حديد عز يسجل ارتفاعًا جديدًا.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    تفاصيل مران الزمالك استعدادًا لمواجهة دريمز الغاني    برلماني: ما يتم في سيناء من تعمير وتنمية هو رد الجميل لتضحيات أبناءها    مساعد وزير التعليم: 8236 مشروعا تعليميا ب127 ألف فصل    نائب رئيس جامعة حلوان يقابل الطالبة سارة هشام لبحث مشكلتها    ساعة زيادة لمواعيد غلق المحال التجارية بسبب التوقيت الصيفي.. لهذا السبب    مشروعات سيناء.. عبور إلى الجمهورية الجديدة    مزاد علني لبيع عدد من المحال التجارية بالمنصورة الجديدة    رئيس COP28: على جميع الدول تعزيز طموحاتها واتخاذ إجراءات فعالة لإعداد خطط العمل المناخي الوطنية    نادر غازي يكتب: الصمود الفلسطيني.. و"الصخرة" المصرية    خبير علاقات دولية: مواقف مصر قوية وواضحة تجاه القضية الفلسطينية منذ بداية العدوان    مسؤول إسرائيلي: بلينكن يزور إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث صفقة جديدة    تعرف على أهداف الحوار الوطني بعد مرور عامين على انطلاقه    كلوب: سأكون الأكثر ثراء في العالم إذا تمكنت من حل مشكلة صلاح ونونيز    الغيابات تضرب الاتحاد قبل مواجهة الجونة    علاقة متوترة بين انريكي ومبابي.. ومستقبل غامض لمهاجم باريس سان جيرمان    النصر يتعادل مع اتحاد كلباء في الدوري الإماراتي    بسبب سوء الأحوال الجوية.. حريق 5 منازل بالكرنك    بالإنفوجراف والفيديو| التضامن الاجتماعي في أسبوع    كانت جنب أمها أثناء غسيل المواعين.. غرق طفلة داخل ترعة الباجورية في المنوفية    السينما العربية يكشف عن ترشيحات النسخة 8 من جوائز النقاد للأفلام    ملخص فعاليات ماستر كلاس بتكريم سيد رجب في «الإسكندرية للفيلم القصير» | صور    وسائل إعلام إسرائيلية: سقوط صاروخ داخل منزل بمستوطنة أفيفيم    حياتى أنت    شركة GSK تطرح لقاح «شينجريكس» للوقاية من الإصابة بالحزام الناري    صحة دمياط تطلق قافلة طبية مجانية بقرية الكاشف الجديد    الأوقاف تعلن أسماء القراء المشاركين في الختمة المرتلة بمسجد السيدة زينب    إصابة 6 أشخاص في انقلاب سرفيس على صحراوي قنا    السينما الفلسطينية و«المسافة صفر»    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    نائبة تطالب العالم بإنقاذ 1.5 مليون فلسطيني من مجزرة حال اجتياح رفح    تعرف على أعلى خمسة عشر سلعة تصديراً خلال عام 2023    وكيل وزارة الصحة بأسيوط يفاجئ المستشفيات متابعاً حالات المرضى    مجلس أمناء العربي للثقافة الرياضية يجتمع بالدوحة لمناقشة خطة 2025    ميار شريف تضرب موعدًا مع المصنفة الرابعة عالميًا في بطولة مدريد للتنس    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية    «مياه دمياط»: انقطاع المياه عن بعض المناطق لمدة 8 ساعات غدًا    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    يحيى الفخراني: «لولا أشرف عبدالغفور ماكنتش هكمل في الفن» (فيديو)    استقالة متحدثة أمريكية اعتراضًا على حرب إسرائيل في قطاع غزة    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي شرقي لبنان    الأمم المتحدة للحق في الصحة: ما يحدث بغزة مأساة غير مسبوقة    مواعيد الصلاة في التوقيت الصيفي بالقاهرة والمحافظات.. وكيف يتم تغيير الساعة على الموبايل؟    بداية من الغد.. «حياة كريمة» تعلن عن أماكن تواجد القوافل الطبية في 7 محافظات جديدة    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    سويسرا تؤيد خطة مُساعدات لأوكرانيا بقيمة 5.5 مليار دولار    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة التاسعة)
نشر في اليوم السابع يوم 03 - 09 - 2009


الطريق إلى قصر العروبة
قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة التاسعة)
8- وسائل الإعلام
عناوين الحوار..
