السد العالي يستقبل مياه نهر عطبرة والنيل الأبيض.. خبير يكشف التفاصيل    قرار جمهوري مهم بشأن البنك المركزي خلال أيام    الذهب يرتفع وسط تراجع الدولار وترقب اجتماع ترامب وبوتين    سعر الفراخ اليوم الأربعاء 13-8-2025 فى المنوفية    غدًا آخر فرصة لحجز شقق الإسكان الأخضر 2025 ضمن الطرح الثاني ل«سكن لكل المصريين 7» (تفاصيل)    أسعار النفط تستقر بعد بيانات عن تباطؤ الطلب الأمريكي    رئيس وزراء نيوزيلندا: نتنياهو فقد صوابه وتجاوز كل الحدود    اصطفاف القافلة ال14 من المساعدات تمهيدا لدخولها من مصر إلى غزة    «الترويكا الأوروبية» تهدد بإعادة فرض عقوبات على إيران في هذه الحالة    توافق مصرى سعودى على ضرورة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار فى غزة    تحرك الدفعة ال 14 من شاحنات المساعدات إلى معبر كرم أبو سالم    رئيس وزراء نيوزيلندا: نتنياهو فقد صوابه.. والهجوم على غزة أمر غير مقبول    النصر السعودي يضع الرتوش الأخيرة لصفقة التعاون    القنوات الناقلة مباشر لمباراة باريس سان جيرمان ضد توتنهام في نهائي السوبر الأوروبي.. والموعد    رسميا.. كولومبوس الأمريكي يعلن اقتراب انضمام وسام أبو علي    البدري: توجنا بالدوري الأصعب.. وقدمنا كرة هجومية مع أهلي طرابلس    نيوكاسل يعلن التعاقد مع المدافع الألماني ماليك تشاو    التحقيقات: سارة خليفة صنعت 600 كيلو إندازول المخدر    محافظ الجيزة يعلن اليوم المرحلة الثانية لتنسيق القبول بالثانوية العامة    طريقة عمل الفطير المشلتت الفلاحي، بأقل التكاليف    «الصحة»: السيطرة على حريق محدود بمستشفى حلوان العام دون إصابات    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 13 أغسطس 2025    صافرة أمين عمر تقود مباراة بيراميدز والإسماعيلي    موعد مباراة الأهلي وفاركو في الدوري المصري الممتاز.. والقنوات الناقلة    عاجل| أمريكا تستعد لتصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية    مصطفى كامل ل أنغام: عفا الله عما سلف    تفشي عدوى بكتيرية في فرنسا يحتمل ارتباطها بالجبن الطري    ما الشهادات المتاحة حاليًا في بنك مصر؟ قائمة كاملة بالأعلى فائدة    رسميًا.. قائمة أسعار الكتب المدرسية لجميع المراحل التعليمية 2025/2026 «تفاصيل وإجراءات الصرف»    الحوثيون في اليمن: تنفيذ عملية عسكرية بست مسيرات ضد أهداف إسرائيلية    جدول صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 للعاملين بالدولة وجدول الحد الأدنى للأجور    المتحدة تُطلق حملة توعية بمخاطر حوادث الطرق للحفاظ على الأرواح    أرباح تصل إلى 50 ألف دولار للحفلة.. تفاصيل من ملف قضية سارة خليفة (نص الاعترافات)    خشب المسرح أخده ونزل، لحظة سقوط فنان أسباني شهير أثناء حفله في الأرجنتين (فيديو)    مرشحو التحالف الوطني يحسمون مقاعد الفردي للشيوخ بالمنيا    محافظ المنيا يقرر تخفيض مجموع القبول بالثانوي العام والفني    4 أبراج تفتح لها أبواب