رأت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية أن المفاوضات الأمريكية – الإيرانية من شأنها أن تسهم في كبح إراقة الدماء في سوريا التي مزقتها ويلات الحرب. وأشارت الصحيفة الصينية، في تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد، إلى أن تحالف إيران مع سوريا وجماعة حزب الله اللبنانية أصبح جزءًا هو الآخر من سياسة إيران الخارجية، التي تتضمن برنامجها النووي، فضلا عن مصالحها الاستراتيجية في الدول المجاورة مثل العراق وأفغانستان، حسب ما نقلته وكالة الشرق الأوسط. وأوضحت الصحيفة أن إيران تدعم بقوة النظام السوري، ولكنها ليست جاهزة بعد لإيجاد حل سياسي لوضع نهاية للنزاع السوري الدامي. وأضافت: "إن النظام الإيراني أثبت، مرارًا وتكرارًا، أنه نظام عنيد ولكنه عملي أيضا فيما يتعلق بسياسته الخارجية، فهو ضالع بشكل عميق ومهتم بالتوازن الداخلي للقوة داخل دول المنطقة التي ينظر إليها باعتبارها ذات أهمية استراتيجية، إلا أنه في كافة القضايا كان نهجه طويل الأمد وسياسيا، بدلا من أن يكون أيديولوجيا بحتا". وأكدت الصحيفة أنه دون وجود إيران على طاولة المفاوضات بشأن سوريا، فإن مصير الأخيرة سيكون قاتما؛ لذا فمع انطلاق المفاوضات الأمريكية – الإيرانية في الوقت الحاضر، يبدو أن هناك أملا في التوصل إلى حل سياسي يمكن فرضه ضد الوحشية الطائفية التي نشهدها في الوقت الحالي. وتابعت الصحيفة: "إنه برغم أن مثل هذه الخطوة من غير المحتمل أن تتم قبل التوصل إلى حل بشأن برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، إلا أن التعاون مع إيران لإيجاد حل سياسي للمأساة السورية، يمكن أن يتم استغلاله كنقطة انطلاق لبناء الثقة من أجل إقناع إيران بالعدول عن تخصيب اليورانيوم". وقالت الصحيفة إنه برغم التطورات التي طرأت على البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، التي جعلت البلاد هدفا للتهديدات العسكرية الإستراتيجية والعقوبات المنهكة، إلا أن انتخابات الرئاسة الإيرانية الأخيرة كانت بمثابة بصيص أمل وفتحت آفاقا سياسية جديدة. وأوضحت: "فعقب ثماني سنوات من العداء، كانت تواجه المؤسسة الأمنية الإيرانية أزمة شرعية، وأظهرت مؤخرا ما يكفي من المرونة لاختيار حل سياسي من خلال السماح بعملية التصويت الشعبي لإضفاء الشرعية وإعادة إنعاش النظام السياسي المتضرر". واختتمت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية – تعليقها- مرجحة أن هذه التحولات قد تمثل فرصة فريدة للحوار بين واشنطن وطهران، كما تمثل فرصة ذهبية للتوصل إلى حل سياسي للحرب الأهلية في سوريا".