الجرام يسجل 5600 جنيه.. ارتفاع كبير في أسعار الذهب والسبائك اليوم الأحد 15 يونيو 2025    البث العبرية: إسرائيل تتعرض لهجوم مركّب من إيران واليمن    هجوم إسرائيلى على منطقة سكنية شرقى طهران    مجدي الجلاد: مصر تعاملت بحكمة شديدة مع قافلة الصمود (فيديو)    لا تعبث معنا.. رسالة جماهير الأهلي إلى ميسي في افتتاحية كأس العالم للأندية (صور)    شاهد بكاء إمام عاشور متأثرا بإصابته في مباراة إنتر ميامي (فيديو)    ترقبوا خلال ساعات.. نتيجة الصف الثالث الإعدادي 2025 بالقاهرة عبر بوابة التعليم الأساسي    شديد الحرارة ورياح.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الأيام المقبلة ( بيان مهم)    الموعد المتوقع لإعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025؟.. رابط الاستعلام برقم الجلوس    اليوم.. الأزهر الشريف يفتح باب التقديم "لمسابقة السنة النبوية"    "رفقة سواريز".. أول ظهور لميسي قبل مباراة الأهلي وإنتر ميامي (صورة)    أصل التقويم الهجري.. لماذا بدأ من الهجرة النبوية؟    أعراض السكتة القلبية، علامات صامتة لا يجب تجاهلها    الجلاد: الحكومة الحالية تفتقر للرؤية السياسية.. والتعديل الوزاري ضرورة    وسائل إعلام إيرانية: الصواريخ على إسرائيل أصابت أهدافا في الجليل الأعلى وحيفا    سوريا تغلق مجالها الجوي أمام حركة الطيران    السفارة الأمريكية في البحرين تدعو موظفيها إلى توخي الحذر عقب الهجوم على إيران    ضبط كوكتيل مخدرات وأسلحة آلية.. سقوط عصابة «الكيف» في قبضة مباحث دراو بأسوان    حدث منتصف الليل| السيسي يبحث مع أردوغان الأوضاع الإقليمية.. وسبب ظهور أجسام مضيئة بسماء مصر    إغلاق كلي بطريق الواحات لمدة 5 أيام.. تعرف على الطرق البديلة    المهرجان القومي للمسرح يعلن عن برنامج ندوات الدورة 18 بالإسكندرية    "العسل المصري".. يارا السكري تبهر متابعيها في أحدث ظهور    الحرس الثورى الإيرانى: موجة جديدة من العمليات المرکبة ردا على عدوان إسرائيل    القانون يحظر رفع أو عرض العلم المصرى تالفا أو مستهلكا أو باهت الألوان    بداية العام الهجري الجديد 1447.. عبارات مميزة لرسائل تهنئة وأجمل الأدعية    3481 طالب يؤدون امتحانات نهاية العام بجامعة حلوان التكنولوجية    إصابة سيدتين وطفل في انقلاب ملاكي على طريق "أسيوط – الخارجة" بالوادي الجديد    رسميًا بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 15 يونيو 2025    كهرباء قنا تفتتح مركزًا جديدًا لخدمة العملاء وشحن العدادات بمنطقة الثانوية بنات    بمشاركة 20 ألف.. مستقبل وطن يُطلق مؤتمر شباب الدلتا بالإسكندرية    محافظ قنا يشارك في الاحتفالية الرسمية لاستقبال الأنبا إغناطيوس بالمطرانية    «الإصلاح والنهضة» ينظم صالونًا حول المستهدفات الحزبية في الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان    سعر الفراخ البيضاء والساسو وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الأحد 15 يونيو 2025    نتناولها يوميًا وترفع من نسبة الإصابة بأمراض الكلى.. أخطر طعام على الكلى    دون أدوية أو جراحة.. 