=سلامة أحمد سلامة: أتوقع تحلل الإعلام الحكومى بعد معرفة المواطن الوجه الآخر للحقيقة
= مرشح الرئاسة القادم سيخشى بحث الإعلام فى ثرواته وعلاقاته واتفاقياته السرية مع حكومات أجنبية أو أطراف أخرى.
= حكم مبارك عجز عن التعامل مع الانفتاح الإعلامى وكأنه فوجئ بما لم يتوقعه لذا كانت وثيقة البث الفضائى.
= السلطة منتبهة لتأثير الإعلام لذا وضعت وسائله تحت المراقبة.
= العلاقة بين السلطة والإعلام الحر دخلت مرحلة الشد والجذب لكن سينجح الإعلام الحر فى النهاية.
= قصة مصنع أجريوم كشفت للمواطن حجم الفجوة الهائلة بين ما يقوله الحكم والواقع الذى يعيشه.
= إعلامنا ليس حراً فالخطوط الحمراء كثيرة وهناك موانع خفية لا يشعر بها الرأى العام أو الصحفى لأنها تمر من تحت الباب.
= حكام العالم الثالث يسيئون استخدام القانون ولا يحترمون أحكام القضاء ويستخدمون وسائل الإعلام للتأثير وفق ما يريدون خاصة مع غياب مبدأ محاسبة الحاكم.
مقدمة الحلقة:
فى هذا التحقيق الموسع الذى يبحث فى القوى المؤثرة فى اختيار حاكم مصر القادم، وبعد أن عرضنا فى الحلقات السابقة للعديد منها كالإخوان ولوبى رجال الأعمال وقوى الخارج، فمن المؤكد أن هناك عدداً من هذه القوى يملك تأثيراً مباشراً فى ملف اختيار القادم إلى قصر العروبة مثل المؤسسة العسكرية وعلى الضفة الأخرى سنرى قوى أخرى لا تملك هذا التأثير المباشر، لكن لها دور حتى وأن بدا هامشياً، إلا أنه يظل موجوداً، ومن بين هذه القوى يبرز الإعلام وكافة وسائله من صحافة وإذاعة وفضائيات وإنترنت كأحد أبرز هذه القوى.
وإذا جاز لنا أن نصف عصرنا الذى نعيشه فهو بلا شك عصر الإعلام، الذى نجح فى أن يخترق حواجز شائكة وأن يكشف أسراراً كانت ستظل بعيدة عن أعين المواطنين، وعندما نتحدث هنا عن الإعلام فإننا نقصد به كافة وسائل الاتصال المكتوبة أو مذاعة أو مرئية ويدخل فى ذلك شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، الذى كان ظهورها بمثابة ثورة هائلة فى عالم الاتصال ولا يمكن هنا ونحن نبحث فى وسائل الإعلام وتأثيرها أن نتجاهل الطفرة التى حدثت فى تكنولوجيا الاتصال ويستطيع الآن أى مواطن يحمل "موبايل" أن يسجل ما يشاء من أحداث وينقلها لمن يشاء.
فى هذا الإطار فرض الإعلام نفسه كأحد القوى المؤثرة فى عملية اختيار الرئيس القادم إلى قصر العروبة، والذى كان له دور ما فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى جرت عام 2005 وحاول جميع المرشحين استخدامه لصالحهم، إلا أنه لم يلعب الدور الكبير والمؤثر والذى نراه فى الدول الديمقراطية عندما يكشف المستور ويبحث وينقب فى تاريخ وسيرة حياة المرشحين، ولهذا يهابه ويخشاه المرشحون ويقيمون له وزناً وحساباً، ولا ننسى أن فضيحة ووترجيت وخروج نيكسون من البيت الأبيض دون إكمال مدة رئاسته كان وراءه الإعلام.
ويرى بعض خبراء الإعلام أنه لا يزال مبكراً جداً أن نرى فى مصر مثل ما يجرى فى الولايات المتحدة وبقية الدول الديمقراطية من التأثير النافذ للإعلام على عمليات الترشيح للانتخابات لكنهم لم يستبعدوا إمكانية زيادة تأثير الإعلام فى الانتخابات القادمة مقارنة بالانتخابات الرئاسية السابقة، وذلك بسبب انفتاح مساحات الأفق الإعلامى على مصراعيه بشكل يشهد تزايداً كل يوم مما سيظهر معه أثر الإعلام فى مجريات العملية الانتخابية، ونعتقد أن شواهد كثيرة تؤكد ما ذهب إليه خبراء الإعلام مثل التعدد فى وسائل الإعلام وتنوعها غير المسبوق يصاحب ذلك طفرة تكنولوجية هائلة، ولأهمية الإعلام وتأثيره بدا الحكم منتبهاً ويقظاً محاولاً بسط نفوذه وسيطرته على وسائل الإعلام قبل خروج الأمر من بين يديه فجاء التضييق فى التصريح بوسائل جديدة وكان آخرها ظهور وثيقة البث الفضائى.
