فى لجنة الإشراف على الانتخابات لم يتم اتباعه، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على أن تكون أصوات انتخاب أعضاء اللجنة المركزية «فى صندوق واحد، وإذا بها تجرى فى 10 صناديق»، وتابع ساخرا: «يبدو أن ما جرى فى طهران أخف كثيراً مما جرى فى فلسطين». جاء ذلك فى وقت أكدت فيه مصادر مطلعة فى «فتح»، أن القيادة الجديدة للحركة التى أفرزتها انتخابات المؤتمر السادس، ستطلب تغيير حكومة سلام فياض بحكومة يقودها أحد أعضاء اللجنة المركزية ل «فتح»، أو من تختاره. واتفق دبلوماسيون غربيون مع تلك المصادر، مؤكدين أن الأمر كان مطروحا من قبل، وأنه الآن فى يد الرئيس محمود عباس (أبومازن). وصرحت المصادر بأن «فتح»، التى أصبحت لديها لجنة مركزية قوية الآن، لن تسمح بأن تبقى خارج اللعبة السياسية وستمسك بزمام المبادرة، وأوضحت أن هذا التغيير لن يكون سريعا وأن قيادة الحركة ستحسم أولا شكل العلاقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فإذا اتفق على انتخابات رئاسية وتشريعية بداية العام المقبل، فلن تسعى «فتح» نحو التغيير، وإلا فإنها ستشكل حكومة فى الضفة الغربية. واتفقت مصادر دبلوماسية غربية مع هذا الرأى، وقالت إن فياض - وهو مستقل من ذوى الخبرات الفنية يلقى تأييدا من الغرب - قد يواجه ضغوطا للتنازل عن منصبه لشخصية أخرى من حركة «فتح».