5 طرق طبيعية لتفتيت وعلاج حصوات الكلى    ضمن مبادرة "100 مليون صحة".. صحة الفيوم تقدم خدمات المبادرات الرئاسية لأكثر من 18 ألف مواطن خلال عيد الأضحى    «السما بتنور كل شوية ليه؟».. عمرو أديب يطالب الجهات المعنية ببيان رسمي    الاتصالات: تأهيل أكثر من 7000 متدرب من شباب شمال سيناء للعمل فى مجالات تكنولوجيا المعلومات    النيابة تدشن المرحلة الأولى من منصتها الإلكترونية "نبت" للتوعية الرقمية    أسرار صراع المحتوى «العربي - العبري» في الفضاء الاصطناعي    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    كأس العالم للأندية| «ريبيرو» يعقد محاضرة فنية للاعبي الأهلي استعدادًا لمواجهة إنتر ميامي    صعوبات غير متوقعة.. حظ برج الجدي اليوم 15 يونيو    العناد قد يتسبب لك في المشاكل.. حظ برج القوس اليوم 15 يونيو    التسرع قد ينتهي بالتراجع.. حظ برج العقرب اليوم 15 يونيو    رئيس هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السابق: لا تأثيرات لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية على مصر    هانى عادل لبرنامج من إمبارح للنهاردة: أول جيتار جابتهولى أمى ودماغى بتغلى أفكار    سر دموع عبد الفتاح الجرينى على الهواء فى "صندوق الذكريات" ب"آخر الأسبوع"    مجدي عبدالغني: الأهلي قادر على الفوز أمام إنتر ميامي.. وأتمنى تعادل بورتو وبالميراس    بث مباشر مباراة الأهلي ضد إنتر ميامي اليوم (0-0) في كأس العالم للأندية    هشام حنفي: بالميراس أقوى فريق في مجموعة الأهلي.. ومواجهة إنتر ميامي ليست سهلة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    إصابة 10 أشخاص إثر حادث تصادم 3 سيارات في دمنهور (صور)    وزيرة التخطيط تلتقي بمجموعة من طلاب كبرى الجامعات بالمملكة المتحدة    جامعة بدر تفتح باب التقديم المبكر بكافة الكليات لطلاب الثانوية العامة والأزهري والشهادات المعادلة    إذاعة جيش الاحتلال عن مصادر: رصدنا استعدادات إيرانية لإطلاق موجة من الصواريخ    أدعية مستجابة في شهر ذي الحجة    الهلال الأحمر المصرى: تنظيم حملات توعوية لحث المواطنين على التبرع بالدم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا شعبية للوزير إلا عند أهله!
نشر في صباح الخير يوم 09 - 02 - 2010

أجلس - فى العاصمة الأردنية عمان - مع حيدرين! حيدر محمود، الفنان الشاعر الذى تزهو به الأردن وتختال.. وحيدر محمود، الموظف الرسمى الذى شغل منصب وزير ثقافة الأردن عاما ثم سفيرا للأردن فى تونس عشرة أعوام. هو السفير الاستثنائى الذى ذهب يقدم أوراق اعتماده لأبى القاسم الشابى صوت تونس الخالد (!) قبل أن يقدم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية. وقد اقترح الشاعر حيدر محمود أن نلتقى للحوار..
ليلا، فهو كائن ليلى ويعتبر نفسه (مشروع قبل النهار) ويعتقد حيدر أن الليل خلقه الشعراء لكى يتستروا بعيدا عن العيون.. وقال لى حيدر - تليفونيا - (فى المساء تكون أحزانى معتقة)، واستطرد قائلا: (أما النهار فهو عالم الابتسامات الباهتة)!
فى المساء، التقينا الشاعر الوزير الدبلوماسى حيدر محمود وأنا، وجرى حوار بيننا، بسرعة وإيجاز إيقاع العصر.
لك رأى فى منصب الوزير.. أوجزه؟
- هو ليس بمنصب ولكنه بالأساس مهمة يقوم بها الإنسان.. أنا شخصياً ضد الوزر المشتقة منه هذه الكلمة. فهو منصب به أوزار لا يستطيع الشاعر أن يتحملها أو يؤديها.