فهل ستنجح السلطة فى السيطرة على وسائل الإعلام أم ستساعد التكنولوجيا الهائلة وسائل الإعلام من الهروب من قبضة يد السلطة؟
مقدمة الحوار:
يرى الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة، أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستشهد تأثيراً أكبر لوسائل الإعلام مقارنة بأية انتخابات سابقة بل أن مرشح الرئاسة القادم سيخشى من أن يبحث الإعلام فى ثرواته وعلاقاته واتفاقياته السرية مع حكومات أجنبية أو أطراف أخرى، وأكد على أن الحكم يعى تماماً أهمية الإعلام وتأثيره لذا كانت محاولات التضييق المستمرة على أدواته خاصة وسائل الإعلام المستقلة والحرة.
ويرى الأستاذ سلامة بدء تحلل الإعلام الرسمى للدولة بعد معرفة المواطن للوجه الآخر للحقيقة، وأن الدولة مهما تشددت فى وسائل القمع تجاه وسائل الإعلام، فإن الأخيرة ستنتصر فى النهاية بفعل التكنولوجيا لأنها الأسبق من عصا الأمن.
وأثناء حديث الكاتب الكبير معى تذكرت ما رواه لى رئيس فريق الإعداد فى أحد البرامج اليومية على فضائية مصرية عن حجم التضييق والمعاناة التى يلقاها يوميا من إلغاء لفقرات عديدة فى برنامجه، وأضاف أن وثيقة البث الفضائى (شغالة) قبل اعتمادها كما أخبرنى أن سكريبت حلقات البرامج اليومية يتم عرضه يوميا وقبل الثانية ظهراً على وزارة الإعلام، وأن القنوات الفضائية وتحديدا المصرية أصبحت قنوات تابعة لماسبيرو.
وقد شرح الأستاذ سلامة أحمد سلامة كيفية تعامل الحكم الحالى مع الانفتاح الإعلامى غير المسبوق الذى شهده عصر حكم مبارك وأكد على أن مصر ستخسر كثيراً دولياً إذا استمرت حالة تضييق الخناق على الإعلام.. كيف؟ إلى تفاصيل الحوار:
= كان سؤالى الأول عن مدى تأثير وسائل الإعلام فى مرحلة اختيار الرئيس القادم إلى قصر العروبة؟
- دور الإعلام أثناء هذه المرحلة سيكون لاحقاً وليس سابقاً ولا يعنى ذلك أن الإعلام عامل ثانوى فى عملية الاختيار بل أراه مؤثراً ويتوقف هذا التأثير والدور حسب الطريقة التى سيتم بها اختيار الرئيس القادم.
= كيف؟
- إذا جاء اختيار رئيس مصر القادم عبر طرق ملتوية – وهذا ما نتوقعه- فإن الإعلام مهما كانت قوته فإن دوره وقتها سيكون بمثابة إضاءة لن تفضى إلى نتيجة وقد يلقى الضوء على أحداث حقيقية لكن تبقى الكلمة الأخيرة فى مسألة اختيار الرئيس القادم فى يد من يمتلك القوى الحقيقية والرئيسية الفاعلة من الجيش والبوليس ونقصد بهاالدولة.
= وماذا سيكون دور الإعلام فى هذه الحالة؟
- تسيطر الدولة على أدوات تساعدها على تحديد الوسائل والكيفية التى ستتعامل بها مع الإعلام فى فترة الانتخابات الرئاسية، خاصة أننا أمام إعلام منقسم.
= ماذا تقصد بكلمة منقسم؟
- يمكن للدولة إذا أرادت أن تقمع الوسائل الإعلامية من صحافة وفضائيات ومدونات وما شابه بل لقد حدث ذلك بالفعل بعد تقديم رؤساء تحرير بعض صحف المعارضة والمستقلة للمحاكمة وعلى النقيض من ذلك ستجد وسائل إعلام أخرى منقادة حسب الاتجاه الذى يحدده لها نظام الحكم.
