رغم محاولات احتواء الخلافات بين أعضاء حركة التحرير الفلسطينى (فتح) خلال مؤتمرهم السادس فى بيت لحم، تفاقمت الأزمة على عدة أصعدة بين من يوصفون بالحرسين القديم والجديد، فى حين زادت الانقسامات بين فتحاويى الضفة الغربية من جهة، وزملائهم المحتجزين فى قطاع غزة من جهة أخرى، حول تفاصيل انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثورى، ورصدت وسائل إعلام محلية حالة التوتر بين المشاركين فى المؤتمر، الذين لم يتركوا ركنا فى أروقة فنادقهم، أو محلا فى مكان انعقاد المؤتمر، إلا واستغلوه حتى ساعات الفجر الأولى من صباح أمس للاجتماع بالأعضاء بين الجلسات، والتخطيط لآلية الاقتراع. وبعد يوم من فتح باب الترشيح لكل من اللجنة المركزية والمجلس الثورى، صرح عزام الأحمد، رئيس الكتلة البرلمانية لحركة «فتح»، بأن عدد المرشحين وصل حتى الآن إلى 493 ل «الثورى» و86 ل «المركزية»، وأضاف: «لوحظ وجود رغبة جادة وإقبال على الترشح من قبل الأجيال الشابة، ما يدلل على أن الحركة ستستفيد كثيرا من ضخ دماء جديدة لدمائها بعد 20 عاما»، كما أعلن فى وقت مبكر أمس أن عملية الترشح للانتخابات ستتواصل حتى الظهر قبل أن يفتح فى المساء باب الاعتراض والطعن بالمرشحين، على أن تتم اليوم السبت عملية التصويت وإعلان النتائج. غير أن فرص من يطلق عليهم «الحرس الجديد» تبدو ضئيلة، إذ شكا أحد مؤيدى الأسير الفلسطينى مروان البرغوثى من أن كلمته، التى نشرتها الصحف، لم يجر توزيعها فى المؤتمر، مشيرا إلى أن حتى زوجته المحامية فدوى رشحت نفسها لعضوية المجلس الثورى. وعلى صعيد متصل، انتقد أشرف جمعة، النائب البرلمانى ل «فتح»، قيادة الحركة فى الضفة الغربية، بسبب استمرار «أزمة» تمثيل أعضاء الحركة من القطاع ومشاركتهم فى المؤتمر، متهما البعض ب «تجاوز النظام الأساسى.. واللامبالاة لمستقبل الحركة فى القطاع الذى تسيطر عليه حركة حماس»، وأضاف أن أعضاء وقيادات الحركة فى غزة يشعرون بأن هناك «إهمالا متعمدا» بشأن مشاركة 300 من أعضائها فى القطاع. وأعلن جمعة رفض قيادات «فتح» فى قطاع غزة بشدة لأى اقتراح للانتخاب والترشح عبر وسائل الاتصال المختلفة، قائلا: «هذا أمر مخالف للنظام الأساسى لأنه يخالف مبدأ الاقتراع السرى فى الترشح والانتخاب ويخلق واقع العداوة لأن أبسط (قواعد) الشفافية فى الانتخابات هى الحفاظ على مبدأ السرية»، مضيفا أنه يجب وضع الحلول المناسبة من اللجنة المركزية، وذلك ردا على طرح بعض قيادات «فتح» لحل التصويت الإلكترونى أو عبر الهاتف، منعا لتهميش فتحاويى غزة فى الانتخابات. وفى استباق للأحداث، ألمح اللواء توفيق الطيراوى، عضو المؤتمر، إلى توجه الحركة لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة عقب انتهاء أعماله، بدلا من الحكومة الموسعة التى شكلها سلام فياض فى أبريل الماضى، بتكليف من الرئيس محمود عباس (أبومازن)، وشدد فى الوقت نفسه على ضرورة فصل السلطة الوطنية عن حركة «فتح». من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية رياض المالكى إصرار أبومازن على إنجاز مصالحة فلسطينية شاملة دائمة وثابتة، فى ضوء الجهود التى تبذلها مصر لإنهاء الانقسام الداخلى، كما أكد بدوره فوزى برهوم، الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الحركة أبلغت مصر بضرورة أن يكون يوم 25 أغسطس الجارى موعدا لتوقيع اتفاق المصالحة الوطنية وليس لجولة حوار جديدة بين الفصيلين.