"داعش" هو تنظيم مسلح يتبنى الفكر السلفى الجهادى من أجل إقامة دولتهم المزعومة "الدولة الإسلامية فى العراق والشام"، ويسعى هذا التنظيم إلى ترهيب المواطنين لتهجيرهم إلى ما بعد الحدود الوهمية للدولة المزعومة حتى يتثنى لهم إعلان قيام الدولة دون معارضة فعلية لذالك على أرض الواقع. بدايةً العراق كانت بلد أمن، تملك حضارة وعلمًا وثقافةً وتملك ثروة بترولية ضخمة إلى حدٍ ما، وهى دولة عربية تنبض بالنبض العربى وتعيش أفراح العرب وآلامهم، إلى أن أتى الغزو الأمريكى للعراق فى 2004 محدثًا ذوبانًا كاملاً لركائز الدولة الأساسية الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة الحساسة، وفارضًا واقع جديد يضمن عدم استقرار العراق مجددًا من خلال تنظيمات إرهابية وتقوية الأقليات داخل الدولة العراقية لصنع دول موازية كلها فى حاجة إلى ما يسمونه ب"الاستقلال"، من خلال تمرير الأفكار الوهمية المزعومة وهى أن الاستقلال سيعطى المزيد من الحرية للشعب المستقل، وسيصنع تحسنًا فوريًا فى ظروف المعيشة وترتقى الدولة المستقلة بفكرٍ واحدٍ وببنيان واحد. بعد غزو العراق بدأت تنشأ التنظيمات الإرهابية ومنها "داعش"، وبدأت باسم "جماعة التوحيد والجهاد" كتابع لتنظيم القاعدة، ثم فى 2006 شكلت مجلس شورى المجاهدين، ثم فى 2011 عقب اندلاع الأزمة السورية أرسلت جهاديين إلى سوريا محفوفين باسم "جبهة النصرة"، ثم تم إلغاء الاسم فى أبريل من نفس العام لتصبح داعش والنصرة هما "الدولة الإسلامية فى العراق والشام". مخطط برنارد لويس الذى كان يهدف لتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات ينفذ الآن ولكن أجريت عليه بعض التعديلات ليصبح المخطط أكثر ألمًا مما كان عليه، فالمخطط السابق كان يهدف لتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات "الأكراد فى الشمال ثم السنة فى الوسط ثم الشيعة فى الجنوب"، ولأن داعش الآن احتلت الموصل شمال العراق والإعلام الغربى يركز على أنهم لن يستطيعوا دخول بغداد لأنها محصنة بقوات شتى، وبعد ترويع المواطنين العراقيين وتهجيرهم من الموصل، تسعى داعش لإعلان دولتهم الجهادية فى الشمال، وبهذا يكون المخطط قد تحول من دويلات ثلاث إلى أربع دويلات "جهادية وكردية وسنية وشيعية". وبالنظر إلى نفس المخطط بالنسبة لدولة سوريا سنجد أن التقسيم كان يهدف إلى تفتيت سوريا إلى أربع دويلات وهى دويلة علوية شيعية بامتداد شاطى البحر المتوسط تجاه الغرب، ودويلة كردية فى الشمال والعاصمة لها حلب ودويلة سنية فى الوسط والعاصمة لها دمشق وأخيرًا دويلة للدروز فى كامل الجنوب باستثناء الجولان. بعد فكر داعش سيتحول تقسيم سوريا إلى خمس دويلات، ولكن هناك أسئلة كثيرة من أين تُمول داعش؟ كيف حصلت داعش على أسلحة الجيش العراقى؟ ومن سهل لها الحصول على هذه الأسلحة؟ ماذا فعلت أمريكا راعية الحرية فى العالم بعد غزو العراق غير أنها جعلت العراق مرتعًا للإرهاب؟ كيف ستتخلص العراقوسوريا معًا من فكر داعش ومن يقف خلفهم؟ كيف تَقوى سوريا لمناهضة فكر داعش وإيقاف المخططات التى تتكاثر يومًا تلو الآخر؟ أين المنظمات الدولية من الأممالمتحدة ومجلس أمنها والمجلس الدولى لحقوق الإنسان وقبل هذا كله أين جامعة الدول العربية وأين القرارات الفورية بعيدًا عن تعليق العضويات؟ أسئلة كثيرة تختفى كلها عند اتحاد العرب على كلمة واحدة.