= ما حجم الدور الذى سيلعبه الإعلام فى ملف الرئاسة القادمة؟
- إذا سلمنا بداية بوجود تأثير للإعلام فإنه لن يحدث مباشرة فى النتائج ولكن تأثيره يقع على المدى الطويل بفعل حالة من التراكم تؤثر فيها الأحداث والأسباب، كما أن الإعلام فى هذا الملف سيلعب دوراًَ هو الأقرب إلى تسجيل الوقائع تاريخياً.
= كيف ترى تعامل الحكم مع وسائل الإعلام؟
- السلطة منتبهة لمدى تأثير الإعلام - الذى لا ينكره أحد- ولذا كان لابد من وضع كافة وسائل الإعلام تحت المراقبة فجاءت البداية مع مواقع الإنترنت وسبق ذلك محاكمة بعض رؤساء التحرير ثم تلا ذلك وثيقة البث الفضائى والتى نتج عنها إلغاء برامج بل وقنوات فضائية حتى التى يتم بثها من خارج الأراضى المصرية، ونجحت السلطة فى تضييق الخناق عليها، وفى هذه الأجواء يمكن أن نتوقع على سبيل المثال أن تمنع الحكومة المصرية تليفزيون (بى بى سي) من البث فى مصر أو تحجيم حركة القناة ومراسليها وأن كان فى نهاية المطاف لا يمكنه أن يمنع منعا مطلقا وكل ما ذكرته هو ضد للحريات.
= وماذا سيكون رد فعل وسائل الإعلام إزاء حالات المطاردة والتحجيم التى تمارسها الدولة ضدهم؟
- العلاقة بين الطرفين (السلطة والإعلام الحر) دخلت مرحلة شد وجذب لكن على المدى الطويل سينجح الإعلام الحر فى تحقيق التأثير كطرف هام فى هذه القضية ويمكننا هنا رصد بعض الوسائل الجديدة التى اتبعتها عدد من وسائل الميديا للتغلب على فرض الرقابة على ما تبثه.
= وكيف تقرأ حجم التنسيق بين وزارات الإعلام العربية فى هذه القضية؟
- هناك درجة عالية من التنسيق والتعاون لا تخطؤها العين بين الدول العربية للتقليل من دور وحجم وتأثير الفضائيات بدأ بالالتفاف حول الصحافة المستقلة عبر سلسلة من الإجراءات قانونية كانت أو غير قانونية عن طريق افتعال بعض القضايا وتقديم صحفيين للمحاكمة ثم استخدام أساليب للشوشرة لمواجهة التأثير الكبير للإعلام المستقل.
= ما السبب فى زيادة حجم وتأثير الإعلام المستقل؟
- اكتشف المواطن حجم الفجوة الهائلة بين ما يقوله الحكم وبين الواقع الذى يعيشه الناس وهذه الفجوة فى ازدياد مستمر مما نتج عنه عدم تصديق المواطن لما تقوله لهم السلطة.د
= مثال؟
- سنضرب مثلا فى قضية غير سياسية على الإطلاق وهى قصة مصنع أجريوم للأسمدة والذى تريد الحكومة إقامته فى دمياط، سنجد أن الناس اكتشفت الفارق الهائل بين ما قالته الحكومة عن المشروع وأهميته وعن آلاف فرص العمل التى سيوفرها لأبناء المدينة وأهمية المصنع بالنسبة للاقتصاد الوطنى وبين ما رآه الناس ولمسوه على الطبيعة من تدنى أرقام العمالة، إضافة إلى تلويث المصنع للبيئة مما سيؤثر سلباً على النشاط الرئيسى للمدينة القائم على السياحة الشعبية بما يهدد أرزاقهم وأقواتهم فقاوموه.
= ولماذا فشل الإعلام الحكومى فى إقناع المواطنين بوجهة نظر الحكومة فى قضية مصنع أجريوم؟
- لا يستطيع الإعلام الحكومى أن يحقق انتصارا طول الوقت، كما أن وعى المواطنين يتشكل عبر إعلام آخر حر ومستقل.