الحظ والفرص الذهبية في أغسطس 2025.. تحولات مهنية وعاطفية غير مسبوقة    الشيخ رمضان عبد المعز: سيدنا إبراهيم قدوة في الرجاء وحسن الظن بالله    ما حكم الوضوء لمن يعاني عذرًا دائمًا؟.. أمين الفتوى يجيب    ما حكم ربط الحروف الأولى للأسماء بالرزق؟.. أمين الفتوى يجيب    نشرة التوك شو| زيارة تاريخية للرئيس الأوغندي لمصر.. و"موسى" يهاجم مظاهرة أمام السفارة المصرية بدمشق    منتخب 20 سنة يختتم تدريباته لمواجهة المغرب وديًا    كسر خط صرف صحي أثناء أعمال إنشاء مترو الإسكندرية | صور    للحماية من هبوط الدورة الدموية.. أبرز أسباب انخفاض ضغط الدم    الدكتور حسين عبد الباسط قائماً بعمل عميد كلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بجنوب الوادي    الفائز بجائزة الدولة التشجيعية ل"البوابة نيوز": نحتاج إلى آليات دعم أوسع وأكثر استدامة خاصة لشباب الفنانين    الحماية المدنية بالغربية تسيطر على حريق هائل نشب بسيارة بالمحلة الكبرى    إبراهيم عيسى يٌشكك في نزاهة انتخابات مجلس الشيوخ: مسرحية (فيديو)    فترة تحمل لك فرصًا كبيرة.. حظك اليوم برج الدلو 13 أغسطس    الصحة تشيد بالأطقم الطبية بمستشفيات الشرقية لنجاحها فى إجراء عمليات معقدة    للمرة الأولى.. كليات الطب البشري وحاسبات ضمن تنسيق المرحلة الثالثة 2025 للنظام القديم «ضوابط الالتحاق»    محافظ القليوبية يكرم 3 سائقي لودر لإنقاذ مصنع أحذية من حريق بالخانكة    سوق مولد العذراء مريم بدير درنكة.. بهجة شعبية تتجدد منذ آلاف السنين    أكرم القصاص: مصر أكبر طرف يدعم القضية الفلسطينية وتقوم بدور الوسيط بتوازن كبير    حبس 5 متهمين اقتحموا العناية المركزة بمستشفى دكرنس واعتدوا على الأطباء    متلبسًا بأسلحة نارية وحشيش.. ضبط تاجر مخدرات في طوخ    كيف أستغفر ربنا من الغيبة والنميمة؟.. أمين الفتوى يجيب    الشيخ رمضان عبدالمعز: قبل أن تطلب من الله افعل مثلما فعل إبراهيم عليه السلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. عبدالمنعم عمارة يكتب: إنهم يرتكبون الجرائم باسم «اللعب النظيف»
نشر في المصري اليوم يوم 17 - 04 - 2010

قرأت كثيراً لكل أدباء وكتاب وفلاسفة وشعراء مصر والعالم، من أول شكسبير وتشارلز ديكنز وتولستوى، وطه حسين والعقاد والمنفلوطى وإحسان عبدالقدوس ويوسف السباعى ويوسف إدريس وأحمد شوقى وحافظ إبراهيم.
كما قرأت معظم سير عظماء العالم فى مصر ومن الشرق والغرب، مانديلا، غاندى، إقبال، جورج واشنطن، لينين وستالين وسعد زغلول ومصطفى كامل.
ولأن كل هذه الموضوعات صعبة أو جافة أو تحتاج إلى تركيز ذهنى مكثف فقد كان لابد من قراءات خفيفة تسلى الذهن وتفتح العقل، فكان اللص الظريف أرسين لوبين هو فاكهة القراءة كما كان لشرلوك هولمز نفس الطعم.
حضرات القراء..
منذ فترة قريبة شاهدت فيلماً بديعاً عن المخبر شرلوك هولمز الذى ظهر فى الفيلم كإنسان بوهيمى لا يسيطر على تصرفاته ويسرح كثيراً ويتوقع ويتصور الأحداث القادمة.
