كشف مسؤول لبناني لرويترز اليوم الأربعاء عن التوصل إلى اتفاق يؤمن تمويل المحكمة الدولية التي تحقق في مقتل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ويبعد شبح الاستقالة عن الحكومة. وكان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي هدد يوم الخميس بالاستقالة ما لم توافق حكومته على دفع حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية التي تحقق في مقتل الحريري.
وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه انه تم التوصل إلى "اتفاق على تمويل المحكمة بدون الحاجة إلى طرح الموضوع في مجلس الوزراء او مجلس النواب". واضاف "تمويل المحكمة سيكون بواسطة الهيئة العليا للاغاثة مباشرة من دون ان يشارك حزب الله وحلفاؤه في الموافقة على التمويل". وتعنى الهيئة العليا للاغاثة بمعالجة اثار الكوارث الطبيعية من فيضانات وزلازل بالاضافة إلى معالجة اثار الحروب.
ومن المقرر ان يعلن ميقاتي هذا الاتفاق ظهر اليوم الأربعاء بالاضافة إلى اعلانه تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة اليوم لمناقشة مسألة تمويل المحكمة والتصويت عليها. وجاء ميقاتي إلى السلطة في يناير بدعم من حزب الله وحلفائه السياسيين الذين يعارضون محكمة الحريري ويعتبرونها ذات دوافع سياسية واداة في يد الولاياتالمتحدة ويريدون وقف التعاون معها.
وكانت المحكمة ومقرها هولندا قد اتهمت اربعة من اعضاء حزب الله في تفجير عام 2005 الذي ادى إلى مقتل الحريري و21 اخرين في بيروت. ونفى حزب الله اي دور له في عملية الاغتيال. وصرح ميقاتي مرارا بأن حكومته ستحترم التزامات لبنان الدولية. وتعرض المواضيع الخلافية للنقاش داخل مجلس الوزراء للوصول إلى موقف اجماعي وإذا تعذر ذلك يطرح الموضوع للتصويت بطلب من رئيس الجلسة الذي يمكن ان يكون رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة.
ولحزب الله وحلفائه الاكثرية في الحكومة المؤلفة من 30 وزيرا مما يتيح لهم عرقلة اي قرار. وكانت المحكمة قد طلبت من لبنان دفع اكثر من 30 مليون دولار هذا العام اي 49 % من ميزانية عام 2011. ويقول حزب الله المدعوم من سوريا وايران ان المحكمة ذات دوافع سياسية وتعمل لتحقيق أهداف اسرائيلية ولكنه لم يستبعد بعض الحلول الوسط.