شارك فى الندوة: طارق مرسى أحمد باشا طارق مصطفى محمد عادل - مصطفى ماهر تصوير: على عمر أحيانا يضطر الناقد إلى خلع قميصه والتنازل عن حقه، عند استقباله تجربة يغلب عليها النزعة الإنسانية.. فلا مقاييس يمكن الاعتماد عليها فى تقييم تجربة خريج الكونسرفتوار الذى خاصمته الدنيا 42 عاماً كاملة لتصالحه فجأة.. عندما يجد من يؤمن بموهبته ويغامر بتقديمه كما فعل الشاعر «أيمن بهجت قمر» والملحن «محمد يحيى» اللذان غامرا بتاريخهما الفنى واللعب فى المضمون وساهما فى صناعة «أبوالليف» مع ذلك لا يمكن التغاضى عن الظاهرة.. والصيغة التى توصلوا إليها فى تقديم نقد اجتماعى لاذع معتمد على ألفاظ قد تكون مسفة وصياغات غريبة وقاموس الشارع فى ألحان جادة وقوالب موسيقية عصرية لا مجال للاستخفاف بالتجربة التى حققت دويا وبثت روحا فى صناعة كنا نتصور أنها ماتت.. فالمدقق فى خامة الصوت والأسماء التى تقف خلفه، ربما تؤدى إلى النهاية غير المعتادة مع تلك الظواهر سريعة الظهور والضمور فى الوقت نفسه.. وتمده من خبراتها وموهبتها عمرا أطول . بداية طريق روزاليوسف: لنبدأ ب «نادر أبوالليف» وعلينا أن نتساءل: كيف ومتى بدأت هذه التجربة وكيف وصلت للشاعر أيمن بهجت قمر وصولا إلى ألبوم «تاكسى»؟ أبوالليف: منذ سنوات كنت قد وصلت إلى حالة من اليأس الشديد من الفن وكان على أن أتركه وأبحث عن وظيفة لأعيش منها فسافرت إلى «ليبيا» لأعمل هناك لفترة، ثم عدت إلى الإسكندرية مدينتى وعملت كسائق تاكسى قبل أن تواجهنى مشكلة فى الرخصة لأنه على من يتولى قيادة التاكسى أن يحمل رخصة مهنية، فذهبت للعمل فى محل «سوبر ماركت» ثم «كهربائى» والمضحك فى الأمر أنى تخرجت من الكونسرفتوار الذى درست به الكمان. روزاليوسف: ما اللون الذى تعتمد عليه فى غنائك؟ أبوالليف: اللون الذى أعتمد عليه فى غنائى هو «المونولوج الناقد» الذى ينتقد الحالة العامة من خلال رصد لتجارب حياتية شخصية عشتها ويعيشها الكثيرون. أعبر عن ذلك من أغنياتى أو المونولجات التى أقدمها. روزاليوسف: قلت أن مشكلتك فى التسعينيات كانت فى كيفية إنتاج شريط كاسيت، ولكن الآن هناك أزمة أكبر وهى القرصنة، ألم تفكر فى هذه المشكلة؟ أبوالليف: أنا لم أنتج، لأن الألبوم كان فى الأساس مشروع الشاعر «أيمن بهجت قمر» والملحن «محمد يحيى» والموزع الموسيقى «توما» والذين اتفقوا على إنتاج ألبوم من غنائى بعد ما استمعوا إلى أغنياتى القديمة، فتشجعوا لفكرة إنتاج الألبوم، وبالطبع وافقت على الفور، خاصة أنهم قالوا لى: «سلملنا نفسك ومالكش دعوة بأى حاجة». أثناء تحضير الألبوم زارنا المطرب «محمد حماقى» وسمع الأغانى فتوسط لدى للأستاذ «جمال مروان» المُنتج وصاحب شركة «ميلودى» وزارنا هو الآخر فى الاستوديو واستمع للأغنيات ونالت إعجابه، واتفق مع فريق العمل «أيمن - يحيى - توما» أن يتولى هو شئون إنتاج وتوزيع الألبوم بعد تسجيل «الماستر». ومن هنا جاء ارتباطى بشركة ميلودى وارتباطى ب (أيمن- ويحيى- وتوما) ثم وقعت بعد ذلك مع شركة ميلودى عقد «احتكار» دون تحديد فترة زمنية وطالما أنى أشعر بالرضا والراحة من خلال المشروع فلا تعنينى المدة حتى لو كانت العمر كله. مغامرة لابد منها روزاليوسف: الشاعر الغنائى «أيمن بهجت قمر» كيف ولماذا ظهر مشروع «أبوالليف» فجأة على سطح الساحة الغنائية؟ أيمن بهجت قمر: كانت لدينا فى الفترة الماضية كشعراء وملحنين مشكلات مع المنتجين، وحاولنا أن نصيغ أفكاراً لكلمات وألحان جديدة، فى الوقت الذى كان فيه حِراك فى المجال الغنائى، فالبعض اضطر أن يرضخ لسطوة المُنتجين، والبعض الآخر حاول أن يبحث عن حقوقه بطُرق قانونية.. على ضوء كل هذه الظروف كنا قد اجتمعنا أنا و«محمد يحيى» و«توما» لعمل أغنية كوميدية ل «أبوالليف»، وحينما قام بغنائها، استطعنا أن نفكر أن صوت «أبوالليف» يستطيع إحياء نوع افتقدناه فى الغناء وهو الغناء الاجتماعى أو ما نطلق عليه «المونولوج»، والذى يمس المجتمع، ونستطيع أن نتحدث من خلاله عن مشكلات نعيشها، خاصة أن الأغانى التى نقدمها تبتعد تماماً عن هذا اللون اللهم إلا تترات المسلسلات أو الأفلام التى أكتبها مع زملائى، أما بقية الأغانى فتسير فى طريق الحب وخلاص، والمطربون بشكل عام يخافون من التجديد، لذا كنا فى حاجة لمنفذ جديد مثلا له شكله، خاصة وأننا نريد أن نعبر عن لسان حال المواطن البسيط، من خلال ألحان يمكن وصفها بالشيك مع أنها شرقية فى الوقت نفسه لم نُضع وقتنا بعد أن اقتنعنا بأهمية هذا المشروع، فاتخذنا خطوة كتابة عدد من الأغانى ل«أبوالليف»، لدرجة أننا كُنا نؤجل أعمالنا كأغانى ل «عمرو دياب» و«إليسا» وآخرين.. والحمد لله إن بقى عندنا قماشة تعيش زى صوت «أبوالليف». روزاليوسف: «أيمن» البعض يقول أنكم تقومون بمغامرة كبيرة ولا أحد يعلم ما إذا كانت ستستمر أم لا.. كما أن هذه المغامرة قد تؤثر على أسمائكم ما تعليقك؟ أيمن بهجت قمر: إذا كنت سأقيم «محمد يحيى» و«توما» بعد هذه التجربة، فسأجد أن أسهمهم ارتفعت أكثر، خاصةً وأن الاثنين لا يصنعان هنا أغانى عاطفية، بل يصنعان نوعية جديدة من الأغانى، إلى جانب أننى أحترم الشعراء المتنوعين، وليس الذين يكتبون الأغانى العاطفية فقط مثل «صلاح جاهين» و«حسين السيد» الذى كتب أغانى لثلاثى أضواء المسرح بالرغم أنه كتب أغانى كثيرة أيضاً ل «محمد عبدالوهاب»، فأنا تعلمت من هؤلاء الكبار أن أكتب عن الحب والمجتمع ، المهم هو التفوق. روزاليوسف: بالنسبة للمُلحن «محمد يحيى» ما الذى رأيته فى صوت «أبوالليف» ليُشجعك كمُلحن أن تقوم بتلحين أغانى له؟ محمد يحيى: أولا صوت أبوالليف بلغتنا «مدوزن».. أى أن غنائه سليم بنسة 100 % ، ثانيا هو دارس للموسيقى، ثالثا أنه خاض تجربة الغناء من قبل ويستطيع تقديم أغانى شعبية بمصداقية ومهارة.. هو خامة تستطيع أن تعمل معها كملحن، وهو فاهم بيغنى إيه لأنه فاهم مقامات.. فميزة «أبوالليف» أن صوته ممسوك والمساحات فى صوته كبيرة تسمح لى كملحن أن أصنع أى شئ، ففى أغنية «تاكسى» تجده يقول جملة «عابدين يا أسطى» بشقاوة ابن البلد، تجربة العمل معه تجربة ناجحة وهو ساعدنا كثيراً، ولم يتذمر من التجارب التى خضناها معه. روزاليوسف: «محمد» كيف صنعتم تجربة «أبوالليف» ولماذا؟ محمد يحيى: علينا الاعتراف بأننا مللنا من نوعية الأغانى المعتادة التى نصنعها، فأصبنا بحالة ملل.. لماذا أصبحنا مقيدين بأغانى الحب والهجر فقط؟ هذا هو سبب التجربة أما عن بداية التعارف فكانت عند «أيمن بهجت قمر»، وكنت أسمعه يغنى، حتى تطور الأمر للتفكير فعلياً فى إنتاج ألبوم.. ولم نخطط لأى شىء، لأن كل ما كان يشغلنا أن تخرج التجربة إلى النور. روزاليوسف: «توما» وبما إنك الموزع الموسيقى للألبوم كيف تفسر أنه فى أغنية مثل (كينج كونج) تجد أن الكلمات ساخرة والموسيقى جادة جداً؟ «توما»: لا أحب أن يكون فى الموسيقى قواعد، أحب التوزيع حسب رغبتى، والموسيقى فى الألبوم خليط بين الشرقى والغربى وكان مقصودا أن تكون فى قالب شبابى لأنه لم يكن مفيداً أن تكون الموسيقى قديمة لهذا جعلتها حديثة ومعاصرة والغرض من جدية الموسيقى فى أغنية «كينج كونج» مع الكلمات الساخرة أن توضح الإيفيه والمعنى الذى تقوله الكلمات. وبالمناسبة فإن ألبوم «أبوالليف» قدم لى فرصة كبيرة لكى أقوم بتفريغ طاقة بداخلى، «أنا زهقت من أغانى الحب اللى كلها بتقول بحبك وعينيك ويا حبيبتى» وأدهشتنى فكرة مناقشة موضوعات مختلفة مثل «النفسنة» وقسوة الأهالى على أبنائها. كلمات من الشارع روزاليوسف: أبوالليف «سمعنا عن تفاصيل خاصة بمشكلة مع تامر حسنى، هل هذه معلومة صحيحة؟ أبوالليف: لا ليس هناك مشكلة بينى وبين أحد ولكن يمكننا القول سوء فهم بسبب جملة فى أغنية «تاكسى» تقول (أنا اللى خانقنى باغنى من تالتة ابتدائى من قبل تامر حسنى وقبل محمد حماقى) لكن عندما استوعب الجميع الموضوع لم تحدث مشكلة والدليل على ذلك أن محمد حماقى يتصل بى كل يوم ليسأل عنى، بل ويسأل الموزعين عن أخبار مبيعات الألبوم وهو بالمناسبة من أوائل المشجعين والمتحمسين لى. ولكن نعم تامر كان معترضا فى البداية على الكلمة عندما استشرناه لأن إحدى الإذاعات الخاصة اشترطت موافقته قبل إذاعة الأغنية. روزاليوسف: بالنسبة للكلمات، دعونا لا ننكر أن قاموس الكلمات التى قدمت فى الألبوم تشمل الفاظاً جديدة وصادمة مثل «خرونج» و«كاورك» أليس كذلك؟ أبوالليف: «إحنا النهاردة فى 2010 وفيه نت وفيه دش ولازم نطور الكلمة. ولا اتفق مع من يعتبر هذه الكلمات نوعا من الإسفاف». روزاليوسف: «أيمن» قاموس كلمات الأغانى مفاجئ، خاصةً أنه يحتوى على «اهمدى» و«خرونج» و«كاورك» ما ردك على هذا؟ أيمن بهجت قمر: أولاً خرونج مش شتيمة.. أو لفظ قبيح.. روزاليوسف: لكنه لفظ شارع. أيمن بهجت قمر: طبعاً لفظ شارع لأن «أبوالليف» من الشارع، فهو ليس «عمرو دياب»، كما أننا كتبنا على البوستر «أنا مش خرونج»، وحينما حاول البعض أن يحذفها، تظلمنا لدى «د.سيد خطاب» رئيس الرقابة، ووافق عليها، وهو بالمناسبة رجل استوعب محتوى الموضوع، وشعر بروحه، خاصةً أن عليه أسماء كبيرة لا تجازف بشئ بل مقتنعة به، وشرحت له وجهة نظرى، وتفهمها تماماً، ولم يقم بحذف كلمة.. أعود لكلمة «خرونج» هى كلمة مش قبيحة، ومن الشارع، ولو أنا مكسوف منها مكنتش هاحطها، وهذه الكلمة ظهرت فى مسرحية «شاهد ما شفش حاجة»، وهى كلمة كنت أسمعها منذ طفولتى، ولم تؤثر على لأصبح منحرفاً بعدها!.. وهى كلمة عادية جداً، وظهرت نفس الكلمة فى فيلم «إشاعة