وقد تسألنى لماذا هفّ على عمنا هولمز وإيه اللى جابه فى نافوخى؟ بصراحة لا أعرف لماذا.. هل لأن الساحة الآن تحتاج إلى مثل هذا الرجل بل إلى آلاف مثله، أم أن الساحة مليئة بآلاف من اللص الظريف أرسين لوبين.
الواقع السياسى وما تراه من حولك يفرض عليك البحث عن هذا الشخص، والواقع الاقتصادى وما يحدث فيه من نهب لثروات مصر ومن مرتشين ومن فاسدين يجعلك تشتاق إلى مثل هذا الإنسان.
أما الواقع الاجتماعى فهو مطلوب مطلوب.. مطلوب، لماذا؟ لأن الكل يضع يده فى جيب الكل، المدرس يأخذ ما فى جيبك، والطبيب يأخذ ما فى جيب المدرس، وهكذا تدور الحلقة بين الجميع.
وقد سألت نفسى طيب إزاى الحال فى عالم كرة القدم المصرية، أحسن أم أسخم من ستى إلا سيدى.. حضرتك اللى تحكم.
يعنى لو جاء لحضرتك عمنا شرلوك هولمز وقال لك إحنا فى الخدمة، أنا تحت أمرك أصلى أنا خالى شغل، هل تحتاجون خدماتى، بماذا سترد عليه؟
من فضلك أجِّل الإجابة الآن لحين شرح واقع كرة القدم وبعدها نتكلم ونقبل إيدين عم هولمز للقيام بالمهمة أم لا!!
حضرات القراء..
طيب إزاى الحال فى دنيا الحكَّام، وعلى فكرة أنا فى صفهم ومتحيز لهم ولكن عندما تسمع أن هناك حكام ملاكى جاهزين تحت الطلب للنادى الفلانى أو العلانى، أو تسمع أن هناك حكَّاماً يقبضون أو أن هناك ضغوطاً من مستويات عليا فى كرة القدم على بعضهم، ألا يستحق هذا الموضوع إنساناً بشخصية وعبقرية هولمز ليكشف هذا السر.
طيب عندما تجد أن مصر هى الوحيدة فى العالم العربى التى لا تؤمن بحكاية المنشطات وكأنها رجس من عمل الشيطان، مع أن العملية لا تكلف شيئاً سوى إرسال عينات اللاعبين إلى معمل خارجى معترف به ولا تحتاج الانتظار لحين إنشاء معمل للمنشطات، فهل عدم التحليل يعطيك اطمئناناً بأن المباريات الكروية ولاعبى مصر زى بقية خلق الله، بالطبع لا.
طيب خد عندك حكاية سهر اللاعبين حتى الصباح، أو حكاية عقود اللاعبين التى نقرأ كل فترة أن كل العقود بها ثغرة تمكن اللاعب من الهروب من ناديه الأصلى، بلاش نروح بعيد، الزمالك يؤكد أن اللاعب «جدو» وقَّع له، والاتحاد يؤكد أن اللاعب وقَّع له أولاً، وأن الشك هو السيد بين الطرفين، أظن حكاية «جدو» وحدها تحتاج إلى عمنا شرلوك هولمز أو حتى كولمبو.
نحن شككنا فى ذمة الحكام، وشككنا فى اللاعبين وأخلاقياتهم، بالذمة ألا تحتاج المسألة إلى هولمز وكولمبو وكمان جيمس بوند.
بصراحة ما يتم هو لعب الثلاث ورقات وإذا كنا نقول ونردد دائماً أن العالم ما هو إلا سيرك كبير فإن كرة القدم ما هى إلا السيرك الصغير، وفعلاً أحلى من الشرف مافيش.
اللعب النظيف..
فى ظنى أن أجمل شعار أطلقه الاتحاد الدولى لكرة القدم هو Fair Play أى اللعب النظيف، منظر علم الفيفا الذى يحمله الصبيان إلى أرض الملعب وعليه هذا الشعار من أجمل المناظر التى تجذبنى فى مباريات كرة القدم.
