كتاب المشهد هل من المبالغة لو قلت بداية إن هناك دواعش محبون لا أعضاء داخل مصر وربما أعضاء يحملون جوزات سفر أوروبية جاؤوا فى الأصل من سورياوالعراق بطريقة "ترانزيت" للتمويه! خصوصا فى أسبوعيّ معرض القاهرة الدولي للكتاب حيث بعض المؤلفات ذائعة الصيت لدى الداعشيين تباع داخل أروقة المعرض. لم تكن ضربات الأمن لعدد من البؤر في الأشهر الأخيرة بمحافظات مصر وتوصيفها بخلايا "داعشية" ضربا من الخيال أو المزايدة أو القبض على بعض أصحاب الصفحات المروجة لفكر "الدولة" أمرا للتهويل بل الحقيقة والمؤشرات الأخيرة خصوصا بعد تبني ولاية سيناء الداعشية للهجوم الإرهابي الأخير فى العريش تؤكد أن التنظيم بالداخل ولو فى فرد واحد كان متمثلا وبعيدا عن لغة العواطف؛ فالحذر سيد اللغات.. بالصدفة لمحت إقبالا يثير الشك على كتابات عبدالباري عطوان "الدولة الإسلامية" و"ما بعد بن لادن" المقبلون من ذوي السحنة الداعشية حتى تعمدت تجاذب أطراف الحديث مع أحدهم أمام مكتبة "تنمية" التي عرضت لوحة كبيرة بالكتب الأكثر مبيعا ومنها "الدولة الإسلامية.. الجذور.. التوحش.. والمستقبل" لعطوان كان حذرا فى البداية ثم فاجأني بسؤال مهم: هل تعتنق الولاء والبراء؟ كان هذا بداية الحوار الحقيقي وقد خرجنا سويا خارج أسوار المعرض في طريق صلاح سالم المتكدس كالعادة.. وتذكرت خطب مساجد أنصار السنة عن "الولاء والبراء" وما تدرسه الدعوة السلفية وكذلك ما يتلقاه الأشبال داخل الأسر الإخوانيةوكل هذا ما هو إلا نواة مبدئية تنظيرية تؤدي فى نهاية الأمر غالبا إلى "التفجير" ولاءً للمؤمنين وبغضا لمن سواهم!التطور الإميبى من طور دينى دعوى لآخر تفخيخى ثم التكاثر البكتيرى. الحوار بإيجاز مع التأكيد على عنصر "المجارة فى الحديث" - هل تعتنق الولاء والبراء؟ - الحمد لله. - إذن تكره كل من ذيح وظلم وقسم الأمة من طغاة العرب و"سايكس بيكو" التي كفرنا بها ونحاول القضاء عليها. - تقصد تقسيم المنطقة العربية وفكرة الحدود. - نعم.. وسفهاء المسلمين متمسكون بالفرقة ويحاربون دولة الإسلام. - وأين هي تلك الدولة؟ - في سورياوالعراق وفي سيناء نتقدم بإذن الله لتُفتح الحدود وندخل بإذن الله صحراء النقب. - هل أنت عضو فى الدولة؟ - أتمنى.. لكني على تواصل مع أعضاء الدولة عبر الإنترنت ووعدني أخ من مجاهدى "الرقة"عاصمة الخلافة أن ينظر فى أمري قريبا. - كيف وجدت طريقك إلا تبني فكر داعش؟ - اقرأ عن الإيدولوجية السياسية لتنظيم القاعدة والجماعات الجهادية.. وهذا الكتاب لعبد البارى عطوان - يقصد "الدولة الإسلامية" وكان فى يده- مفيد جدا ولكن لا تعول على كل ما فيه مثلا رأيه فى أحداث 11 سبتمبر لكنه سيعرفك على كل خفايا الدولة الإسلامية وكيف نشأت وقوتها الحقيقية ومستقبلها! - ما رأيك فى الإخوان والسلفيين؟ - الإخوان خرفان وبتوع سياسة.. وبسبب سياسة الإقصاء التي تمارس ضدهم اليوم كما فعل المالكي في العراق أؤكد لك أن كثيرا من شباب الإخوان آلاف ينضمون للدولة الإسلامية كل يوم ومن لا يعترف بذلك موافق ومرحب بإنجازات الدولة ومغانمها وما تحققه. بالنسبة للسلفيين.. يفعلون الشئ ونقيضه.. يدعون للولاء والبراء ويؤمنون بالحاكمية ومع ذلك يعترفون بالنظام الذي يحكم بغير ما أنزل الله أغضبني السلفيون جدا عندما صلوا الغائب على "جيش كامب ديفيد" ولكن هناك قلة منهم مخلصون. - تقصد مثلا الشيخ محمد عبدالمقصود وفوزي السعيد ونشأت السيد؟ -سلفيون أقرب للفكر الجهادي فى مصر- - لا.. أكلمك عن أشخاص أقل شهرة.. أناس عاديون جدا! ليس لهم نشاط مسلح. أنا خالطت رجال الدعوة الإسلامية.. هم يقومون بجهد كبير.. وهناك من زبانية النظام من أسلم على أيديهم وبعضهم ترك عمله مع الظالمين واعتكف فى المسجد. - مثل من؟ - "لم يدلنى على أحد". - ما علاقة الدولة بتركيا؟ - أعرف أن تركيا تشترى منا النفط وسوق لبيع آثار العراق!! - هل شاركت فى أحداث المطرية الأخيرة؟ - لست مؤمنا بفعالية المظاهرات.. ما بتعمل شىء.. على الكل أن يجهز سلاحه لإقامة الدولة الإسلامية. - كيف ترى الدولة الإسلامية أو داعش؟ - ليست تنظيم بحد ذاته.. الدولة الإسلامية فكرة.. هى الحلم.. ينتشر في العالم الإسلامى. - وما نصيحتك لي؟ - اقرأ آخر عدد من مجلة "المجاهدين" به ملف كامل عن كيف تصنع قنبلة فى مطبخ أمك!! مضطر للاستئذان الآن.. السلام عليكم. - وتعلق بمينى باص يتجه للتبة مدينة نصر- - أي سلام!!! -محدثا نفسي- ومن المؤلفات الأخرى التى كان يقبل عليها الدواعش داخل معرض الكتب وتنصح بها منابر الجهاد الإلكترونية فى زمن القابض على "سكينه" كالقابض على جمر "داعش.. عودة الجهاديين" لباتريك كوكبيرن عن دارالساقى أيضا للنشر والتوزيع و"ما بعد بن لادن" كتاب آخر لعطوان. وسأكشف فى القريب عن خفايا أكثر عن التنظيم فى مصر وطرق تواصله وتمويله وتحركاته وكيف ينمو ويتكاثر وآليات مواجهته ودفنه بأقل الخسائر.