احتشد الآلاف أمام مقر السلطة الفلسطينية في رام الله اليوم الخميس لإحياء الذكرى السادسة لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وتوفي عرفات، الذي ظل رمزا للقضية الفلسطينية طيلة أربعة عقود، في الحادي عشر من نوفمبر عام 2004 بأحد مستشفيات باريس عن عمر ناهز الخامسة والسبعين بعد صراع مع المرض. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحشود "لقد كنت يا أبا عمار صانع سلام الشجعان" وهو المصطلح الذي اعتاد الرئيس الفلسطيني الراحل استخدامه لوصف جهود السلام الفلسطينيةالإسرائيلية. وأضاف عباس "وهو من حمل غصن الزيتون والبندقية وقال لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي لكنهم لم يفهموا وحاربوا السلام" في إشارة للحصار الذي فرضته إسرائيل على مقر عرفات في رام الله، عقب اندلاع أعمال عنف في الضفة الغربية في سبتمبر 2000 . كما انتقد عباس التصريحات الأمريكية والإسرائيلية، إنه كان يتحرك بشكل أحادي بالتوجه لمجلس الأمن الدولي للشكوى من إسرائيل أو للمطالبة بالاعتراف بحدود الرابع من يونيو 1967 كحدود للدولة الفلسطينية المستقبلية. وقال "بالأمس قالوا إنه عندما نريد أن نذهب إلى مجلس الأمن هذا تصرف أحادي الجانب وهكذا تفعل إسرائيل..هم كل يوم يقومون بعمل أحادي من قتل وهدم وتشريد واقتلاع أشجارنا ولا يقال عمل أحادي الجانب". وأوضح أنه سيطالب الرئيس الأمريكي بالوفاء بتعهده في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، عندما قال الأخير إنه يأمل أن تصبح الدولة الفلسطينية الجديدة عضوا كامل الأهلية في كل المنظمات الدولية بحلول عام 2011 . وتوشح الكثيرون بالسواد، حيث ارتدوا الشال الفلسطيني الذي تميز به الزعيم الراحل، وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية وعلم فتح، ويحملون صور عرفات. ومنعت حماس تنظيم أي فعاليات لإحياء ذكرى رحيل عرفات في قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة. كما توافد، اليوم الخميس، عشرات الأشخاص من الفلسطينيين والعرب والفرنسيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية أمام مستشفى بيرسى في ضاحية كلامار بباريس التي توفي فيها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "أبو عمار"، لإحياء الذكرى السادسة لوفاته. وجاء الاحتفال بذكرى وفاة عرفات بمبادرة من الجمعية المغاربية بكلامار، ودعم من جمعية الفلسطينيين في فرنسا. وجددت جمعية الفلسطينيين في فرنسا الإعراب عن اعتقادها ب"أن مؤامرة إسرائيلية كانت السبب في وفاة عرفات، الذي كان الجنود الإسرائيليون يحاصرونه خلال السنوات الثلاث الأخيرة قبل وفاته في مكتبه بمقر المقاطعة". وطالبت الجمعية مرة أخرى السلطات الطبية الفرنسية بكشف أسرار ملابسات وفاة أبو عمار.. ودعت الجمعية الفلسطينيين في فرنسا إلى عدم نسيان رئيسهم أبدًا، والمضي قدما في التمسك بمواقفهم في نضالهم من أجل الحرية، والتمسك بحق العودة للفلسطينيين، والسعي من أجل استقلال وسيادة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.