وفى يقينى أن هذا الشعار لم يقصد به الفيفا أن ينفذ داخل الملاعب فقط أو بين اللاعبين فقط فلا شك أن مشموله يتسع إلى العلاقات خارج الملاعب: علاقات الأندية مع بعضها، علاقات إدارات الأندية فيما بينها، علاقات المديرين الفنيين داخل الأندية المحلية أو الأندية الدولية، علاقات الحكام المحليين داخل الوطن أو علاقات الحكام الدوليين، وقس على ذلك كل عناصر اللعبة داخل العالم كله.
وقد أزعم أنهم يقصدون، ولكن ربما بطريقة غير مباشرة، أداء الإعلام الرياضى صحفياً أو إذاعياً أو تليفزيونياً أو على مواقع الإنترنت.
عزيزى القارئ..
ترى بعد المباريات فى أندية أوروبا كل مدير فنى يسابق الآخر للسلام عليه وتحيته، وعندنا لا ترى ذلك فى مصر، أنا لم أرها فى مصر إلا مرتين فقط مرة بين حسام حسن وكابرال، وحسام حسن وطارق يحيى، ومع أن هذا منظر حضارى إلا أننا سمعنا بعدها أن طارق يحيى قد فوَّت المباراة للزمالك وأن كابرال فعل مثله، بصراحة الأحوال الكروية فى مصر بعد كل ما نسمعه عنها تحتاج إلى المخبر الشهير «شرلوك هولمز» لكى يتقصى ويمحص ليثبت لنا صحة هذا الكلام من عدمها.
ربما نحن نريد إنساناً مكشوفاً عنه الحجاب ليدخل فى نوايا كل شخص قال كلمة لنعلن أنه كان يقصد هذا فعلاً، يعنى كان من الواجب أن نفتح نافوخ سمير عثمان لنرى، هو أو أى حكم أخطأ فى أى مباراة، ماذا بداخل هذا النافوخ، هل كانت نيته سيئة أم لا؟!
وعندما قال إبراهيم حسن إنه لابد من الكشف على اللاعبين للتأكد من عدم تعاطى المنشطات، كلام الرجل لم يكن موجهاً لأحد ولكننا وجدنا أحمد حسن وهو يعلم كيف أحبه وأننى أعتبره فى منزلة ابنى محمد، خرج بكلام كنت أتمنى ألا يقوله وتحولت الكلمات إلى معارك فى وسائل الإعلام على أنه العميد وغيره ركش وأنه وأنه، وقال كلاماً كثيراً أعترف بأنه لم يعجبنى مثل أن يقول إن لقب عميد العالم أصاب البعض بتوتر وأزمة نفسية لأنهم لم يصلوا إلى إنجازاتى وإننى لو اعتزلت الكرة لن أكون فقيراً فالكرة ليست مصدر رزقى.
عزيزى القارئ..
أستطيع وتستطيع أنت أن تحصى أقوالاً وتصرفات لا تعد ولا تحصى من تلك الأنواع.
يعنى ما يحدث مع الحكّام هل هو نوع من «الفير بلاى» أو اللعب النظيف أشك.
هل ما يقوم به أحد النقاد أو الإداريين للحكام بهذه القسوة والتشفى نوع من أنواع اللعب النظيف، هل ما تقوم به بعض الجماهير من سب وشتم للاعبى الفريق الآخر من هذا النوع؟!
هل هذا الهجوم العنيف من بعض أعضاء مجلس إدارة النادى على بعضهم البعض أو على الذين سبقوهم فى العمل بالنادى يندرج تحت بند اللعب النظيف؟!
المعنى أن اللعب النظيف لا يكون فى الملعب فقط، لكنه فى كل مكان، لكل من يشاهد مباراة أو ينقد حكماً أو يهين مدرب ناديه.. فى كل شىء.
ويتبقى السؤال: ما مساحة اللعب النظيف فى الساحة الكروية فى مصر؟ أقول ولاَّ بلاش، ما حضرتك عارف وأنا عارف.
