الذهب يكسر حاجز 4675 جنيها محليا.. والأسواق العالمية تترقب مفاجآت الوظائف الأمريكية    البيئة والتنمية المحلية تعلنان التسليم الابتدائي لخلية الدفن الصحي في شبرامنت بالجيزة ب294 مليون جنيه    هيئة بث الاحتلال: احتمال كبير أن تقبل إسرائيل وحماس بالمقترح المعدل لصفقة التبادل    مصادر تكشف تفاصيل "اتفاق غزة" المرتقب بين إسرائيل وحماس    تركيا ترفض الدعوات الإسرائيلية إلى ضم الضفة الغربية    إغلاق محطة نووية في سويسرا تماما بسبب ارتفاع درجات الحرارة    "قرفان ومصدوم هوية النادي بضيع".. نجم الزمالك السابق يطلق تصريحات نارية    خبر صادم.. مصرع ديوجو جوتا لاعب ليفربول في حادث سير    «سنفتقدك».. رونالدو ينعي جوتا بعبارات مؤثرة    شرطي وهزيمة بخماسية.. من هو داني ماكيلي حكم مباراة الهلال وفلومينينسي؟    إمام عاشور يبدأ التأهيل فى الأهلي الأسبوع المقبل    طلاب الأدبي بأكتوبر: الأسئلة مباشرة ومن النماذج الاسترشادية.. وتباين في آراء طلاب العلمي حول الكيمياء    الأرصاد: فرص لأمطار متفاوتة الشدة اليوم بهذه المحافظات.. استعدوا    ارتفاع عدد ضحايا انفجار مصنع في الدقهلية لحالتي وفاة و9 إصابات    انقلاب البارج البحري أدمارين 12.. وزير البترول يعزي أسر الضحايا وتعهدات بالدعم الكامل للمصابين    عرض القروي المتمدن على مسرح روض الفرج.. الكوميديا تفضح وهم النبل الاجتماعي وتنتصر للقيم    الصحة: تقديم خدمة الدعم النفسي لأسر ضحايا ومصابي حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية    خطوة خطوة.. كيف نفهم قانون الإيجار القديم بعد موافقة النواب؟    أمانة العضوية بالجبهة الوطنية تكثف جهودها لضمان جاهزية القواعد الحزبية    محافظ الجيزة يشدد على سرعة البت في شكاوى المواطنين وتحقيق الاستجابة الفورية    أسعار طبق البيض اليوم الخميس 3-7-2025 في الدقهلية    نقل مراقب ثانوية عامة إلى المستشفى بقنا بسبب ألم شديد في الصدر    محافظ المنوفية يسلم ميكروباصًا جديدًا لأسرة صاحبة حادث الطريق الإقليمي    حاكم منطقة كورسك الروسية: مقتل نائب قائد البحرية الروسية في المنطقة    فيلم "أحمد وأحمد" يحقق نجاحًا كبيرًا بشباك التذاكر في أول أيام عرضه    برئاسة مصطفى كامل.. نقابة الموسيقيين تعلن إقامة عزاء ل أحمد عامر    " اختيار غلط.. شغل غلط "..رضوي الشربيني توجه رساله صادمه ل شيرين عبد الوهاب    ألبوم عمرو دياب الجديد "ابتدينا" .. 15 أغنية بأشكال موسيقية متطورة    أمين الفتوى: التدخين حرام شرعًا لثبوت ضرره بالقطع من الأطباء    خطوات وإجراءات وأوراق توصيل الغاز الطبيعى للمنازل    "نقلة جديدة".. أسوان تنضم رسميًا لمنظومة التأمين الصحي الشامل    توصيات هامة من الصحة لتقليل زمن انتظار المواطنين بمستشفى حلوان العام    مستشفى الفرنساوي بجامعة القاهرة يواصل جهوده نحو التطوير وتحسين جودة الخدمات الطبية    ماذا قدم محمد شريف مع الأهلي قبل العودة لبيته فى الميركاتو الحالى؟    حكم صيام يوم عاشوراء وإفراده بالصيام.. دار الإفتاء تجيب    وزارة الأوقاف توضح القيم المشتركة بين الهجرة النبوية وثورة 30 يونيو    أول تعليق من نادى ليفربول بعد وفاة ديوجو جوتا    مصرع 4 أشخاص وفقدان 38 آخرين إثر غرق عبارة فى إندونيسيا    هشام جمال يحتفل بتخرج زوجته ليلى.. وأحمد زاهر: ربنا يبعد عنكم العين    بن جفير: لن أسمح بتمرير صفقة فى غزة وآمل أن ينضم إلى سموتريتش    عميد معهد القلب الأسبق يفسر أسباب وفاة المطرب أحمد عامر    فرص عمل فى محطات المترو برواتب تصل إلى 10 آلاف جنيه    «فاقد الشغف ولا يستحق الاستمرار مع الفريق».. أيمن يونس يفتح النار على نجم الزمالك    توقعات بإعلان توفير 115 ألف وظيفة جديدة في أمريكا خلال يونيو الماضي    تسريب امتحان الكيمياء للثانوية العامة 2025.. والتعليم ترد    9 جنيهات لكيلو البطاطس.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    30 دقيقة تأخرًا في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 3 يوليو 2025    جثث الأطفال تفحمت.. الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين في حي الرمال ب غزة (فيديو)    40 حكما يجتازون اختبارات الانضمام لدورة الحصول على رخصة "VAR"    هل الجنة والنار موجودتان الآن؟.. أمين الفتوى يجيب    أب ينهي حياة أولاده الثلاثة في ظروف غامضة بالمنيا    مي عمر أنيقة ونسرين طافش بفستان قصير على البحر.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    تريلا تدهس 7 سيارات أعلى الطريق الدائري بالمعادي.. صور    البلشي: لست مسؤولًا عن تظاهرات أحمد دومة على سلم نقابة الصحفيين    عصام السباعي يكتب: مفاتيح المستقبل    الأعداد المقرر قبولها ب الجامعات الحكومية من حملة شهادات الدبلومات الفنية 2025    تعرَّف علي قيمة بدل المعلم والاعتماد ب مشروع تعديل قانون التعليم (الفئات المستحقة)    «الإفتاء» توضح حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غازى القصيبى

هو ذلك الشاعر العربى والروائى السعودى، الذى جمع بين الدورين السياسى والدبلوماسى، وحاز المكانتين «وزيرًا» و«سفيرًا» وتجاوزت شهرته وطنه الأصلى الذى نشأ فيه ووطنيه الثانى والثالث «مصر» و«بريطانيا» اللتين أكمل دراسته فيهما، وسوف يظل ذلك الفارس الراحل، صاحب الرأى المستقل والفكر المتألق والذكاء المتقد، علامة مضيئة فى تاريخنا العربى الحديث.. إنه «غازى القصيبى» صاحب القصيدة الشهيرة التى أرسلها لخادم الحرمين الشريفين الراحل الملك «فهد بن عبد العزيز» واستهل أول بيت فيها بقوله: (بينى وبينك ألف واشٍ وواشى...) ودفع دائمًا الثمن لمواقفه الحادة، فترك الوزارة ليكون سفيرًا لبلاده فى «المنامة»،
ثم عاد إلى «الرياض» أيضًا بعد أن كان سفيرًا فى «المملكة المتحدة» عندما امتدح فدائية فلسطينية فأغضب البريطانيين وترك موقعه المؤثر فى «لندن»، وهكذا كان «غازى القصيبى» دائمًا يعبر عما يشعر به ويتحدث دائمًا عن قناعاته الذاتية ويعكس مواقفه القومية فى صراحة غير مسبوقة، وعندما أصدر روايته الشهيرة «شقة الحرية» امتعض بعض المصريين ورأوا فيها تشهيرًا بالجانب السلبى من سنوات دراسته فى «القاهرة»،
بينما رأى البعض الآخر أنها رواية رائعة تضعه فى مصاف أهم القصاصين العرب، لقد كان الرجل حكاءً بطبيعته موهوبًا بفطرته وعندما غادر الدنيا بعد مرض عضال اختتم آخر بيت شعر كتبه بقوله: (حسبى الله ونعم الوكيل)! ليغلق ملفًا من حياته الدنيا قبل أن يلحق بركب المنصرفين عنها، الذاهبين منها والمغادرين لها. ولقد تقلد الرجل المناصب الوزارية العديدة فى بلاده واتسمت حياته بالثراء دائمًا والضوضاء أحيانًا، ولكنه ظل فى كل الأحوال موضع الإشادة والاحترام،
وقد رشحته «المملكة العربية السعودية» لمنصب المدير العام ل«اليونسكو» فى نهاية تسعينيات القرن الماضى، حيث كان هناك مرشح آخر من «مصر»، هو العلامة الأستاذ الدكتور «إسماعيل سراج الدين»، ورأى رئيس «مصر»، بعد طلبٍ من العاهل السعودى، أن يظل «إسماعيل سراج الدين» مرشحًا من «مصر» ولكنه ليس مرشحها الرسمى، وكان ذلك وضعًا صعبًا ومعقدًا للغاية وأتذكر أن وزيرة خارجية «النمسا» ظلت تحاورنى طويلاً، فى محاولة منها لفهم تلك التركيبة العجيبة،
إذ كيف يكون هناك مرشح مصرى ولكن الدولة لا تتبناه رسميًا مجاملة لمرشح عربى آخر؟! وانقسم الأمر بين تأييد المجموعة العربية فى جانب للسفير «غازى القصيبى» وتأييد المجموعة الأفريقية فى جانب آخر للدكتور «إسماعيل سراج الدين» وتأرجحت «مصر» الرسمية بين الاختيارين على استحياء واضح، فخسر المرشحان العربيان بسبب ذلك التنافس غير المدروس، ولقد حانت لى فرصة التعرف بالدكتور «غازى القصيبى» يرحمه الله عندما هاتفنى السفير السعودى فى «فيينا» الشيخ «عمر كردى» وأنا سفير لمصر فيها،
وكان ذلك السفير السعودى هو شاعر عربى آخر ارتبط بالقاهرة ودرس فيها وعمل بها «قنصلاً عامًا» لبلاده لقد قال لى يومها يرحمه الله إن الدكتور «غازى القصيبى» قد جاء من «لندن» فى زيارة خاطفة للعاصمة النمساوية وهو يلح فى لقائك على مائدة غداء فى دار السفير السعودى لن يحضرها إلا الدكتور «القصيبى» والسفير «كردى» وأنا، وكان ذلك فى توقيت شديد الحساسية بالنسبة لانتخابات «اليونسكو» حينذاك، وجلست مع الشاعر السفير عدة ساعات فى ذلك اليوم نتحدث فى الشأن العربى العام، مع تركيز خاص على مسألة ترشيحات «اليونسكو»،
وقلت له يومها إن ذلك التنافس العربى العربى سوف يضعف فرص وصول مدير عربى ل«اليونسكو»، وأضفت أن التعليمات لدينا أن «مصر» لا تروج رسميًا لمرشحها احترامًا لالتزاماتها القومية وتقديرًا للعلاقات المصرية السعودية، ثم انطلقنا نتحدث فى الشعر والأدب وذكرياته الدراسية فى «حقوق القاهرة»،
وتبارى الشاعران الراحلان السفير «القصيبى» والسفير «كردى» فى استعراض أبيات شعر رائعة فكان لقاءً لطيفًا ودودًا لاحظت فيه أن الدكتور «القصيبى» يعرف عنى مثلما أعرف عنه، فاتصل الود بيننا بعد ذلك إلى أن جاء نبأ رحيله الذى كنَّا نتوقعه بسبب محنة مرضه الأخير ليكون صدمة حقيقية لأصدقائه ومعارفه ومحبيه ولكى يكون خسارة كبيرة للشعر والأدب والرواية فى العالم العربى بل للسياسة والدبلوماسية والحياة العامة على صعيد الأمة كلها، لقد ترجل الفارس وأمته تمر بفترة صعبة وظروف معقدة فى إقليم قلق وسط عالم مضطرب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.