■ بقلم: زكريا أبوحرام لا يزال نصر أكتوبر المجيد الذي نحتفل بذكراه الثانية والخمسين، يبوح بمزيد من الأسرار والبطولات التي يجب أن يفخر بها كل مصري، فمنذ أيام قليلة اعترف العدو بأن ما كانوا يصدرونه للعالم بأنه الملاك، يفصحون وبكل وضوح أن أشرف مروان كان أحد الإنجازات المصرية الضخمة فى خطة الخداع الاستراتيجية المصرية، فلم يكن ملاكا لإسرائيل بل كان واحدًا من أخطر العملاء المصريين ضد الكيان الصهيوني، استطاع أن يخدع العدو ويساهم فى صنع النصر الذى أذهل العالم، والذي جعل العدو يصرخ ويستنجد بأمريكا التى أمدته بجسر من المعدات ولكن بعد فوات الأوان. لقد كان نصر أكتوبر مفتاحًا للسلام، فقد استطاع السادات رجل الحرب والسلام بمهارة وذكاء وعقلية سياسية نادرة أن يفاوض الصهاينة، وهم من يعرفون بالحرص فى التفاوض والمناورة، ولديهم القدرة على المراوغة ويشهد التاريخ لهم بقدرتهم الفائقة على عدم الوفاء بالعهود والمواثيق، لقد كان السادات سابقًا لعصره، كان رجلا عبقريا ودخل التاريخ من أوسع أبوابه، فقد استطاع أن يجبرهم على توقيع اتفاقية سلام من منطق القوة فقد كان الزعيم المنتصر الذى استطاع أن يحول هزيمة يونيو 67 إلى انتصار أبهر العالم. إن ما نراه الآن من أحداث يندى لها الجبين، أطفال تموت وأرض تحترق، غزة تصرخ وتئن، كل ذلك ما كان ليحدث لو أن العالم سار وراء عبقرى وداهية زمانه الرئيس السادات، فماذا لو أن الدول العربية وافقت وانخرطت فى عملية السلام، بدلًا من الهجوم على السادات، ومقاطعتهم لمصر؟ أعتقد أن الإجابة واضحة وضوح الشمس، مقاطعة إسرائيل ليست هدفا، فإما أن تحاربها وتزيلها وهذا شبه مستحيل، فهى موجودة بحماية أمريكية وبمباركة من دول الغرب، أو أن تتعامل معها كأمر واقع يمكنك السعى لتحسينه بالمطالبة بدولة واحدة للفلسطينيين والإسرائيليين كما فعل نيكسون مانديلا فى جنوب إفريقيا، أو بالمطالبة بحل الدولتين إن استطاعت تحقيقه.