لك رأى فى القرب من السلطة؟
- كالقرب من النار، إما أن تحرقك وإما أن تدفئك.. ففى الحالتين أنا فى غنى عن الدفء وفى غنى عن الاحتراق.
لك رأى فى صناعة القرار؟
- يجب أن يشترك كل الناس فى صناعة القرار عن طريق عمل استفتاء شعبى أياً كان هذا القرار حتى ولو كان غلاء الأسعار أو نزول الأسعار.. مع أنه من المستحيل نزول الأسعار بأى مكان فى العالم.
لك رأى بشعبية الوزير؟
- من قال إن للوزير شعبية.. لا شعبية للوزير إلا عند أهله فقط.
صف لى فنجان قهوتك الصباحية؟
- هى قبلة الصباح الأولى على أول فم.
لحظة شروق أمل؟
- الشمس فى حد ذاتها هى واحدة من أهم أسباب الحياة وبدونها لا توجد حياة.
شيب رأس رجل؟
- دليل على خبرات الإنسان المتراكمة.. فمن يصبغون شعورهم وكأنهم يمحون خبراتهم وتجاربهم الماضية.
توهج السلطة؟
- لا يوجد توهج للسلطة، فالسلطة ليست متوجهة ولكنها باهتة، فهى الجانب المظلم من القمر.
مداعبة قلم للأوراق؟
- الله.. هذا هو السؤال والجواب فى نفس الوقت.
لحظة حرية؟
- هى أن يهبك الله جناحاً آخر إلى جانب الجناح الذى تملكه.
الصداقة المعمرة؟
- تعنى زواجا شرعيا
فسر لى هجوم الأوبئة على العالم؟
- مقصودة، إما من الخالق سبحانه وتعالى كعقوبة للبشر على خطاياهم، وإما أن البشر أنفسهم يعذبون أنفسهم بأنفسهم.
إدمانك للتدخين؟
- السيجارة هى صديقتى الوحيدة وما عاد فى أى متعة إلا السيجارة.
صحوة الصين؟
- المارد يخرج من القمقم، والصينيون قادمون.
التعنت الإسرائيلى؟
- يعنى إلى زوال.. هذا هو آخر عهد فى حضارة الآلة وحضارة البندقية وهى ليست بحضارة، فالحضارة الحقيقية أن يكون الناس أحراراً فى كل مكان فهؤلاء فى نزعهم الأخير ولو بعد حين.
غفول زمن العمالقة؟
- طبيعة التاريخ والأشياء والأهرام لا تتكرر، فإن حاولنا بناء الأهرام من جديد فهو من المستحيل، هؤلاء كانوا أهراما بناها الفراعنة ولا يوجد فراعنة الآن لبناء أهرامات جديدة.
الشقاق «الفلسطينى -الفلسطينى»؟
- سكاكين تضرب الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.
سيطرة الفضائيات؟
- أنا لا أعتبرها فضائيات باستثناء القليل منها فأنا أعتبرها عتمات وليست فضاءات.
كيف تقرأ خريف المرأة؟
- أجمل من أى فصل آخر لمن يقدر.. فهى أجمل مرحلة فى حياة المرأة لكن قليل من يقدر.
هيمنة الكرة؟
هى هيمنة مؤقتة لسبب أن الكرة تتقاذف بمعنى أنها إلى زوال.
بزوغ هيلارى كلينتون؟
- محاولة لبعث روح فى تمثال رخام وهى عودة الروح إلى جسم انتهى ومات.
محطة منتصف العمر؟
- هى أجمل المحطات والسبب أنك تكمل نصف الكأس الممتلئ لتترك به بقية من نصف الكأس الممتلئ بالجهة الأخرى ،وأجمل محطة فى الحياة هى منتصف العمر.
غيبوبة الغطرسة؟
- هى موت لابد منه فالغطرسة موت.