= لكن بعض الأقلام المحسوبة على النظام تصف الإعلام الخاص والمستقل وبرامج الفضائيات الليلية بأنه إعلام حرق مصر؟
- يستطيع الرأى العام أن يفرز الحق من الباطل مما يراه على أرض الواقع ويكتشف أن الإعلام المستقل ينقل صورة الواقع كما هو، وبالتالى يبنى مصداقية لا يملكها الإعلام الرسمى الحكومى ونحتاج مزيداً من الوقت حتى يزداد وعى المواطن ليتمكن من التفرقة بين الحق والباطل والصادق والكاذب.
= إذن الرهان على زيادة وعى الناس؟
- بلا شك ويكفى أن نلحظ هنا مدى زيادة وعى البسطاء حول أزمات نعيشها مثل قضية الأسعار ورغيف العيش، حيث زاد وعى الجماهير مقارنة بالصورة غير الحقيقية التى يرسمها الإعلام الحكومى.
= لكن أهمية الإعلام تتضاءل فى أى مجتمع لا يقرأ مثل مجتمعنا؟
- ما تقوله يتوقف على نسبة الأمية فى المجتمع لكن الغالبية الآن تميل إلى السماع ومشاهدة الصورة مما ساعد على انتشار الفضائيات التى أصبحت من أهم الوسائل الإعلامية وأدى ذلك إلى انصراف المواطنين عن مشاهدة قنوات التليفزيون الحكومى وهذا يعطى مدلولاً عن القائمين على توجيه الإعلام الرسمى.
= كيف؟
- حيث تغيب المقاييس العلمية التى نعرف من خلالها ماذا يرى المواطن؟ وما الذى يريده أو لا يرغبه.
= هل نقول وداعا لإعلام الدولة الرسمى؟
- على المدى المنظور لن يصمد الإعلام الرسمى طويلا أمام وسائل الميديا الجديدة بل سيفقد أرضاً مع كل أزمة جديدة، والمواطن الذى اعتاد على رسالة الإعلام الحكومى سيجد فرقاً شاسعاً بين ما يقرأه ويشاهده وبين الواقع من ناحية أخرى، ومن ثم تحدث حالة من التحلل للإعلام الرسمى عندما يعى المواطن بأن هناك وجوها أخرى للحقيقة.
= فى منطقتنا فقط؟
- بل يحدث ذلك على المستوى العالمى فلم تعد ما يصدر عن أمريكا هو الحق المطلق حتى أن قناة (سى إن إن) بدأت تقول بذلك.
= ما الذى يخشاه أى مرشح للرئاسة من الإعلام؟
- يخشى أى مرشح من الإعلام البحث فى ماضيه وتاريخه مما سيؤدى إلى كشف جوانب فى شخصيته لا يحب أن تظهر للعلن وهذا ما يحدث فى أى حملات انتخابية وعليك أن تتابع ما يحدث حاليا فى الانتخابات الأمريكية وتحديداً حول المرشح الديمقراطى أوباما.
= كلمنا عن مصر؟
- محليا سيخشى أى مرشح من الكشف عن ثروات تراكمت وعلاقات تشابكت ولم تكن واضحة على سطح المجتمع وسيخاف من البحث عن مصدر ثروته وعلاقته برجال الأعمال والمصالح الضاغطة فى المجتمع، وما سبق يظل فى مرحلة غموض وإبهام إلى أن يتم الكشف عنها فنعرف أن فلانا يمول علانا والجوانب المالية تبين دائما مدى مصداقية المرشح.
= المال فقط هو ما يخشى كشفه؟
- بل أيضا أية اتفاقيات تم إبرامها بشكل سرى سواء تعلقت بسياسات عامة أو استراتيجيات مع حكومات أجنبية أو أى أطراف أخري، ويكمن جوهر المشكلة فى افتقادنا للشفافية والتى تسمح للحاكم وتتيح له أن يفعل الكثير فى الظلام وكلما نجح الإعلام فى كشف ذلك، أدى هذا إلى التأثير فى مصداقية المرشح.
= هل يمكن للنظام أحكام سيطرته على الإعلام؟
- يمكنهم السيطرة على جانب واحد منه وهو الإعلام الحكومى فقط وذلك من خلال الإعلان والمساعدات والحملات الدعائية وغير ذلك من الأساليب.
= وماذا عن الإعلام الخاص؟
- إذا قبل الإعلام الخاص من صحف وفضائيات الدخول فى مثل هذه الصفقات فانه بذلك يدخل نفس الدوامة وهذا أخطر ما يواجهه الإعلام الخاص فى ظل ظروف داخلية ضاغطة وقد يحدث ذلك فى بعض الأحيان، والآن نسمع كلاما كثيرا فى هذا الإطار لكنه يدخل تحت عنوان تشويه السمعة عبر إطلاق الشائعات حول اتفاقيات تجمع الإعلام الخاص مع الحكومة مرورا بالأحزاب.
