أظهرت النتائج الرسمية لانتخابات اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطنى الفلسطينى «فتح» فى مؤتمرها العام السادس أمس اكتساح القيادات «الشابة» غالبية مقاعد أعلى سلطة تنفيذية فى الحركة وهو ما اعتبره أحد الفائزين «انقلابا على القيادة القديمة التى احتكرت حركة فتح طيلة ال20 عاما الماضية». وأسفرت النتائج التى أعلنها الموقع الرسمى للمؤتمر وتليفزيون فلسطين الرسمى عن دخول 14 شخصية جديدة كأعضاء فى اللجنة المركزية فى مقابل استمرار 4 أعضاء من اللجنة المركزية السابقة للحركة هم: أبو ماهر غنيم، وسليم الزعنون «أبو الأديب»، والطيب عبدالرحيم، ونبيل شعث، فيما غاب العنصر النسائى والمسيحيون عن تشكيلة اللجنة المركزية لحركة «فتح» والتى تعد أعلى قيادة تنظيمية فى الحركة. أما أبرز الخاسرين، فهم أحمد قريع «أبوالعلاء»، وعبدالله الأفرنجى، وانتصار الوزير، وحكم بلعاوى، ونصر يوسف. وقال مسؤول فى لجنة الانتخابات إن 14 عضوا من أصل 18 فى اللجنة المركزية الجديدة هم من الجدد ومن الشباب، وذلك للمرة الأولى منذ 20 عاما. والأعضاء الجدد فى مركزية فتح هم: محمود العالول، ومروان البرغوثى (المعتقل فى إسرائيل)، وجمال محيسن، ومحمد أشتية، وتوفيق الطيراوى، وجبريل الرجوب، ومحمد دحلان، وحسين الشيخ، وناصر القدوة، وعزام الأحمد، وعثمان أبو غربية، ومحمد المدنى، وسلطان أبو العينين، وصائب عريقات. وحسب أوساط قريبة من المؤتمر، حصل القيادى المخضرم فى الحركة أبو ماهر غنيم على أعلى الأصوات واحتل المرتبة الأولى يليه فى المرتبة الثانية محمود العالول محافظ نابلس السابق والنائب فى المجلس التشريعى يليه فى المرتبة الثالثة مروان البرغوثى. وسيضاف إلى أعضاء اللجنة المنتخبين 4 آخرون يعينهم الرئيس الفلسطينى محمود عباس الذى كان انتخبه أعضاء المؤتمر السادس بالإجماع قائدا عاما للحركة، وبلغت نسبة التصويت فى الانتخابات 80% من إجمالى أصحاب حق الاقتراع. وبلغ عدد أعضاء المؤتمر العام للحركة ممن يحق لهم الاقتراع 2355 عضوا، فيما تنافس 96 مرشحا على عضوية اللجنة المركزية للحركة بينهم 6 نساء. كما قدم 617 عضوا ترشيحهم لعضوية المجلس الثورى الذى يضم 120 عضوا ينتخب منهم 80 عضوا، أما الأعضاء الآخرون فسيتم تعيينهم من قبل القيادة الجديدة. وهذه هى الانتخابات الأولى لقيادة حركة فتح بعد انقطاع دام 20 عاما. وبدوره، قال عضو اللجنة المركزية المنتخب جبريل الرجوب: «اليوم فتح موحدة وقوية ونتوجه للشعب الفلسطينى والعالم برؤية سياسية حددها المؤتمر سنعمل على أساسها»، معتبرا أن «نتائج الانتخابات هى انقلاب على القيادة القديمة التى احتكرت حركة فتح 20 عاما». ومن جهتها، أكدت حركة حماس أنها ستحدد علاقتها مع القيادة الجديدة ل «فتح» من خلال الحكم على سياستها وتصرفاتها العملية، معتبرة أن فتح أمام اختبار حقيقى حول مدى التزامها بالثوابت والمقاومة. وقبل ساعات من إعلان نتائج انتخابات حركة فتح، اعتبر افيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلى أن البرنامج الجديد لفتح دفن «إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام. وقال ليبرمان «حقيقة أنه لا توجد سلطة فلسطينية واحدة وأن هناك «حماس ستان» فى غزة و«فتح لاند» فى يهودا والسامرة (الضفة الغربية) والبرنامج السياسى الجديد ل «فتح» الذى يأتى متسقا مع مواقف المتطرفين فيما يتعلق بقضايا القدس وحق العودة والاعتراف بإسرائيل دولة يهودية والمجمعات الاستيطانية»، واستطرد «كل ذلك يجعل من المستحيل التوصل إلى اتفاق شامل فى السنوات القادمة.