إخفاق رجل السياسة؟
- لأنه رجل سياسة لابد أن يخفق وهذا هو الفرق بين الثقافى والسياسى، وأنا أنادى دائماً بأن يكون العاملون بالسياسة مثقفين وألا تنتهى حياتهم عبثاً ولا تخلد أسماؤهم، فمثلاً من خلد أكثر من الآخر المتنبى أم سيف الدولة، المتنبى طبعا لأن الخلود للثقافة والكلمة والفكر وليس للعمل السياسى فإذا ما جمع السياسى بجانب السياسة ثقافة مؤثرة فينتهى اسمه، فهناك العديد من الوزراء لا أحد يتذكر أنهم كانوا وزراء ولكن كثيرين خلدت أسماؤهم بسبب ثقافتهم، فمثلا طه حسين لا يذكر أحد أنه كان وزيراً للتعليم ولكن يذكر الأديب طه حسين.
من مفكرتك الخاصة:
ارتعاشة الحب؟
- هى أول خيط من خيوط الشمس حينما تظهر أول النهار وكذلك آخر خيط لونه أحمر يظهر عندما تغيب هذه الشمس.
تصحر الشفاه؟
تيبث بعد خضار دائم، فحينما تموت الشجرة تصبح فى حالة فناء.
اللون الرمادى؟
- على عكس آراء كل السياسيين الذين يقولون أنهم لا يحبون اللون الرمادى .. أنا أحب هذا اللون لأنه لون محايد يعطيك مساحة من الأمل فى أن تقرأ الأجنحة المختلفة.. فأنا أحبه وأحب لبسه، أيضاً هو لون جميل إذا عرف الإنسان قيمة الألوان الأخرى لأنه لون الحياد الإيجابى.
الهجرة للماضى؟
- ذات شقين قد تكون قاتلة وقد تكون مفيدة أحيانا، ولكننى أميل للهجرة إلى المستقبل كثيرا لأننى إذا عشت فى الماضى كأنك غير موجود فتتسمر وتصبح حجرا ولكن أحياناً يفيد الذاكرة فى تقويم الاعوجاج عندما تصبح الحياة صدئة.
القاهرة فى قلب شاعرنا حيدر محمود وعيون نسائها؟
- الذى لا يعرف القاهرة ولا يعرف نيلها ولا يعرف نساءها ولا حتى رجالها بزحامها فهو لا يعرف الحياة.
مآذنها؟
- شهدت على تاريخ عريق لهذه المدينة التى لها فى شعرى الكثير من البصمات وفى الحياة لها آثار محفورة فى الأعماق.
كنائسها؟
- كنائسها تعانق مآذنها، وهذا هو الجميل فى القاهرة وليس فقط بكنائسها ومآذنها ولكن يتعانق المذبح مع المحراب.
حواريها؟
- أحبها كما أحب جميع نساء الأرض وأتمنى لو اجتمعت جميع هذه الحوارى فى حارة واحدة فى أى مدينة عربية أخرى لأقبلها وأستريح.
عمان؟
- عمان مدينتى التى ترهلت وكبرت لدرجة أننى لم أعد أعتقد أنها هى.. فزمان وأنت تذكر عمان قبل أربعين أو خمسين عاما كانت عمان تلك الصبية الجميلة التى كتبت فيها (أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين فاهتز المجد وقبَّلها بين العينين).. فعمان صارت سبعين عمان.. فهنا أحب الهجرة للماضى فى بعض المدن، ففى القاهرة أحب ماضيها الجميل، وعمان أيضاً أحب ماضيها، وهذا لا يعنى أننى ضد حاضرها ولكن ماضيها أصبح صورة باهتة إلا فى ذاكرة بعض الشعراء وأنا منهم.