= ما مدى تمتع الإعلام المصرى بالحرية؟
- إعلامنا المصرى ليس حرا فالمحددات التى تحكمه كثيرة والحواجز فيه كبيرة بل وعلانية وهو ما يسمونه بالخطوط الحمراء إضافة إلى موانع خفية لا يشعر بها الرأى العام أو حتى الصحفى نفسه لأنها تمر من تحت الباب إذا جاز التعبير.
= ومتى يحدث ذلك؟
- مع تزايد حجم الاستثمار فى المؤسسة الإعلامية، فإنه يخضع لقوى اقتصادية غير واضحة المعالم مثلما يحدث مع القنوات الفضائية المصرية الخاصة، وعندما يكون رأس المال المستثمر فى الإعلام خاضع لضغوط سياسية واقتصادية معينة يسهل التأثير عليه.
= ومتى يظهر تأثير السلطة هنا؟
- إذا كانت الدولة لا تملك الوسيلة الإعلامية فى هذه الحالة، إلا أنها تملك أدوات ضغط ليست قليلة يمكن من خلالها التأثير على صاحب المنشأة الإعلامية.
= لماذا يخشى حكام العالم الثالث الإعلام؟
- بسبب غياب الديمقراطية الحقيقية.
= ماذا تعنى؟
- من صفات الحكم فى هذه البلدان هو إساءة استخدام القانون وعدم احترام أحكام القضاء مما يجعل من السهولة على الحاكم استخدام وسائل الإعلام للتأثير وفق ما يريد خاصة مع غياب مفهوم المساءلة أو المحاسبة.
= وماذا عن الدول الديمقراطية؟
- ستجد أن التليفزيون الحكومى فى هذه الدول له مجلس إدارة مكون من شخصيات بارزة فى المجتمع وهو الذى يحدد بنفسه الصواب والخطأ.
= هل تعتقد أن الحكم قد تعلم من درس الإعلام فى الانتخابات الرئاسية الماضية؟
- للأسف لم يعى الحكم أن الإعلام أداة لنشر الديمقراطية، لكنه تعلم حجب القوى السياسية المخالفة من أن يكون لها كلمة فى نتائج الانتخابات فكان طبيعيا فى ظل هذا السياق أن تتغير طبيعة الأشراف القضائى على الانتخابات وكذلك أشياء أخرى فى ضوء الخبرة التى خرج بها الحكم فى الانتخابات السابقة.
= كيف؟
- المواطن الآن لا يستطيع انتخاب من يريده بعد أن تمت الحيلولة بينه وبين الصناديق ولا يسمح الحكم بالتصويت إلا للناخبين المؤيدين لمرشحيه وبالتالى أصبح المجتمع أمام قرارات تتناقض بشكل حاد وقيم الديمقراطية الحقيقية.
= لماذا الإعلام على تماس دائم مع السلطة؟
- إذا كان الإعلام قويا ويكشف باستمرار ما يجرى فى كواليس السياسة ويعكس كافة الاتجاهات، ففى هذه الحالة يصبح الإعلام جزءا من العملية الديمقراطية أو عملية إدارة الدولة والحكم ومن ثم يجعله على حالة تماس مع النظام ويتوقف ذلك على مدى ما يعكسه من مشاكل وهموم الناس.
= يسعى كل حاكم إلى توظيف الإعلام لصالحه...ما الحل؟
- الأصل هو توظيف الإعلام لصالح المجتمع لا لصالح الحاكم وإذا كان الإعلام مستقلاً، فلن يرتبط بحاكم معين بل بصالح المجتمع، فالإعلام الحر لا يخدم إلا الحقيقة لكن إذا قرر الحاكم توظيف الإعلام لصالحه فهنا تبدأ عملية الاستمالة بغية تحقيق هذه المصالح الضيقة وهذا ليس من وظائف الإعلام على الأقل فى الدول الديمقراطية.
= وما هى مواصفات العلاقة السوية بين الحاكم والإعلام؟
- أن يتوافر قدر من الثقة والمصداقية والشفافية واحترام الرأى الآخر وتقبل النقد الموجه إليه.