حب»، كما أننى قمت بكتابة كلمات من الشارع مثل كلمة «أنتخوا»، وفى أغنية «كينج كونج» ستجد أنها تعبر عن شريحة كبيرة من الشباب لديهم معاناة مع صديقاتهم، والمعاناة تتمثل فى «الفيس بوك»، خاصةً حينما يرى أن لها أصدقاء من الشباب على «الفيس بوك»، وتجد الشاب يعيش فى أحزان كبيرة، بدلاً من أن يقوم بالتفكير فى قضايا حقيقية، فهذه سُخرية.. ولكى أوضح كلامى أكثر، فل «زياد الرحبانى» - الذى نقدره جميعاً - أغنية أول كلمة فيها «قرف»، وبالتأكيد من سيسمع الأغنية سيقول: ما هذا الإسفاف؟!.. لكن إن دققت فى معانى كلمات الأغنية، ستجده يساعدك فى معرفة ما الذى يمثله «القرف» بالنسبة له، ستتفهم وجهة نظره.. كما أن لحن أغنية «كينج كونج» لحن جاد جداً، والكلمات نفسها جادة، فلم نقم بصناعة لحن أو كلمات تسطح من الموضوع نفسه.. وقد تعودت أن تنتقد الناس مفرداتى وهذا لم يعد يؤثر فىّ لأن لدى وجهة نظر أريد إيصالها ومحتاج جُرأة، ولم أقم بصناعة أغانى «البلح» أو حتى بصناعة صور شعرية يقوم الشعراء بالتبارز بها فى الندوات الثقافية.. أنا عاوز الإنسان البسيط والمفكر يفهمونى.. كما أننا قمنا بتسهيل المسألة بوضع شرح لمحتوى ومضمون الأغانى فى الألبوم، وهذا بعدما ظهرت الأغنية على الإنترنت، وتعرضت أنا بشكل شخصى لهجوم عنيف بسبب الكلمات. روزاليوسف: «أيمن» ما الفرق بالنسبة لك كشاعر بين أن تعبر بمفرداتك عن الرجل البسيط وبين أن تنحدر بمفرداتك؟ أيمن بهجت قمر: هناك فرق.. فأنا لا أقوم بكتابة أغانى بها إيحاءات جنسية، تخجل منها زوجتى أو ابنتى، ولا أمس فى الأغانى الدين والوطن والشرف، فلديك أغنية ل «بديع خيرى» و«سيد درويش» يتحدثان فيها عن «الكوكايين»، كما أن هناك أغنية ل «محمد عبدالوهاب» يذكر فيها جملة «والحوض مليان»، فهل هذا انحدار بالغناء؟!.. أنا مع فكرة أن تقول أى حاجة دون أن تخدش الحياء أو تناقش عقائد الناس، أو تدخل فى مناطق حساسة، وبعدين إحنا عدينا جو أغانى التسعينيات والتى ستجد بها صوراً شعرية وقصائد، بينما رجل الشارع العادى لن يفهمها الآن. روزاليوسف: هل كان هناك اعتراض من قبل الرقابة على أى كلمة فى الألبوم؟ أبوالليف: ولا ملاحظة واحدة.. د.سيد خطاب رئيس الرقابة استمع إلى الألبوم وأجازه فوراً. روزاليوسف: «أيمن» علمنا من «أبوالليف» أن الأغانى تحمل تجاربه هو الذاتية.. هل تجد أن هذه التجارب تحمل قماشة واسعة تمكنك من عمل ألبومات قادمة؟ أيمن بهجت قمر: أنا على استعداد تام لأن يتحدث إلىَّ أى إنسان عن مشكلة بل يقترح أن أحولها إلى أغنية ل «أبوالليف».. فمثلاً أغنية «مبقاش عندى ثقة فى حد» هى أغنية عن معاناته مع جحود الأهل، وهى أغنية فى منتهى الجمال وذاتية، لكنك قد تجد «أبوالليف» يغنى بعدها أغنية عاطفية.. الفكرة هى أن لدينا الكثير من المشكلات نود إخراجها فى هذه الأغانى. تسليم تام روزاليوسف: أيمن، هل قصدت معانى سياسية واجتماعية من خلال هذه الكلمات؟ أيمن بهجت قمر: بالتأكيد.. مثلاً لديك أغنية «كله بينفسن» هى تشرح طبيعة الشارع المصرى الآن، وهى مثل أغانى «إسماعيل يس» و«شكوكو» تشرح عيوب المجتمع. روزاليوسف: وماذا عن أغنية «الصحافة فين؟».. لماذا لم تظهر فى الألبوم؟ أيمن بهجت قمر: «الصحافة فين؟ .. كيلو اللحمة أهو».. لم يتضمنها الألبوم لأن هناك مشكلة فنية متعلقة بالموسيقى، فبعدما انتهينا منها شعرنا بأن الأغنية ستظهر «أبوالليف» مثله مثل أى مطرب شعبى، فلم يكن هناك وقت لأننا كنا نريد أن ننزل بالألبوم إلى السوق. روزاليوسف: «محمد» ألم تخش أن تصنيفك كملحن للأغانى العاطفية لنجوم مثل «عمرو دياب» وغيره قد يضيع بعد ظهور ألبوم «أبوالليف»؟ محمد يحيى: بالعكس.. لقد حققت مع «أيمن بهجت قمر» و«توما» معادلة لم يحققها أحد من جيلنا، فدعنا نعترف أن الأغانى أصبحت تشبه بعضها البعض، لكن أن تصنع أغانى جديدة فهذا هو التحدى الحقيقى. روزاليوسف: «توما» بالنسبة لموزع موسيقى، ما الذى يرضيه أكثر، أن يعمل مع النجوم ويصعد معهم، أم أن يساند مطربا جديدا؟ توما: الثانية، لأنها تحسب لى أكثر من الأولى، عندما أكون سببا فى ظهور نجم جديد أفضل من عملى مع نجم معروف. روزاليوسف: «محمد» ألحان الألبوم لا تبدو كما لو أنها ألحان ل «مونولوجات» وإنما هى ألحان عاطفية هل تعمدت هذا؟ محمد يحيى: دعنا نتفق على أن مونولوج زمان شكل، والآن شكل آخر، فيجب أن نجدد. روزاليوسف: «توما» كيف اخترت شكل التوزيع الذى ستقدمه خاصة مع وجود كلمات وألحان مختلفة كالموجودة فى الألبوم ؟ «توما»: فكرت أن ابتعد عن التقليدية وهذا ما حدث بالفعل، خاصة أن أبوالليف حالة مختلفة من الغناء وهذا ما نحتاجه كموسيقيين، الابتعاد بعض الشىء عن الأغانى التقليدية. نريد أن نقتحم مناطق جديدة مثلما فعل مايكل جاكسون الذى غنى عن العنصرية والأرض وعن الحروب. ابن البلد روزاليوسف: أبوالليف، هل تنظر للفن على أنه «أكل عيش»؟ أبوالليف: «الفن مهنة زى أى مهنة ربنا خلقها، ومادام الفن الذى أقدمه لا يشمل أى شىء قد يجرح مشاعر أمى أو أختى إذن هو فن محترم، ثم أنى لا أنوى أن أرقص فى كليباتى أو أن أعتمد على فتيات يمارسن الإثارة على الشاشة». روزاليوسف: إذن لن تقدم «عرى» فى كليباتك؟ أبوالليف: «أنا مصلى، انتوا شايفين إيه هل من الممكن أن أفعل ذلك ؟!».. أنا بتقى ربنا فى كل شىء، كما أننى اتفقت مع أستاذ جمال مروان على شكل الكليبات والذى خدمنى هو أن خطة ميلودى قد تغيرت مليون درجة من حيث شكل الكليبات والأستاذ مروان قال لى ذلك بنفسه وأكد لى أن الحملة الجديدة ستتضمن احتراما وتقديراً للمشاهد، واتفاقى معه تضمن ألا يكون هناك عرى فى كليباتى». السيد جمال مروان قال لى أيضا أنه غير خطة قنواته تماماً فيما يتعلق بالإغراء والعرى والاتجاه للاحترام و«الشياكة» لتوصيل المعلومة، والكليب سيتم تصويره فى «لبنان». روزاليوسف: لماذ لم تفكر فى الطريق الأسهل وهو تقديم الأغانى الرومانسية؟ أبوالليف: «لأنه ليس طريقى، أنا سكتى (المونولوج) والمونولوج حاليا انعدم واختفى من الساحة من أيام (إسماعيل يس وشكوكو وسعاد حلمى والجيزاوى)، النهارده تعال قولى مين بيغنى مونولوج، الكل يغنى للهجر والخيانة ولوعة الفراق لذا أنا أعتبر نفسى (مطرب) أقدم فن (المونولوج) وأرى أنه فن هادف وليس هناك ما يعيبه. روزاليوسف: هل يعنى ذلك أنك «مونولوجست»؟ أبوالليف: لا، لست «مونولوجست»، لأن هناك فرقا بين مونولوجست والمونولوج. روزاليوسف: لم تجب عن السؤال بعد.. لماذا اخترت المونولوج ولم تتجه للطريق السهل وتقديم الأغانى التقليدية؟ أبوالليف: الفكرة ليست فى تقديم التقليدى أو غير التقليدى فهناك «مليون مطرب» قدموا أغانى للحب والهجر و«ماتوا» فى الوقت الذى قدمت فيه أغنية مختلفة ونجحت، فالتواجد هو الصعب والمغامرة تكمن فى التجارب التى تناقشها الأغانى والتى تعبر عن الكثير منا». روزاليوسف: «أيمن» شعرنا أنك كشاعر تريد أن تضع المجتمع أمام مرآة ليرى حقيقته من خلال اختيارك لهذه الألفاظ.. هل هذا صحيح؟ أيمن بهجت قمر: ليه أتجمل؟!.. أنا لا أريد أن أصدمهم، أنا فقط أعبر عما يريدون أن يقولوه. روزاليوسف: أبوالليف، لماذا لم يكن لك وجهة نظر أو رأى فيما تقدمه الآن؟ أبوالليف: «لأنى عشت 42 سنة بدماغى وفشلت، وعرفت أنى أكيد كنت غلط من البداية ولذا سلمت لهم «دماغى» وتركت لهم زمام الأمور». روزاليوسف: بحكم التزامك الدينى، هل يعنى ذلك أنك قد تقدم على تجربة الأغانى الدينية؟ أبوالليف: إذا عرض على عمل جيد لماذا إذن الرفض؟. روزاليوسف: هل ترى أن الغناء حرام؟ أبوالليف: لو فيه ابتذال وإسفاف أو إهانة تجرح أختك وأختى. روزاليوسف:قلت إنك تقدم المونولوج ولكن لست «مونولجيست كيف هذا»؟ أبوالليف: المونولوجست حاجة والمونولوج حاجة تانية، المونولوجست وظيفته إضحاك الناس مثل «عزب شو» أما أنا فأصنف نفسى ك «مطرب شرقى» يقدم مونولجا ساخرا وناقداً». روزاليوسف: هل تعتبر نفسك مثلا امتدادا لمشروع «إسماعيل يس» و«شكوكو»؟ أبو الليف: لا أتصور ذلك وإن كنت اعتبر ما أقدمه إحياء لفن المونولوج بشكل عام. روزاليوسف: هل أنت إذن ضد عمل المرأة؟ أبوالليف: أنا لا أرفض هذا طبعاً والأمر فى النهاية حرية شخصية.. وعادى جداً أن الست تشتغل عشان تساعد زوجها.. أنا فقط أتمنى إذا تزوجت أن أعود من عملى لأجد زوجتى مهتمة بكل شىء فى بيتى، هكذا كانت والدتى مع والدى، أنا شخصيا أفضل أن تكون المرأة فى بيتها منتظرة زوجها عندما يعود من العمل لكى تسهر على راحته. روزاليوسف: هل من الممكن أن تتحدث عن ظاهرة النقاب والحجاب فى أغنياتك مثلا ؟ أبوالليف: الحجاب أو النقاب حرية شخصية.. وتعود للزوج.. ومن يريد أن يعمل شيئاً فليفعله.. أنا عن نفسى أفضل أن تكون «مراتى» ملتزمة ومحتشمة سواء كانت محجبة أو غير محجبة. التجديد والتغيير روزاليوسف: هل فكرتم مثلا فى أن تستغلوا الحالة التى يعبر عنها «أبوالليف» فى تقديم أغنية وطنية مثلا؟ محمد يحيى: الإجابة هى ليه لا.. فعندما يغنى «أبو الليف» أغنية وطنية سأصدقها منه أكثر من أى مطرب آخر، فأغنية مثل «كله بينفسن» تصدقها منه، وحينما يغنى «أبوالليف» أغنية وطنية تأكدوا من أنها ستصل للناس لأنه سيقدمها بأسلوب «أبوالليف».. وفى المرحلة القادمة ستتضح الصورة وسنرى ما إذا كان «أبوالليف» قادرا على تقديم أغانٍ وطنية وأخرى عاطفية بأسلوب مختلف أم لا». روزاليوسف: «محمد» لماذا ابتعدتم عن الأغنية السياسية؟ محمد يحيى: لم نتخوف من السياسة.. ولكننا لم نرغب فى زيادة جرعة النقد.؟