عمان فى المستقبل؟
- أرجو أن تكون أجمل من حاضرها
أسمنتية عمان؟
- منذ أيام قلت قصيدة «عندما تكبر المدينة تبدو غابة من حجارة وحديد».. قصيدة أهاجم فيها غابات الحديد والأسمنت والحجارة لم يعد هناك ربيع أخضر كما كانت عمان السابقة.. فلابد أن نبحث عن هذا العرق الأخضر كى ننميه وأظن أنه ممكن ولو بداخلنا على الأقل.
أسماء فى قلبك:
نزار قبانى؟
- شاعر عظيم بلا شك رحمة الله عليه.. لعلى أروى هذه القصة.. كنت سفيرا فى تونس وكنت أنوى السفر إلى لندن عندما كان مريضا ولكن لم أتمكن من السفر واتصلت بصديقى سفير الأردن فى لندن وقتها وطلبت منه أن يذهب لزيارته مصطحبا باقة ورد باسمى واسمه، والمفارقة أنه توفى فى نفس اليوم الذى خطر ببالى أن أزوره فيه ، ولكنه شاعر ترك بصمات كبيرة جدا بلا أدنى شك.
عبد الوهاب البياتى؟
- شاعر لكنه ليس كنزار
محمود درويش؟
- حبيب قلبى أنا أحبه ومن يومين كنت فى ندوة عن ذكراه وتكلمت عنه كلاما مختلفا عن كل ما قيل عنه من نقد.. فهو خلق لكى يكون شاعرا.
غادة السمان؟
- كاتبة عظيمة بدون شك، فهى من فتحت الباب الحقيقى غير الموارب للمرأة لتقول رأيها بحرية.
عبد الحميد شرف الأردنى؟
- هو واحد من كبار مفكرى الأمة لم يعط بعد حقه من الدراسة ومن القراءة الحقيقية للرجل.. وسبب التقصير نحن نعرفه.
محمود الشريف؟
- محمود الشريف أستاذى أنا شخصيا الذى له على فضل التوجيه وأنا مدين بكثير من الأشياء لهذا الرجل العظيم. وفى حفل تأبينه قلت فيه قصيدة رثائية، كان مشروع شهيد طوال عمره، كان مشروع شهيد إلى أن تحققت هذه الأمنية.. أحيانا الموت يكون شهادة أيضا.
مونيكا بطلة فضيحة كلينتون؟
- أهم من كلينتون لأنها استطاعت أن تهزم رئيس أكبر دولة فى الدنيا بفضيحة.
غيبوبة شارون الطويلة؟
- عقوبة فى الدنيا قبل الوصول إلى الآخرة.
الشاعر حيدر محمود؟
- مكانة الشعر اليوم ليست كما كانت فى السابق فلم يعد الزمن زمن الشعر.
أشعر شعراء العرب؟
- فى القرنين العشرين والحادى والعشرين هو سعيد عقل.
المرأة شاعرة؟
- هى شاعرة لكنها تنسى أنها ملهمة. والإلهام أهم من الشعر نفسه وبالنسبة لى المرأة ملهمة أكثر منها شاعرة.
ميلاد القصيدة؟
- هو ميلاد حقيقى للإنسان وكأنك تلد طفلا ولكن تلده من قلبك، وهى حالة ولادة حقيقية.
هزيمة الشاعر ؟
- أكبر من كل هزائم الدنيا، فإذا هزم الشاعر هزم وانتهى العالم، وأى حرب فى الدنيا الأولى والثانية والعاشرة لا تشبه هزيمة الشاعر بداخله.
ماذا تبقَّى من توفيق الحكيم؟
- تبقى كله.. توفيق الحكيم مثل الأهرام هو وأحمد شوقى والعقاد وأنيس منصور ومفيد فوزى وكل الكتاب والأسماء الكبيرة التى أنجبتها مصر لم تكن فقط لمصر فهى أنجبتها للأمة.
ماذا تبقى من أم كلثوم؟
- كلها بقيت عصية على الغناء.
