السؤال: أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، حاصلة على الماستر، وبدأت دراسة الدكتوراه منذ أكثر من عام. كنت أرى حلما تكرر علي- خيرا وسلاما- أني في المسجد، أو أرى المسجد. بعد هذه الرؤيا المتكررة، حضرت درسا في أحد المساجد التي تتوفر على قاعات كبيرة، فيها جناح للرجال، وجناح للنساء. بعد الدرس، وفي طريقي للمنزل استوقفني شاب في محطة الحافلة، وأبدى نيته للزواج. كتبت له عنوان منزلنا، وانصرفت. بعدها حضر لمنزلنا، تكلم مع أبي. من خلال اسمه بحثت عن عائلته في الموقع الاجتماعي، وجدت عائلته غير ملتزمة، على عكسه هو؛ ورفضته بناء على هذا الأساس. مرت الأيام، التقيته مع أختي قرب مسجد، وجاء وتحدث إلي، يبدي نفس الاهتمام، وأنه يطرح الموضوع مرة أخرى. أخبرت والدتي، لم ترتح له؛ لأنه أتى المنزل أول مرة بلباس رياضي. وعندما ذهب مع أبي إلى القهوة، لم يؤد ثمنها، لم يبد كرمه. من جهتي وجدت فيه إصرارا. وأيضا الحلم الذي رأيته. وقد التقينا مرة أخرى صدفة في المستشفى الذي أقوم فيه بتكوين، وهو يعمل ممرضا مؤقتا هناك. سؤالي هو: كيف أتصرف في هذه الحال، وعائلتي ترفض هذا الشخص ذا الدين والخلق بسبب ما ظهر منه في الأول، وبسبب أن مؤهلاته الدراسية أقل مني؛ لأنه ممرض، وأنا أدرس الدكتوراه. وأيضا والدتي تقول إني ما زلت صغيرة على الزواج، وأنها تريد من هو أحسن منه في المؤهل الدراسي، وتخشى علي أن تتعسر أموري المادية بعد الزواج. أختي تكبرني بسنة، تم رفض زواجها في الأول؛ لأن زوجها من العائلة لدينا، لكنها أصرت على اختيارها، وأنا لا أستطيع التصرف مثلها؛ لأن شخصيتي مختلفة عنها، والموضوع فيه إحراج كبير لي. أفيدوني جزاكم الله خيرا. وهل أكرر محاولات الإقناع؟ الفتوى: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فينبغي على ولي الفتاة إذا تقدم إليها كفؤها، أن يبادر بتزويجها؛ عملاً بوصية النبي صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ، وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ؛ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ. رواه ابن ماجه والترمذي. والراجح عندنا أن المعتبر في الكفاءة بين الزوجين هو الدين، وإذا رضيت الفتاة بمن تقدم إليها، وكان كفؤا لها، فلا حق لوليها في منعها من زواجه؛ وانظري الفتوى رقم: 79908 لكن ننبهك إلى أن اعتبار التقارب بين الزوجين في الدرجات التعليمية، والثقافية، والمالية، والاجتماعية ونحوها، أمر مطلوب فهو أدعى لتقارب الطباع بين الزوجين، ويسر التفاهم، واستقامة الحال بينهما؛ وانظري الفتوى رقم: 26055 فالذي ننصحك به إن كان هذا الرجل مرضي الدين والخلق، أن تستشيري بعض العقلاء من الأهل، والصديقات الصالحات، وأن تستخيري الله. فإن رأيت قبوله، فاجتهدي في إقناع والدك بالقبول، وإن رأيت رده، فلعل الله يعوضك خيراً منه. وراجعي في كيفية الاستخارة الفتوى رقم: 103976 والله أعلم.