ويا حضرة اللعب النظيف كم من الجرائم ترتكب باسمك!
مشاعر
■ الفنان تيم الحسن.. فنان سورى لم يعرفه المصريون إلا من خلال مسلسل «الملك فاروق».. نجاحه فى المسلسل لا يعطيه الحق فى طلب استبعاد الممثل المصرى الكبير سعيد صالح من مسلسله الجديد.. يبدو أن أشرف زكى، نقيب الممثلين، كان محقاً فى أن تكون الأولوية للفنان المصرى.
■ الوزير سامح فهمى.. له كل الشكر لدوره فى تقدم الكرة المصرية بأندية البترول التى لا أدرى هل لديه النية فى إعادة النظر فيها.. بترول أسيوط ترك أندية الممتاز.. نادى إنبى نتائجه مخيبة للآمال.. بتروجيت حبة فوق وحبة تحت.. التركيز على ناد واحد يمكن به أن يحصل على الدورى المصرى هو الأفضل.. والتركيز الأهم هو ضمان استمرارية هذا النادى أو هذه الأندية فى حالة تركه الوزارة لمنصب أعلى.
■ النائب المعارض محمد مصطفى شردى.. لا نشعر به معارضاً فى قناة أوربت، هو مسالم أكثر، رأيه القوى فى «الوفد» لا نشاهده على الهواء.. الواضح أنه يخلع عباءة المعارضة والرأى الآخر على باب الاستوديو.. للتأكيد يمكن مراجعة حلقته هو وعمرو أديب فى مناظرة مرشحى الرئاسة أيمن نور وحمدين صباحى.
■ الوزير كمال الشاذلى.. افتقدته على المستوى الشخصى وافتقده مجلس الشعب وافتقده المصريون أثناء غيابه لمرضه. عقلى ومشاعرى تقول له حمدالله بالسلامة ونورت بلدك.. ولا أسكت الله لك صوتاً يا أبومحمد.
■ الحكومة الكويتية.. للكويت فى قلبى معزة خاصة.. فأنا محب لشعبها ولقيادتها ومعجب صبابة بالتجربة الديمقراطية بها.. صدمت بما تم مع المصريين المرحلين.. القرار متسرع ولا يعكس الروح ولا التجربة الديمقراطية ولا مشاعر الود للمصريين.
■ الوزير أنس الفقى.. خيرا فعل بلجنة مراجعة ما دار فى برنامج «مصر النهارده» بين محمود سعد ومرتضى منصور وأحمد شوبير.. تقرير اللجنة فى ظنى سيتطرق أكثر إلى ما يدور فى الفضائيات الأخرى، وسيتحدث عن ضرورة ضبط فلسفة الحوار فى هذه الفضائيات.. وأتحدى لو استطاع التقرير مس شعرة من الإعلامى الكبير محمود سعد الذى أقف بجانبه بالرغم من أننى انتقدته.. فالعروض فى انتظاره لو ترك التليفزيون المصرى.
■ د. أحمد زكى بدر وزير التعليم.. السؤال الآن: إلى متى سيستمر فى جولاته التفتيشية وما مدى تأثيرها فى العملية التعليمية؟
هل يملك النفس الطويل لاستمراره فى هذه الحملات؟ أم أن ما قام به كان مقدمة لازمة لتقديم نفسه للمصريين؟ الله أعلم.
■ الشاعر أيمن بهجت قمر.. لا أنكر إعجابى به، خصوصاً كلماته فى تتر مقدمة المسلسلات.. ولكن استفزنى ما قاله بأنه أنعش سوق الغناء فى مصر بكلماته للمطرب أبوالليف.. فهل انتعشت السوق بسبب كلمات مثل «الخرنق» أم بسبب مظهر المطرب وشعره الطويل أم بسبب الملحن؟.. الملحن الكبير قال «لن نسمح بتسرب هذه الأصوات التى تغنى أغانى هابطة».