ماذا تبقَّى من رياض السنباطى؟
- الخلود الحقيقى للإبداع لا للصناعة ولا للتجارة، فمن يتذكر شيخا أو بندر التجار فى العصر العباسى فأنا لا أعرفه ولكن بقى المتنبى، فالفن هو الخلود.. فمن يتذكر الفراعنة فهم يتذكرون الأهرام، فالفعل الثقافى أهم من الفعل السياسى.
عشت وزيراً للثقافة حدد لى معنى المثقف؟
- المثقف هو الإنسان الحقيقى الذى يرى الناس بوجه واحد ولا يدير هذا الوجه لأى إنسان فى الدنيا، وهناك تعريف عام للثقافة وهو ليس لى ولكنى أومن به وهو أن تكون مثقفا أن تعرف شيئا من كل شىء، بمعنى أنه ليس من الضرورى أن أذهب إلى كلية الطب وأدرس سبع سنوات لأعرف أن لدىَّ صداعا برأسى.. فالمثقف يعرف شيئا عن كل شىء.
تسطيح الشباب؟
- هذه مؤامرة على شباب هذه الأمة مع أننى ضد نظرية المؤامرة ولكنه من داخلنا فقد ننتقم لما أهدرناه من شبابنا نحن عبر شبابنا القادم ونعاقبهم على ما لم نستطع نحن فعله.
المثقف والسلطة؟
- وجهان نقيضان لا يلتقيان ثلج ونار معا.
حيدر محمود فى بطاقات صغيرة:
الموت؟
- حقيقة تشبه الحياة
المرأة؟
- ليست نصف المجتمع، فهى كل المجتمع.
الزواج؟
- شر لابد منه.. هذا تعبير ليس لى ولكننى أومن بضرورة الزواج حتى تكتمل الحياة حتى فى النباتات لا يمكن أن تثمر شجرة إلا بالتلقيح.
ثورة الطبيعة؟
- تنوب عنى فى الغضب الداخلى.
تغييرات المناخ فى العالم؟
- سببها الإنسان ليس الخالق.. فالإنسان لوث الحياة ليدمر طبيعتها بنفسه.
المال؟
- ضرورى لكنه ليس كل شىء فى الحياة.. أنا شخصيا ضد أن يكون الإنسان غنيا وأنا لست كذلك وأحب أن يكون معى مال لأنفقه.
الذكاء الاجتماعى؟
- ضرورى ونوع من الدبلوماسية الاجتماعية لابد منه ويشبه العمل الدبلوماسى وأنا كنت سفيرا ولم أكن ذكيا جدا بالعمل الدبلوماسى، ولكن عندى القليل من العلاقات العامة التى يتقنها كل من يعمل فى حقل الإعلام، وأنا عندى قناعة أنه لا يعين دبلوماسيا أو سفيرا إلا من عمل فى الحقل الإعلامى.. وكتبت فى هذا الموضوع لأن الإعلاميين عملهم دبلوماسى وهم أقدر الناس على الأنطلاق فى الإدارة الدبلوماسية.
ما الفرق بين نثرك وشعرك؟
-لا فرق كبير إلا بالوزن وعندما أتصدى لعملية الإبداع الشعرى وتكون بداخلى أوركسترا تعزف .. وأنا لا أكتب وحدى ، ولكن هناك مجموعة من العازفين بداخلى تكتب، لكن فى النثر يتحكم العقل أكثر من القلب، وهذا هو الفرق.. ففى الشعر أدخل منطقة الروح وفى النثر منطقة الروح تأتى إلىَّ.
ما الفرق بين محمد عبد الوهاب وغيره من أساطير العصر؟
- كالفرق بين جبل صغير والأهرام، فهو هرم كبير جدا فالحجارة بالهرم كبيرة جدا وموضوعة دون أسمنت وثابتة، فمحمد عبد الوهاب هو الهرم الوحيد الذى ينبغى وضعه بجانب الأهرامات.
ما الفرق بين أم كلثوم وفيروز؟
- نعم هناك فارق، فأنا من أنصار فيروز ولا أقصد إساءة لأم كلثوم فى هذا التشبيه فهو الفرق بين الصراخ والهمس ولكل طعمه ولكل وقته، فأنا لا يمكن أن أسمع أم كلثوم فى الصباح ، ولكن ممكن أن أسمع فيروز فى أى وقت من الأوقات خلال 24 ساعة، وأم كلثوم لها أوقات معينة وفيروز كل الأوقات وقتها، وأنا فيروزى جدا.
أى فصول السنة أحب إليك؟
- الخريف.. وتستغرب .. والسبب أن الطبيعة تغضب وأنا أغضب فإذا غضب الإنسان وفقد قليلا من عقله ممكن أن يدمر ما حوله، فسبحان الله ربنا يبعث طبيعة تنوب عما فى داخلك من غضب يتفجر، وأنا أمى الطبيعة فكأن أمى تنوب عنى فى الغضب والزوابع والأعاصير، فالخريف هو أهم فصل من فصول العام.
هل للأدب مكانة فى عالمنا اليوم؟
- لا.
هل للكتاب مكانة فى عالمنا اليوم ؟
- لا أيضا. فأقل الناس قراءة هى الأمة العربية وعندى إحصائية تقول أن أقل الناس قراءة وشراء للكتاب هم أمة «اقرأ باسم ربك الذى خلق»، واليابانيون هم أكثر من يقرأون وتليهم الشعوب الأخرى المتقدمة فهى دورة حضارية تشبه هذه الطاولة المستديرة حلقاتها مكتملة، لكن عندنا أمة بين قوسين متباعدين ويجب أن يقتربا لكى يكتمل شكل الدائرة ولكن عندنا القوسان يتباعدان وهذه هى مشكلتنا مع الزمان ولا يلتقيان أبدا فإذا التقى القوسان تصبح الحضارة كاملة.. بمعنى أن الشعر والموسيقى والصناعة والتجارة تكتمل فتكتمل جميع أنماط الحياة، فإيران مثلا عندها مسرح وصناعة وفن غنائى متقدم وممتاز والأمة العربية كانت عندها كل شىء.. مثلا مصر فى فترة عبد الوهاب وأم كلثوم كانت عندها صناعة وتعليم عال وتجارة وفن رائع فعندما نفقد الكبار نفقد لبنات الحضارة الكاملة.
خوف حيدر محمود مِمَ؟
- أنا خائف من بكره على الأمة ليس على نفسى، فالأعمار بيد الله لكن أخشى أن يأتى يوم تنقرض فيه لغة هذه الأمة وبدأنا نخاف من بعضنا وفقدنا ثقتنا ببعض، فمثلا زمان عندما كنت أطرق باب أى شخص أعرفه أو لا فكانوا قبل أن يسألونى من أنت يقولون لى تفضل، أما الآن فلم يحدث ذلك نتاجا للخوف وعدم الثقة فكنت إذا سألت شخصا عن مكان يأتى معك إلى أن تصل إلى مكانك ولكن الآن يقول لك أنا لا أعرف حتى ولو كان المكان على بعد خطوات.
الناس والأنظمة؟
- الناس تعيش بقدرة قادر ولا يحتاجون إلى دول، فالشعوب لا تحتاج إلى أنظمة فمثلا لبنان كانت بفترة دون رئيس وكانوا يعيشون ويكيفون أنفسهم وأنا أحب الشعب اللبنانى لأنه فى كل حياته يعيش حياته فى حالة حرب أو عدم وجود حكومة فهو يعيش فلا ضرورة للأنظمة أصلا. ؟؟ أشياؤك الصغرى التى هى على الطاولة:
بما تصف هذا الفنجان؟
- هذا الفنجان يشبه تماماً الحياة بالنسبة لى.
الملعقة كيف تراها؟
- لا أراها.. فأنا لا أرى الأشياء التى لا ضرورة لها
الإشعال للسيجار؟
- فإذا لم أجد ولاعة سأشعلها من قلبى لأن السيجارة رفيقة عمرى.
المنفضة كيف تراها؟
- أراها تشبهنى لأن الحكومات تلقى بقاذوراتها على المواطن وأن ألقى بها على هذه المنفضة وأنا أراها كنفسى.
علبة السجائر؟
- أراها ناطحات سحاب فى الدول العربية أى فى الصحراء، فوجود مثل هذه الناطحات فى الصحراء تحجب سماءها، وهى هبة من الله، فَلِمَ نخفيها ببناء ناطحات سحاب؟ فالخيمة تتناسب أكثر مع طبيعة الصحراء.
الموبايل؟
- مشكلته مشكلة فأنا لا أحب التليفون ولكنه أصبح ضرورة ملحة للتواصل وأحيانا يكون للتواصل مع نفسك وأنا أصبحت أجيد العزف على الكمبيوتر بدلا من أن أعزف على العود والجيتار أو البيانو فتعلمت هذا رغما عنى لأن طبيعة عملى تتطلب ذلك.
الورد الصناعى؟
-لا أحبه فهو يشبه المرأة البشعة التى ليس لها طعم.
ما أهم بصمة لك كوزير للثقافة؟
- أنا كنت وزيرا للثقافة عندما أصبحت عمان عاصمة للثقافة العربية فجئت لتنفيذ مهمة محددة، وأظن أننا أعطينا لعمان بصمة عربية شاملة بمعنى أن كل وزارات الثقافة العربية شاركت معنا باحتفالاتنا وبشكل يومى وبدأنا بمصر أم الدنيا لأن الإبداع العربى والثقافى بمصر، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك وأعطيناها أسبوعا كاملا فى حين أننا أعطينا لدول أخرى يوما واحدا.
كنت قد قابلت وزير الثقافة السابق د. صبرى وقد شرح لى فلسفته فيما يمكن أن يسمى بإشاعة ثقافة الفرح.
- صعب وأنا مؤمن أنه لابد أن يكون هناك فرح لكن أى فرح والحكومات ترفع الأسعار كل يوم فهناك حزن يطغى على الفرح.
وجه كلمة لفاروق حسنى وزير الثقافة.
- هو صديقى وأنا أحبه فعلا وكتبت أكثر من مرة تشجيعا له عند ترشيحه لليونسكو وعندما تآمروا عليه فهم تآمروا على مصر ليس على شخصه ولو كان نجح كانت اليونسكو تصبح ذات قيمة حضارية كبيرة، لأنه رجل فنان كبير وعنده رسالة لكنهم للأسف أحبطوه، وبالمناسبة فكل الحالمين بنوبل وجوائز عالمية كبرى فنجيب محفوظ مشهد لن يتكرر مرة أخرى.
هل تعتقد أن العالم العربى يستطيع أن يتخلص من مشاكله الحدودية ؟
- لا، أبدا لا يستطيع، لأننا وصلنا إلى مرحلة ملعونة فنحن نقسم الدولة الواحدة إلى جهات شمال وجنوب وشرق ووسط.. أذكر أننى كتبت مزحة عن منطقة الرشيد فى الدولة الأردنية وعملت لها نشيدا وقلت «نشيد جديد لضاحية الرشيد» وقررت أن أعلنها دولة قائمة بذاتها وحتى الانتخابات فى كل مكان الآن تقوم على هذا الأساس .
هل تجلس الآن فى مقاعد المتفرجين؟
- بالعكس، فأنا لا أزال مشاكسا سواء فى الكتابة الصحفية أوغيرها
ألاتزال تدخن فى السرير ؟
-لا أدخن من الأساس فى غرفة النوم.. فمن أربعين عاما قلت إن الزواج هو أن تمنعك زوجتك من التدخين فى غرفة النوم ولى مكان خاص للتدخين وهو الشرفة، وأنا الوحيد المدخن بالبيت.
فى المطارات يقولون إن أماكن المدخنين هى للمنبوذين؟
- أنا كذلك بالمنزل أقف بالشرفة لأدخن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.