= كيف كان دور الإعلام فى عملية اختيار رؤساء مصر؟
- جرت عملية اختيار أو ترشيح شخص رئيس الجمهورية فى السابق وفق ظروف أمنية وسياسية محددة ولم يخرج دور الإعلام فيها عن التصفيق أو نقل القرار نفسه، حيث كان الرؤساء يأتون فى ظل ظروف مختلفة ولم يكن للإعلام دور سوى الكشف عنهم بل أحيانا كان الإعلام يفاجئ بتصعيد هؤلاء الرؤساء ومن ثم ظهر التلميع كأحد وظائف إعلام هذه الفترة.
= وماذا عن عصر السادات؟
- نجح السادات فى استخدام الإعلام فى عمليتى التبرير والتلميع لكن لم يستخدمه نهائيا كى يشرك الرأى العام فى القرار كأن يتم طرح سؤال حول أسباب اختيار فلان لمنصب ما، كما نجح فى توظيفه أثناء سنوات حكمه الأولى فى صراعه مع مراكز القوى ونجح فى التخلص من أنصار عبد الناصر بل استخدم الإعلام فى تشويه فترة حكم الأخير
= وكيف كانت علاقة عبد الناصر مع الإعلام؟
- استخدم عبد الناصر الإعلام فى عملية التعبئة الجماهيرية لصالح قراراته بعد طبخها فى دهاليز الحكم.
= وماذا عن علاقة الرئيس مبارك مع الإعلام؟
- هى الأصعب بين فترات حكم رؤساء مصر بسبب تنوع الوسائل الإعلامية وانفتاح الأفق الإعلامى على مصراعيه فلم تعد هناك سهولة فى توجيه الناس لطريق واحد وهى مرحلة اختلط فيها مفهوم التعبئة بالتبرير مع قدر كبير من التذبذب بين الرغبة فى اكتساب الثقة بوسائل حديثة والرغبة فى إملاء وفرض أوضاعا معينة بالأساليب القديمة وقد احتاج النظام إلى كلتا السياستين وهما التعبئة والتبرير، وهذا ما نراه واضحا فى الإعلام الحكومى الذى يستخدم بعض الأساليب للتضليل الإعلامى لتبرير ما يجرى وكلما زادت مساحة الأفق الإعلامى احتاجت الدولة وإعلامها الرسمى الى مساحات تبرير أكبر واستخدام أساليب أحدث للتضليل الإعلامى.
= أرجو التوضيح؟
- انظر إلى ما حدث فى قضية غزة واختراق الفلسطينيون للحدود المصرية حيث قام الإعلام الرسمى بتسويق القضية من زاوية رغبة الفلسطينيين فى احتلال سيناء، وأصبحنا لا نعرف أين الحقيقة ثم بدأنا نطالع أخبارا متفرقة تحاول تأكيد ما زعموه فنقرأ القبض على فلسطينيين فى الصعيد جاءوا متسللين عبر غزة...شيء من هذا القبيل هو الذى يحدث الآن.
= هل لديكم أمثلة أخرى أكثر دلالة؟
- طالع ما حدث فى إضراب 6 أبريل من عمليات تبرير ساذجة تبتعد عن الحقيقة وأرض الواقع فبدلا من اعتراف الحكومة بأن أسباب الإضراب اقتصادية نتيجة الارتفاع الحاد فى الأسعار الذى أصاب الجميع وجدنا الحكومة وعبر إعلامها ترى أن القائمين بالإضراب هم مجموعة من المخربين أو وفق تعبيراتهم ب (القلة المندسة) وهذا نوع من التبرير الغبى وليس الذكي، لأن الحكم إذا قرر إجراء عمليات تبريرية تجافى الواقع عليه استخدام درجة معقولة من الذكاء.
= كيف تعامل نظام حكم الرئيس مبارك مع الانفتاح الإعلامى الذى شهده عصره؟
- فى تقديرى أن نظام حكم مبارك عجز عن التعامل مع هذا الانفتاح الإعلامى كما أنه بدا كمن فوجئ بما لم يتوقعه خاصة فى غياب ضوابط لهذه الحالة من الانفتاح، لذا كان قراره بوضع الضوابط أو بمعنى أدق الغطاء على هذا الإعلام الشارد (من وجهة نظر الحكم) فكانت وثيقة البث الفضائى كما اتخذ عددا من الإجراءات الداخلية تجاه الصحافة المعارضة وقنوات التوك شو الليلية، وامتدت اليد الضاغطة حتى الانترنت فكان تضييق الخناق على المدونين ومراقبة المواقع، فهى كلها إجراءات تصب فى خانة التحجيم والقمع وليس الانفتاح والمبادرة.
