هل وصلت الرسالة؟ ■ طيب لو سألت حضرتك، كيف تدار الكرة فى مصر؟ طيب خلينى أساعدك، وأقول هل تراها إدارة تقليدية كلاسيكية، أم هى إدارة روتينية ولاّ حلمنتشية فهلوية؟ أم أنك معجب صبابة وتراها إدارة تقدمية؟ طبعاً حضرتك كروى حتى النخاع، وبتحب كرة القدم وبتموت فى دباديبها.. إذن نحن نريد رأيك، نريده علنياً على رؤوس الأشهاد، يعنى لا نريده سكيتى وفى سرك. رأيك فى منظومة كرة القدم المصرية، اتحاد، أندية وخلافه.. من فضلك انطق- عبرّ- سمعنى صوتك وطبعاً معاها سمعنى الصلاة على النبى، اللهم صلى عليك يا نبى. ■ لست أدرى لماذا دائماً الحب عند المصريين هو الصمت والهمس. الحب عندنا من غير أمل، كما قال الفنان فريد الأطرش الحب من غير أمل أسمى معانى الوجود. من الواضح أننا نحب كرة القدم ونحن ننظر تحت أقدامنا فقط. يعنى نحب النادى الفلانى ونعشق اللاعب العلانى وآخر فل وعشرة معدن. طيب له لا ننظر للناس اللى فوق.. أقصد الكرة الأوروبية، تصدعت رؤوسنا بأننا أبطال العرب ونسينا أن السعودية وصلت لكأس العالم خمس مرات ونحن مرتين فقط، ونحن أبطال أفريقيا، ونسينا أن دولاً مثل الكاميرون أو نيجيريا وصلت أكثر منا. نحن الآن نمسك الربابة وندور بها على القرى والنجوع مثل الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى الذى كان يجمع تراثنا الشعبى، ونحن ندندن عن فوزنا مرتين بالبطولة الأفريقية. طيب فيها إيه لو مسكنا «كمنجة» أو لعبنا على البيانو لنغنى كما يغنى الخواجات بجوار العود والقانون. حضرات القراء.. بصراحة أنا لا أحب حكاية بدون أمل هذه التى يغنيها فريد الأطرش فأنا أحب الأمل. أمل تغيير المنظومة الكروية، تغيير وتطوير كل عناصر اللعبة، لا أتحدث عن أشخاص، لكن هل يعجب حضراتكم حال الحكام؟ هل يعجبك المدربون، هل لدينا مدارس لتخريج مدربين وأخرى لتطويرهم والأخذ بأيديهم؟ ناهيك عن حال الملاعب وانظر إلى ملاعب كأس العالم للشباب كيف أصبحت؟! نحن لا نريد أن نمشى محلك سر، أو نمشى بالخطوة البطيئة. نريد نكون كأبطال المائة متر عدو، فى سرعتهم فى الوصول إلى هذا التطوير.. نريد اختلافات لا صراعات.. الأندية فيها صراعات.. الاتحاد فيه صراعات، الأندية والاتحادات معاً فى صراع مستمر. عزيزى القارئ.. طيب سؤال: هل تفضل مجلس إدارة اتحاد الكرة يكون من رجال الأعمال أم اللاعبين السابقين أم رجال الإدارة أو رجال السياسة؟ لو قمنا بدراسة حال اتحاد مصر الكروى لوجدنا أنهم كلهم رجال أعمال، زاهر رجل أعمال، أبوريدة، أيمن يونس، محمود الشامى حازم الهوارى، مجدى عبدالغنى، ما شاء الله فى عين الحسود كلهم رجال أعمال على سن ورمح، ولدينا محمود طاهر رجل أعمال، واللواء صفى؟؟ ممثلاً للقوات المسلحة، طيب هل حضراتكم شفتم صورهما فى الجرائد أو التليفزيون، كم حديثاً استمعت له منهما. ولا مرة والحقيقة أن الاثنين يشرفان كرة القدم. ولأن مجلس إدارة الاتحاد رجال أعمال فإن الإعلام يتهمهم بأنهم يعملون من أجل مصالحهم الخاصة، ومن أجل الاستفادة الشخصية وأنهم لا يعملون من أجل الكرة المصرية، وقد يكون فى هذا ظلم لهم. المعنى أننا كنا ننتظر منهم أكثر من ذلك، فالأداء الحالى ركيك وساذج، ولو هناك امتحان يدوبك الدرجة التى يحصلون عليها خمسة أو ستة من عشرة. قدرتهم على التواصل مع الإعلام والجماهير ليست جيدة، قراءة الواقع ومقابلة الأزمات ليست قوية، أما عن قراءة المستقبل فهذه هى المشكلة. طيب ما دمنا نتحدث عن المستقبل فماذا ينقصنا للوصول للعالمية.. والعالمية التى أقصدها ليست الوصول للنهائيات، أنا أقصد الأداء العالمى الذى سبقنا فيه كثيرون. طيب هل ملاعبنا كملاعب أوروبا؟ هل حكامنا كحكام أوروبا؟ هل التسويق عندنا مثلهم؟ هل النقل التليفزيونى لديهم مشكلة مستعصية كمشكلتنا، وخذ معك الإخراج التليفزيونى وهيافته ولا تنس حضرات المعلقين والمحللين؟ حضرات القراء.. ومادمنا نتحدث عن التليفزيون، إزى الحال، كيف نحن وكيف هم؟! طيب هل تعجبك قنواتنا الفضائية الكروية؟ هل فى بعض الأحيان تسرح وتقارن أو تحاول أن تقارن بيننا وبينهم. طيب بلاش الفضائيات الأوروبية، خلينا فى الفضائيات العربية، ومع خالص احترامى للدكتور بهجت والدكتور بدوى والدكتور دعبس وخالص تقديرى واحترامى وشكرى على شجاعتهم بإنشاء هذه القنوات. إلا أننا لو قارنا قنوات «إيه آر تى» وعددها سبع أو ثمانى من غير حسد، والجزيرة وقنواتها الثمانى من غير حسد، بصراحة هم شكل تانى.. طيب سيبنا من العدد خصوصاً أن قنواتنا تناقصت. فلنتحدث فى المضمون.. هل شاهدت خناقات وتبادل شتائم واتهامات عندهم كما يحدث عندنا، هل تقرأ ما يكتب تحت الشاشة من المواطنين من آراء تؤدى إلى التعصب والخلاف. هل رأيتهم يهاجمون بعضهم البعض، أو هل هناك من يضع شخصية فى دماغه ويكون همه القضاء عليه.. هل شاهدت عندهم لاعبين معتزلين طازة يحللون ويقدمون البرامج.. بالطبع لا، فقط شاهدنا شخصيات عالمية تحلل وتعلق، كل شىء مدروس وعلى الفرازة، شاهدنا المدير الفنى للأرسنال ومدير المنتخب الإنجليزى ومدير المنتخب الإيطالى. قد تقول لى هذه قنوات دولة، طيب إن قناة النيل الرياضية قناة الدولة، ومع ذلك لا تسمع صوتاً واضحاً أو صورة نقية. عزيزى القارئ.. فى ظنى أن قنواتنا الرياضية يمكن أن تلعب الدور الأول فى النقلة المطلوبة التى نتمناها للكرة المصرية بشرط أن يكون هناك تطوير، ما هو؟ حضرات القراء لدى رهانات.. الرهان الأول: هل هناك أمل فى تطوير شامل للكرة المصرية. والثانى: هل سيفهم كل من يهمه الأمر رسالتى أم ستُفهم بالخطأ. إذا حصل الهجوم إذن لم تُفهم الرسالة. وإذا لم يحدث فخالص شكرى. فالرسالة وصلت. مشاعر ■ د. يوسف غالى، وزير المالية.. لماذا لم يفعل كما فعل الوزير الجبلى، وزير الصحة، حينما أصر على تعاطى عقار التاميفلو أمام المصريين من خلال شاشات التليفزيون، هل قدم إقرار الضريبة العقارية عن أملاكه وإذا كان قد قدمه، فلماذا لم يقدمه أمام الشعب المصرى من خلال شاشات التليفزيون؟ على الأقل كان سيرد على اتهامه بأنه لم يقدم إقراره حتى الآن. ■ سمير زاهر، رئيس اتحاد كرة القدم، ما حكاية استقالات رجال اتحاد الكرة التى نسمع عنها كل يوم، هانى أبوريدة، مجدى عبدالغنى، أيمن يونس. هل يريد الكرويون أن يقولوا للناس إننا لدينا شجاعة تقديم الاستقالات أكثر من الوزراء والمحافظين، للأسف ثبت أن الاستقالات كلها تليفزيونية. ■ د.عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة الأهرام، مقالته الأخيرة تحت العنوان: «المقال الذى لم أكتبه» وفيها رده على الهجوم القاسى الذى تعرض له إثر مقالته عن الدكتور محمد البرادعى، أعادت لى الثقة أنا وغيرى أن الرجل ليس مفكراً للسلطة ولكن هو إصلاحى ليبرالى يريد إصلاح النظام من داخله. ■ الإعلامى أحمد شوبير.. إعلاناته فى «الأهرام» عن برنامجه فى قناة «الحياة» لم أفهم سببها، بعد نجاح وتألق شوبير هل يحتاج إلى إعلانات مدفوعة الأجر. ■ الدكتور على الدين هلال، أمين لجنة الإعلام بالحزب الوطنى.. لم تعجبنى نشرة الحزب الوطنى على الإنترنت، نشرة قصيرة ونسخة مكررة من نشرات أخبار الإذاعة والتليفزيون.. رأيى أنها لا تليق بحزب الأغلبية. ■ حسن حمدى، رئيس النادى الأهلى.. يبدو أن النادى الأهلى فى كرة السلة يمر بنفس الظروف التى مر بها فريق كرة القدم بنادى الزمالك، الأهلى فى مركز متأخر وقد يتعرض للهبوط.. هل يوجد حسام حسن فى كرة السلة بالنادى الأهلى؟ ■ الإعلامى محمود سعد فى حواره التليفونى مع المهندس أحمد عز حول زيادة رواتب الموظفين يكسب لو كان حديث المهندس عز كقيادة من الحزب الوطنى، ويكسب المهندس أحمد عز لو تحدث كرئيس للجنة الخطة والموازنة. ■ الدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة الأسبق.. سعيد بالتكريم المتأخر على ما قدمه للثقافة المصرية.. من وزارة الثقافة، غضبت لعدم حضور فاروق حسنى، وزير الثقافة، أقبل عدم حضوره لو كان خارج مصر. بدون مشاعر الشعب أولاً.. والحكومة ثانياً قال الفيلسوف «نيتشه»: الجنون نادر فى الأفراد ولكنه فى الجماعات والأحزاب والدول هو القاعدة. المعنى أن الشعوب كانت مجنونة عندما تخلت برغبتها وإرادتها الحرة عن حقوقها وواجباتها لاختراع أطلقت عليه اسم الحكومة، تحت مظنة أنها يمكن أن تدافع عنهم وتحميهم وتنظم لهم حقوقهم وواجباتهم، ولم تضيع الحكومة هذه الفرصة الذهبية فاستغلتها للتكويش على السلطة وسلب كل حقوق الشعوب دون أن تقدم الحماية التى كانوا يحلمون بها. لماذا لا تثق الشعوب فى حكوماتها؟ سؤال كان ولايزال وسيظل يتردد فى كل الدول المتخلفة والمتقدمة على حد سواء، بعض الدول يرى أن تعبير عدم الرضا أفضل، وبعضها يرى أن تعبير الكراهية أدق.. والبعض يرى أن هناك عقدة مستعصية قديمة ومستمرة بين الطرفين. فى استطلاع للرأى نظمته مؤسسة الرأى العام العالمى «wpo» لقياس آراء الناس حول موضوع أسباب عدم الثقة بين الشعب والحكومة، وجدت أن نسبة 60٪ من البريطانيين ومثلهم من الأمريكان لا يثقون فى حكوماتهم، وهذه عينة من آراء الناس. - لماذا يثق الناس فى الحكومة؟.. هل تترك سيارتك ومنزلك مفتوحاً؟ - الحكومة حصلت على حقوقنا وخنقت حرياتنا. - الحكومة تكذب كثيراً فهى تحب أن تكذب.. فهى ترى أن الشعب غبى ولا يستحق المصارحة. - عمرى 86 عاماً، لم أثق فى الحكومة منذ الحرب العالمية الثانية، هم لا يخدمون الشعب، هم يخدمون مصالحهم الخاصة، ونسبة كبيرة من النواب منحرفون. - والسؤال الآن: لو تم هذا الاستطلاع بين المصريين، هل كانت الإجابات ستختلف عن هذه الإجابات، أم أن الحال من بعضه. إذن جميع الشعوب تقريباً رأيها واحد، وهو عدم الثقة فى الحكومات، فهم يرون أن الحكومة دائماً أنانية تحب نفسها أكثر من حبها لشعبها، وأن هذه الحكومات غير معصومة من الخطأ فهى لا تفعل الصواب دائماً. حضرات القراء.. هل شعار «الشعب أولاً والحكومة ثانياً» هو السائد فى مصر أم أن العكس صحيح. فى بلد مثل سويسرا يبدو ذلك الشعار قابلاً للتحقيق، فى إشكالية المآذن بصرف النظر عن الأسباب التى يراها كثيرون ترتبط بالتعصب الدينى ويراها السويسريون أنها لا تتماشى مع تصميمات وعمارة المدينة، فالمهم هنا هو دور الشعب، وماذا فعل وهل هو الذى انتصر أم الحكومة؟ ببساطة تقدم عدد مائة ألف بعريضة للحكومة وبعدها قررت الحكومة تنظيم استفتاء شعبى حقيقى على هذا الطلب، وجاءت موافقة الشعب بنسبة 57٪ بالرغم من معارضة الحكومة. المعنى هنا أن الشعب أقوى من الحكومة، والقرار جاء من تحت لا من فوق، وأن الشعب هو السيد وليس الحكومة. والآن إزىّ الحال فى مصر، فى قضية هدم منازل الهجانة، هل فيه احترام للشعب، هل أخذ رأيهم فى تجميل ميادين القاهرة «التحرير ورمسيس»، هل فكرت الحكومة أن تناقش الشعب أو تتحدث معه، هل عرضت خطط هذا التجميل هذا إذا جاء تجميلاً فعلاً، سيفرض على المصريين التجميل الذى سينفذونه وسيظل ذلك التنظيم على قلوبهم عشرات، بل مئات السنين، نسمع عن تجميل القاهرة الخديوية ولا أحد من الشعب أو حتى من سكان المنطقة يعرف إيه الحكاية وماذا يجرى. طيب اسمحوا لى أن أضرب مثالاً حدث فى مصر من السفارة الأمريكية، أنا أسكن خلف السفارة، فوجئت بدعوة من السفير للقاء فى منزله من أجل بحث تطوير حى جاردن سيتى، وهناك وجدت عشرات من المصريين الذين يسكنون حول السفارة، وعرض علينا فيلم يحكى كيف كان الحى قديماً وكيف أصبح ومعه كتاب رائع لأهم المبانى التاريخية فى الحى، وأتحدى لو كانت محافظة القاهرة لديها مثل هذا الكتاب، ودارت مناقشة وكلنا رأينا ومات المشروع لأنه من الواضح أن ما تم لم يعجب المسؤولين فى الحكومة، هنا فقط أوضح أن أخذ رأى الناس مهم، خصوصاً فى المناطق التى يعيشون فيها أو حولها. والآن هل ذهبت لجامعة القاهرة وشاهدت روعة مبانيها ثم هل رأيت الكليات التى أقاموها بطراز مختلف، هل سألوا الطلبة، هل سألوا الأساتذة؟ بالطبع لا، ولهذا كانت المبانى فى منتهى القبح والشذوذ، وستقيم الجامعة توسعات جديدة وأتحدى لو عرضوا على الناس ما يفعلونه، مشكلة الحكومة أنهم يتصورون أنهم لا يخطئون وأن قراراتهم هى الصائبة. مشكلتنا هنا أن القرارات تصدر بلدغة كلدغة العقرب وبشكة كشكة الدبوس، وكحقنة فى العضل أو كصدمة كهربائية من سلك عريان، والقوانين فى مصر تصدر مسلوقة وغير مدروسة، وفى وقت البرلمان الضائع الأمثلة كثيرة ولكن من فضلك راجع أسباب رفض قانون الآثار، ورأى مجلس الشعب فيه. الحكومة دائماً تحب أن ترى الشعب فى غيبوبة، فهى لا تحب أن يزعجها أحد حتى لو كان الشعب، ونسوا أن الشعب الجيد يحتاج إلى حكومة جيدة. فى أمريكا القرار يصدر بناء على ما يسمى المزاج الوطنى national mood، عندنا يصدر بناء على المزاج الحكومى أو المزاج الحزبى، ويبدو ذلك واضحاً عندما يرغب الشعب أو يتمنى أن يرى تغييراً وزارياً ويفاجأ بأنه لم يتم شىء، ويبدو فى حالة وزير أو أكثر يفقد الشرعية الشعبية ومع ذلك يحصل أو يحصلون على الأوسمة التقديرية من الدولة ووظيفة كبيرة. طيب من فضلك قل لى على حكومة ترضى لشعبها هذا الهوان الذى رأيناه فى مواطنين يشعرون بالهزيمة والانكسار وهم يقفون فى طوابير متصارعة أمام المراقبات المالية لتقديم استمارات الضريبة العقارية. الدولار الأمريكى مكتوب على ظهره نحن نثق فى الله وأنا أتمنى وأنتم كذلك أن تقولوا: نعم نحن نثق فى الله ثم الشعب وأخيراً الحكومة.