أعلن أحمد الصياد، رئيس لجنة الإشراف على الانتخابات في المؤتمر السادس لحركة فتح، النتائج الرسمية لانتخابات اللجنة المركزية للحركة، والتي فاز بها تسعة عشر عضوا بسبب تساوي مرشحين في الاصوات، وأورد الصياد في مؤتمر صحفي عقد في بيت لحم أسماء الفائزين، وبينهم أبو ماهر غنيم، ومروان البرغوثي وسليم الزعنون، وصائب عريقات ومحمد دحلان، وناصر القدوة وجبريل الرجوب وعزام الاحمد والطيب عبد الرحيم وعباس زكي ونبيل شعث. وقد انقسم الوزراء الاسرائيليون، حول امكانية الافراج عن البرغوثي (50 عاما) المعتقل في اسرائيل والذي يعتبر رمز الانتفاضة. وقد انتخب البرغوثي للمرة الاولى عضوا في اللجنة المركزية لفتح وهي هيئة قيادية رئيسية في الحركة الاثنين الماضي اثناء المؤتمر السادس للحركة الذي انعقد في بيت لحم بالضفة الغربية. وهو أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية ويعتقل في اسرائيل حيث اصدرت محكمة اسرائيلية بحقه خمسة احكام بالسجن المؤبد. وقال وزير التجارة والصناعة بنيامين بن اليعازر للاذاعة العامة "يجب الافراج عنه فورا والجلوس معه، لا احد غيره قادر على اتخاذ قرارات صعبة". وأضاف الوزير من حزب العمل "لا نصنع السلام مع ظرفاء بل مع قادة قادرين على اتخاذ القرارات وفرض سلطتهم على كامل الفصائل الفلسطينية". وقد عبر بن اليعازر في الماضي مرات عديدة عن تأييده لفكرة الافراج عن البرغوثي. في المقابل اعتبرت وزيرة الثقافة والرياضة ليمور ليفنات، وهي من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الحكومة بينيامين نتنياهو، ان دعوة بن اليعازر "مؤذية". وقالت "يجب ان لا نختبر مستوى تقدم المفاوضات من خلال الافراج عن قاتل. ذلك لن يقودنا الى السلام". وكان الجيش الاسرائيلي اعتقل البرغوثي في العام 2002 وحكم عليه في يونيو 2004 بخمسة احكام بالسجن المؤبد بعد ادانته في الضلوع مباشرة في اربع عمليات ضد اسرائيل ادت الى مقتل خمسة اشخاص في اثناء الانتفاضة. القدومي: سأبقى في منصبي كأمين سر لمركزية فتح وقد هاجم فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية السابق في منظمة التحرير، وعضو اللجنة المركزية السابق لحركة "فتح" الفلسطينية ، الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ، ومؤتمر الحركة الأخير الذي انعقد في بيت لحم، وشكك في طريقة اختيار محمود عباس رئيسا للحركة، وأعلن رفضه لنتائج الانتخابات، وقال إنه سيبقى في موقعه كأمين سر للجنة المركزية لفتح. وفي مقابلة مع وكالة "شهاب" المحلية للأنباء أشار القدومي إلى أن طريقة اختيار الرئيس عباس زعيمًا ل"فتح" مخالفة للوائح وقوانين الحركة، موضحًا أن تلك اللوائح "توجب ان تتم عملية الانتخاب بشكل سري داخل غرف مخصصة لذلك". وتابع: " أما الانتخاب العلني بالشكل الذي تم فيه انتخاب ابو مازن فان ذلك يشكل إكراها غير مباشر يؤثر حقا على ارادة الناخب ويفتح المجال لصاحب السلطة والنفوذ للانتقام من معارضيه " . واعتبر القدومي وهو من أبرز خصوم عباس في فتح، أن انتخاب أبو مازن بهذه الطريقة "يخل بمبدأ المساواة بين الأعضاء المرشحين للجنة المركزية". واعتبر القدومي أنه لا يزال امين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، وذلك حين سُئل عن قراره اذا ما عرض عليه الرئيس عباس مقعدا في اللجنة المركزية الجديدة، وقال "لا حاجة لمن يزكيني فليس لأحد ان يمنح غيره اكثر مما لنفسه من الحقوق". وسبق أن اتهم القدومي الرئيس عباس، ومحمد دحلان الذي فاز بعضوية اللجنة المركزية بمشاركة إسرائيل في التخطيط لاغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، لكن كلا الرجلين نفيا الاتهامات، وفي مؤتمر فتح وجه المؤتمرون الاتهام لإسرائيل بقتل عرفات. ورأى القدومي ان منصب القائد