أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم أن المحادثات النووية بين إيران ومجموعة " 5 + 1 " التى تضم الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولى، بالإضافة لألمانيا والمقرر أن تجرى فى العاصمة الروسية موسكو يوم الاثنين المقبل لن تنتهى إلى طريق مسدود كما يخشى البعض. وأوضحت الصحيفة - فى تقرير أوردته على موقعها الالكترونى اليوم الثلاثاء - أن هذا يرجع إلى إعلان كبير المفاوضين الإيرانيين الدكتور سعيد جليلى أن بلاده مستعدة للموافقة على الاقتراح الذى قدمته مجموعة " 5 + 1 " حول تصدير إيران 20% من مادة اليورانيوم المخصب كخطوة أولى تجاه إبرام صفقة نووية واسعة النطاق. وأشارت الصحيفة إلى أن جليلى ممثل إيران فى تلك المحادثات النووية أدلى بذلك خلال اتصال هاتفى مع كاثرين آشتون المفوضة السامية للشئون الخارجية والأمن لدى الاتحاد الأوربى الليلة الماضية، فيما أكد أيضا على تراجع إيران عن دعوتها لعقد اجتماع تمهيدى بهدف الاستعداد لاجتماع موسكو. وقال دبلوماسى أوروبى مشارك فى المحادثات رفض الكشف عن هويته للصحيفة إن موافقة إيران على الاقتراح عقب أسابيع عديدة من الركود بمثابة نصر دبلوماسى محدود لآشتون. وأشار الدبلوماسى الأوروبى لصحيفة واشنطن بوست إلى أن القوى الغربية لم تعرض حتى الآن تجميد العقوبات الاقتصادية التى ستدخل فى حيز التنفيذ يوم 28 يونيو الجارى ، إلا أنها قالت إن خطوات إيرانية ستقابل فورا بخطوات متبادلة . وأوضحت الصحيفة أن المحادثات الإيرانية عبارة عن مزيج دائر من التكهنات مع آمال متصاعدة وسقطات يستغلها كل جانب، لا سيما الاجتماع الافتتاحى الذى عقد فى اسطنبول بتركيا فى أبريل الماضى وأثار موجة من التفاؤل العالمى وهوى عقب اجتماع بغداد الشهر الماضى. وذكرت الصحيفة أن البعض يتوقع انهيار المحادثات تمامًا عقب اجتماع موسكو فى الأسبوع القادم، نظرًا لموقف وتصرف إيران خلال محادثاث بغداد وبعدها. وقالت الصحيفة إن هذا ما تفعله إيران دائما، حيث تراوغ فى المحادثات وتوهم الأطراف الأخرى بأنها توافق على المقترحات بهدف استغلال وكسب الوقت فى المضى قدمًا فى تخصيب مادة اليورانيوم التى قد تمكنها من امتلاك قنبلة نووية فى نهاية المطاف. ونوهت الصحيفة بأن إيران لم تتخذ الموقف السديد لأن الوقت يمضى الآن ضد المصلحة الإيرانية لأن مجموعة 5+1 لم تتعهد بأنها ستجمد العقوبات على إيران فى حال موافقتها على تصدير 20% من مخزونها من مادة اليورانيوم المخصب. وكانت إيران قد عقدت محادثات نووية يومي 23 و24 مايو الماضى مع القوى الست فى بغداد، وقدم المشاركون خلالها مجموعة من الحوافز لإيران في محاولة لتسوية القضية فى حين أعلنت إيران عن استعدادها لمواصلة مناقشة مسألة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، لكن الجولة الاخيرة من المحادثات النووية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران فى 8 يونيو الجارى لم تحقق تقدمًا على حد تعليق هيرمان ناكيرتس نائب مدير عام الوكالة الدولية.