لا أجد وجها للحيرة من حالة الصمود العربى على جبهة عدم الإهتمام بما يجرى فى القدس- مدينة الأنبياء - ومايحدث فى سوريا..لم تعد هذه القضايا فى أجندة وأولويات المواطن العربى، فلم تخرج مظاهرة فى أى من العواصم العربية تندد بما يحدث فى القدس أو تدعو الأنظمة لإتخاذ موقف ، لم تبادر المؤسسات الدينية بإصدار بيان أو عقد مؤتمر، فى سنوات سابقة كنا نتندر من بيانات الشجب والإدانة ونصف أنفسنا بأننا ظاهرة صوتية ،الآن توارت حتى البيانات ولم نعد ظاهرة صوتية وهل للأموات "صوت"؟ عدم الحيرة من حالة عدم الإهتمام الشعبى بالقضايا العربية ، مرجعه إلى الهموم الداخلية فكل دولة لدى شعبها مايكفيه من صراعات وحروب داخلية وأزمات إقتصادية وهذا هو المطلوب . وبعد الإنتهاء من القدس وتنفيذ المخطط الصهيونى ، وبعد تدمير سوريا لتنتهى بمصير أسوأ من مصيرالعراق ، وليبيا واليمن ، يتم التدمير بخطوات ثابتة ، فالخطوة القادمة معروفة لذا فإن الإهتمام بما يحدث فى القدسوسوريا ليس رفاهية مهما كانت أزمات الداخل إسمعوا الأصوات الآتية من القدس عروس عروبتنا. فى القدس خرجت صرخة من المطران عطا الله حنا – مطران الكنيسة الأروذكسية متسائلا متى سيتحرك العرب لنصرة القدس ومقدساتها؟ واصفا ما يحدث الآن بأنه وصمة عار فى جبين الإنسانية، والهدف هو تهجير وإقتلاع المقدسيين من مدينتهم ، فالأخطر مما يحدث فى حق المقدسات هو مايتعرض له الإنسان , فالمستهدف الشعب الفلسطينى مسلمين ومسيحين. الشيخ صبرى عكرمة- رئيس الهيئة الإسلامية فى القدس- وصف مايحدث فى ساحات المسجد الأقصى من إقتحامات متكررة وإعتداء على المصلين بأنه حرب إجتثاثية مستمرة. الخطير ماقاله الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية فى الداخل الفلسطينى-حيث قال إن دولا عربية تطالبنا بالسكوت عما يحدث للقدس من إقتحامات متكررة وإعتداءات. كلام الشيخ رائد تعيد لأذهاننا كلمات كتبها من سنوات مظفرالنواب القدس عروس عروبتكم. فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها؟ ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها وسحبتم كل خناجركم وتنافختم شرفا وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض فما أشرفكم الحرب فى سوريا. بكلمات محايدة باردة نقلت الصحف المصرية أنباء مايحدث فى سوريا (روسيا تبدأ بضرب "داعش"فى 3محافظات سورية ) (الغارات تستهدف عتادا عسكرية وأجهزة إتصال ومخازن أسلحة وذخيرة) روسيا لم تتخذ خطوتها بضرب سوريا إلا بعد طلب "بشار الأسد"تقديم مساعدات عسكرية ،وبعد إخطار واشنطون ،المجال الجوى فى سوريا يتسع للجميع قوات التحالف برئاسة أمريكا ،الجميع ذهب لمواجهة الإرهاب ! فرنسا علقت على الضربات الروسية مؤكدة انها لاتستهدف مواقع داعش فقط ، فرنسا أيضا وجهت ضرباتها الجوية لمواقع "داعش" تعددت التفسيرات والتحليلات حول ماتم من إتفاقات بين القوى الدولية فيما يخص الغارات الجوية ضد "داعش"؟ الحرب فى سوريا لاتستهدف داعش ، فالتنظيم لابد أن يعيش ويتوسع لأنه المبرر الذى سيعطى الغرب ذريعة التدخل العسكرى بحجة الحرب ضد الإرهاب،داعش -التى أعطت أسوأ صورة عن مسلمين يقتلون ويذبحون ويغتصبون النساء- صنعتها "إسرائيل "وأمريكا لتبقى، ستبقى "داعش "إلى أن يتم تدمير كل الدول العربية سيتم تعميم "داعش"فى كل دولنا ، داعش جزء منها مؤامرة وعمل مخابرات عالمية وجزء آخر صناعة محلية بفعل سياسات حاربت الإسلام الوسطى لصالح المتطرفين. من مصلحة أمريكا وإسرائيل أن تبقى "داعش "لتفتيت الدول العربية، لاتصدقوا أنهم ذهبوا إلى سوريا لمحاربة داعش ،ذهبوا إلى سوريا لتدميرها بناء على طلب رئيسها ، أما العرب فلسان حالهم "وأنا عاملة نفسى نايمة ". ----------- [email protected] المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية