خميس بالمعاش وجمعة بالخدمة

ساذج من يصدق ما يقال فى فترة الخطوبة أو فى الحملات الانتخابية وفى حياة كل منا حب أول أوقعه فى «حنين»، وملازم أول أوقفه فى «كمين»، وحين يهفو القلب للماضى ويرنو للبعيد تزورنى عيناك يا حبى الوحيد وأتذكر «ليلى» والضابط «وحيد»، فهذه دولة مثل قصص أجاثا كريستى «بوليسية»، وإذا كان «آرثر كونان دويل» قد اخترع «شارلوك هولمز» ومساعده «واطسن» فنحن اخترعنا «الصول خميس» ومساعده «التيحى».. و«الصول خميس» أقرب إلى قلوبنا من «عبده الحرامى» لكن عيب الصول «خميس» أنه تمدد بفعل الجو وقانون الطوارئ وأصبح هو الذى يحدد أسماء عمداء الكليات وأعضاء المحليات وضيوف التليفزيون وعمد القرى ومرضى القلب والمبشرين بالمجلس..
وأصبح أربعة أخماس الهواء نيتروجين والباقى صول «خميس».. فوراء كل عظيم امرأة تدفعه إلى الأمام ل«يهرسه» الأتوبيس وصول خميس يشده إلى الخلف ل«يركبه» البوكس، ففى مصر «يد» العدالة تنتهى ب«صوابع» زينب والأمن فضلوه عن العلم.. وحين يتغلب الأمن «السياسى» على الأمن «الجنائى» تنتشر الفوضى لكن يحدث التوازن عندما تكون عين ساهرة على الأمن السياسى وعين ساهرة على الأمن الجنائى، وفى النص «مناخير»..
 فقد أصبحنا نشم الصول «خميس» مع الهواء ونشربه مع كوب الماء ويجلس فى علبة الدواء ويسيطر الآن على الزراعة والصناعة والتجارة والسياحة، خميس بالمعاش لأن خميس بالمعاش أحب إلى الدولة من جمعة بالخدمة.. قبل ما انسى، حضرتك دفعت فلوس الرحلة؟.. فبين الرحلة والكعب الداير خيط رفيع فى الأولى معاك أولادك وفى الثانية معاك ربنا..
وبين الشاشة التى يتابعها الحى والقطنة التى يأخذها الميت خيط رفيع، فلا تصدق السياسى إذا تكلم، والممثل إذا ضحك، والمذيع إذا بكى، فهذا المذيع الذى يبكى على الغلابة من العصابة وصديق شخصى للصول «خميس».. سيطر الأمن على الإعلام والتعليم والسياسة والسياحة فتحولنا إلى بلد مسجل خطر يصدر البرقيات ويستورد المكالمات، فيه فصول دون تعليم وإعلام دون معرفة ورجال أمن دون أمن.. بعد إذنك الصول «خميس» جاى ع الأرض المزروعة.
galal_amer@hotmail.com