بدون مشاعر
من هو المتحدث الرسمى للحزب الوطنى؟
أرجوك لا تفهمنى خطأ
أرجوك لا تفهمنى خطأ، أنا لا أقصد شيئاً، فأنا أحب الرجل وأرى أنه إنسان لديه سلام روحى، وعف اللسان وأنه لا يراوغ ولا يلاعب ولا يتلاعب.
إذن على المستوى الشخصى ليس بينى وبين الرجل أى شىء، وعلى المستوى الإنسانى فأراه إنساناً رقيقاً ومسالماً وعلاقته طيبة مع الجميع ومعى أنا على وجه الخصوص.
علاقتى مع الدكتور على الدين هلال بدأت منذ سنين بعيدة عندما كنت بالإسماعيلية ودعانى لحضور لقاء لورشة عمل هو وزملاؤه المفكرون فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وأذكر منهم الدكاترة عبدالمنعم سعيد وحسن نافعة وأمانى قنديل وغيرهم من الأسماء اللامعة الآن فى العمل العام.. استمتعت بما دار فيها ولكن شيئاً واحداً استوقفنى هو أن الورشة تتم تحت رعاية الجانب الأمريكى، وقد عرضت عليه استعداد المحافظة لإقامة أكثر من ورشة بالإسماعيلية وهو ما حدث بعد ذلك.
وتعرفت عليه أكثر عندما استدرج لوزارة الشباب بدلاً من وزارة التعليم التى وُعد بها.
وأشهد أنه ليس من الوزراء الذين يقطعون الصلة مع الوزراء الذين سبقوهم، فقد زارنى أكثر من مرة فى منزلى حيث دار الحوار حول العمل فى مجال الشباب والرياضة.
ومازلت أذكر له موقفاً شخصياً يؤكد كل المعانى النبيلة التى ذكرتها فى أول المقال حينما تقابلت ومعه بعض رؤساء الاتحادات الرياضية فى احتفال أقيم بالجامعة العربية، حيث بادرنى بصوت عال سمعه الكثيرون «هل تعرف ما يقوله عليك هؤلاء الناس» وقبل أن أرد يقول: يقولون «إنك أحسن وزير شباب جاء فى مصر» وأضاف: وأنا أشهد بذلك.
عزيزى القارئ..
كان رأيى ومازال أن الدكتور على مفكر كبير وأستاذ أكاديمى يتفوق على كثير ممن درست معهم فى جامعة جورج تاون الأمريكية.
وكان رأيى أنه فقد استقلاليته عند انغماسه فى العمل الحكومى والحزبى، ورأيى الدائم أن هذه الملكات الكبيرة التى عند د. حسن نافعة وسعيد ومصطفى الفقى وجمال زهران، قد تأثرت بالانغماس فى العمل العام.
فى البداية كان يعجبنى قلة ظهوره فى الإعلام وندرة حديثه فى الصحافة والفضائيات، ولكنى فوجئت أنه قد حدث تغير كبير فى فلسفته وفى عمله لأنه أفرط فى الأحاديث واللقاءات الإعلامية.
حضرات القراء..
كنت مشرفاً مع الدكتور النائب جمال زهران على رسالة دكتوراه للباحثة عبير الصالحى عنوانها:
«التحولات الأيديولوجية للمثقفين بين الثابت والمتغير» أى العلاقة بين المثقف والسلطة حيث صنفت المثقفين كالتالى:
- مثقف يروج للسلطة وينحرف نحو إغراءاتها من أجل المنصب والمال والظهور الإعلامى.
- مثقف يعرض الفكرة ونقيضها ويدافع عن الفكرة ونقيضها.
- مثقف منعزل صامت منشغل بإبداعاته الفكرية.
- مثقف مستقل من أصحاب الاستقلالية الفكرية ومن المدافعين عن القضية السياسية والمجتمعية.
