أجمعت الصحف اللبنانية على دخول لبنان علي أعتاب أزمة سياسية تهدد استقرار لبنان وتفتح الأبواب على فتنة داخلية مع قرب الموعد النهائي لسداد حصة لبنان في تمويل المحكمة الدولية وإرهاصات تدويل الأزمة السورية من الجامعة العربية وهو الأمر الذي يزعج أنصار سوريا في الداخل. فمن جانبها ، ألمحت صحيفة (اللواء) إلى أنه بين ليلة وضحاها، انقلبت الصورة رأسًا على عقب في لبنان، بدأ التأزم السياسي يسابق التحضيرات لمشهد أمني يجزم البعض بأنه لا يزال مستبعدا، مع أن معطيات آخرى تربط بين اقتراب الأزمة السورية من تدهور خطير والتحسبات التي يعمل وفق أجندتها حلفاؤها في لبنان، ضمن سيناريو يجري تداوله في عواصم غربية وفي عموم المنطقة من سوريا ولبنان والأردن والخليج ومصر. وأكدت أن تدخل رئيس التيار الوطني - ميشال عون - بتشكيل خصومة قوية مع رئيس الحكومة - نجيب ميقاتي - خطوة محسوبة في إطار ضعضعة الحكومة من الداخل، وسحب المظلة السياسية التي كانت ماتزال مرفوعة فوق الاستقرار على الرغم من الانقسام الحاد بين القوى السياسية، والذي ينتقل من درجة خطرة إلى درجة أخطر. وأشارت إلى أن أوساط المراقبين تدرج تطورات الساعات الماضية بالتزامن مع الاستعدادات الكبيرة لمهرجان طرابلس غدا، وتزايد التوترات الأمنية في المنطقة الحدودية الشمالية مع سوريا، ضمن مجرى سياسي يستهدف إعادة تعديل معادلة القوة الداخلية بين الأطراف في الحكومة وخارجها. وذكرت (السفير) أن لبنان سيكون ساحة لاشتباك إقليمي كبير بعد سقوط الحكومة سياسيا ولعل هذا السقوط الافتراضي، هو الاستنتاج المنطقي ربطا بتطورات الساعات الأخيرة التي تنبىء بأن الهيكل السياسي الذي قام على أنقاض حكومة سعد الحريري، قد أخذ طريقه إلى التداعي، إن لم يكن قد تداعى بالفعل، ولم يبق سوى تحديد مراسم التشييع. ولعل الثلاثين من الشهر الجاري، وهو الموعد الذي تقرر رسميا لطرح ملف تمويل المحكمة الدولية أمام مجلس الوزراء، قد يرسم خط النهاية لحقبة سياسية وحكومية امتدت لنحو 11 شهرا، ويفتح بالتالي الباب على مشهد آخر، يخشى أن يتحكم فيه المجهول، في ضوء انعدام المرجعية المحلية والإقليمية الضامنة للاستقرار وتشكيل الحكومات. واعتبرت صحيفة (الأخبار) أن حكومة ميقاتي تترنح وأن الأيام القادمة تبدو أنها آخر أيام ميقاتي، وأن المشهد السياسي في حالة تصعيد خطير فميقاتي يهدد بالاستقالة، ووزراء تكتل التغيير والإصلاح يقاطعون مجلس الوزراء، والتيار الوطني الحر يبحث استقالة وزرائه استباقاَ لاستقالة ميقاتي، وتراشق إعلامي بين مكونات الحكومة، والوساطات الرامية إلى تسوية أزمة تمويل المحكمة معطلة. وكل ذلك لا يعني سوى أن الحكومة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وتساءلت صحيفة (الجمهورية) هل ينسحب الخلاف حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والذي أدى إلى تطيير "حكومة الوحدة الوطنية" في يناير 2011، لحظة لقاء رئيسها سعد الحريري بالرئيس الأمريكي - باراك أوباما - في البيت الأبيض، على حكومة "كلنا للوطن كلنا للعمل" في الأيام المقبلة.