وردة: أنا لم أنته بعد ولا يوجد من يستطيع شرائي!

وردة بها عبق زمن الفن الجميل ذو حنجرة ذهبية قوية مشوار طويل ومتعدد في مجال الأغنية الرومانسية والوطنية أغنياتها كرحيق الورد يتحدث عنه النسيم في الهواء ونعيش حاليا مع أحدث ألبوماتها: «حبك صالحني علي الدنيا» وسألناها: من تغني له وردة «حبك صالحني علي الدنيا»؟ - أغني إلي جمال حفيدي وحب الله وجمهوري الذي أراه في حفلاتي وقطتي اسنوتي جميعهم أتونس بيهم وصالحوني علي الدنيا من جديد. لماذا اخترت أغنية «ملل» كبداية لأغنيات الألبوم؟ - اخترت هذا الاسم ليسألني الناس وحالة الملل هذه تعيشها الأمة العربية الآن خاصة بعد الثورات التي حدثت. لكننا نعرف وردة بالفرح والبهجة والسرور والمرح؟ - هذا نوع جديد من الأغنيات لم أغنه من قبل وأنا تقريباً غنيت جميع الألوان الغنائية وهذه الأغنية تناسب عمري والزمن الذي نعيشه كل الأعمار بكل المستويات لديها حالة ملل حقيقية ولذا فضلت البداية بهذه الأغنية. ماذا تقصدين بأغنية: «اللي ضاع من عمري»؟ - أقصد أني تعذبت كثيراً ورغم ذلك أنا وردة ولم أنته بعد ومن العذاب يأتي الإصرار وأنا بيني وبين الجمهور عشرة عمر ومستحيل أن يخذلني. تقول وردة لمين «الله يجازيك»؟ - لا أستطيع البوح بأي أسماء لأن نصف مصر ستغضب مني. علي من تنادين بأغنية «يا حب من يشتري»؟ - أنادي بها كل المصريين ومتأكدة أنها نوعية من الغناء سوف يعجب بها جداً شعب مصر العظيم. هل من أحد استطاع شراء وردة؟ - لا يوجد من يستطيع شرائي وأنا لم أقصد شرائي ماديا ولكني أقصد شرائي بالحب والمودة والمعاملة الحسنة واللقاءات الإنسانية. لماذا كل هذا الحزن؟ - بالفعل أنا حزينة وأتناول الحبوب المنومة وبداخلي شجن كبير لأن الزمن والناس تغيرت وشعرت بذلك أثناء محنتي المرضية، ولم يسأل عني أحد سوي الفنانة نبيلة عبيد، مصر التي عشت بها أكثر من أربعين عاما، لكن لي أصدقاء كثيرون تنازلوا عني جميعاً ولا يسأل عني أحد، ربنا كبير. الأغنية التي تعبر عن حالتك الآن؟ - أغنية «هو في حد لاقي في الزمن ده حد يحس بيه»؟ لماذا لا تتزوجين للخروج من هذه الحالة؟ - الزواج لن يستطيع إخراجي من هذه الحالة وأنا مرتبطة جداً بحفيدي وابني والغناء هو الشيء الوحيد الذي يخرجني من حالة الملل ولكن غنائي ضروري أن يسمعه الناس. أين كنت كل هذه الفترة؟ - شركة روتانا هي سبب عطلتي سنتين ونصف السنة بسبب الحالة المادية التي مرت بها الشركة وحالتي الصحية كانت منهارة وانشغالي مع أولادي بالجزائر، كما كنت أبحث عن الاختلاف الفني ولاخر لحظة كنت مترددة لاتجاهي للشركة. لماذا أنت قليلة الظهور بأغاني الفيديو كليب؟ - الشركة المنتجة هي المسئولة عن أغاني الفيديو كليب لأن تكلفتها باهظة والمطربون والمطربات هم الذين يدفعون تكاليف الكليب الخاص بهم وهذه معلومة لا يعرفها الكثيرون وأنا ليس لدي امكانيات مادية لتصوير أغنيات الفيديو كليب. سمعنا عن مشاكل حدثت بينك وبين وليد سعد، وتامر حسني نرجو التوضيح؟ - لم تحدث مشاكل بيني وبينهما، لكن كانت المشاكل بين الشركة ووليد سعد لأن الشركة لا تريد تسجيل أغنيتين له وضاع وقت كبير في المشاكسات، أما تامر حسني فهو شاب صغير ويسافر كثيراً وعندما جاءني سمعت منه ألحاناً ثقيلة جدا فطلبت منه ألحاناً خفيفة هذا كل ما حدث، ولكن كل الأغنيات التي رفضت تسجيلها الشركة من عباقرة التلحين: وليد سعد، خالد عز، بلال زين ستظهر في C.D عظيم. ظهورك في الحلقة الأخيرة من المسلسل الجزائري أثار الجدل ما تعليقك؟ - أنا ظهرت ضيف شرف والمشهد كان في الأصل أغنيتي: «باتونس بيك»، وبسبب حبي للمخرج وافقت علي الظهور . هذا يعني أنك تتنازلين عن نجوميتك عندما تحبين؟ - عندما أحب إنساناً لم أتردد أن أهديه روحي وعيني وليست نجوميتي فقط المهم أين هذا الإنسان الذي يستحق. ماذا تعني الحياة عند وردة الآن؟ - الآن أنا متمسكة بالحياة أكثر من زمان وأتأمل الطبيعة والطيور والحيوانات وأتحدث كثيرا بالفرنسية مع قطتي اسنوتي وأشعر من عينيها أنها تفهمني خاصة عندما تحرك أذنها. ما الجديد بعد الألبوم؟ - سوف أقدم دويتو مع كل من: حسين الجسمي، محمد عبده وحاليا أعكف علي قراءة سيناريو أجاثا كريستي كعمل درامي وستكون المخرجة ساندرا نشأت التي أعجبت جدا بالفكرة. وأين السينما؟ - الرجوع للسينما صعب جدا وحلمي رفلة الله يرحمه هو الذي كان يقدمني للسينما بكل ثقة، وكنت مطمئنة وأنا معه، ولكن التليفزيون يعيش عصره الذهبي وأعجبني جداً مسلسل: «يتربي في عزو» و«الحاج متولي» وأتمني المشاركة بأعمال فنية هكذا. أهم عناصر النجاح من وجهة نظرك؟ - الإصرار والموهبة والذكاء وكان حليم يتسم بالذكاء الفني والمطرب عمرو دياب يشبه حليم في هذه الصفة ويفكر كثيرا جدا قبل العمل. ما أول شيء تعلمته وردة؟ - علمني والدي منذ الطفولة حب الوطن «الجزائر» رغم أن ميلادي كان بباريس وأول لحن طلبته من الموسيقار السنباطي «لحن جزائري» وكنت مناضلة وأنا طفلة دون أن أعلم عندما قال لي أبي عندما يقابلك رجل اعطه ما في يدك وسمعت الكلام وقتذاك دون وعي. رأيك في الثورات العربية؟ - كان لابد من حدوثها لأن الشعوب جميعا كانت مخنوقة ومحتاجة إلي هواء الحرية النقي. ذكري مازالت عالقة بذهن وردة؟ - غنائي أمام الملك فاروق وأنا طفلة وتوزيع الجنيهات الذهب علي الحاضرين أثناء استماعهم إلي وكنت أعتقد أن عالم الفن حلم وجنة الفردوس وفي بداياتي الفنية في الستينات فوجئت بالنفاق والكذب الذي لابد منهما ليرضوا عني. ما الأغنية التي عندما تسمعينها تتمنين غناءها؟ - أغنية: «أي دمعة حزن لا» للمطرب عبدالحليم وشعرت بالغيرة عندما لحنها بليغ لحليم وحتي وقتنا هذا عندما أسمعها كنت أتمني غناءها أنا. ما رأيك في مطربات اليوم؟ - معظمهن عبارة عن فساتين ماركات: بيكاردان، إف سان لوران، شانيل وهؤلاء مؤديات فقط، ولكن المطربة آمال ماهر ستكون هائلة لو خرجت من عباءة أم كلثوم، وشيرين، وأنغام وتعجبني جدا مطربة الحنطور لأن صوتها شعبي يهز الجبل وهي من بيئة الموالد والأفراح وصوتها جميل لأنه يعبر عن ذلك. رأيك في المطربين الذين يعيدون أغنياتك بأصواتهم؟ - أكون سعيدة جدا عندما يغني أغنياتي مطربون حقيقيون، ولكن الذين لا يجيدون الغناء يسيئون إلي سمعتي وأغنياتي وهذا شيء يحزنني جدا. رأيك في مسلسلات السير الذاتية للفنانين؟ - لا تعجبني معظمها، لكن أعجبني جدا مسلسل أم كلثوم، وحاليا مسلسل الشحرورة ومازلت أتابعه. من الفنانة التي تراها وردة مناسبة لتجسيد سيرتها الذاتية؟ - لا توجد من تشبهني ولم أجد حتي الآن من تكون قريبة الشكل لتمثل دوري. أهم اصدقائك من الإعلاميين؟ - طارق الشناوي، إبراهيم عيسي دافعا عني أثناء محنتي مع الأحداث الكروية ما بين مصر والجزائر. ما الذي يغضب ويضحك وردة؟ - أبكي عندما أري طفلا يضرب أو حيواناً يهان وأضحك عندما أسبح في البحر. أقرب آلة موسيقية إلي قلب وردة؟ - آلة القانون بها أوتار قلبي. لمن تغنين له: «يا لعبة الأيام»؟ - أغنيها لنفسي، أنا دفعت فاتورة الفن بالمرض والعمليات الجراحية ولا يوجد من تعذب مثلي وفعلا الأيام لعبت بي وكانت أقوي مني فكنت أنا لعبة الأيام وهذا قدر مستحيل الهروب منه. وكيف صحتك الآن؟ - الحمد لله جيدة، ولكني كسولة ويطلب الأطباء مني المشي وأنا طوال اليوم أجلس علي الكرسي والعمل هو الشيء الوحيد الذي يعيد النشاط إلي جسدي ويدفعني للحياة من جديد. وردة مازالت لها أحلام؟ - طبعاً أحلم بعودتي لجماهيري من خلال أغنياتي والعطر مستحيل يترك الوردة علي رأي المثل «الورد مهما ذبل عطره مازال فيه»، ولن أبعد عن مصر مرة أخري ونجاح ألبومي هو الذي سيقرر بقائي واستمراري أم ايقافي واكتفائي بتاريخي.