واختارت مثقفين ينتمون لاتجاهات سياسية متنوعة بين الماركسية والقومية والإسلامية والليبرالية هم الدكتور على الدين هلال والدكتور عبدالمنعم سعيد، ود. أسامة الغزالى حرب والسيد يسين وأنيس منصور وعلى سالم ولطفى الخولى ودكتور مصطفى الفقى.
- الباحثة رأت أن الدكتور هلال انتمى إلى الفكر الاشتراكى فى الفترة الناصرية، وكان دائم الإشادة بالفترة الناصرية.
- ثم انتقد النظام الناصرى لأنه لم يدخل التعدد السياسى والصراع الحزبى فى العملية السياسية (كتابه «تطور النظام السياسى فى مصر»).
- ثم أوضحت أنه أكد أن ضمان الاستقرار الاجتماعى والسياسى مرهون بالسماح لمختلف القوى السياسية والاجتماعية بالتعبير عن ذاتها (كتابه «تجربة الديمقراطية فى مصر»).
- وأضافت أن تحولاته الفكرية بدأت عندما انضم للحزب الوطنى عام 1999. وذلك عندما تحول من ليبرالى مدافع عن المبادئ الليبرالية عندما قال إنه بغياب نوع من الاتفاق العام فإن الدعوة إلى رفض التعدد تكون ممارسات قاتلة لنمو أى جماعة سياسية.
بالإضافة إلى أنه سبق له انتقاد الحزب الوطنى فى رفض الانتخابات لعدم تضمين قوائمه عدداً كافياً من النساء والأقباط، مؤكداً ضرورة مواكبة التطور الديمقراطى وبعدها أصبح مروجاً لسياسات الحزب وموظفاً حكومياً (تعبير الباحثة).
وتضيف أنه لم يكن مؤيداً للسلام فى عهد الرئيس السادات ثم تحول إلى تأييد السلام فى أوسلو ومدريد.
ففى رأيها أنه تحول من ترويج دعاوى الإصلاح والتحديث والديمقراطية فى العالم إلى ترويج سياسات وأفكار الحكومة وإصلاحاتها الدستورية.
عزيزى القارئ..
انتهى رأى الباحثة فى التحولات الفكرية للدكتور هلال، ولكن الشىء اللافت للنظر الآن هو هرولته نحو الإعلام مع إفراطه فى الحديث فى كل المناسبات، وهو الرجل الذى كان لا يحب ذلك. وكان أخطر ما قاله فى الفترة الأخيرة والذى يؤيد رأى الباحثة أن رؤيته للتغيير لابد أن يكون خطوة خطوة لأننا لسنا دولة مجازفات، وقوله إن تعديل الدستور لن يحل مشاكل مصر، ثم مهاجمته لأحزاب المعارضة بقوله إننا ليس لدينا أوهام كما لدى الأطراف الأخرى بأن قراراً معيناً أو تعديل مادة هنا أو هناك من الدستور سيحل المشكلة.
ولعل أخطر ما قاله رداً على حركات الاحتجاجات الشبابية التى نشاهدها الآن قوله إن معظم الأبحاث التى تجرى على الشباب المصرى تؤكد أن تفكيره يتجه نحو التعصب ولهذا لا يمكن تحقيق ديمقراطية دون ديمقراطيين.
حضرات القراء..
ما يحيرنى فى الحزب الوطنى أن لديه مفكرين ومتحدثين شديدى البلاغة والإقناع بالإضافة إلى القبول العام ولكننا للأسف لا نرى ذلك فى وسائل الإعلام ولهذا فإن الحزب الوطنى لا يجيد اختيار متحدثيه وبذلك فإن المعارضين يكسبون.. وبالمناسبة لماذا لا يجعل الحزب الوطنى الدكتور مصطفى الفقى هو المتحدث الرسمى له؟
قد تكون الإجابة لدى الأمين العام السيد/ صفوت الشريف.. مرة ثانية أرجوك لا تفهمنى خطأ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.