ماضون على العهد ومستمرون في المسيرة من اجل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ..هكذا اكد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية بمناسبة افتتاح ضريحا أُقيم على قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات فى الذكرى الثالثة لرحيله . الضريح بني فى رام الله بحجارة مقدسية بطريقة هندسية هي الاولى من نوعها في فلسطين عن طريق التفكيك الميكانيكي وتم تمويله باموال فلسطينية. ويبلغ طول واجهة الضريح 11 مترا وعرضها من الداخل 11 متر وهي تتناسب مع تاريخ 11 نوفمبر, تاريخ وفاة عرفات في مستشفى في باريس عام 2004 عن 75 عاما. الضريح بسيط ومتواضع ويعكس شخصية الراحل ابو عمار وملحق به مصلى ترتفع المنارة الخاص به 30 مترا ومنها ينطلق شعاع ليزر نحو القدس. وقد تم بناء الضريح على فلسفة "المؤقت" لان ياسر عرفات اراد دائما ان يدفن في القدس . عباس تعهد بمواصلة العمل من أجل نقل جثمان الرئيس الراحل ياسر عرفات الى القدس, والتي نادي الزعيم الراحل في خطاباته على الدوام بان تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة. وعرفات هو الذي حاز على حب شعبه والذي ما زال يلتف حول سيرته ومواقفه التي ابقت وحدة الشعب الفلسطيني رغم ما واجهها من عواصف كادت تؤدي الى كثير من الانشقاقات التي تفادى ابو عمار بحنكته الوقوع فيها. من هو ابو عمار؟ ولد في القدس في فلسطين بتاريخ 4 أغسطس 1929و إسمه "محمد ياسر" عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني. تلقى تعليمه في القاهرة، والتحق بالضباط الاحتياط للجيش المصري وقاتل في صفوفه منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. حاصل على شهادة بالهندسة من جامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وانخرط في شبابه في الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال الانضمام إلى اتحاد طلاب فلسطين في عام 1944 وتولى رئاسته لاحقاً. في الخمسينات أسس مع المناضلين الفلسطينيين حركة التحرير الوطني الفلسطيني "حركة فتح" وأعلن الناطق الرسمي لها في 1968. وفي فبراير 1969 انتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفى عام 1973 عين قائدا عاما لقوات الثورة الفلسطينية. وفى عام 1974 ألقى كلمة باسم الشعب الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وفى عام 1982 قاد المعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان ومعركة الصمود خلال حصار بيروت من قبل القوات الإسرائيلية. في نوفمبر 1984 وإبريل 1987 أعيد انتخابه رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من قبل الدورات 17 و 18 و 19 للمجلس الوطني الفلسطيني. في 15 نوفمبر 1988 تلا إعلان الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وانتخب رئيسا لدولة فلسطين. في 13 ديسمبر 1988 ألقى خطابا في الجمعية العامة للامم المتحدة في جنيف والتي انتقلت لعقد جلستها في جنيف بسبب رفض الحكومة الأمريكية منحه تأشيرة دخول إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للذهاب إلى نيويورك من أجل إلقاء كلمته في الجمعية العامة في مقر الأممالمتحدة في نيويورك. وخاطبها في جنيف كما خاطب مجلس الأمن في جنيف في فبراير ومايو 1995 لنفس السبب. في 13 و 14 ديسمبر 1988 أطلق مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، والتي فتحت بناء عليها الحكومة الأمريكية برئاسة الرئيس رونالد ريجان، حوارها مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس. في 30 مارس 1989 إختاره المجلس المركزي الفلسطيني رئيساً لدولة فلسطين، وقد تم اختياره لهذا المنصب من قبل المجلس الوطني الفلسطيني مباشرة. أطلق سياسة "سلام الشجعان" والتي توجت بتوقيع اتفاقية إعلان المبادئ بين منظمه التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض يوم 13 سبتمبر 1993. في 12 أكتوبر 1993 اختاره المجلس المركزي الفلسطيني رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية، وفي 31 أكتوبر 1993 إختير رئيسا للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار. كما إن عرفات هو نائب رئيس حركة عدم الانحياز ونائب رئيس دائم لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وفي 20 يناير 1996 انتخب رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية وذلك في إنتخابات عامة. في 11 نوفمبر انتقل إلى جوار ربه في مستشفى "بيرسي" العسكري في فرنسا. ودفن في مقر المقاطعة في رام الله بتاريخ 12 نوفمبر 2004 وذلك بعد أن تمت مراسم الجنازة بالقاهرة. الأوسمة والجوائز التي حصل عليها.. 1981 دكتوراه فخرية من الجامعة الإسلامية في حيدر أباد الهند. دكتوراه من جامعة جوبا في السودان. يوليو 1994 منح جائزة "فليكس هونيت بوانيه" للسلام. أكتوبر 1994 منح جائزة "نوبل للسلام". نوفمبر 1994 منح جائزة الأمير استورياس في أسبانيا. دكتوراه فخرية من كلية ماسترخت للأعمال والإدارة في هولندا 1999. أغسطس 2004 منح درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة القدس في أبو ديس. حركة فتح، التي أسسها، وقادها عرفات، شكلت لجنة خاصة أسمتها (اللجنة العليا لإحياء ذكرى عرفات)، مهمتها الإشراف، على إقامة المهرجانات في مختلف المناطق الفلسطينية، ومن بينها قطاع غزة الذي يخضع لسيطرة حركة حماس منذ منتصف شهر يونيو الماضي. وبدت الحركة اكثر حرصا على إيصال عدة رسائل في ذكرى غياب قائدها. وكان عرفات الذي أسس حركة فتح في ستينيات القرن الماضي قد وقع اتفاق سلام مع اسرائيل عام 1993 لكن الاتفاق انهار مما ادى الى اندلاع انتفاضة عام 2000. وتأتى الاحتفالات بذكرى عرفات هذا العام وسط حراك سياسي فلسطيني نشط وتحديات كبيرة تواجهها القضية الفلسطينية، تتمثل بالانقلاب الدموي في قطاع غزة، والمعركة السياسية القادمة المتمثلة في المؤتمر الدولي الذي سيعقد في " أنابوليس". كان عرفات قد غادر المسرح السياسي، في ظروف ملتبسة، ووسط اتهامات فلسطينية وعربية بتسميمه، تاركا حركة فتح في حالة من الإرباك، بعد أن قادها متفردا، وكان الرجل الأول فيها. قالوا عن عرفات : كان عنوانا للصمود في وجه الاعاصير ثابتا في التمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية وتجاوز في حجمه ودوره حدود وطنه فلسطين.. انه يمثل لشعبنا الحفاظ على الثوابت الوطنية، التي رفض التنازل عنها في مؤتمر كامب ديفيد.. اختلفنا معه واتفقنا عليه, ويصح فيه في ذكرى استشهاده ما قال هاملت في أبيه: كان رجلا ليس كغيره من الرجال .. وتؤكد الإحتفالات في الذكرى الثالثة لرحيل ياسر عرفات على تصميم الشعب الفلسطيني وحركة فتح،على مواصلة رسالة الرئيس الراحل وتحقيق الأهداف التي من أجلها قضى من أجلها شهيدا بعد محاصرته3 سنوات بمقر المقاطعة في رام الله. 11/112007