العام للحركة يعتبر "بدعة"، على اعتبار انه لا يوجد مثل هذا المنصب في "فتح". عباس يطمئن "المهزومين" لمركزية فتح بأن دورهم لا يزال قائما يأتى هذا فى الوقت الذى قال الرئيس محمود عباس "أبو مازن" إن حركة فتح لا يمكن أن تشهد انشقاقا، معتبراً ان مؤتمر الحركة السادس الذي انعقد في بيت لحم شكل انطلاقة حقيقية لحركة فتح بعد غياب مؤتمرها 20 عاما. وأكد عباس أن حركة فتح ستواصل دورها في حماية المشروع الوطني تحت راية منظمة التحرير، حتى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفي الوقت نفسه أكد على تمسك الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة المشروعة التي كفلها القانون الدولي. واعتبر عباس في مؤتمر صحفي عقده في مقر الرئاسة برام الله، ان المؤتمر السادس كان استثنائيا وفريدا وهو يعقد للمرة الاولى على ارض الوطن. وأشاد عباس بنزاهة الانتخابات التي اجرتها حركة فتح للجنة المركزية والمجلس الثوري، وقال: إنها "عملية اقتراع ديمقراطية بعد اسبوع من النقاشات، تؤكد فتح أنها حامية للديمقراطية والتعددية وقبول الاخر، وأنها سد منيع ضد الديكتاتورية والانقلاب"-حسب تعبيره. وخاطب عباس من لم يحالفهم الحظ بالفوز في الانتخابات من اعضاء اللجنة المركزية السابقة امثال احمد قريع وانتصار الوزير ونصر يوسف وحكم بلعاوي مشيداً بجهودهم ودورهم التاريخي الذي لعبوه في خدمة الحركة. وفي رده على سؤال حول امكانية ان تشهد حركة فتح انشقاقا في ظل تصريحات لابو علاء اعترض فيها على نتائج الانتخابات، قال ابو مازن: "فتح لا يمكن ان تشهد انشقاقا، أبو علاء بالذات لن يفكر بذلك، من حقه ان يبدي ملاحظاته ويقول ما يريد، وعلينا ان نسمع ونتجاوب مع ابو علاء وغيره". وبين عباس أنه سيبقى للقيادات التي لم يحالفها الفوز دورها القائم ولن يتغير عليها شيء، وقال: "هناك أطر حركية ستكون موجودة ليجد كل أخ مهما كانت كفاءته دوره وموقعه السابقين". وأضاف أن اللجنة المركزية انتخبت من أجل تعزيز حركة فتح والنهوض بها، "لذلك قلت انها انطلاقة جديدة"، مؤكداً أن اللجنة ستصب جهدها على العمل الداخلي الفتحاوي اينما وجد ابناء فتح في الوطن وخارجه. وبالنسبة لمنظمة التحرير أكد حرص فتح على استنهاضها واعادة بنائها بخطوات قانونية، قائلا: "ليس امامنا الا اتباع القانون". ووصف قيام حماس بمنع اعضاء مؤتمر فتح من مغادرة القطاع للمشاركة في المؤتمر ب "الممارسات القميعة للانقلابيين"، واعتبر "أن غزة كانت حاضرة في المؤتمر" رغم ذلك، "وأطلق المؤتمر رسالة قوية ضد الانقلاب والانقسام بالاصرار على استعادة الوحدة"-حسب قوله. وجدد عباس مطالبة اسرائيل بتطبيق التزاماتها وتنفيذ خارطة الطريق ووقف الاستيطان بكافة اشكاله في القدس وسائر الاراضي الفلسطينية المحتلة، كشرط لاستئناف المفاوضات التي أكد على ضرورة أن تستند الى احترام جميع الاطراف لالتزاماتها. كما جدد التزام حركة فتح بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لانهاء الاحتلال عن الاراضي المحتلة عام 1967، وتأمين حل عادل للاجئين وفق القرار 194، واقامة الدولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وحرية الاسرى والمعتقلين معتبرا ان افراغ السجون مؤشر على جدية اي سلام. وشدد على أن حركة فتح ترفض بالمطلق مشاريع الدولة ذات الحدود المؤقتة ومشاريع التوطين والوطن البديل، قائلا: "مصر للمصريين وسوريا للسوريين ولبنان للبنانيين والاردن الشقيق للاردنيين، وفلسطين لابناء شبنا المناضل، ولا وطن لنا الا هذا الوطن ولن نتخلى عنه مهما كلفنا من تضحيات". وفي نهاية المؤتمر دعا عباس الحضور للتوجه الى ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات مؤسس حركة فتح لقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة.