البحث عن الشهرة واهتمام الناس والتفاتهم أو الابتزاز المادى والإعلامى أو الانتماء لناد منافس.. هذه هى الاتهامات سابقة التجهيز التى يقولها نجوم الكرة فى مصر فور أى صدام أو حرب تشتعل بينهم وبين الصحافة والصحفيين.. فالنجوم فى بلادنا.. سواء كانوا فى ملاعب الكرة أو ساحات السياسة أو الفن أو أى مجال.. أبدا لا يخطئون.. فهم ليسوا بشرا مثلنا.. لهم نقاط ضعفهم ومشكلاتهم وعيوب ونواقص تمنعهم من الكمال الذى هو لله وحده سبحانه وتعالى.. وطالما أن النجم لا يخطئ.. إذن الصحافة المجرمة الفاسدة هى التى تحاربه وتعاديه بدوافع لا أول لها ولا آخر.. غيرة وحقد وابتزاز واستغلال لشهرة النجم ومكانته أو لزيادة التوزيع ومزيد من الرواج.. وللأسف.. يندفع عدد ضخم من الجماهير لتأييد هؤلاء النجوم ضد الصحافة مدفوعين بحبهم للنجوم أو لأنهم مقتنعون بأن النادى المنافس لناديهم هو الذى يقف وراء تلك الحرب.. وعلى سبيل المثال يخوض عماد متعب الآن مواجهة شائكة ضد الصحافة.. والناس ستصدق متعب وستقف معه ضد الصحافة.. سيوافق الناس على أن متعب هو ضحية الصحافة الرياضية فى مصر.. مع أن الصحافة لم تدفع متعب لترك الأهلى والاحتراف فى بلجيكا.. ولم تغره بالتراجع عن تعاقده والعودة لمصر فى مشهد مؤسف وحزين.. والصحافة لم تخترع حكاية التجنيد التى بقى متعب يرددها كمبرر لعدم عودته لبلجيكا حتى اضطرت القوات المسلحة لحسم هذا الهزل والتأكيد صراحة على أن متعب ليس مطلوبا للتجنيد.. والصحافة فى مصر لم تكن هى أول من أشار إلى يارا نعوم وإنما الصحافة البلجيكية التى أصر متعب على أن تشاركه يارا وتقاسمه أى حوار له لصحيفة بلجيكية.. والصحافة بالقطع لم تكن هى التى أغوت متعب ليصطحب يارا إلى استاد القاهرة.. ولم تكن الصحافة حتى مشهد استاد القاهرة أعلنت أى حرب على متعب.. فخطيبته أو صديقته كانت معه فى الاستاد بشكل محترم شكلا وسلوكا وثيابا.. لكن متعب هو الذى بدأ الحرب رافضا تصويره مع يارا فى الاستاد.. وهى ليست حرية شخصية لأن أى شخصية عامة فى مكان عام ومفتوح يمكن تصويرها دون خرق لأى قانون.. ثم فاجأ متعب الجميع بإهانة الصحافة للمرة الثانية فى عشرة أيام.. فى الأولى قال إنها صحافة أكاذيب وشائعات.. وفى الثانية قال إنه سيضع حذاءه فى فم كل صحفى يقترب من حياته ومن أخباره.. وبسرعة بدأ متعب يردد من جديد نفس تلك الاتهامات سابقة التجهيز ليحاول تصوير الأمر وكأنه ضحية جديدة لصحافة الرياضة فى مصر.. ولا أحد يعرف أو يفهم كيف يمكن أن يحدث ذلك.. فالصحافة بريئة من كل أزمات متعب وخطاياه.. هى أيضا بريئة من محمد زيدان الذى سجد ليقبل أرض ميونيخ فى مشهد هزلى سخيف وكأنه كان مضطهدا ومسجونا فى مصر يلقى التعذيب ويعيش المهانة فما إن حطت قدماه أرض ميونيخ حتى سجد يقبل الأرض فى سلوك لا يقوم به إلا مسلم فى البيت الحرام أو مغترب أسير ومقهور ومضطهد يعود أخيرا إلى الوطن.. والصحافة بريئة أيضا من اتهام حسن شحاتة لشيكابالا وعمرو زكى بالتهرب من خدمة المنتخب القومى للكرة.. بريئة من طمع وجشع كل نجم أو لاعب كرة يسجل هدفا أو يمرر الكرة مرتين أو ثلاث بشكل جميل فيبدأ فى الصراخ طالبا تغيير عقده.. وإن كانت الصحافة تهوى اصطياد النجوم ومحاربتهم.. فلماذا لا تشتهى إعلان الحرب على أبوتريكة باعتباره نجم النجوم.. ومتى يكف النجوم عن الوقوع فى الأخطاء وممارسة الخطايا فإن خافوا أن يعرف الناس.. سارعوا واتهموا الصحافة بأنها السبب. [email protected]