منذ قرر أن يغني من خمس سنوات تقريبا .. رفض أن يركب الموجة وفضل أن يكون جادا وصاحب مبدأ في أغانيه .. ففي ألحانه وكلماته لا يغني للحب وإنما يغني للوطن بأحداثه وقضاياه وشوارعه وناسه وأبطاله المنسيين .. هو الفنان مأمون المليجي الذي شعر بعد عناء ومحاولات للوصول بفنه للناس أنه لابس طاقية الإخفاء .. ولكنه لم ييأس حيث اتجه للفيس بوك يعرض أغانيه وألحانه عليه وقد نجحت التجربة وأصبح له جمهور كبير .. تفاصيل هذه التجربة نعرفها في هذا الحوار . كتب: محمد شعبان من هو الفنان مأمون المليجي؟ أنا من مواليد الإسكندرية عام 1960, عشت طفولتي في ربوع جبال لبنان مع والدي الفنان حسن المليجي وهو في الأصل فنان مصري لكنه هاجر إلي لبنان وأصبح واحدا من مشاهير الفن بها كما أنه حصل علي الجنسية اللبنانية .. ومنزلنا في بيروت كان أشبه بالسفارة المصرية يعني كان ملتقي الفنانين المصريين مثل رشدي أباظة وفريد شوقي وحسن الإمام وطبعا أنا نشأت في هذا الجو فأصبح عندي حس فني خصوصا في مجال التلحين , ووالدي طلب مني زمان أن أقدم بعض ألحاني للرائع كمال الطويل فأثني علي وشجعني وقال لي : إنت أحسن مني وأنا في سنك ! وبالفعل بدأت أعرض أعمالي علي بعض الفنانين وأنا في العشرينيات من عمري ولم أوفق حيث اختلفت معهم لأني كنت عايز أشتغل في أعمال جادة علي غير رغبتهم وفي النهاية تركت هذا المجال سنوات كملحن ومطرب في وقت واحد بعدما توصلت لحقيقة وهي إني لازم أغني ألحاني بصوتي ووجدت نفسي بالفعل مدفوعا في السكة دي بشخصيتي وصوتي وطريقتي الخاصة . وكيف أصبحت مطرب الفيس بوك؟ أولا كل الإعلاميين يعرفونني جيدا وأغلبهم ضيوف في حفلاتي , يعني خذ عندك مثلا محمود سعد وعمرو أديب , ومعتز الدمرداش وغيرهم .. لكن هناك تجاهل زي ما أكون لابس طاقية الإخفاء ، ومن هنا كان لازم أنتشر فأصبح الفيس بوك هو المتنفس الباقي أمامي لأني أقوم بعرض أغنياتي وأخباري عليه ومع الوقت أصبح عندي جمهور بالآلاف من مصر وتونس والسعودية وغيرها من الدول , وتعليقاتهم أعطتني مزيدا من الثقة في نفسي , أيضا جمهوري علي الفيس بوك عندهم استعداد لتوزيع كل أغنياتي وهذا ما حدث مع ألبومي الأخيرة خاصة أن لي أصدقاء من طنطا والبحيرة والزقازيق والإسكندرية وأسوان وغيرها من المحافظات . تعليقات جمهورك علي الفيس بوك شعرت من خلالها بأيه؟ تعليقات إيجابية تقول إنني فنان حقيقي بجد .. وبعضها يساعدني في أن أقيم نفسي حيث من خلالها أستطيع أن أسمع صدي ألحاني بسهولة وتأثير كلماتي التي أختارها بعناية حتى أغنيها . وما هي موضوعات أغنياتك ؟ أنا مش مطرب رومانسي لأني لن أضيف جديدا وسط ساحة فنية كل نجومها يغنون للحب فقط .. أنا أغني للإنسان المصري البسيط بكل شرائحه .. أغني للفلاح والعامل وأغني للشوارع وللوطن وأغني للنجوم الحقيقيين اللي للأسف منسيين أقصد اللي بيحاربوا ويتعبوا ويشقوا ويضحوا ولا أحد يشعر بهم .. غنيت مثلا لعم ابراهيم اللي ممكن تراه في ملامح الملايين من المصريين , كما غنيت للأحداث والقضايا والهموم وغنيت أغنية عاطفية واحدة وكانت في حب مصر ! البعض يري في أعمالك اتجاها لإحياء فن سيد درويش؟ كلام صحيح إلي حد كبير .. أنا والشعراء اللي معايا قررنا منذ أن بدأنا أن نأخذ سكة سيد درويش الذي غني لمصر بجد والذي تستطيع من خلال أغنياته أن تؤرخ لمصر سياسيا واجتماعيا ونفس الفكرة في أغاني حليم في حكاية شعب وموال وعدي النهار علي سبيل المثال .. لكن لو سمعت أغاني اليومين دول تشعر إن مصر كلها غرقانة في الحب وبس .. عموما أنا ابتعدت عن هذا الطريق واتجهت للأعمال القيمة التي تحكي عن بلدنا وناسها علي طريقة سيد درويش . كيف تستطيع أن تقدم فنا راقيا وتضمن في الوقت نفسه إعجاب الناس بكل فئاتهم !! الحل في جملة واحدة : كلمات محترمة موضوعة في لحن لطيف بمعني أن تكون الكلمات راقية وذات معني وتناقش موضوعا جادا أيا كان ثم تقدمها في إيقاع سريع مناسب لروح العصر . طيب إيه رأيك في عبارة : الناس عايزة كدة؟ ! ومين قال إن الجمهور عايز كدة وإيه دليله .. أنا مش عايز أقول إن الاعلام هو اللي عايز كدة وليس الجمهور .. أنا لاحظت علي الفيس بوك إن الذوق لسه بخير وهذا الجيل واع جدا وعنده جرأة وإطلاع وتقييم عال للأمور ويحتاج للفنون القيمة .. وللأسف أنا مشكلتي إني مش عارف أصل للناس من خلال الإعلام . ولماذا لم تركب الموجة مثل بعض المطربين وبعدها تختار أغانيك؟ لو عملت كدةه.. مش هألحق أتوب ! ولذلك قررت أن ألحن وأغني ما يتفق مع ميولي وضميري فأنا لا أبحث عن التواجد وكل أعمالي مجهودات شخصية بمعني أنني ألحن وأصدقائي الشعراء يعطونني الكلمات مجانا ولي صديق موزع وحتي الكليبات هناك بعض الشباب المبدعين يساعدونني في إخراجها وليس عندي شركة إنتاج . أين تقيم حفلاتك الغنائية؟ في ساقية الصاوي ومكتبة الأسكندرية وبخلاف ذلك كل أعمالي علي الفيس بوك واليوتيوب . هل حصلت علي جوائز فنية طوال الفترة الماضية؟ حصلت علي جائزة أوسكار فيديو كليب مرتين , الأولي لأغنية في الشوارع والثانية لأغنية نحلم سوا . وماذا عن حياتك بعيدا عن التلحين والغناء؟ أنا أصلا مهندس معماري وعندي جاليري لبيع مستلزمات الديكور في الأسكندرية .