وجدت نفسى.. صارخاً منادياً مستجيراً.. لمين ياناس؟ والله ما أعرف هل استجير بوزير الثقافة أم أنادى محافظ القاهرة أم أقف باكياً أمام زميلى اللواء الشاعر مدير أمن القاهرة؟ إن معول الهدم يقف الآن أمام أجمل بقعة فى مصر ورثناها بتصميمها الرائع منذ أكثر من مائة عام وهى الملعب الرئيسى للتنس بنادى الجزيرة الرياضى، لقد قرر مجلس إدارة النادى هدم هذا المبنى الرائع وتحويله إلى صالة ألعاب مغلقة تتسع إلى خمسة آلاف متفرج دون الرجوع إلى الجمعية العمومية لأخذ الرأى الذى يتطلب الدعوة إلى جمعية عمومية غير عادية. نادى الجزيرة يتم اغتياله على مرءى ومسمع من الجميع ونشعر بالمذلة والمهانة أن يتجاهل مجلس الإدارة أخذ رأى الأعضاء. إن هدم الملعب الرئيسى بتاريخه العريق هو هدم لتراث هذا النادى، وأتحدى أن يحدث ذلك فى أى مكان متحضر فى العالم.. فملاعب التنس فى مونت كارلو تقام عليها أكبر بطولة دولية للتنس، ولم يقم أحد بتدمير ملعبها المكشوف لتغطيته- وفى اليونان المسرح المكشوف بالعاصمة أثينا تجلس فى المدرجات على الأحجار القديمة تشاهد روعة وتاريخ المكان. وإذا كانت إدارة النادى عجزت عن إدارة هذا الصرح الرياضى العملاق فالعجز عجزهم وعلاج العجز ليس بالهدم- إننى لن أحكى تاريخ هذا الملعب ولا روعة تصميمه، ولكن عندما يحدث تجاهل أمور كثيرة تنبع من مجتمع الصفوة. فهذا أمر بالغ الخطورة، إن الطريق إلى الملعب الرئيسى هو الشريان الوحيد لمناطق الزمالك والمهندسين وإمبابة وميت عقبة والمحور إلى 6 أكتوبر والإسكندرية، كيف نصنع المشكلة بهذه الصورة الفجة، وأين مكان وقوف السيارات لعدد خسمة آلاف متفرج، وما هذا التصميم الجديد النشاز فى هذه المنطقة السكنية والمملوءة بالسفارات والفنادق وما قصة رجل الأعمال الذى ظهر على أنه فاعل خير يتبرع، والحقيقة أنه عقد احتكار لصالحه لوضع إعلاناته لمدة 15 سنة على جدران المبنى وداخل المبنى، يا وزير الإدارة المحلية هل يرضيك هذا العبث؟ إن مدخل الزمالك سيتم خنقه وإعدامه وبرج الزمالك أمام نقطة الجزيرة يشهد على ذلك بعدم إمداده بالمرافق ليظل خالياً لإنقاذ هذا الشريان. إن الأغلبية الكاسحة من أعضاء نادى الجزيرة ترجو من محافظ القاهرة د. عبدالعظيم وزير أن يوقف تصريح الهدم والإحلال والبناء وإن تراجع إدارة المرور هذا العبث الذى سيحدث فى المنطقة وفى نادى الجزيرة نفسه. إن قرر مجلس الإدارة يطبق قهراً وجبراً، وكان يظن جيران نادى الجزيرة أنهم سعداء بهذا الجوار مع قيمة النادى وأعضائه ولكنهم اكتشفوا فجأة أنهم سيجاورون مبنى الهجانة العشوائى، ومن خبرتى الرياضية أقول إن هناك فرقاً بين الملعب الرئيسى، وهو الذى يستوعب جمهوراً وملعب التدريب وإذا كان مجلس الإدارة يرغب فى ملعب رئيسى فعليه أن يبنيه فى أرض نادى الجزيرة الخالية ب6 أكتوبر، التى منحتها الدولة لهم شبه مجاناً من خمس سنوات ولم يفعلوا بها شيئاً وإذا كان النادى يرغب فى صالة تدريب، فالمكان موجود على أرض كرة السلة بجوار صالة الجمباز، واتركوا شوية جمال فى النادى وهل يعقل أن يتحكم مجلس الإدارة فى تاريخ النادى، وهو على أبواب الرحيل بعد ستة أشهر، حيث الانتخابات ما هذه السرعة وإيه اللى هيضيع وخايفين عليه؟ يا خسارة يا مجتمع الصفوة.