مدينة رياضية تضم ملاعب مفتوحة لكرة القدم والتنس والسلة والطائرة وملاعب كروكيه ورماية ومجمع إسكواش ونادياً صحياً ومجمعاً لحمامات السباحة المغطاة والمكشوفة.. هذا هو الوصف المبدئى كما جاء على لسان اللواء عبدالقادر الدردير، مدير الإسكان فى محافظة القاهرة، لمشروع أكبر مدينة رياضية ترفيهية تنوى محافظة القاهرة إنشاءها فى منطقة القطامية بالقاهرةالجديدة.. وأنا لا أعرف هل اللواء جاد فى تصريحاته وأحلامه، ولكننى أستميحه العذر فى أننى لا أصدقه، مع كامل احترامى لشخصه ومكانته ووظيفته.. فقد تعلمنا من تجارب كثيرة سابقة أن الرياضة باتت هى العنوان اللامع الذى تضعه الحكومة ومؤسساتها الرسمية فوق أغلفة ملفات شائكة ثم سرعان ما يتضح أن الأمر مجرد بيع لأرض أو استغلال لها مع أرباح إضافية فى جيوب كبار رجال الأعمال ومشاهير الاستثمار وتجارة الأراضى دون أن يبقى للرياضة أى مكان أو أثر فى أى مشروع.. رأينا ذلك فى أرض مطار إمبابة وفى أرض البساتين، حيث كان إنشاء ملاعب هو العنوان والمبرر للاستحواذ على الأرض التى جرى تخطيطها سرا لبيوت وأسواق لا علاقة لها بالرياضة.. ولدىّ ألف حكاية قديمة تجعل الشكوك تراودنى حول هذا المشروع فى القطامية. صحيح أن مدير الإسكان أكد أنه بنظام ال«بى أو تى» لمدة خمس وعشرين سنة.. لكننى أتساءل فقط عن هذا المستثمر الذى سيبنى ملاعب كرة قدم وتنس وطائرة وكروكيه واسكواش وحمامات سباحة مكشوفة ومغطاة ويسترد ما أنفقه مع الأرباح فى خمس وعشرين سنة وبعد أن تكون المحافظة قد نالت كل سنة أرباحها بنسبة ثابتة محددة سلفا، كما أكد ذلك اللواء عبدالقادر.. ولو كان الأمر مضمونا هكذا.. فلماذا لا يتحرك رجل الأعمال قليلا ويشترى أرض فضاء يقيم عليها هذا المشروع المربح بدلا من أن يبنيه ويضطر ليتركه لمحافظة القاهرة بعد خمسة وعشرين عاما.. ثم ما الذى أقنع محافظة القاهرة هكذا فجأة بالرياضة وأهميتها وضرورتها.. وإذا كان عبدالعظيم وزير، محافظ القاهرة، قد أيقن فجأة ضرورة وحيوية ونبل مشروع الرياضة للجميع.. فلماذا لم يذهب ويستشير المجلس القومى للرياضة.. أو لماذا لم يلتفت للفقراء أولا بدلا من أهل التجمع الخامس.. وهل من اللائق أن تتولى المحافظة مثل هذا الأمر فى الوقت الذى بدأت فيه الدولة تتجه إلى خصخصة الرياضة بأنديتها ومؤسساتها.. ثم إذا افترضنا أن محافظة القاهرة تريد الاستثمار فى هذا المجال.. فما هى دراسة الجدوى التى تم إعدادها قبل الشروع فى تنفيذ هذا المشروع.. وهل تعلم المحافظة أن القاهرة ينقصها استاد حقيقى ولائق لكرة القدم.. وأنها ممكن أن تجعل من ذلك المشروع خطوة حقيقية وعملاقة لو اختصرته فى استاد حقيقى لكرة القدم بمقاييس عالمية وبنته على غرار مشروع سيتى ستارز فى مدينة نصر، ولكنها ستبنيه حول استاد لكرة القدم.. وأسفل مدرجاته وبجوارها المطاعم والمقاهى والمحال والأسواق والمكتبات والملاعب الفرعية الأخرى.. إلى جانب أكثر من فندق ومستشفى صغير بأحدث الإمكانات والاستعدادات الطبية، بحيث يمكن أن يصلح لاستضافة الأندية العربية والأوروبية التى لا تفكر أبدا فى المجىء إلى القاهرة لأنها إن وجدت الملعب لا تجد المراكز الصحية والطبية بجواره.. وإن وجدتها لا تجد الترفيه.. ثم أن هذا الاستاد الجديد ممكن استخدامه فى الحفلات الغنائية والمعارض الفنية على غرار ملاعب أوروبا ليصبح بالفعل مشروعا رابحاً.. وأنا الآن فى انتظار ردود مدير إسكان القاهرة. [email protected]