أكد محمود مسلم رئيس تحرير برنامج «الحياة اليوم»، علي قناة «الحياة» الفضائية أن تعدد برامج " التوك شو" هو لصالح المشاهد، وأن الفضائيات ساهمت في الحراك السياسي والاجتماعي ، وكانت بديلا عن الأحزاب و مجلس الشعب، لكنه توقع تضييق هامش الحرية الذي تتحرك فيه الفضائيات خلال المرحلة القادمة ، تحدثنا مع «مسلم» عن «الحياة اليوم» وما يمزه عن غيره من برامج التوك شو، وكيف يري دور هذه البرامج، وما أضافته للمشاهد. هل توجد سياسة تحريرية مكتوبة للقناة ؟ - توجد سياسة تحريرية مكتوبة، وتم مناقشتها، واقرها مجلس الإدارة منذ تأسيس القناة. ما أهم الأسس والمباديء التي استندت عليها هذه الوثيقة؟ - الانحياز إلي الحقيقة، وعدم تأثير رأس المال علي محتوي ومضمون البرامج،فعلي سبيل المثال رئيس مجلس الإدارة "السيد البدوي" لا يظهر مطلقا في برامج القناة، البعد عن الإثارة، والعري،عدم نشر أي مواد إعلامية تهدد الوحدة الوطنية، والأمن القومي المصري، الالتزام بالحياد، والموضوعية، والمهنية، فالقناة ليست لسان حال أي قوي سياسية، ومقدمو البرامج ليسوا زعماء سياسيين. ما الأسباب وراء تحول بعض مقدمي البرامج إلي زعماء سياسيين؟ و قيامهم بالتحدث باسم الشارع المصري؟ - للأسف يحدث ذلك، وسببه نقص الخبرة المهنية،واستغلال حالة الفراغ السياسي، ويري بعض مقدمي البرامج أن هذه الطريقة سهلة في الوصول إلي المشاهدين، ويظهر هذا الأداء في البرامج السياسية،فيعتقد بعض مقدمي البرامج أن الهجوم علي الحكومة سوف يزيد من شعبيته لدي المشاهدين اغلب برامج " التوك شو" تركز علي السلبيات، دون الحديث عن الإيجابيات في المجتمع؟ - ليس صحيحاً، بدليل اهتمام قناة الحياة بانجازات الحكومة في مجالات مختلفة، فعلي سبيل المثال توجه فريق العمل إلي الصعيد، وأعد فقرة عن طريق أسيوط - البحر الأحمر، وسوهاج -البحر الأحمر، ومعيار الاختيار للقضايا والموضوعات التي تقدم في القناة هو الاستجابة لاحتياجات واهتمام المشاهدين، وما نسأل عنه هو أسلوب المعالجة، وهل تم عرض كل وجهات النظر أم لا؟ تقدم برامج " التوك شو" جرعة مكثفة من السلبيات، قد تصيب المشاهدين بالإحباط؟ -هذا غير صحيح فبرامج "التوك شو" أعلي مشاهدة من الفضائيات العربية، وهذا مثبت في الأبحاث والدراسات التي تقيس نسب المشاهدة للبرامج، منها تقارير مركز المعلومات بمجلس الوزراء، و استطلاع رأي أعدته المصري اليوم ، كما اعد الحزب الوطني دراسة كشفت عن أن القنوات المصرية أعلي مشاهدة من القنوات العربية. هل توجد خطة عمل للبرامج محددة بفترة زمنية ؟ - ليس لدينا خطة عمل وفقا لفترة زمنية ، لان لدينا برامج محددة، ولكن ما يتم تغييره هو الفقرات التي تتناولها البرامج، ونختار لقضايا بشكل يومي، وفقا لأولويات الأحداث التي تهم المشاهد وفقا لأسس مهنية، وتتم مراجعات لما يقدم بشكل دائم، فمثلا تم التراجع عن ظهور الفتيات الصغيرات اللائي تعرضن للاغتصاب، ونضع علامات سوداء علي وجوههن. ما المعايير التي علي أساسها يتم اختيار أولويات القضايا ؟ - لا توجد معايير محددة ، ويعتمد علي الحس الصحفي والمهني، فمثلا لا يختلف أحد علي أن قضية هشام طلعت مصطفي لا يمكن إغفالها. قإذن فالمعايير هنا نسبية وانتقائية؟ - لا.. فحجم الإعلان مرتبط بنسب المشاهدة ، وتقوم بقياسه شركات أجنبية متخصصة في مجال الإعلان تستخدم منهجاً علميا، تستعين بها الشركات لمعرفة البرامج ومؤسسات الإعلام المختلفة التي يمكن الاستعانة بها للترويج لمنتجاتها. هل يوجد تقسيم عمل واضح بين فريق الإعداد و مقدمي البرنامج؟ - لا يوجد خطوط فاصلة، وهناك تكامل ، وكل طرف يضيف للآخر. نلاحظ أن بعض مقدمي البرامج يعتمدون بدرجة كبيرة علي الأوراق التي أمامهم، وفي الأغلب هي المادة التي أعدها فريق الإعداد؟ - اعتقد أن التزام مقدم البرنامج بما تم الاتفاق عليه مع فريق الإعداد أمر ايجابي، ولا يجعل المقدم يلجأ إلي عرض أرائه الشخصية. علي أي أساس يتم اختيار الضيوف ومحاور النقاش ؟ - أهل الخبرة، والمتخصصون في القضية المثارة في البرنامج، ونحرص علي دعوة كل وجهات النظر. ما يحدث هو تكرار الضيوف في جميع البرامج بمختلف القنوات الفضائية ؟ - يحدث أحيانا استسهال من فريق الإعداد، لذلك نحرص في قناة الحياة علي اختيار فريق الإعداد، وتنظيم دورات تدريبية لهم، وأيضا المراسلين، وتشمل برامج التدريب " اللغة العربية - التقنيات الفنية - كيفية الوصول للخبر وصياغته". يذاع عدد من برامج " التوك شو" في نفس الفترات الزمنية مساء، وتتناول في الأغلب نفس الموضوعات، هل يؤدي ذلك إلي تشتيت المشاهدين، أم إلي زيادة المنافسة ؟ - تعدد يسهم البرامج في زيادة المنافسة ، لصالح المشاهد، فسوف تزداد فرصته في الاختيار، والمشاهد قادر علي أن يحدد البرنامج الذي يقدم الحقيقة ما نقاط التميز بين برامج التوك شو؟ - يوجد نقاط تميز في محتوي البرامج، وطرق المعالجة، وأيضا هناك تنوع في شكل البرامج، ويوجد برامج تستعين بمذيع، وأخري بمذيع ومذيعة، واستمرار ونجاح هذه البرامج يؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح. هل ساهمت الفضائيات في حالة الحراك السياسي والاجتماعي التي يشهدها المجتمع ؟ - الفضائيات ليست جهات للتنفيس أو الصراخ، ساهمت الفضائيات المصرية في الحراك السياسي، وكانت في بعض الأحيان بديلاً عن الأحزاب السياسية، ومجلس الشعب، فكثير من الموضوعات والمشاكل التي طرحت في برامج " التوك شو"، وصل أصحابها إلي حلول.