ترتدى المقاطعة (مقر الرئاسة الفلسطينية) حاليًا ثوبًا جديدًا ليتلاءم مع مستوى رئاسة الدولة التى يتطلع الفلسطينيون للاعتراف بعضويتها فى الأممالمتحدة الشهر الجارى، حيث يضع العمال اللمسات الأخيرة لتجهيزها. وبات المدخل الرئيسى للمقاطعة مختلفًا تمامًا عما كان عليه فى السابق مع تشييد أسوار حديثة وتوسيع الساحة المؤدية إليه، حيث زرعت فيها سبع أشجار زيتون فى مساحة من العشب الأخضر تتوسطها نافورة مياه، فيما أقيمت حواجز أمنية متطورة عند المدخل. وشيد إلى جانب مقر المقاطعة مقر حديث لمنظمة التحرير، بحيث بات ملاصقًا تمامًا لمبنى المقاطعة التى تحتل ما مساحته 300 دونم. وقد شهدت مقار السلطة الفلسطينية خلال الأعوام الثلاثة الماضية نهضة عمرانية لافتة بعد أن كان يتم اللجوء لاستئجار هذه المقار.. وباتت للسلطة مقارها الخاصة مثل مقر رئاسة الوزراء ومجمع خاص لغالبية وزارات السلطة من المتوقع إنجازه فى العام المقبل. وقال محمد شتيه - مدير المجلس الاقتصادى الفلسطينى للتنمية والإعمار الذى يشرف على أعمال البناء والتوسيع فى مقر المقاطعة - إن هذا المقر هو رمز للشرعية ويضم مكتبًا حديثًا وأسوارًا جديدة وحدائق تحيط بضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات وبما يليق مع ذهابنا إلى الأممالمتحدة.. وبدأ العمل فى مقر المقاطعة منذ شهور إلا أن وتيرة العمل ازدادت فى الفترة الماضية بحيث أنجز الكثير من الأعمال. وأضاف سنواصل العمل على إنجاز جميع مقار المقاطعات فى المدن الفلسطينية بما يؤهلها للانسجام مع حصولنا على الاعتراف بدولة كاملة العضوية فى الأممالمتحدة. واتخذت رئاسة السلطة الفلسطينية "المقاطعة" مقرًا لها منذ أن تم تأسيسها فى العام 94 حيث كان المقر يستخدم من قبل الإدارة العسكرية الإسرائيلية للضفة الغربية، وقبل ذلك استخدم فى العهد الأردنى وقبله فى عهد الانتداب البريطانى، إلا أنه تعرض لتدمير إسرائيلى طال جميع مبانيه إبان الحصار للرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات خلال 2002 إلى 2004. وأهم ما يميز المقاطعة وجود مهبط للطائرات المروحية كان يستخدم لقدوم وفود رفيعة خاصة من الدول العربية وتحديدًا من الأردن، ويضم صالات واسعة لاجتماعات القيادة الفلسطينية وكذلك مكتبًا رئيسيًا للرئيس الراحل عرفات لاستقبال الوفود الأجنبية التى كانت تزوره إضافة إلى غرفة نوم عاش فيها حتى استشهاده. وتعرض مقر الرئاسة الفلسطينية فى المقاطعة فى عهد عرفات عقب انتفاضة 2000 إلى تدمير شبه تام وحوصر فى مكتبه وغرفة نومه حتى وفاته فى نوفمبر 2004 . ويقول مسؤولون فلسطينيون فى السلطة إن وجود المقرات فى رام الله هو وجود مؤقت إلى حين يتم استعادة مدينة القدس وهى مقار رمزية لتجسيد السيادة الفلسطينية ولكنها تبقى مؤقتة إلى حين استعادة مدينة القدس كونها العاصمة.