أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الثلاثاء أن حركة "فتح" بعقدها مؤتمرها السادس تؤكد رفضها أن تكون رهينة لمن سماهم ب"الانقلابيين" في قطاع غزة ، في إشارة إلى حركة "حماس" ، التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف يونيو من عام 2007. وجدد الرئيس الفلسطيني الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي ، وقال في الكلمة الافتتاحية لأعمال المؤتمر العام السادس لحركة فتح في بيت لحم بالضفة الغربية إن خيار الانتخابات العامة أضحى هو الأخير بعد فشل كافة جولات ومبادرات الحوار الفلسطيني مع حركة حماس بالرعاية المصرية. كما أكد عباس أن السلطة الفلسطينية ستواصل البحث والتحقيق في ظروف أسباب وفاة الرئيس ياسر عرفات "أبو عمار" وإجراء كافة الاتصالات مع الدول العربية والأجنبية لذلك. ورفض عباس محاولات البعض "المتاجرة" بدم عرفات ، في إشارة إلى اتهامات فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير له بالتواطؤ مع إسرائيل لاغتيال عرفات. وقال الرئيس الفلسطيني إن ذلك "عيب ويجب أن يتوقف". وخيم على مؤتمر فتح الذي بدأ وسط إجراءات أمنية مشددة أجواء غياب عناصر حركة فتح من قطاع غزة إثر منع حركة حماس لهم من الخروج لمطالبتها بإطلاق سراح معتقليها في سجون أجهزة الأمن في الضفة الغربية. ومن جانبه ، قال أحمد قريع مفوض عام التعبئة والتنظيم في حركة "فتح" إن مؤتمر الحركة السادس لا خيار له سوى النجاح. وقال قريع في بداية الجلسة الافتتاحية للمؤتمر : "إننا أمام تحد كبير لا مفر عنه أن ننجح ، ولا خيار ثان أمامنا ، فلنعمل في المؤتمر ونخرج منه يدا بيد لنواصل المسيرة". وندد قريع بمنع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة سفر أعضاء حركة فتح من قطاع غزة إلى بيت لحم في الضفة الغربية للمشاركة في المؤتمر ، وأضاف أن هذه الخطوة "عمقت الانقسام الداخلي الفلسطيني" ، مؤكداً في المقابل تمسك حركته بالحوار وجهود المصالحة. وتابع "رغم أن الجرح بليغ .. لكن نقول إن الكبير يحن على الصغير". ومن المقرر أن يستمر المؤتمر يومين تحت عنوان (مؤتمر القائد الشهيد المؤسس الرئيس ياسر عرفات) على أن تنتهي أعماله بعد غدٍ الخميس بانتخاب لجنة مركزية جديدة ومجلس ثوري جديد للحركة. وهذه هي المرة الأولى التي تعقد الحركة التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤتمرها على أرض فلسطينية. وتعد حركة فتح هي العمود الفقري للسلطة الفلسطينية التي تأسست عام 1994 بموجب اتفاق سلام مع إسرائيل.