نجح الشيخ صابر أبو ليفة، الإمام المعروف بالبدرشين، في إحتواء أزمة المساجد. كانت حالة من الغضب قد اجتاحت المساجد، احتجاجا على تثبيت أئمة الأوقاف، للخطابة بالمساجد المعينين بها، مما أدى إلى تذمر أعداد كبيرة من المصلين، اعتراضا على تثبيت الإمام بالمسجد، خلافا لما كان متبع، وهو تناوب الأئمة للخطابة بالمساجد، مما يتيح للمصلين الاستماع إلى أكثر من إمام طوال الشهر، أو الشهرين وفقا لمدة الجدول الذي تعده إدارة الأوقاف. وكان مدير إدارة الأوقاف بالبدرشين قد قرر منذ حوالي 3 شهور تثبيت الأئمة بالمساجد، حرصا منه على دفع الأئمة للتزود بالمعلومات الدينية، والتفقه في أمور الدين، منعا لتكرار ما يقولوه الإمام داخل المسجد المثبت به. وكشفت المصادر، أن مدير الأوقاف بالبدرشين، كان قد قرر كذلك تثبيت الأئمة بالمساجد، لمنع عدد من الخطباء المتطوعين، الذين أقحموا الأراء الشخصية السياسية في الخطاب الديني، مما أحدث نوعا من البلبلة، داخل المساجد، حيث اتهم المصلون بعض الخطباء بمحاولة توجيههم، لاعتناق أراء ومذاهب سياسية معينة، وهو ما يتنافى مع الخطاب الديني. وقد قام الشيخ صابر أبوليفة، بمبادرة لحل الأزمة، وتوسط بين إدارة الأوقاف، وأهالي المساجد لحل الأزمة، من خلال عودة جدول الأئمة، لتوزيعهم على المساجد، بالتبادل، وفي نفس الوقت، يتم فتح الباب، أمام عدد محدود، من المتطوعين المعروفين بالاعتدال والوسطية، ممن يتمتعون بالقبول لدى المصلين، للخطابة كما كانوا من قبل، استجابة لرغبة الأهالي. وقد وافق مدير إدارة الأوقاف بالبدرشين، على عودة الدكتور عبد المنعم قناوي، مفتش سابق بالأوقاف، وعلى المعاش حاليا، للمشاركة في إعداد الخريطة، الخاصة بتوزيع الأئمة على المساجد، وفقا لجداول يتم تغييرها كل شهرين، وهو النظام المعمول به قبل الشهور الثلاثة الماضية. يذكر أن الدكتور عبد المنعم قناوي، يقوم بإعداد خريطة توزيع خطباء الجمعة على مدار ال 20 سنة الماضية وحتى أوائل شهر يناير الماضي، وقد أكسبته هذه المدة الطويلة الخبرة، والدراية الكافية، لتوزيع الخطباء على المساجد وفقا لقدراتهم، مما ساعد على استقرار الأوضاع داخل مدينة البدرشين، طوال السنوات الماضية. ومن جانبه وجه مدير إدارة الأوقاف، بضرورة أن تتناول خطبة الجمعة، الموضوعات المتعلقة بالمجتمع، ومعالجتها بالطريقة الصحيحة بعيدا عن السياسة. وشدد على ضرورة تواجد عمال المساجد، بأماكن عملهم، وتكثيف عمليات التفتيش للتأكد من الالتزام بالحضور والإنصراف. وقد قدم الشيخ صابر أبو ليفة والأهالي، الشكر لمدير إدارة الأوقاف بالبدرشين، على استجابته لمطلب الأهالي، بإلغاء تثبيت خطباء الجمعة بالمساجد، مع تعهد الإئمة المعينين بالأوقاف، وغيرهم من المتطوعين، بعدم التطرق للجانب السياسي، حفاظا على قدسية المساجد، ومنعا لإحداث البلبلة بها.