= وما هى النتيجة المتوقعة من هذا الصراع بين النظام والإعلام الحر؟
- كافة التجارب المتعلقة بقمع الحريات محكوم عليها بالفشل مسبقا لأن التكنولوجيا تسبق إجراءات الأمن والقمع مما يعنى أن التقدم سينتصر فى النهاية.
= اشرح؟
- فى تقديرى أنه مهما حاول الأمن بسط قبضته على الانترنت فان هناك أساليب تكنولوجية أحدث تجعل هذه المواقع تهرب من السيطرة الأمنية أو المراقبة بحيث يتاح للمدونين ومستخدمى الانترنت التواصل فيما بينهم.
= هذا بالنسبة للانترنت..فماذا عن الفضائيات والتضييق عليها؟
- استمرار الدولة فى إجراءات التضييق على الفضائيات سيؤدى إلى عزل البلد ونظام الحكم عن العالم وقد حدث هذا منذ شهور.
= كيف؟
- عندما صدر تقرير البرلمان الأوروبى حول حالة حقوق الانسان فى مصر والتى أثارها البرلمان بعد مراقبته لحالة السجناء والسجون المصرية ونشر ما رأه على العالم وقد أدى هذا إلى الخصم من صورة مصر خارجيا بل زادت سوءا.
= وما تأثير ذلك على مصر؟
- سنفاجأ برأى عام عالمى ضد البلد ومن ثم ضد تقديم مساعدات لها لكونه يعادى كل منظومة القيم العالمية التى تصب فى سجل حقوق الإنسان، وفى تقديرى أن قصة الكاريكاتيرات المسيئة للرسول مقصود بها الإساءة إلى الإسلام والمسلمين تحديدا.
= أرجو التوضيح؟
- أعتقد أن ما يحدث هو جزء من حملة غربية ضد العرب والمسلمين من منطلق أن هذه الدول لا تتمتع بحريات ولا تفكر فى تحقيق أى تقدم وسنلحظ أن هذه الأفكار باتت تتردد بهذا المعنى فى الغرب الذى جزم بأن المنطقة العربية لن تتطور لذلك فإننى أرى أن محاولات الحوار بيننا وبين الغرب لا تؤدى إلى نتيجة، وما يحدث من تحجيم إعلامى يؤدى إلى عزلنا التام عن التركيبة الحضارية الكبرى واليوم نرى الغرب يمنع زيارة أى مصرى أو عربى ودخوله أراضيهم بل إقامة العراقيل أمام القادم مثلما حدث مع البابا شنودة ومؤخرا عمرو موسى.
= وما الحل؟
- ستظل مصالحنا رهينة بالطريقة التى يرانا الغرب بها ومدى احترامنا لحقوق الإنسان وحرية العقيدة وما مدى توافر هذه الحريات وتطبيقها وتمتع المواطن بها فى منطقتنا وفى النهاية نحن الخاسرون من أى عمليات تضييق فى الحريات.
موضوعات متعلقة..
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الأولى)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الثانية)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الثالثة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الرابعة)
محمد على خير يكتب: قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الخامسة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة السادسة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة السابعة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الثامنة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة العاشرة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الحادية عشر)
محمد على خير يكتب: قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الثانية عشر)
محمد على خير يكتب: مفاجأة: الأسهم التى سيمتلكها المصريون ليست مجانية
محمد على خير يكتب: ملاحظات مهمة حول بيان النائب العام فى قضية سوزان تميم..
محمد على خير يكتب: فى حريق الشورى حضر رئيس الجمهورية والوزراء وفى كارثة المقطم حضر محافظ القاهرة فقط
محمد على خير يكتب: لماذا رفعت الحكومة يدها عن دعم أكبر رجل أعمال فى مصر؟
محمد على خير يكتب: لماذا يمسك رشيد منتصف العصا فى قضية احتكار الحديد؟
محمد على خير يكتب: دولة جمال مبارك التى رحل عنها (عز)
محمد على خير يكتب: 3 سيناريوهات تحدد مصير مجموعة طلعت مصطفى إذا تمت إدانة هشام
محمد على خير يكتب: عمليات شراء واسعة لأراضى طريق مصر إسكندرية الصحراوى
محمد على خير يكتب: قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الخامسة)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.