اعتبر الرئيس الفلسطينى محمد عباس أن بقاء حركة التحرير الوطنى الفلسطينى (فتح) رغم ما وصفها ب«محاولات الشط هو شىء أقرب إلى المعجزة»، وشدد على أن حركته لن تكون رهينة ل»الانقلابيين فى قطاع غزة»، داعيا حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، المسيطرة على غزة منذ يونيو 2007، إلى الاحتكام لصناديق الاقتراع بعد فشل جولات الحوار الذى ترعاه القاهرة. ففى افتتاح المؤتمر السادس لفتح، قال عباس إن حركته «ترفض أن يرتكن قرارها للانقلابيين، وإنها لن تسمح للظلاميين بممارسة دورهم التخريبى» فى إشارة إلى حركة حماس. وحيا أعضاء المؤتمر فى غزة الذين منعهم «الانقلابيون» من المشاركة فى المؤتمر، مضيفا: «إنكم معنا فى كل لحظة». واشترطت حماس كى تسمح لكوادر فتح فى غزة بمغادرتها للمشاركة فى المؤتمر أن تفرج السلطة الفلسطينية عن معتقلى حماس بالضفة. وأردف: «أقول لأبناء فتح وهم الصامدون فى وجه القمع والتعسف، وبخاصة أن عددا كبيرا يقبعون فى سجون حماس، نقول لهم إنكم معنا.. غابت أجسادكم والوطن سيبقى موحدا رغم أنف الجميع». وجدد عباس الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية لإنهاء الانقسام الفلسطينى الداخلية، قائلا إن: «خيار الانتخابات العامة أضحى هو الأخير بعد فشل جميع جولات ومبادرات الحوار الفلسطينى مع حماس برعاية مصرية». وأكد على التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية، متهما جهات فلسطينية لم يسمها بمحاولة تغييبها، بقوله: «المنظمة التى حاولوا أن يغيبوها، وأن يمحوها من الذاكرة لن تنتهى، فهى بيتنا ووطنا المعنوى حتى تجسيد الوطن على أرض فلسطين». وأضاف: «ها هو شمل فتح يلتئم رغم الجراح بعد 20 عاما على المؤتمر الخامس، واستطاعت فتح قيادة المشروع بجدارة». واعتبر أن: «مجرد صمود الحركة الوطنية رغم ما تعرضت له من محاولات شطب هو شىء أقرب إلى المعجزة». وتطرق الرئيس الفلسطينى إلى اتهام أمين سر فتح فاروق القدومى له ولمحمد دحلال قائد الأمن القوائى السابق بالتواطؤ مع إسرائيل فى اغتيال الرئيس الفلسطينى السابق ياسر عرفات. وشدد عباس على أن السلطة الفلسطينية ستواصل البحث والتحقيق فى أسباب وفاة الرئيس عرفات، وإجراء جميع الاتصالات مع الدول العربية والأجنبية لذلك. ورفض محاولات البعض «المتاجرة» بدم عرفات، مضيفا أن «ذلك عيب ويجب أن يتوقف». وخصص الجزء الأكبر من كلمته لتمجيد عرفات والقادة التاريخيين للحركة. وفى بيان، وصلت «الشروق» نسخة منه، هاجم القدومى قيادات فتح قائلا: «غرق البعض من العاملين فى جمع المال الحرام وتمرغوا فى قضايا الفساد والتهريب وكان الإسرائيليون يغضون الطرف عن أعمالهم». وتساءل مستنكرا فى البيان الذى يحمل تاريخ أمس الأول: هل قرأتم فى التاريخ عن قادة حركات ثورية كانوا يملكون الملايين من الدولارات أو الجنيهات الاسترلينية، هم أو أبناؤهم، ان «صرصورا» فى فتح قد اختلس ما يزيد على مائة مليون من الدولارات، ثم هل سمعتم بقائد ثورة أو مقاومة وطنية ما زالت بلاده محتلة يتفاوض مع أعدائه الذين يحتلون بلاده ثم يتنقل علنا بطائرة خاصة مع حراساته من بلد لآخر. وعن النزاع الفلسطينى الإسرائيلى، قال عباس إنه بإمكان الفلسطينيين بالإصرار والوحدة تحويل الحكم الذاتى إلى دولة مستقلة. وشدد على رفضه لكل اشكال الاستيطان الإسرائيلى، وتمسك فتح بالمقاومة. وأضاف أن الفلسطينيين يسعون إلى السلام مع إسرائيل، ولكن «المقاومة» ما زالت أحد الخيارات. وأكد أنه لن يوقع اتفاق سلام مع إسرائيل ما دام هناك أسير فلسطينى واحد فى السجون الإسرائيلية. ويقبع حاليا أكثر من عشرة آلاف أسير بينهم نساء وشيوخ وقصر، فى سجون الاحتلال.